الأربعاء، 5 نوفمبر 2014

النجاح الروحي أساس لكل نجاح

إن الإنسان الروحي يستمد من علاقته بالله، النجاح في كل عمل صالح "لأن الله لم يعطنا روح الفشل، بل روح القوة والمحبة والنصح (2تي 1 : 7). ونحن نثق أن إله السماء يعطينا النجاح، وخاصةً في حياتنا الروحية؛ لأنه "ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه أو ماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه".
ونحن نتعلم من أخطائنا- سواء في طريقنا الروحي أو في حياتنا العملية- والله يغفر لنا خطايانا ولا يعود يذكرها، وهو يحبنا رغم ضعفاتنا وتقصيرنا، ويريد منا أن نكون ناجحين في حياتنا العملية والروحية، وفي علاقاتنا. ويستطيع أن يقودنا في موكب نصرته ويهدي ارجلنا في طريق السلام.
فلكل نفس طفل أو شاب أو كهل، رجل او امرأة نقول: ثق في الله. الله إلهنا حي وقوي، ويستطيع أن يقوينا في الضعف "يعطي المعيي قدرة ولعديم القوة يُكثر شدة" (أش 40 : 29). وهو إله الرجاء، وإله الضعفاء، فيه يقول الضعيف "بطل أنا"؛ "لأن ابن الإنسان قد جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك" (لو 19 : 10). لقد بحث عن الشعب في العبودية وخلَّصه وحرَّره منها، وهو قادر أن يقودنا في برية هذا العالم ومتاعبه لنصل والسفينة إلي بر الأمان. وبحث عن السامرية وقادها إلي التوبة دون أن تطلب، واستطاع أن يحرّر "زكا العشار" من محبته للمال، و"شاول" من تعصبه الأعمي، وحوَّله إلي إناء مختار للكرازة باسمه أمام ملوك وأمم وبني "إسرائيل". وهو الذي جاء ليخلصنا من العبودية للشيطان، والخوف والضعف. وهو هو أمس واليوم وإلي الأبد. ثق فيه فهو اختار فقراء العالم والضعفاء: اسمعوا يا إخوتي الأحباء، أما اختار الله فقراء هذا العالم أغنياء في الإيمان وورثة الملكوت الذي وعد به الذين يحبونه" (يع 2 : 5)،
"بل اختار الله جهَّال العالم ليخزي الحكماء، واختار الله ضعفاء العالم ليخزي الأقوياء، واختار الله أدنياء العالم والمُزدَرى وغير الموجود ليبطل الموجود" (1كو 1 : 27-28). إن إلهنا ليس لديه مستحيل، ويعمل ويبارك في القليل؛ فثقوا في قدرته وسط الضيق والظلمة والاضطهاد..
نحن نُعد أنفسنا لنكون شهود أمناء لله. وهو قادر أن يقودنا في موكب نصرته. ثق في نفسك.. لنثق في قدراتنا
وامكانياتنا وما لدينا من طاقات وقدرات، ولنطرح عنا كل ثقل الخطية، وكل تكبر، ولنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا. ناظرين إلي رئيس الإيمان ومكمله الرب يسوع؛ حتي لو فشلنا مرة ومرات، فما الطريق إلي النجاح إلا سلسلة من التجارب الفاشلة التي نتعلم منها لنصل إلي النجاح. فلا نيأس، بل نلقي علي الله رجائنا وثقتنا فيه "وليملأكم إله الرجاء كل سرور وسلام في الايمان، لتزدادوا في الرجاء بقوة الروح القدس" (رو 15 : 13).
وفي كل يوم جديد فرصة جديدة للعمل والعطاء والنجاح. فلماذا ننظر إلي العقبات والإخفاقات في حياتنا، ولا ننظر إلي الأسلحة الروحية المعطاة لنا من الله "أخيرًا يا إخوتي، تقووا في الرب وفي شدة قوته" (أف 6 : 10). هومعين لمن ليس له معين، ورجاء لمن ليس له رجاء "يعطي المعيي قدرة ولعديم القوة يكثر شدة" (اش 40 : 29).
الطبيعة تعلمنا
إننا ننظر في الخريف إلى كثير من الأشجار، ونراها يابسة جرداء، وكأن الموت قد دبّ فيها. ويأتي الربيع، وتبدء هذه الأشجار تلبس ثوبًا جديدًا من الجمال والبهاء "الصديق كالنخلة يزهو، كالأرز في لبنان ينمو" (مز 92 : 12). ونحن نثق في الله الذي يستطيع أن يجدِّد شبابنا "وأما منتظروا الرب فيجددون قوة. يرفعون أجنحة كالنسور. يركضون ولا يتعبون. يمشون ولا يعيون" (أش 40 : 31).
ابدأ وسيعمل الله بك 
لا تتكاسل إذًا في العمل. وقل لا لليأس والفشل. وجاهد الجهاد الحسن. وثق في الله، وفي قدرته أن يشفي أمراض نفسك، ويمنحك القدرة علي العمل والنجاح، وهو قوتنا كلنا وحياتنا ورجائنا وقيامتنا كلنا. ولا تستسلم للفشل، بل ليكن لك أمل في الله. وقل مع "بولس الرسول": "أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني} (في 4 : 13). فكل شئ مستطاع للمؤمن.
وثق أن اليوم الجديد يعني لك فرصة للنجاح والعمل والأمل والمستقبل الناجح، فقد جاء الرب يسوع المسيح متجسدًا ليهبنا حياة أفضل. وهو قادر أن يخلِّصك من السلبية والكسل والحزن والكأبة والضعف، ويعمل معك عجائب. صل بايمان وثقة.. صل كل يوم، وفي كل ساعة، رافعًا قلبك وفكرك للسماء. وإن نظرت إلى ماضيك، فوجدته ملئ بالفشل، وحاضرك فرأيته ملبَّدًا بالغيوم والحزن، فانظر إلي السماء؛ فستجد الراحة لنفسك المتعبة.
الله يعالج جراح الماضي، ويغفر خطاياه، ويعلّمنا من أخطائه، ويعالج الحاضر، وما فيه من صعوبات قادر أن يذلِّلها ويذيلها، وقادر أن يجعل لنا المستقبل السعيد، ويهبنا الأبدية الصالحة.
ثق في الله ومحبته وعطائه، واثبت فيه لتأتي بثمر كثير "أنا الكرمة الحقيقية وأبي الكرام. كل غصن فيّ لا يأتي بثمر ينزعه، وكل ما يأتي بثمر ينقيِّه ليأتي بثمر أكثر. أنتم الآن أنقياء لسبب الكلام الذي كلمتكم به. اثبتوا فيّ وأنا فيكم. كما أن الغصن لا يقدر أن يأتي بثمر من ذاته إن لم يثبت في الكرمة، كذلك أنتم أيضًا إن لم تثبتوا فىّ" (يو 1:5-4).
ثق أن الله يريدك مثمرًا فيه من أجل اسمه القدوس الذي دُعي علينا.
صل إذن، وقل لله: اشترك يارب معي في كل عمل صالح.
إلهي إني أثق فيك وأسير معك الطريق كله، خذ بيدي وقدني كما تشاء، وصيِّرني علي صورتك وشبهك، لا تتركني وحدي أسير وراء ميولي لئلا أتورط، بل انقذ من الحفرة نفسي، ومن الهاوية حياتي؛ لأنك أنت هو الرب إلهي. إن لم يبن الرب البيت فباطلاً يتعب البناؤون، إن لم يحفظ الرب المدينة، فباطلاً يسهر الحارس.
إني أثق فيك وفي شدة قوتك، وفي حسن رعايتك. يالهي، قدني في حياتي الروحية والعملية، وقويني وهبني الأمل وسط الضياع والتيه والفشل لأنهض من جديد، وأكون كما تريد. ولا يذيدني الفشل إلا إصرارًا علي العمل والنجاح. إلهي، إني أثق فيك. ربي، أنت العامل معي، وقائدي في طريق النجاح.
بقلم: القمص أفرايم الأورشليمي

صلّوا بلا ملل


القديس يوحنا كرونشتادت
الصلاةُ هي رفعُ العقل والقلب معًا الى الله، هي تأمُّلٌ في الله، هي حديثٌ جريءٌ مُقدَّمٌ منَ المخلوق للخالق، وذلك حينما تقف النفْسُ خاشعةً أمامه كما تكون أمام ملكٍ عظيمٍ، في نسيانٍ كاملٍ لكل ما هو حولها، مغتسلةً من خطاياها بحملِها نِيرَ يسوع الهيِّن وحِمله الخفيف.
الصلاة هي تقديس النفس، تذوُّقٌ لبركاتِ المستقبل، وتذوُّقٌ لسعادة الملائكة، هي المطرُ السماويّ الذي يُنعشُ ويروي ويخصبُ أرضَ النفس وينقِّي وينعشُ العقل، هي فرحُ الروح، الشريطُ الذهبيُّ الذي يربطُ المخلوقَ بالخالق، هي شجاعةٌ ومعونةٌ في كافة المِحن والتجارب، مصباحُ الحياة الذي يضيء الطريقَ نحو السماء، ضامن النجاح في كلِّ المهام، كرامةٌ مساويةٌ للملائكة، مشدِّدةُ الإيمان والأمل والحب.
الصلاة هي حياةُ عِشرةٍ ومشاركة مع الملائكة والقديسين الذين أرضوا الله منذ بدء العالم، هي إصلاحُ الحياة التي انحرفتْ، أُمُّ الخشوع والدموع، القوة الدافعة لعمل الرحمة، طمأنينةُ الحياة، مبدِّدةُ الخوف منَ الموت، إزدراءٌ بالكنوز الأرضيَّة، رغبةٌ مُلحَّةٌ لا تهدأ نحو البركات السماويَّة، إرتقابُ الدينونة بثقةٍ، وانتظارُ القيامة العامة بفرح، وتعطُّشٌ لحياة الدهر الآتي، هي جهدٌ وعزمٌ لخلاص نفوسنا منَ العذاب الأبدي، بحثٌ لا ينقطع عن طلبة الرحمة والإلحاح في طلبِ عفوِ الحاكم، شرف الوقوف في حضرة القدير، الكفُّ عن تطويب النفس وعن العطف على الذات وعن التماس الأعذار لها.
الصلاة هي توسيع القلب لحمل كافة الناس بالحب، حُلولية السماء بالنفس، ثبوتٌ متبادَل في الثالوث الكامل القداسة "إليه نأتي وعنده نصنع منزلاً" (يو 14: 23)
القديس يوحنا كرونشتادت

لا نخافنَّ أبدًا من مجانية الله!


البابا فرنسيس: لا نخافنَّ أبدًا من مجانية الله!
"لا مكان للمكافآت والمبادلة في ملكوت الله، لأن الله يعطي بمجانيّة" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح الثلاثاء في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان، وأكّد أننا أحيانًا بسبب الكبرياء وحب التسلّط نرفض دعوة الله المجانية لنا.
استهل الأب الأقدس عظته انطلاقًا من الإنجيل الذي تقدمه لنا الليتورجية اليوم من القديس لوقا والذي يخبرنا فيه يسوع مثل ذلك الرجل الذي صنع عشاءً فاخِرًا، ودعا إِليهِ كَثيرًا مِنَ النَّاس... ثُمَّ أَرسَلَ عبدَه ساعةَ العَشاءِ يَقولُ لِلمَدعُوِّين: تَعالَوا، فقد أُعِدَّ العشَاء. فجَعلوا كُلُّهم يَعتَذِرونَ على وَجهٍ واحِد... وقال: إن هذا المثل يجعلنا نفكّر لأننا جميعنا نحب أن نتلقى دعوة للمشاركة في احتفال أو في عشاء فاخر، ولكن ما يُميّز هذا العشاء أنه من بين المدعوين نجد ثلاثة أشخاص، كمثال للبعض منا، لم يرغبوا في المشاركة، قال الأول: " قدِ اشتَرَيتُ حَقلاً فلا بُدَّ لي أَن أَذهَبَ فأَراه" إنه موقف تسلّط وغرور وكبرياء، فهو يفضّل السلطة على الجلوس كباقي المدعوين الآخرين، أما الثاني فقال: "قدِ اشتَرَيتُ خَمسَةَ فَدادين، وأَنا ذاهِبٌ لأُجَرِّبَها" وبالتالي فهو يبحث عن الربح ويفضل الاهتمام بالأعمال بدل من أن يضيّع وقته مع الآخرين، أما الثالث فقال: " قد تَزَوَّجتُ فلا أَستَطيعُ المَجيء" وبالتالي فهو شخص أناني. لقد فضّل هؤلاء الثلاثة مصالحهم الشخصيّة على مشاركة الآخرين فرحهم، فهم لا يعرفون معنى العيد، بل يبحثون عمّن يكافئهم.
تابع البابا فرنسيس يقول: لو كانت الدعوة مثلاً: "تعالوا! لدي بعض الأصدقاء من رجال الأعمال القادمين من بلدٍ آخر ويمكننا أن نحقق شيئًا ما معًا"، لكانوا حضروا جميعًا دون استثناء. لكنهم يخافون من المجانيّة ومن أن يكونوا كالآخرين... هذا هو الكبرياء والغرور، يريدون أن يكونوا في محور الاهتمام... ما أصعب الإصغاء لصوت يسوع ولصوت الله عندما يتمحور كلّ شيء حولنا... فالشخص المتكبر لا أفق لديه إلا ذاته... ووراء هذا كلّه هناك أيضًا الخوف من المجانيّة! نحن نخاف من مجانيّة الله! عظيمة جدًا هذه المجانية وبالتالي فهي تخيفنا!
أضاف الحبر الأعظم يقول: يحدث هذا كله بسبب خبرات الحياة التي غالبًا ما تكون أليمة، تمامًا كخبرة تلميذي عماوس عندما ابتعدا عن أورشليم أو خبرة توما الذي أراد أن يلمس جراح المسامير ليؤمن. فكما يقول مثل شعبي: "عندما تكون التقدمة سخيّة حتى القديس تُخالجه الشكوك والتساؤلات!" أي أن المجانيّة غالبًا ما لا يمكن فهمها، وبالتالي عندما يدعونا الله إلى عشاء فاخر يفكرّ كل منا في نفسه: "من يعرف ماذا ينتظرني وراء هذه الدعوة؟ ربما من الأفضل لي أن أبقى خارجًا"؛ فنحن غالبًا ما نفضل الأمان الذي تقدمه لنا خطايانا ومحدوديتنا على الخروج والذهاب للإجابة على دعوة الله، إلى بيت الله. جميعنا نخاف، نحن المسيحيين نخفي في داخلنا نوعًا من الخوف: نؤمن ولكن إيماننًا ليس كاملاً، نثق بالرب ولكن ثقتنا ناقصة... وهذا النقص يطبع حياتنا ويجعلنا صغارًا.
هناك أمر يجعلني أفكّر، تابع الأب الأقدس يقول، وهو أنه عندما رجع العبد وأخبر سيّده بهذا كلّه، يخبرنا الإنجيلي أن رب البيت قد غضب، لقد غضب لأن هؤلاء الأشخاص استهانوا به وبالتالي قال لعبده: "اُخْرُجْ على عَجَلٍ إِلى ساحاتِ المَديَنةِ وشوارِعِها، وَأتِ إِلى هُنا بِالفُقَراءِ والكُسْحانِ والعُمْيانِ والعُرْجان". سأل السيّد عبده أن يأتي بهؤلاء الأشخاص، أي بمعنى آخر أن يُجبرهم على المجيء إلى العشاء، وأحيانًا هذا ما يفعله الله معنا. يُجبرنا على المشاركة في العشاء الذي يُعدُّه، أي في مجانيّته. يجبر القلب والروح على الإيمان بهذه المجانية وبأن عطايا الله مجانية لنا جميعًا وبأن الخلاص لا يمكن شراءه بل هو عطية كبيرة من محبة الله لنا... هذه هي العطية الكبرى! وهذه هي المجانية... لكننا نخاف ونعتقد أن القداسة تتحقق بفضل مساعينا... لا! القداسة والخلاص هما مجانيين!
فيسوع، تابع البابا فرنسيس مؤكدًا، قد دفع ثمن هذا العشاء، بتواضعه وانمحائه حتى الموت، موت الصليب، وهذه هي المجانية! وبالتالي في كل مرّة ننظر فيها إلى المصلوب لنفكر في أنفسنا قائلين: "هذه هي بطاقة دخولي إلى هذا العشاء"، نعم يا رب، أنا خاطئ وخطاياي كثيرة، ولكنني أحدق النظر إليك على الصليب، وأدخل إلى العشاء الذي أعده الآب. أنا أؤمن بك وأثق بك وأعرف أنك لن تخذلني لأنك قد دفعت ثمن كل شيء. واليوم، تطلب منا الكنيسة ألا نخاف من مجانية الله وتدعونا لنفتح قلوبنا ونقوم من جهتنا بكل ما بوسعنا القيام به، أما الباقي فسيهتم الله به، لأنه هو الذي يصنع العشاء ويدعو إليه!

الثلاثاء، 4 نوفمبر 2014

صوم الميلاد المجيد

لنيافة الأنبا رافائيل
صوم الميلاد المجيد
 
ما أجمل أيام الصوم المقدس .. تشتاق النفوس الروحانية لهذه الأيام المقدسة .. فلها رائحة خاصة، ومذاقه مميزة .. ففيها يحلو للنفس أن تتوب في هدوء وسكون.
دعنا نصوم بنقاوة القلب وهذه تحتاج إلى:
التوبة القلبية
& "ارجِعوا إلَيَّ بكُل قُلوبِكُمْ، وبالصَّوْمِ والبُكاءِ والنَّوْحِ. ومَزّقوا قُلوبَكُمْ لا ثيابَكُمْ". وارجِعوا إلَى الرَّب إلهِكُمْ لأنَّهُ رَؤوفٌ رحيمٌ،بَطيءُ الغَضَبِ وكثيرُ الرّأفَةِ ويَندَمُ علَى الشَّر" (يؤ 2: 12-13).
إن أصوام الكنيسة هي مواسم التوبة وتجديد العهود .. مواسم العودة إلى أحضان المسيح نرتمي فيه ونبكي .. نبكي على الزمان الرديء الذي مضى ..
& "لأنَّ زَمانَ الحياةِ الذي مَضَى يَكفينا لنَكونَ قد عَمِلنا إرادَةَ الأُمَمِ، سالِكينَ في الدَّعارَةِ والشَّهَواتِ، وإدمانِ الخمرِ، والبَطَرِ، والمُنادَماتِ، وعِبادَةِ الأوثانِ المُحَرَّمَةِ" (1بط4: 3).
& "إنَّها الآنَ ساعَةٌ لنَستَيقِظَ مِنَ النَّوْمِ، فإنَّ خَلاصَنا الآنَ أقرَبُ مِمّا كانَ حينَ آمَنّا. قد تناهَى اللَّيلُ وتقارَبَ النَّهارُ، فلنَخلَعْ أعمالَ الظُّلمَةِ ونَلبَسْ أسلِحَةَ النّورِ. لنَسلُكْ بلياقَةٍ كما في النَّهارِ" (رو13: 11-13).
آه لو تحرك قلب الكنيسة نحو التوبة بحس واحد ..
آه لو تحرك قلبي وسط الجماعة المُقدَّسة للعودة إلى المسيح ..
إن لمسة الرب يسوع المسيح ..
شافية النفس والجسد والروح ..
ومجددة للحواس وباعثة للحياة.
r r r
ربي يسوع ..
سامحني واعْف عني ..
أسندني لكي لا أخطئ إليك ثانية.
دعني أُقبِّل قدميك وأبللهما بدموعي وحبي.
دعني أرتمي في حضنك الإلهي كطفل في حضن أمه.
أبكي بفرح العودة .. أبكي برجاء النصرة.
أبكي بروح القيامة من سقطاتي الرديئة.
سأكون لك بنعمتك، ولن يستعبدني العالم ثانية،
ولن يسبيني الشيطان مرة أخرى، ولن يخدعني الجسد بأوهامه.
r r r
مُخلِّصي القدوس ..
لقد ذقت مرارة الخطية، واكتشفت وهمها الرديء.
كنت أظنها حرية مُفرحة، فوجدتها عبودية قاسية.
الآن أدرك بنعمتك أنك وحدك فيك الحرية والفرح والسعادة،
وبدونك حياتي مُرّة وكئيبة. الآن أدرك لماذا يفرح الصائم:
"مَتَى صُمتُمْ فلا تكونوا عابِسينَ" (مت6: 16).
إنني أفرح الآن بعودتي إليك بعد التيهان،
لأستقر في حضنك بعد الضياع. الآن تتوق نفسي إلى القداسة،
بعد أن دنسّت نفسي وجسدي بأفعالي الدنيئة.
الآن يتغير اتجاه حياتي ليكون المسيح هدفي ومحور اهتمامي،
لأنّ "ليَ الحياةَ هي المَسيحُ" (في1: 21)،
بعد أن كان العالم ولقمة العيش والجسد واللذات،
قد استولوا عليَّ، فأفقدوني هويتي ومعنى وجودي،
وسلبوا مني فرحتي، وتركوني ملقى بين حي وميت ..
أنتظر سامريًا صالحًا يضمد جراحاتي.
تعالَ إذًا يا ربي يسوع،
واحملني على منكبيك،
وأودعني كنيستك المُقدَّسة ..
لأُشفى من جراحات نفسي العميقة.
أُشفى بك وبلمساتك الحانية في كنيستك مستشفى التائبين.
r r r
أيضًا في صوم الميلاد المجيد نحتاج أن نتدرب على:
الهدوء والصمت
& "لأنَّهُ هكذا قالَ السَّيدُ الرَّبُّ قُدّوسُ إسرائيلَ: "بالرُّجوعِ والسُّكونِ تخلُصونَ. بالهُدوءِ والطُّمأنينَةِ تكونُ قوَّتُكُمْ (إش30: 15).
إن إيقاع الحياة الصاخب، وعنف متطلبات المعيشة، وكثرة الحركة والانشغال والهموم ... أفقدوا الإنسان معناه وإنسانيته، وحولوه إلى مجرد ترس في ماكينة ضخمة يتحرك بتحركها، ويقف بوقوفها إن وقفت.
إن الإنسان اليوم يعيش في تشتت مُرعب، يُبدد قوى الجسم والنفس والعقل .. فكم بالحري قوى الروح!! إننا أحوج ما نكون إلى فترات هدوء واعتكاف .. نعود فيها إلى أنفسنا، ونغوص في أعماقنا بدون تأثير المشتتات الخارجية. إنها رحلة إلى أعماق الإنسان .. لاكتشاف الهوية وضبط الاتجاهات.
دعونا نختزل من برنامجنا اليومي كل ما هو غير ضروري: الثرثرة والأحاديث الباطلة، والتليفزيون، والمكالمات التليفونية الطويلة دون داع، والزيارات غير الضرورية، والملاهي والمآدب.
ألاَّ ترى أنه سيتجمع لدينا وقت كاف للتمتع بالهدوء والاعتكاف .. في جلال الصمت وخشوع العبادة والتأمل والتعمق، واكتشاف سطحيتنا وزيف علاقاتنا مع الآخرين!! إن كلامنا الثرثار في طوفان الأحاديث الباطلة قد فقد قوته ومعناه.
والصوم بجلاله .. يُعيد إلى الكلمة قُدسيتها ووقارها وسُلطانها. "إنْ كانَ أحَدٌ لا يَعثُرُ في الكلامِ فذاكَ رَجُلٌ كامِلٌ، قادِرٌ أنْ يُلجِمَ كُلَّ الجَسَدِ أيضًا" (يع3: 2).
آه لو نستطيع أن نقتطع من برنامجنا اليومي الصاخب لحظات للهدوء والاعتكاف والتزام الصمت!! اسمع الصوت الذي كلّم القديس أرسانيوس قديمًا: "يا أرسانيوس إلزم الهدوء والبُعد عن الناس، وأصمت وأنت تخلُص .. لأن هذه هي عروق عدمالخطية". فإن كان القديس أرسانيوس قد لزم الصمت والبُعد عن الناس طول العمر .. فليس بكثير علينا أن نلزمها لحظات يوميًا خاصة في الصوم.
العالم اليوم يحتاج إلى شهادة حيَّة .. لا بالوعظ والكلام، بل بقديسين يحملون نورًا وفرحًا وعمقًا، ورزانة ووقارًا، ولهم سر الصمت وقوة الهدوء، كعلامة وبرهان على حضور الله فيهم.
كل عام وكل الكنيسة في ملء بركة المسيح ..
بالتوبة والصلاة والصوم الصادقين.

فتاة ممتلئة نعمة


نيافة الأنبا موسى - أسقف الشباب
قال الملاك للسيدة العذراء حين بشرها:"سلام لكِ أيتها الممتلئة نعمة" (لوقا 1: 82). ولا شك أن هذا يجعلنا نتمنى ونطلب شيئاً من هذه النعمة الإلهية التى ملأتها ، ولكن ...
ما هى النعمة ؟
هى عمل الروح القدس فى الإنسان، من أجل خلاص نفسه، وتقديسه، وتكميله .. ليصير مناسباً للحياة المسيحية هنا، والحياة الأبدية هناك.
وكلمة نعمة باليونانية معناها "خاريس" وبالإنجليزية Grace ، ومعناها  العمل المجانى الذى يقدمه روح الله للإنسان، لخلاص نفسه، لهذا يقول الرسول بولس: "خَلَّصَنَا بِغُسْلِ الْمِيلاَدِ الثَّانِي وَتَجْدِيدِ الرُّوحِ الْقُدُسِ، ... حَتَّى إِذَا تَبَرَّرْنَا بِنِعْمَتِهِ، نَصِيرُ وَرَثَةً حَسَبَ رَجَاءِ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ." (تيطس 3: 5، 7). "مُتَبَرِّرِينَ مَجَّانًا بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً بِالإِيمَانِ بِدَمِهِ، لإِظْهَارِ بِرِّهِ، مِنْ أَجْلِ الصَّفْحِ عَنِ الْخَطَايَا السَّالِفَةِ بِإِمْهَالِ اللهِ" (رومية 3: 24، 25). "وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ ­ بِالنِّعْمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ" (أفسس 2: 5).
ومن هذه الآيات نكتشف مفاعيل النعمة الإلهية، التى قدمها لنا الرب، من خلال تجسده وفداءه لنا:
1- التبرير: وهو غير التبرئة، فنحن خطاة ومدانون، ولكن الرب بررنا بأن دفع هو ديون خطايانا كما علمنا الكتاب المقدس، والقديس أثناسيوس الرسول. فالرب يسوع "يُصَالِحَ الاثْنَيْنِ فِي جَسَدٍ وَاحِدٍ مَعَ اللهِ بِالصَّلِيبِ، قَاتِلاً الْعَدَاوَةَ بِهِ." (أفسس 2: 16)، أى أننا كنا فى خصومة، وتحت عقوبة، وعلينا دين: "لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ" (رومية 6: 23) لكن الرب يسوع على الصليب "حَمَلَ هُوَ نَفْسُهُ خَطَايَانَا فِي جَسَدِهِ عَلَى الْخَشَبَةِ" (1بطرس 2: 24)، "ومات عوضاً عنا" (القديس أثناسيوس الرسولى)، فصرنا نقول له: "حولت لى العقوبة خلاصاً" ، "أنا أختطفت لى حكم الموت" (القداس الغريغورى).
2- الخلاص: والمقصود به أن دم المسيح خلصنا من خطايانا بأنه:
+ يغفرها لنا: "وبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ " (عبرانيين 9: 22). 
+ يطهرنا منها: "وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ." (1يو 1: 7). 
+ يقدسنا للرب: "لِذلِكَ يَسُوعُ أَيْضًا، لِكَيْ يُقَدِّسَ الشَّعْبَ بِدَمِ نَفْسِهِ، تَأَلَّمَ خَارِجَ الْبَابِ." (عبرانيين 13: 12).
+ يثبتنا فيه: "مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ." (يو 6: 56). 
+ يعطينا حياة أبدية: "مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُ دَمِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ" (يوحنا 6: 54).
+ التجديد: فالرب يسوع بروحه القدس يجددنا ، فبالمعمودية والميرون تتجدد طبيعتنا، وبالتوبة تتجدد سيرتنا، وبوسائط النعمة نتجدد يوماً فيوماً، وفى القيامة تتجدد أجسادنا فتصير أجساداً نورانية.
 
3- الميراث : النعمة المجانية، التى دفع ثمنها الرب يسوع بتجسد وفدائه لنا، جعلتنا أبناء الله وورثة للملكوت ... فصرنا "وَرَثَةً حَسَبَ رَجَاءِ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ" (تيطس 3: 7).. لهذا قال لنا: "لاَ تَخَفْ، أَيُّهَا الْقَطِيعُ الصَّغِيرُ، لأَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ سُرَّ أَنْ يُعْطِيَكُمُ الْمَلَكُوتَ" (لوقا 12: 32).
السيدة العذراء كانت ممتلئة نعمة، بالروح القدس، فصارت السماء الثانية، والشفيعة المؤتمنة.
ليتنا نطلب قبساً مما نالته من نعمة فائقة .

من اقوال الانبا انطونيوس

الأنسان هو ذاك الذى لا تستعبده الملذات الجسدية بل يتحكم فى الجسد بتمييز صالح وعفة+ + +الأنبا أنطونيوس

اوقد سراجك بدموع عينيك و الزم البكاء فيترحم الله عليك لكن احذر من ان تكون صغير القلب لان صغر القلب يولد الاحزان + + + الانبا انطونيوس
لاتتحدث بجميع افكارك لجميع الناس الا الذين لهم خلاص نفسك + + + الانبا انطونيوس
خطايا الابرار على شفاهم اما خطايا المنافقين فهى جميع اجسادهم + + + الانبا انطونيوس
ارفض الكبرياء واعتبر جميع الناس ابر منك + + + الانبا انطونيوس
اذا اسلمت النفس ذاتها لله من كل قلبها فان الله يتحنن عليها ويعطيها روح التوبه + + + الانبا انطونيوس
يتطهر الجسد بالصوم الكثير والسهر والصلوات + + + الانبا انطونيوس
صلوا ليلا ونهارا ليرسل الله من فوق فتعلمكم ما يجب ان تفعلوه + + + الانبا انطونيوس
اجعل الرب امام عينيك على الدوام اينما سرت + + + الانبا انطونيوس
ان ذكرنا خطايانا ينساها لنا الله وان نسينها يذكرها لنا الله + + + الانبا انطونيوس
احتمال الكرامه اصعب من احتمال الاهانه + + + الانبا انطونيوس
يااولادى لا تجعلوا للشيطان فيكم موضعا لئلا ياتى غضب الله علينا + + + الانبا انطونيوس
لاتهرب من الحسد والخصام لان من كل صديقا لحسود فهو صديق لسبع ضار + + + الانبا انطونيوس
اول كل شئ ان تصلى بلا ملل وتشكر الله على كل ماياتى عليك + + + الانبا انطونيوس
كن متانيا لكل بليه تاتيك حتى اخر نسمه فى حياتك + + + الانبا انطونيوس
لا تتكل على برك ولا تصنع شيئا تندم عليه + + + الانبا انطونيوس
اجعل اعمالك تكذب اقوالك + + + الانبا انطونيوس
كل موضع تحل فيه اجعل الله بين عينيك + + + الانبا انطونيوس
اجعل كل احد يباركك + + + الانبا انطونيوس
احب الاتضاع فهو يغطى جميع خطايالك + + + الانبا انطونيوس
لا تكنز خطيئتك التي صنعتها لان افضل ما يقتنيه الانسان هو ان يقر بخطاياه قدام الله ويلوم نفسه + + + الانبا انطونيوس
لا تكون قليل السمع لئلا تكون تكون وعاء لجميع الشرور فضع فى قلبك ان تسمع لابيك فتحل بركة اللة عليك + + + الانبا انطونيوس
يجب أن يكون خوف الله بين أعينا دائما و كذلك ذكر الموت + + + الانبا انطونيوس
كما أن الضوء اذا دخل بيتا مظلما طرد ظلمته و اناره هكذا خوف الله اذا دخل قلب الأنسان طرد عنه الجهل و علمه الفضائل والحكم+ + + الانبا انطونيوس
كل خبزك بسكينة و هدوء و امساك و إياك من الشره فانه يطرد خوف الله من القلب+ + + الانبا انطونيوس
اياك و اللعب فانه يطرد خوف الله من القلب و يجعله مسكنا للشرور + + + الانبا انطونيوس
اياك والكذب فانه يطرد خوف الله من الأنسان + + +الانبا انطونيوس
أحذر أن تتكلم بكلام فارغ و لا تسمعه من غيرك ولا تفكر فيه وليكن كلامك فى ذكر الله و استغفارة + + +الانبا انطونيوس
المسيحية هى حياة مع الرب و تذوق حلاوته و عشرته + + +الانبا انطونيوس
كل ما يبعدك عن الله لا تفعله . ولتكن نفسك كائنه مع الله فى كل وقت + + +الانبا انطونيوس
ان كان الله لك فكل شئ لك حتى لو كنت محروما من كل شئ . و ان لم يكن الله لك فأنت محروما من كل شئ حتى لو كنت تملك كل شىء + + + الانبا انطونيوس
أنا لا أخاف الله لأنى أحب الله و المحبة تطرح الخوف خارجا + + + الانبا انطونيوس
الذى يعرف تدابير الخالق و كل ما يعمله فى خلائقه + + + الانبا انطونيوس
أحب الأتضاع فهو يغطى جميع الخطايا + + + الانبا انطونيوس
من يغلب بالتواضع فانه يصير فى السماء مثل لعازر المسكين + + + الانبا انطونيوس
أظلم نفسك لكل أنسان تمتلك التواضع + + + الانبا انطونيوس
أعلم أن الأتضاع هو أن تعد جميع البشر أفضل منك . متأكد من كل قلبك أنك أكثر منهم خطية و يكون رأسك منكسا و لسانك يقول لكل أحد أغفر لى + + + الانبا انطونيوس

ان الشياطين توجة هجماتها المنظورة الى الجبناء فارشموا انفسكم بعلامة الصليب بشجاعة و دعوا هؤلاء يسخرون من ذواتهم و اما انتم فتحصنوا بعلامة الصليب . فحيث وجدت اشارة الصليب ضعف السحر و تلاشت قوة العرافة + + +الانبا انطونيوس

من يسمع من آبائه فمن الرب يسمع ، ومن لا يسمع لهم فلا يسمع من الرب + + + الانبا انطونيوس

لاتجعلوا اللحظات المؤقته تسرق منكم الابدية + + + الانبا انطونيوس
لا تجعل نفسك معدودا بالجملة وانت تتفرقع لتبكى على خطيتك + + + الانبا انطونيوس

الرب هو الطبيب العظيم الذي يشفي ال ، سيشفي كل ك مهما كان عمقها أو اتساعها أو قدمها + + + الانبا انطونيوس

إذا اقتربت إلينا الأرواح الشريرة ووجدتنا فرحين في الرب ، مفكرين فيه مسلَّمين كل شيء في يده واثقين أنه لا قوة لها علينا ، فإنها تتراجع إلى الوراء + + + الانبا انطونيوس

لا تتكل على برك ولا تصنع شيئا تندم عليه وامسك لسانك وبطنك وقلبك + + + الانبا انطونيوس

الذى يسقط ثم يقوم افضل من الذى يقوم ثم يسقط + + + الانبا انطونيوس

لا تسكن فى القرية التى اخطأت فيها + + + الانبا انطونيوس


""طوبـى لأنقياء القلـب لأنهـم يعاينـون اللـه" لأنـه بغيـر طهـارة الجسد ونقـاوة القلـب لا يستطيع أحـد ان يكـون كاملا. فاحـرصوا يا اولادي ان تنقـوا قلـوبكـم من د والغضب بعضكـم على بعض لئلا يفاجئكـم المـوت فتُعـدّوا مـع القتلـة "لأن مـن يبغض أخاه فهـو قـاتـل نفـس". ومـن ظُلِـم منكـم فليقبـل ذلك بفـرح ويعطـي الحكـم للحاكم العـادل. ومن ظَلَـم رفيقـه فليسـرع اليـه ويتضرع ان يغفـر لـه، ولا تدعـوا الشمس تغــرب على غيظكـم + + + الانبا انطونيوس

الذين يتراءون امام الرب في الصلاة ولا يتقدمون بكل قلوبهم، بل يكونون ذوي رأيين، وجميع ما يصنعونه انما يصنعونه حتى ينالوا المجد من الناس، فهؤلاء لا يستمع اللـه لهم في شيء ما من طلباتهم، بل بالأكثر يغضب عليهم + + + الانبا انطونيوس

يسـوع المسيـح قـال:"مـجدا مـن النـاس لسـت أقبـل". وأكمـل القول فـي موضع آخر ان:"ويــل لكـم اذا قال فيكـم جميـع النـاس حسنـا". إذن، فلنجـاهـد نحن حتى المـوت ضد روح المجد الباطل. إهـرب انت، يا حبيبي، من مجد النـاس ومديحهـم، فقد مات كثيرون مـن جراء ذلك، وتحول جهادهم وتعبهـم وصلواتهـم وصدقاتهـم الى خـزي وعـار. فان كنـت متضعـا فلا تجـرِ نحو الأعمـال العظيمـة ذات الفخـر، بـل اهـرب منهـا، واختـر لنفسـك مسكنــة القديسـين وانسحــاقهــم كـي يدركـك كلام اللـه:"طوبى للمساكـين بالـروح فان لهـم ملكـوت السمـاوات". إجعلوا هـذا الجسد الذي أنتـم لابسونـه مجمـرة تحرقـون فيهـا جميع أفكاركـم وظنـونكـم الرديئـة، وتقدمون ذواتكـم للـرب ليرفع قلـوبكـم اليه، وبسلطـة العقـل النقـي تطلبـون منـه ان ينعـم عليكـم بإتيان نـاره العلـويـة غير الماديـة لتحرق ما في المجمـرة وتطهـرها. وحينئذ تنظـرون إنسانكـم الجديـد وهـو خـارج من المـاء مـن الينبـوع الإلهـي + + + الانبا انطونيوس

وانا اطلب اليكـم يا اولادي الأحبـاء ان تعلمـوا اننا خلقنـا ذوي سلطان على إرادتنا، من أجل ذلك تقاومنـا أرواح الشـر لتُضعف هذه الارادة منـا. ولكـن ملاك الرب يعسكـر حول خائفيـه ومن جميع احزانهـم يخلصهـم + + + الانبا انطونيوس


يا اولادي اهربوا من النميمة ولازموا السكـوت، لأن الساكت مقامـه عنـد اللـه فـي زمرة الملائكــة. المـوت والحياة يعتمدان على القريب. لأننا اذا ربحنا أخانـا، فإننا نربح اللـه، واذا ما أعثرنـا أخانـا، نخطـأ الى المسيح 
+ + + الانبا انطونيوس
 
 

Hit Counter
Dating Site