الأربعاء، 27 أغسطس 2008

مصدر قانون الإيمان

إن مصدر قانون الإيمان هو الكتاب المقدس وهذه هي الآيات التي شكلت قانون الإيمان والتي اعتمد عليها الآباء القديسين في وضع هذا الدستور الرائع والذي يدل على أن تعاليم كنيستنا هي من صميم تعليم الكتاب المقدس
بما انه دستور الإيمان فأول كلمة يبدأ بها هي ....أؤمن ..لكن بماذا ؟
بإله واحد آب
((لكن لنا اله واحد الاب الذي منه جميع الاشياء ونحن له)) ( 1كورنثوس 6:8 )
ضابط الكل
(( وانت يا الهنا ذو صلاح وصدق طويل الاناة ومدبر الجميع بالرحمة )) ( الحكمة 15 : 1 )
((ولما تبرجت ببزة الملك ودعت مدبر ومخلص الجميع الله اتخذت لها جاريتين )) ( استير 15 : 5 )
(( لاننا به نحيا ونتحرك ونوجد كما قال بعض شعرائكم ايضا لاننا ايضا ذريته )) ( اع 17 : 28 )
خالق السموات والأرض
((في البدء خلق الله السماوات والارض)) (تكوين 1:1)
كل ما يرى وما لا يرى
((فانه فيه خلق الكل ما في السماوات وما على الارض ما يرى وما لا يرى ..))( كولوسي 1 : 16 )
وبرب واحد يسوع المسيح
((ورب واحد يسوع المسيح الذي به جميع الاشياء ونحن به ))( اكورنثوس الاصحاح الثامن الآية السادسة )
ابن الله الوحيد
((الله لم يره احد قط الابن الوحيد الذي هو في حضن الاب هو خبر )) ( يوحنا 1 : 18 )
(( لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية )) ( يوحنا 3 : 16 )
((الذي يؤمن به لا يدان والذي لا يؤمن قد دين لانه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد )) ( يوحنا 3 : 18 )
(( بهذا اظهرت محبة الله فينا ان الله قد ارسل ابنه الوحيد الى العالم لكي نحيا به)) ( 1يوحنا 4 : 9 )
المولود من الآب
((ان الله قد اكمل هذا لنا نحن اولادهم اذ اقام يسوع كما هو مكتوب ايضا في المزمور الثاني انت ابني انا اليوم ولدتك)) ( اع 13 : 33 )
(( لانه لمن من الملائكة قال قط انت ابني انا اليوم ولدتك وايضا انا اكون له ابا وهو يكون لي ابنا)) ( عبرانيين 1 : 5
((من البطن قبل كوكب الصبح ولدتك ))( مزمور3:110) (سبعينية)
قبل كل الدهور (( الذي هو قبل كل شيء وفيه يقوم الكل )) ( كولوسي 1 : 17 )
((قبل الدهر من الاول حازني والى الدهر لا ازول)) (سيراخ 14:24)
نور
(( لكي يتم ما قيل باشعياء النبي القائل ارض زبولون وارض نفتاليم طريق البحر عبر الاردن جليل الامم الشعب الجالس في ظلمة ابصر نورا عظيما والجالسون في كورة الموت وظلاله اشرق عليهم نور(( (متى 14:4)
(( لم يكن هو(يوحنا المعمدان) النور بل ليشهد للنور)) ( يوحنا 1 : 8 )
(( كان النور الحقيقي الذي ينير كل انسان اتيا الى العالم)) ( يوحنا 1 : 9 )
((وهذه هي الدينونة ان النور قد جاء الى العالم واحب الناس الظلمة اكثر من النور لان اعمالهم كانت شريرة)) ( يوحنا 3 : 19)
((ثم كلمهم يسوع ايضا قائلا انا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة))( يوحنا 8 : 12 )
من نور
(( وهذا هو الخبر الذي سمعناه منه ونخبركم به ان الله نور وليس فيه ظلمة البتة )) ( 1يوحنا 1 : 5 )
(( لا تكون لك بعد الشمس نورا في النهار ولا القمر ينير لك مضيئا بل الرب يكون لك نورا ابديا والهك زينتك )) ( اشعياء 60 : 19 )
((الذي هو بهاء مجده)) ( عبرانيين 1 : 3 )
((لانها(الحكمة اي المسيح )ضياء النور الازلي ومراة عمل الله النقية وصورة جودته )) (حكمة 26:7)
إله حق
((ونعلم ان ابن الله قد جاء واعطانا بصيرة لنعرف الحق ونحن في الحق في ابنه يسوع المسيح هذا هو الاله الحق والحياة الابدية )) ( 1يوحنا 5 : 20 )
من إله حق
((وهذه هي الحياة الابدية ان يعرفوك انت الاله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي ارسلته)) ( يوحنا 17 : 3 )
مولود
(( اني اخبر من جهة قضاء الرب قال لي انت ابني انا اليوم ولدتك )) ( مزمور 2 : 7 )
((من البطن قبل كوكب الصبح ولدتك ))(مزمور 3:110) (سبعينية)
غير مخلوق وهي العبارة التي شكلت الأساس للإيمان المسيحي في مجمع نيقية وهي مستقاة من الآيات التالية
((لانها(الحكمة اي المسيح )ضياء النور الازلي ومرآة عمل الله النقية وصورة جودته)) (حكمة 26:7)
((اما انت يا بيت لحم افراتة وانت صغيرة ان تكوني بين الوف يهوذا فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطا على اسرائيل ومخارجه منذ القديم منذ ايام الازل )) ( ميخا 5 :2)
((قال لهم يسوع الحق الحق اقول لكم قبل ان يكون ابراهيم انا كائن )) ( يوحنا 8 : 58 )
(( الذي هو قبل كل شيء وفيه يقوم الكل )) ( كولوسي 1 : 17 )
((قبل كل شيء حيزت الحكمة ومنذ الازل فهم الفطنة )) ( سيراخ 1 : 4 )
(( منذ الازل مُسحْت منذ البدء منذ اوائل الارض )) ( امثال 8 : 23 )
مساوٍ للآب في الجوهر : وهي العبارة الثانية التي عبرت عن حقيقة الايمان وعن دحض البدعة
(( فمن اجل هذا كان اليهود يطلبون اكثر ان يقتلوه لانه لم ينقض السبت فقط بل قال ايضا ان الله ابوه معادلا نفسه بالله )) ( يوحنا 5 : 18 )
(( الذي لأنه كان في صورة الله لم يحسب خلسة ان يكون معادلا لله )) ( فيليبي 2 : 6 )
(( انا والاب واحد )) ( يوحنا 10 : 30 )
((كل ما للآب هو لي )) (يوحنا 16 : 15 )
أي الجوهر الذي للآب هو للمسيح
((ألست تؤمن اني انا في الاب والاب في الكلام الذي اكلمكم به لست اتكلم به من نفسي لكن الاب الحال في هو يعمل الاعمال)) ( يو 14 : 10 )
((لانها(الحكمة اي المسيح )ضياء النور الازلي ومرآة عمل الله النقية وصورة جودته)) (حكمة 26:7)
فإن كانت الحمة (اي المسي) هي ضياءذلك النور فإن كليهما من جوهر واحد بالتأكيد وهو ما نقرؤه أيضاً في سفر العبرانيين
((الذي هو بهاء مجده ورسم(صورة) جوهره (عبرانيين3:1)
فإن كان هو (المسيح) صورة للجوهر فهو من نفس الجوهر لأن الله نفسه يقول
(( بمن تشبهونني وتسوونني وتمثلونني لنتشابه )) ( اش 46 : 5 )
فإن كان الابن هو الصورة الحقيقية لجوهر الله فإن له بلا شك جوهر الله ويقول بولس الرسول مايلي
((فانه فيه يحل كل ملء اللاهوت (جوهر الله)جسديا )) ( كو 2 : 9 )
فهل هناك من شك بعد بتساويهما أي الآب والابن بالجوهر... الذي به كان كل شيء
((ورب واحد يسوع المسيح الذي به جميع الاشياء ونحن به)) ((1كورنثوس الاصحاح الثامن الآية السادسة)
((فعلمت جميع المكنونات والظواهر لان الحكمة مهندسة كل شيء هي علمتني )) ( الحكمة 7 : 21 )
(( كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان)) ( يوحنا 1 : 3 )
الذي من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا كل الانجيل وهذه البعض القليل من الآيات
(( ولكن الله بين محبته لنا لانه ونحن بعد خطاة مات المسيح لاجلنا )) ( رومية 5 : 8 )
((لان ابن الانسان قد جاء لكي يخلص ما قد هلك )) ( متى 18 : 11 )
((ستلد ابناً وتسميه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم )) (متى 21:1)
((واقام لنا قرن خلاص في بيت داود فتاه)) ( لوقا 1 : 69 )
((خلاص من اعدائنا ومن ايدي جميع مبغضينا )) ( لوقا 1 : 71 )
(( لتعطي شعبه معرفة الخلاص بمغفرة خطاياهم )) ( لوقا 1 : 77 )
((لان عيني قد ابصرتا خلاصك )) ( لوقا 2 : 30 )
(( ويبصر كل بشر خلاص الله )) ( لوقا 3 : 6 )
(( انتم تسجدون لما لستم تعلمون اما نحن فنسجد لما نعلم لان الخلاص هو من اليهود)) ( يوحنا 4 : 22 )
(( وليس باحد غيره الخلاص لان ليس اسم اخر تحت السماء قد اعطي بين الناس به ينبغي ان نخلص )) ( اعمال 4 : 12 )
نزل من السموات
(( يا رب طاطئ سماواتك وانزل المس الجبال فتدخن )) ( مزمور 144 : 5 )
((ليتك تشق السماوات وتنزل من حضرتك تتزلزل الجبال)) ( اشعياء 64 : 1 )
((هجمت كلمتك القديرة من السماء من العروش الملكية على ارض الخراب بمنزلة مبارز عنيف)) ( الحكمة 18 : 15 )
((وليس احد صعد الى السماء الا الذي نزل من السماء ابن الانسان الذي هو في السماء)) ( يوحنا 3 : 13 )
(( لاني قد نزلت من السماء ليس لاعمل مشيئتي بل مشيئة الذي ارسلني )) ( يوحنا 6 : 38 )
(( فكان اليهود يتذمرون عليه لانه قال انا هو الخبز الذي نزل من السماء )) ( يوحنا 6 : 41 )
(( انا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء ان اكل احد من هذا الخبز يحيا الى الابد والخبز الذي انا اعطي هو جسدي الذي ابذله من اجل حياة العالم )) ( يوحنا 6 : 51 )
وتجسد
((والكلمة صار جسدا وحل بيننا وراينا مجده مجدا كما لوحيد من الاب مملوءا نعمة وحقا)) ( يوحنا 1 : 14 )
((لانه ما كان الناموس عاجزا عنه في ما كان ضعيفا بالجسد فالله اذ ارسل ابنه في شبه جسد الخطية ولاجل الخطية دان الخطية في الجسد )) ( رومية 8 : 3 )
(( لذلك عند دخوله الى العالم يقول ذبيحة وقربانا لم ترد ولكن هيأت لي جسدا )) ( عبرانيين 10 : 5 )
من الروح القدس ومن مريم
(( اما ولادة يسوع المسيح فكانت هكذا لما كانت مريم امه مخطوبة ليوسف قبل ان يجتمعا وجدت حبلى من الروح القدس )) ( متى 1 : 18 )
(( ولكن فيما هو متفكر في هذه الامور اذا ملاك الرب قد ظهر له في حلم قائلا يا يوسف ابن داود لا تخف ان تاخذ مريم امراتك لان الذي حبل به فيها هو من الروح القدس )) ( متى 1 : 20 )
(( فاجاب الملاك وقال لها الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك ايضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله )) ( لوقا 1 : 35 )
((ولكن لما جاء ملء الزمان ارسل الله ابنه مولودا من امراة مولودا تحت الناموس)) ( غلاطية 4 : 4 )
العذراء
((هوذا العذراء تحبل وتلد ابنا ويدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا )) ( متى 1 : 23 )
((الى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف واسم العذراء مريم)) ( لوقا 1 : 27 )
وتأنس
((اولى كثيرا نعمة الله والعطية بالنعمة التي بالانسان الواحد يسوع المسيح قد ازدادت للكثيرين )) ( رومية 5 : 15 )
((الانسان الاول من الارض ترابي الانسان الثاني الرب من السماء )) ( 1كورنثوس 15 : 47 )
((واذ وجد في الهيئة كانسان وضع نفسه واطاع حتى الموت موت الصليب )) ( فيليبي 2 : 8 )
وصلب
((كيف اسلمه رؤساء الكهنة وحكامنا لقضاء الموت و صلبوه)) ( لوقا 24 : 20 )
(( هذا اخذتموه مسلما بمشورة الله المحتومة وعلمه السابق وبايدي اثمة صلبتموه وقتلتموه )) ( اعمال 2 : 23 )
((فليعلم يقينا جميع بيت اسرائيل ان الله جعل يسوع هذا الذي صلبتموه انتم ربا ومسيحا )) ( اعمال 2 : 36 )
(وصلب) عنا
(( وهو مجروح لاجل معاصينا مسحوق لاجل اثامنا تاديب سلامنا عليه وبحبره شفينا كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد الى طريقه والرب وضع عليه اثم جميعنا ظلم اما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تساق الى الذبح وكنعجة صامتة امام جازيها فلم يفتح فاه )) (إشعياء 53 :5)
(( من تعب نفسه يرى ويشبع وعبدي البار بمعرفته يبرر كثيرين واثامهم هو يحملها لذلك اقسم له بين الاعزاء ومع العظماء يقسم غنيمة من اجل انه سكب للموت نفسه واحصي مع اثمة وهو حمل خطية كثيرين وشفع في المذنبين))(إشعياء 11:53)
((لان المسيح اذ كنا بعد ضعفاء مات في الوقت المعين لاجل الفجار )) ( رومية 5 : 6 )
((ولكن الله بين محبته لنا لانه ونحن بعد خطاة مات المسيح لاجلنا)) ( رومية 5 : 8 )
على عهد بيلاطس البنطي
((لانه بالحقيقة اجتمع على فتاك القدوس يسوع الذي مسحته هيرودس وبيلاطس البنطي مع امم وشعوب اسرائيل)) ( اعمال 4 : 27 )
((ومع انهم لم يجدوا علة واحدة للموت طلبوا من بيلاطس ان يقتل )) ( اعمال 13 : 28 )
وتألم
((وقال لهم شهوة اشتهيت ان اكل هذا الفصح معكم قبل ان اتالم )) ( لوقا 22 : 15 )
((اما كان ينبغي ان المسيح يتالم بهذا ويدخل الى مجده)) ( لوقا 24 : 26 )
((وقال لهم هكذا هو مكتوب وهكذا كان ينبغي ان المسيح يتالم ويقوم من الاموات في اليوم الثالث )) ( لوقا 24 : 46 )
(صلب عنا .) وقبر وقام في اليوم الثالث على ما في الكتب الحقيقة أن الكثيرين يعتقدون أن عبارة ( على ما في الكتب ) تعني الانجيل.. لكنها تعني (على ما تنبأت به الكتب)
(( فانني سلمت اليكم في الاول ما قبلته انا ايضا ان المسيح مات من اجل خطايانا حسب الكتب وانه دفن وانه قام في اليوم الثالث حسب الكتب )) ( 1كورنثوس 15 : 4 )
وصعد إلى السماء وجلس عن يمين الآب
((ثم ان الرب بعدما كلمهم ارتفع الى السماء وجلس عن يمين الله)) ( مرقس 16 : 19 )
((فقال ها انا انظر السماوات مفتوحة وابن الانسان قائما عن يمين الله )) ( اعمال 7 : 56 )
وأيضاً يأتي بمجد
(( فان ابن الانسان سوف ياتي في مجد ابيه مع ملائكته وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله )) ( متى 16 : 27 )
(( وحينئذ تظهر علامة ابن الانسان في السماء وحينئذ تنوح جميع قبائل الارض ويبصرون ابن الانسان اتيا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير)) ( متى 24 : 30 )
ليدين الأحياء والأموات ((انا اناشدك اذا امام الله والرب يسوع المسيح العتيد ان يدين الاحياء والاموات عند ظهوره وملكوته )) ( 2تيموثاوس 4 :1)
الذي لا فناء لملكه
((ويملك على بيت يعقوب الى الابد ولا يكون لملكه نهاية )) ( لوقا 1 : 33 )
وبالروح القدس الرب
((ونحن جميعا ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما في مراة نتغير الى تلك الصورة عينها من مجد الى مجد كما من الرب الروح)) ( 2كورنثوس 3 : 18 )
المحيي
((وان كان روح الذي اقام يسوع من الاموات ساكنا فيكم فالذي اقام المسيح من الاموات سيحيي اجسادكم المائتة ايضا بروحه الساكن فيكم )) ( رومية 8 : 11 )
(( واجعل روحي فيكم فتحيون واجعلكم في ارضكم فتعلمون اني انا الرب تكلمت وافعل يقول الرب )) ( حزقيال 37 : 14 )
المنبثق من الآب
((ومتى جاء المعزي الذي سارسله انا اليكم من الاب روح الحق الذي من عند الاب ينبثق فهو يشهد لي )) ( يوحنا 15 : 26 )
الذي هو مع الآب والابن مسجود له
((وظهر له الرب عند بلوطات ممرا وهو جالس في باب الخيمة وقت حر النهار فرفع عينيه ونظر واذا ثلاثة رجال واقفون لديه فلما نظر ركض لاستقبالهم من باب الخيمة وسجد الى الارض وقال يا سيد ان كنت قد وجدت نعمة في عينيك فلا تتجاوز عبدك )) (تكوين الاصحاح الثامن عشر الآية الأولى )
حيث تقول كنيستنا أن الله ظهر بثالوثه لأبينا ابراهيم حيث ينبغي السجود للآب
((ولكن تاتي ساعة وهي الان حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للاب بالروح والحق لان الاب طالب مثل هؤلاء الساجدين له)) ( يوحنا 4 : 23 )
(( الله روح والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي ان يسجدوا )) ( يوحنا 4 : 24 )
والسجود واجب للمسيح
(( ويسجد له كل الملوك كل الامم تتعبد له )) ( مزمور 72 : 11 )
((فاعطي سلطانا ومجدا وملكوتا لتتعبد له كل الشعوب والامم والالسنة سلطانه سلطان ابدي ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض )) ( دانيال 7 : 14 )
((وايضا متى ادخل البكر الى العالم يقول ولتسجد له كل ملائكة الله )) ( عبرانيين 1 : 6 )
والروح القدس هو روح الآب وهو روح المسيح كذلك :
(( واما انتم فلستم في الجسد بل في الروح ان كان روح الله ساكنا فيكم ولكن ان كان احد ليس له روح المسيح فذلك ليس له )) ( رومية 8 : 9 )
((ثم بما انكم ابناء ارسل الله روح ابنه الى قلوبكم صارخا يا ابا الاب)) ( غلاطية 4 : 6 )
((فكم بالحري يكون دم المسيح الذي بروح ازلي قدم نفسه لله بلا عيب يطهر ضمائركم من اعمال ميتة لتخدموا الله الحي)) ( عبرانيين 9 : 14 )
وبما أن الثلاثة هم واحد
((فان الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الاب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد)) ( 1يوحنا 5 : 7 )
فالسجود الواجب للآب والابن هو سجود لروحهما طبعاً وممجد
((ثم ان كانت خدمة الموت المنقوشة باحرف في حجارة قد حصلت في مجد حتى لم يقدر بنو اسرائيل ان ينظروا الى وجه موسى لسبب مجد وجهه الزائل فكيف لا تكون بالاولى خدمة الروح في مجد)) (2كورنثوس 7:3 )
((ونحن جميعا ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما في مراة نتغير الى تلك الصورة عينها من مجد الى مجد كما من الرب الروح )) ( 2كورنثوس 3 : 18 )
الناطق بالأنبياء
((لانه لم تات نبوة قط بمشيئة انسان بل تكلم اناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس )) ( 2بطرس 1 : 21 )
وبكنيسة واحدة
((الذي الان افرح في الامي لاجلكم واكمل نقائص شدائد المسيح في جسمي لاجل جسده الذي هو الكنيسة)) ( كولوسي 1 : 24 )
((جسد واحد وروح واحد كما دعيتم ايضا في رجاء دعوتكم الواحد)) (أفسس 4:4)
جامعة : والمقصود هو أنها جامعة للإيمان المستقيم الذي تكلم عنه الرسل في :
(( رب واحد ايمان واحد...)) ( افسس 4 : 5 )
((الى ان ننتهي جميعنا الى وحدانية الايمان ومعرفة ابن الله الى انسان كامل الى قياس قامة ملء المسيح )) ( افسس 4 : 13 )
((ان فكرت الاخوة بهذا تكون خادما صالحا ليسوع المسيح متربيا بكلام الايمان والتعليم الحسن الذي تتبعته)) ( 1تيموثاوس 4 : 6 )
(( تمسك بصورة الكلام الصحيح الذي سمعته مني في الايمان والمحبة التي في المسيح يسوع )) ( 2تيموثاوس 1 : 13 )
((ايها الاحباء اذ كنت اصنع كل الجهد لاكتب اليكم عن الخلاص المشترك اضطررت ان اكتب اليكم واعظا ان تجتهدوا لاجل الايمان المسلم مرة للقديسين)) ( يهوذا 1 : 3 )
((ناظرين الى رئيس الايمان ومكمله يسوع الذي من اجل السرور الموضوع امامه احتمل الصليب مستهينا بالخزي فجلس في يمين عرش الله )) ( عبرانيين 12 : 2 ) وكلمة جامعة عكس كلمة هرطقة التي عبر عنها بولس الرسول في :
((ولك ايمان وضمير صالح الذي اذ رفضه قوم انكسرت بهم السفينة من جهة الايمان ايضا) ( 1تيموثاوس 1 : 19 )
(( لانه لا بد ان يكون بينكم بدع ايضا ليكون المزكون ظاهرين بينكم ))( 1كورنثوس 11 : 19 ) وبطرس أيضاً
(( ولكن كان ايضا في الشعب انبياء كذبة كما سيكون فيكم ايضا معلمون كذبة الذين يدسون بدع هلاك واذ هم ينكرون الرب الذي اشتراهم يجلبون على انفسهم هلاكا سريعا ))( 2بطرس 2 : 1 )
(( لانه كان خيرا لهم لو لم يعرفوا طريق البر من انهم بعدما عرفوا يرتدون عن الوصية المقدسة المسلمة لهم )) ( 2بطرس 2 : 21 )
(كنيسة) مقدسة
(( لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن او شيء من مثل ذلك بل تكون مقدسة وبلا عيب)) ( افسس 5 : 27 )
ومعنى( الكنيسة المقدسة ) هو كنيسة القديسين ....فإن الكنيسة التي لا يوجد فيها قديسين هي ليست من الله
(( فاطلب اليكم ايها الاخوة برافة الله ان تقدموا اجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله عبادتكم العقلية)) ( رومية 12 : 1 )
((واما انتم فجنس مختار وكهنوت ملوكي امة مقدسة شعب اقتناء لكي تخبروا بفضائل الذي دعاكم من الظلمة الى نوره العجيب )) ( 1بطرس 2 : 9 )
رسولية
((مبنيين على اساس الرسل والانبياء ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية )) ( افسس 2 : 20 )
((وكانوا يواظبون على تعليم الرسل والشركة وكسر الخبز والصلوات )) ( اعمال 2 : 42 )
((وسور المدينة كان له اثنا عشر اساسا وعليها اسماء رسل الخروف الاثني عشر))(رؤيا 14:21)
(( الذي يسمع منكم يسمع مني والذي يرذلكم يرذلني والذي يرذلني يرذل الذي ارسلني)) ( لوقا 10 : 16 )
وأعترف هذا الاعتراف تكلم عنه بولس الرسول في :
((جاهد جهاد الايمان الحسن وامسك بالحياة الابدية التي اليها دعيت ايضا واعترفت الاعتراف الحسن امام شهود كثيرين)) ( 1تيموثاوس 6 : 12 )
بمعمودية واحدة
(( رب واحد ايمان واحد معمودية واحدة)) ( افسس 4 : 5 )
لمغفرة الخطايا
(( وبه ايضا ختنتم ختانا غير مصنوع بيد بخلع جسم خطايا البشرية بختان المسيح مدفونين معه في المعمودية التي فيها اقمتم ايضا معه بايمان عمل الله الذي اقامه من الاموات واذ كنتم امواتا في الخطايا وغلف جسدكم احياكم معه مسامحا لكم بجميع الخطايا اذ محا الصك الذي علينا في الفرائض الذي كان ضدا لنا وقد رفعه من الوسط مسمرا اياه بالصليب ))(كولوسي 11:2)
((الذي قدمه الله كفارة بالايمان بدمه لاظهار بره من اجل الصفح عن الخطايا السالفة بامهال الله)) ( رومية 3 : 25 )
((الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا حسب غنى نعمته)) ( افسس 1 : 7 )
((والان لماذا تتوانى قم واعتمد واغسل خطاياك داعيا باسم الرب )) ( اعمال 22 : 16 )
((لكي يقدسها مطهرا اياها بغسل الماء بالكلمة )) ( افسس 5 : 26 )
((اذ عصت قديما حين كانت اناة الله تنتظر مرة في ايام نوح اذ كان الفلك يبنى الذي فيه خلص قليلون اي ثماني انفس بالماء الذي مثاله يخلصنا نحن الان اي المعمودية لا ازالة وسخ الجسد بل سؤال ضمير صالح عن الله بقيامة يسوع المسيح ))( 1بطرس 20:3)
وأترجى قيامة الموتى
((ولي رجاء بالله في ما هم ايضا ينتظرونه انه سوف تكون قيامة للاموات الابرار والاثمة)) ( اعمال 24 : 15 )
والحياة في الدهر الآتي
((على رجاء الحياة الابدية التي وعد بها الله المنزه عن الكذب قبل الازمنة الازلية )) ( تيطس 1 : 2 )
(( مدخرين لانفسهم اساسا حسنا للمستقبل لكي يمسكوا بالحياة الابدية)) ( 1تيموثاوس 6 : 19 )
(( اعملوا لا للطعام البائد بل للطعام الباقي للحياة الابدية الذي يعطيكم ابن الانسان لان هذا الله الاب ختمه)) ( يوحنا6 : 27 )
((اما الذين بصبر في العمل الصالح يطلبون المجد والكرامة والبقاء فبالحياة الابدية)) ( رومية 2 : 7 )

الاثنين، 25 أغسطس 2008

ماهى الحياة الأبدية

الحياة الأبدية هي عطية الله المجانية لكل من يؤمن بيسوع المسيح وفاعلية موته على الصليب ككفارة كاملة عن خطايا البشر .فالبشر في عرف الله خاطئون ،وهم يعبرون عن طبيعتهم الخاطئة بارتكاب الخطايا عملاً وفكراً وقلباً ، وهم لهذا يستحقون قصاص الله العادل ألا وهو العذاب الأبدي في جهنم .ولكن الله في نعمته ومحبته أرسل كلمته السيد المسيح ليفدي البشر من عقاب خطاياهم بموته بدلاُ عنهم .وقد اعتبر الله آلام السيد المسيح وموته على الصليب معادلاً لعقاب كل البشر في جهنم .فكل من يقبل عفو الله وغفرانه لخطاياه يخلص من دينونة الله .يقول الكتاب المقدس "الذي يؤمن به لا يدان والذي لا يؤمن به قد دين لانه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد " (يوحنا 3 :18). بالإضافة إلى هذا الخلاص من العذاب اللامتناهي الذي لن يقدر أحد أن يحتمله ،فان الله المحب الرؤوف الحنان يمنح الحياة الأبدية لكل من يضع ثقته في المسيح وعمله الكفاري نيابة عنه على الصليب .يقول السيد المسيح "لأنه هكذا احب الله العالم (البشر ) حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية " ( يوحنا 3 : 16 ). وهكذا فان الحياة الأبدية تقيض العذاب الأبدي في جهنم .وانه امتياز عظيم لكل مؤمن بالمسيح أن يكون بإمكانه التأكد من حصوله على الحياة الأبدية بناء على ثقته في أمانة الله وصدق كلمته ووعوده .تقول كلمة الله "وهذه هي الشهادة :أن الله أعطانا حياة أبدية ، وهذه الحياة هي في ابنه .من له الابن فله الحياة ،ومن ليس له ابن الله فليست له الحياة .كتبت هذا إليكم أنتم المؤمنين باسم ابن الله لكي تعلموا أن لكم حياة أبدية " رسالة يوحنا 5: 11 -13 والحياة الأبدية ليست مجرد حياه لا تنتهي .ولكنها نوعية جديدة من الحياة لأنها امتداد لحياة الله نفسه خارج حدود حياتنا الزمانية والمكانية المادية الضيقة .أنها حياة تخلوا من الخطايا ومسبباتها ودوافعها وكل ما يحد من تحقيقنا الكامل لقصد الله من حياتنا ، وكل ما يحد من سعادتنا المطلقة معه . فالحياة الأبدية هي الحياة والوجود في حضرة الله والتمتع الكامل المستمر به إلى الآبدين . كما تتضمن الاستمتاع بكل ما أعده الله للمؤمنين .كما هو مكتوب " ما لم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على بال إنسان ما أعده الله للذين يحبونه " 1كورنثوس 2: 9 سيحيا المؤمنون في أجساد سماوية ممجدة لا تعرف الحاجة أو الضعف أو المرض أو الألم أو التعب أو الموت .تقول كلمة الله " وسيمسح الله كل دمعة من عيونهم ،والموت لا يكون في ما بعد ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع في ما بعد لأن الأمور الأولى قد ولت " رؤيا يوحنا 21 :4 .سيتدفق نبع فرح متصل من قلب كل مؤمن وسيظل يرنم ويسبح الله ويعبده بسعادة لا توصف . وتبدأ الحياة الأبدية كما أشرنا على هذه الأرض منذ اللحظة التي نؤمن بها بالسيد المسيح .فهي معرفة الله ويسوع المسيح معرفة إيمانية اختباريه قال السيد المسيح مخاطباً الله " وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته " يوحنا 17:3. كما تقول كلمة الله عن السيد المسيح "هذا هو الإله الحق والحياة الأبدية " يوحنا الأولى 5: 21 . كما يعلم الكتاب المقدس بأن المسيح هو مصدر الحياة الأبدية . قال يسوع " خرافي تسمع صوتي وأنا اعرفها فتتبعني وأنا أعطيها حياة أبدية ولن تهلك إلي الأبد ،ولا يقدر أحد أن يخطفها من يدي " يوحنا 10: 27-28. فالسيد المسيح هو الحياة الأبدية ومعطيها وضامنها . قال السيد المسيح " الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة ،بل يمكث عليه غضب الله " يوحنا 3: 35 الحياة الأبدية مقدمة لنا هبة مجانية من الله :نستطيع أن نقبلها شاكرين متمتعين بكل امتيازاتها ،ونستطيع أن نعتذر عن قبولها ، وعندها يجب أن نكون مستعدين لمواجهة نتيجة قرارنا.

حياة التسليم

اصدقائى الحبايب .....
1+التسليم هو ثمرة شهية من ثمار الايمان والايمان هو الثقة بما يرجى والايقان بامور لاترى ........
2+ان قلق الشباب هو نتيجة 1-لعدم الشكرعلى الوضع المادى او المستوى الاجتماعى الحالى او2-لعدم الثقة فى قدرة اللة على تبديل الوضع الراهن او على الاقل قبولنا لة ......3+ علينا ان نثق ان اللة لا يدع حياتنا او مستقبلنا فى يد شخص اخر او قوى خفية اخرى مهما كان هذا الاخر او تلك القوى ......+ولكنة لة المجد يستثمر ويحرك كل القوى البشرية والمادية فى سبيل تحقيق مشيئتة الصالحة لنا فهل اضر بيوسف الصديق حسد اخوتة.....4+عندما تضع ثقتك فى اللة وتسلم لة سفينة حياتك سيجعل اعدائك يحاربونك ولا يقدرون عليك<لانى انا معك يقول الرب لانقذك> ارميا 19:120:15.......+لقد وجد كثيرون من الروساء والمديرون انفسهم مدفعون بقوى خفية لاتخاذ بعض القرارات ربما ضد رغباتهم الخاصة لكن من اجل خير اولاد اللة .......+ واللة يعمل فى المعلم وواضع الامتحان والمصحح وهيئة الكنترول لكى يقق مشيئتة لاولادة الطلبة .....+ قد يصدر احيانا قرارا فى وزارة او شركة كبرى لكى يستفيد منة شخص واحد قد سلم حياتة للة .......
5+ فمقاليد الامور فى يد اللة لذا يجب ان ننزع منا كل حقد نحو الروساء فاللة هو ضابط الكل ....قلب الملك فى يد اللة هكذا كل الروساء ....امثال 21:1+ لست تعلم انت الان ما انا اصنع ولكنك ستفهم فيما بعد ...يوحنا 13:17..........+نحن نعرف فقط التجارب والمتاعب التى خلصنا منها اللة لكن لا نعرف ان هناك اضعاف هذة المتاعب دفعها اللة عنا قبل ان تصل الينا ....
6+ ان كان اللة قد وهبنا نعمة الحياة افما يقدر ان يعطينا قوتها وان كان قد وهبنا الجسد افما يقدر ان يهبة كسائة .......+انظروا الى الالوان البديعة التى للنيات ووالثمار الحلوة ...+فهل نصبر فى صمت و فى شكر ؟
7+ان اللة يتعامل اولادة اما1-بتلبية الاحتياج من طعام وشراب ولباس....... واما 2-بان يجعلهم لا يشعرون بالحاجة فاقل طعام يكفيهم وبسيط اللباس يسترهم .....
8+ان الانسان الذى يحيا حياة التسلم لارغبة لة سوى الابدية وامام رغبتة هذة تضعف كل الرغبات بل تتلاشى فهو يستخف بامور الحاضرة حتى الاهانة والخسارة......
9+ اذا سلمنا حياتنا وامورنا للة بالصلاة الحارة بلجاجة فى كل امر لتكن مشيئتك حتى اذا كنت لدينا رغبة او اشتياق خاص....فان اللة يفتح الابواب المغلقة ويقودنا بنفسة فى الطريق الصحيح فهو الطريق الوسيلة والغاية ....
10+لماذا القلق ؟ فاللة ليس عندة ابطاء او تسرع وهو يتدخل فى الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة فلما سلم ابراهيم حياتة للة اعطاة البركة +و يجب ان يسلم الانسان حياتة بدون قيد او شرط فلايليق ان نحدد للرب الطريقة التى يحل بها المشكلة ......+ الذى يحيا حياة التسليم هو شخص سعيد دائما

بحث صغير عن حياه السيد المسيح


شكلت حياة السيد المسيح على الأرض، لغزاً محيراً أمام علماء النفس والسلوك والاجتماع ،نظراً لِما انفردت به حياته من كمال أدبي مطلق، وسمو أخلاقي لم يشهد له التاريخ الانساني مثيلاً، وترفع مدهش عن الحسيات والماديات غير مألوف في عالم البشر منذ خلق آدم وحتى يومنا هذا.فهو على سبيل المثال لم يحمل سيفاً ، ولا خنجراً ولا حتى عصا ، أو أي سلاح آخر طوال أيام حياته على الأرض، حتى في مجال الدفاع عن النفس، في زمن كان يصرح فيه لعامة الناس بحمل السلاح دفاعاً عن النفس من اللصوص وقطاع الطرق ، ومن الحيوانات المفترسة.بل ووبخ كل من يحمل السلاح ،حتى في مجال الدفاع عن النفس قائلاً مقولته الخالدة ( مت 26 : 52 ) :"رد سيفك الى مكانه.لان كل الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون".قال هذا في وقت يتعرض فيه لهجوم ليلي من اليهود والجنود الرومان!!كما أنه لم يكن يحمل المال ، وعندما طالبه المستعمر الروماني بسداد الجزية، لم يكن معه مال ليسددها فأجرى معجزة من معجزاته الباهرة مذكورة في الإنجيل ( متى 17 : 25). وعندما حاول رجال الدين اليهودي اصطياده بكلمة امام السلطات الحاكمة التي تمثل قيصر لإثارة السلطة الرومانية ضده ، استدرجوه بكلام ناعم فقالوا : (يا معلّم نعلم انك صادق وتعلّم طريق الله بالحق ولا تبالي بأحد لانك لا تنظر الى وجوه الناس. فقل لنا ماذا تظن . أيجوز ان تعطى جزية لقيصر ام لا )؟لكنه رد عليهم بعبارة في غاية الحكمة ، وصارت فيما بعد الاساس العالمي لمبدأ فصل الدين عن الدولة :(فعلم يسوع خبثهم وقال لماذا تجربونني يا مراؤون؟ أروني معاملة الجزية.فقدموا له دينارا. فقال لهم لمن هذه الصورة والكتابة؟ قالوا له لقيصر. فقال لهم اعطوا اذا ما لقيصر لقيصر وما للّه لله. فلما سمعوا تعجبوا وتركوه ومضوا) [ الإنجيل ، متى 22 : 19 – 22 ].نلاحظ هنا انه لم يكن يملك ديناراً واحدا ،لذلك طلب منهم أن يروه عملة الدينار . وعندما تأخر الوقت بمستمعيه ومريديه وهم يصغون إلى تعاليمه حتى حل عليهم المساء دون أن يتناولوا طعاما ، جاعوا ، فأشفق عليهم ولم يشأ ان يصرفهم جوعى ، بل اطعمهم بمعجزة فريدة من نوعها وكانوا شعباً غفيراً نحو خمسة آلاف رجل ، ويضاف إليهم نسائهم واطفالهم( مت 14 : 19 & مر 6 : 41 & لو 9 : 16 & يو 6 :11 ).فهو ليس بحاجة كبقية البشر لابتياع الطعام لهذا العدد الكبير ، إذ يكفيه أن يستخدم سلطانه الباهر لخلق الاحتياجات دون الحاجة لشرائها بالأموال . وقد طالب اتباعه بأن لا يهتموا بما يأكلون ويشربون:(لا تهتموا لحياتكم بما تاكلون وبما تشربون.ولا لاجسادكم بما تلبسون.. انظروا الى طيور السماء.انها لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع الى مخازن.وابوكم السماوي يقوتها. ألستم انتم بالحري افضل منها.ومن منكم اذا اهتم يقدر ان يزيد على قامته ذراعا واحدة.ولماذا تهتمون باللباس . تأملوا زنابق الحقل كيف تنمو . لا تتعب ولا تغزل.ولكن اقول لكم انه ولا سليمان في كل مجده كان يلبس كواحدة منها.فان كان عشب الحقل الذي يوجد اليوم ويطرح غدا في التنور يلبسه الله هكذا أفليس بالحري جدا يلبسكم انتم يا قليلي الايمان؟ فلا تهتموا قائلين ماذا نأكل او ماذا نشرب او ماذا نلبس.فان هذه كلها تطلبها الامم.لان اباكم السماوي يعلم انكم تحتاجون الى هذه كلها.لكن اطلبوا اولا ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم.فلا تهتموا للغد.لان الغد يهتم بما لنفسه.يكفي اليوم شره) مت 6 : 25 – 32 ). كما نهاهم عن محبة المال ، قائلاً لهم : (لا يقدر احد ان يخدم سيدين.لانه اما ان يبغض الواحد ويحب الآخر او يلازم الواحد ويحتقر الآخر. لا تقدرون ان تخدموا الله والمال)[ الانجيل مت 6 : 24 & لو 16 : 13 ] .كما أنه لم يكن يمتلك بيتاً ، بل ولم يكن له محل اقامة ، وقال عن نفسه انه ليس له مكان يسند فيه رأسه (مت 8 : 20 ). كما انه كان عفيفاً متبتلاً ، فلم يتزوج ، ولم يخطب، ولم يشتهي امرأة ، ولا أي شهوة أخرى مما يشتهيها البشر ، فلقد عاش حياته متجرداً تماماً عن كل متاع الحياة الأرضية التي مصيرها الزاول ، داعياً الناس إلى الزهد في الماديات والملذات والشهوات الترابية ، وتوجيه قلوبهم الى الروحيات حيث ملكوت السموات الأبدي الذي لا يزول. لذلك جاءت تعاليمه في قمة الروحانية ، وكان ذلك انعكاساً طبيعياً لقداسته ونقاء سيرته ،ونقاوة سريرته ،لأن كل إناء ينضح بما فيه ، والشجرة الجيدة تصنع ثماراً جيدة، ونحن لا نعرف الناس إلا من أعمالها وسيرتها، وتعاليم المسيح وسيرته وأعماله يضعوه فوق الجميع ،كما أكد على ذلك النبي القديس الشهيد يوحنا المعمدان قبل الفي عام : (الذي يأتي من فوق هو فوق الجميع.والذي من الارض هو ارضي ومن الارض يتكلم.الذي يأتي من السماء هو فوق الجميع.وما رآه وسمعه به يشهد وشهادته ليس احد يقبلها.ومن قبل شهادته فقد ختم ان الله صادق.لان الذي ارسله الله يتكلم بكلام الله.لانه ليس بكيل يعطي الله الروح.الآب يحب الابن وقد دفع كلشيء في يده. الذي يؤمن بالابن له حياة ابدية.والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله) [ الإنجيل يو 3 : 31 – 34 ].لذلك فالسيد المسيح هو الوحيد الذي عاش ما علم ، وعلم ما عاش ، فكانت تعاليمه ليس مجرد مثاليات تقال ، بل حياة تُعاش ، ويراها الناس ، فتتعجب وتقول لم نرى كمالاً وطهراً وبراً وتقوى وصلاحاً وقداسة مثل هذا قط . ولهذا السبب عينه فلقد استعصت حياة السيد المسيح المقدسة على الخضوع للتحليل العلمي الانساني.

السبت، 23 أغسطس 2008

اقوال الاباء عن القديسة العذراء مريم

عبر الأباء القديسين عن عمق حبهم لوالدة الاله العذراء مريم وسجلوا حبهم فى سجلات خالدة يتسلمها الأجيال ليتعلموا ما مدى السبى الذى وقعوا فيه كل من عشقوا حب مريم حتى سبتهم بهذا الحب الخالد فأنطلق معبرا ومترجما على صفحات التاريخ .
فهيا بنا نقطف بعض الثمرات من اقوالهم اللذيذة والرائعة التى سجلها لنا الاباء.
-افرحى ايتها الممتلئة نعمة يتنعم البشر كل بنصيب من النعمة أما مريم فنالت النعمة بكل فيضها ( الاب بطرس خريستولوجيس).
-حملت مريم "النار"فى يديها.واحتضنت اللهيب بين زراعيها.اعطت اللهيب صدرها كى يرضع وقدمت لذاك الذى يقوت الجميع لبنها (مار أفرام السريانى).
-القديسة مريم هى معمل اتحاد الطبائع هى السوق الذى يتم فيه التبادل المبجل هى الحجال الذى فيه خطب "الكلمة"الجسد.( الاب بروكلس بطريرك القسطنطينية).
- لو أن ابن الانسان رفض التجسد فى احشاء العذراء ليأست النسوة ظانات انهن فاسدات.(القديس اغسطينوس).
- لو أن ميلاد المسيح افسد بتوليه العذراء لما حسب مولودا من عذراء.(القديس اغسطينوس).
- لا نكرم العذراء من اجل ذاتها وانما لانتسابها لله.(القديس اغسطينوس).
- لقد ولد المسيح من امرأة ليواسى جنس النساء.(القديس اغسطينوس).
- بالمراة جلبت الحية للانسان الآول خبر الموت وبالمرأة نقلت الناس بشرى الحياة.(القديس اغسطينوس).
- من الفردوس أعلنت المراة الموت لرجلها وفى الكنيسة أعلنت النساء خلاص الرجال .(القديس اغسطينوس).
- حملته على ذراعيها ذلك الذى يحمل السموات وعلى ركبتيها حملته ذلك الذى تحمله الكاروبيم وبفمه قلبت ذلك فتح أفواه البكم رضع من لبن الثدى ذلك الذى اشبع ألوف من الخمس خبزات وسمكتين (القديس مار أسحق السريانى).
- أنت أرفع من السمائيين وأجل من الكاروبيم وأفضل من السيرافيم وأعظم من طغمات الملائكة الروحانيين,وممجدة اكثر من الآباء والبنين وزائدة فى الكرامة على التلاميذ الافاضل المرسلين انت فخر جنسنا بل تفتخر البتولية وبك تكرم الطهارة والعفة أنت تفضلت على الخلائق التى ترى والتى لا ترى لآجل عظة كرامة الرب الاله المسجود له الذى اصطفاك وولد منك لأن الذى تتعبد له كل البرايا سر أن تدعى له أما.من اجل هذا كرامتك جليلة وشفاعتك زائدة فى القوة والاجابة كثيرا.(ميمر الانبا بولس البوشى اسقف مصر).
- سفينة غنية فيها ارسل كنز الأب الى المكان المحتاج ليغنى المساكين (القديس يعقوب السروجى).
- لم تستعجل مريم كمثل أمها حواء التى من صوت واحد صدقت وحملت الموت (القديس يعقوب السروجى).
- تفرح البتول اذ صارت أماّ رغم بتوليتها (القديس يعقوب السروجى).
- لا يستطيع أحد ان يعرف امك ايها الرب...هل نسميها عذراء؟ هوذا ابنها موجود ، هل يسميها متزوجة؟ فهى لم تعرف رجلاّ ، فان كان لا يوجد من يفهم أمك,من يكون كفء لفهمك انت؟ مريم نالت من قبلك ايها الرب كل كرامة المتزوجات ...لقد حبلت بك بغير زواج ... كان فى صدرها لبن على غير الطبيعة اذ اخرجت من الارض الظمأة ينبوع لبن يفيض ... ان حملتك فبنظرتك القديرة تخفف حملها... عجيبة هى أمك ... سيد الكل دخلها فخرج انساناّ.الرب دخلها فأصبح عبداّ.. الكلمة دخلها فصار صامتاّ داخلها.. الرعد دخلها فهدأ صوته .. راعى الكل دخلها فصار منها حملاّ .. ان بطن امك قد غيرت أوضاع الأمور يامنظم الكل.. الغنى دخلها فخرج فقيراّ .. العالى دخلها فخرج فى صورة وضيعة .. الضياء دخلها فأخفى نفسه .. معطى الطعام دخلها فصار جائعاّ .. مروى الجميع دخلها وخرج ظمأناّ..ساتر الكل خرج منها مكشوفا وعيرياناّ (مار افرام السريانى).
- عجيبة هى امك ايها الرب من يستطيع ان يدرك اعجوبة الاعاجيب هذه عذراء تحبل .. عذراء تلد .. عذراء تبقى عذراء بعد الولادة (القديس اغسطينوس).
- أم الله اتحدت عقليا بالله بدوام الصلاة والتأمل وفتحت طريقا نحو السماء جديدا. سمتبه فوق المبادىء والظنون الذى هو الصمت العقلى الصمت القلبى وأما مريم فكانت تحفظ جميع هذا الكلام متفكرة به فى قلبها. (القديس اغريغوريوس ).
-أختارت النعمة مريم العذراء دون سواها من بين كل الاجيال لانها بالحقيقة قد برهنت على رزانتها فى كل الامور ولم توجد امرأة أو عذراء فى كل الاجيال.(القديس اغريغوريوس العجايبى).
- مريم حملت الطفل الصامت الذى فيه تختفى كل الالسنة مع انه العالى حبا وحقاّ الا انه رضع اللبن من مريم هذا الذى كل الخليقة ترضع من صلاحه عندما كان يرتمى على صدر امه كانت الخليقة كلها ترتمى فى احضانة كرضيع كان صامتا لكن كانت الخليقة كلها تنفذ أمره (مار أفرام السريانى).
- فقد ولد من عذراء وحفظ بتوليتها ايضا وعذراويتها بلا تفسير (القديس اغريغوريوس الثيؤلوغوس).
- الشمعة الموقدة أمام أيقونة العذراء تعلن ان هذه هى ام النور (القديس يوحنا).
- لان العذراء القديسة وحدها تدعى وتعرف بانها والدة المسيح ووالدة الاله كونها بمفردها لم تلد انسانا بسيطا بل ولدت كلمة الله المتجسد الذى صار انساناّ ولعلك تسأل هنا قائلا : هل كانت العذراء ام اللاهوت. أعلم أنه قيل أنفاّ ان كلمة الله الحى القائم بذاته لاريب فى أنه ولد من جوهر الاب نفسه وأخذ جوهراّ خالياّ من ابتداء الزمان وهو متحد مع الوالد على هذا الوجه على أنه لم يزل معه وفيه دائما (القديس كيرلس رئيس مجمع افسس).
- قال الآب هذا هو ابنى الحبيب الذى به سررت ليس هو ابنى وأخر ابن مريم ليس هو واحداّ , الذى ولد فى المغارة وأخر غيره سجد له المجوس ليس هو الذى يصطبغ واخر لم يصطبغ بل هذا هو ابنى الحبيب الذى به سررت . لاتطلبوا لتجسده على الارض اباّ ولا تطلبوا فى السماء أماّ هو بلا اب على الارض وهو بلا أم فى السماء(القديس غريغوريوس اخو باسيليوس اسقف قيسارية).
- المولود من البتول ليس باله فقط ولا انساناّ بسيطا لأن هذا المولود عينه صير المرأة التى كانت قديما باب الخطية باب الخلاص (الاسقف بروكلس).
- قد حوت العذراء عوض الشمس شمس العدل الغير مرسوم ولا تسل هنا كيف صار هذا وكيق أمكن أن يصير الآن حيث يريد الله فهناك لا يراعى ترتيب الطبيعة . اراد . استطاع . نزل . خلص. جميع الاشياء تطيع له . اليوم الكائن يولد.لانه اذ هو اله يصير انساناّ ومع ذلك لا يسقط من اللاهوت الذى كان له ولا صار انسانا بفقده اللاهوت ولا من انسان صار الها ينمو متتابع بل الكلمة الكائن صار لحما (القديس يوحنا ذهبى الفم).
- ان مريم والدة الحياة والدة العظمة والنور والدة الله الذى ولدته بحال جديد مستغرب (الاسقف انطيوخس).
- بقوة من استطاعت مريم أن تحمله فى حضنها هذا الذى يحمل كل الاشياء.أرضعته لبنا هو هيأه فيها,وأعطته طعاما هو صنعه,كاله اعطى مريم لبنا ثم عاد فرضعه منها كابن للانسان,يداها كانتا تعزيانه اذ أخلى نفسه, ذراعها احتضنته من حيث كونه قد صار صغيرا,قوته عظيمة من يقدر ان يحدها؟ لكنه أخفى قياسها تحت الثوب فقد كانت أمه تغزل له وتلبسه اد اخلى نفسه من ثوب المجد (مار افرام السريانى).
- من أدم الرجل الذى لم يكن له أن يلد خرجت امنا حواء, فكم بالحرى يلزمنا ان نصق أن ابنته حواء تلد طفلا بغير رجل. الارض البكر حملت ادم الاول الذى كان رأسا على كل الارض واليوم حملت العذراء أدم الثانى الذى هو راس كل السموات عصا هارون أفرخت والعود اليابس أثمر, لقد انكشفت اليوم سر هذا الابن البتول حملت طفلاّ (مارأفرام السريانى).
- لقد حبلت بك أمك بغير زواج , كان فى صدرها لبن على غير الطبيعة اذ أخرجت من الارض الظمأنة ينبوع لبن يفيض ان حملتك فبنظرتك القديرة تخفف حملها, وان اطعمتك فلأنك جائع , وان سقتك فلانك عطشان , وان احتضنتك فأنت جمرة المراحم فانك تحضن صدرها (مارأفرام السريانى).
- من لا يعترف أن عمانوئيل هو اله حقيقى ومن أجل هذا أن العذراء الطاهرة هى والدة الاله لكونها ولدت جسدانيا الكلمة المتجسد الذى من الله لكون الكلمة صار جسدا ليكن محروما (القديس كيرلس).
- لنقف فى تخشع ممتلىء بالفرح أمام البذل اللا نهائى الذى حولنا من عبيد الى حرية مجد أولاد الله فتغمرنا بهجة فياضة لهذه المحبة الالهية وفى غمرة هذه البهجة تذكر أن السيدة العذراء عاشتها فى عمقها لتفهمها النعمة الفريدة التى اسبغها الله عليها باختيارها الام لابنه الوحيد (القديس كيرلس عامود الدين).
- اننا نؤكد ان الابن وحيد الجنس قد صار انسانا..حتى اذ يولد من امراة حسب الجسد يعيد الجنس البشرى فيه من جديد (القديس كيرلس الكبير).
- ان كان ابن الله قد صار ابنا للعذراء فلا تشك يا ابن ادم انك تصير ابنا لله (القديس يوحنا ذهبى الفم).
- ولد بالجسد لكى تولد انت ثانية حسب الروح ولد من امرأة لكى تصير انت ابنا لله (القديس يوحنا ذهبى الفم).
- عتيق الايام والعظيم داخل البطن جنينا بينما هو غير محدود وبذلك صارت مريم اعظم من السموات واستضاءت بنوره..فانظر الى السماء والى تلك الام البتول واخبرنى ايهما اقرب اليه ومحبوب لديه ؟ فمباركة انت فى النساء يا مريم وممتلئة نعمة (القديس يعقوب السروجى).
- أنت يا مريم السماء الثانية وافضل من الطغمات السمائية او صارت احشائك مركبة نورانية ترتعد منها الشاروبيم وحدث هذا عندما التقت مريم العذراء باليصابات فقالت بمحبة "من اين لى هذا ان تاتى الىّ أم ربى (القديس يعقوب السروجى).
- لقد تجسد من مريم العذراء وولد بالجسد ليلدنا بالروح تواضع لكى يرفعنا اتحد بطبيعتنا ليعطينا موهبة الروح القدس لآن يوم ميلاد ملك الملوك ورب الارباب وان تجسده كان من اجل خلاصنا (القديس يعقوب السروجى).
- تعالى ايها الحكيم وانظر الطفل داخل الاقماط وتامل فى ان يكون جميع الخليقة معلقة بامره (القديس ساويرس الانطاكى ).
- تعجب منه لانه موضوع فى المذود وهو يدبر البحر واليابسة (القديس ساويرس الانطاكى ).
- بالامس صنع امه وأتى اليوم ولد منها هو الوحيد قبل ادم وبعد مريم (القديس ساويرس الانطاكى ).
- أمس واليوم هو يسوع ابن الله بغير ابتداء وشاء ان يكون تحت الابتداء (القديس ساويرس الانطاكى ).
- الطفل الموضوع فى المذود والصغير بين المساكين ترتعد منه صفوف النار بعساكرها (القديس ساويرس الانطاكى ).
- مريم حملت الطفل فى حضنها هذا الذى يحمل كل الاشياء وحملته الاذرع وهو الجالس على مركبة الكاروبيم وارضعته لبنا وهو هيأه فيها واعطته طعاما هو صنعه كاله (القديس ساويرس الانطاكى ).
عندما كان يرضع اللبن من امه كان يرضع الكل بالحياة هذا الذى كل الخليقة ترضع صلاحه وتطلب منه الطبائع أن يعطيها قوتها ويعطى المطر والظل لمزروعات الارض (القديس ساويرس الانطاكى ).
- النار ملفوفة بالاقمشة واللهيب يرضع حليب العذراء (القديس ساويرس الانطاكى ).
- له المجد..قوته عظيمة..من يقدر ان يجدها لكنه اخفى قياسها تحت الثوب الذى كانت امه العذراء تغزله له وتلبسه واياه اذ اخلى نفسه من ثوب المجد (القديس ساويرس الانطاكى ).
- انفجرت ابواب الجحيم أمامه فكيف احتوته أحشاء مريم,والحجر الذى على القبر تدحرج بقوة فكيف اشتملته ذراعا مريم العذراء (القديس ساويرس الانطاكى ).
- حينما اريد أن أنظر الى العذراء والدة الاله وأتأمل فى شخصها يبدو لى لآول وهله ان صوتا من الرب يأتى صارخا بقوة فى اذنى لا تقترب الى هنا.اخلع حذاءك من رجليك لآن الموضع الذى انت واقف عليه أرض مقدسة(خر 5:3) (القديس ساويرس الانطاكى

اسماء ومعانى

قايين : اسم عبرى معناه مكسب.
هابيل : اسم عبرى معناه نسمة او نفخة.
شيثا : اسم سامى معناه معين او بديل.
انوش: اسم عبرى معناه رجل.
مهللئيل: اسم عبرى معناه حمدا لله.
اخنوخ: اسم عبرى معناه مكرس.
متوشالح: اسم سامى معناه رجل السهام.
بنيامين : اسم عبرى معناه ابن يدى اليمنى.
يهوذا : اسم عبرى معناه حمد وشكر.
يساكر :اسم عبرى معناه يعمل بأجرة.
دان :اسم عبرى معناه قاضى.
جاد : اسم عبرى معناه طالع حسنه.
اشير : اسم عبرى معناه سعيد.
يوسف : اسم عبرى معناه يزيد.
عثنيئيل: اسم عبرى معناه الله قوة.
القينى : اسم سامى معناه الحداد.
منوح : اسم عبرى معناه راحة.
شمشون : اسم عبرى معناه شمس.
دليلة : اسم عبرى معناه معشوقة او مدللة.
بوعز: اسم عبرى معناه ذو العزة او ذو الباس.
حنة : اسم عبرى معناه الحنان.
فينحاس : اسم مصرى معناه النوبى.
صموئيل : اسم عبرى معناه الله سامع.
يوئيل : اسم عبرى معناه يهوه هو الله.
عدلام : اسم عبرى معناه ملجأ.
نابال:اسم عبرى معناه غبى.
سليمان:اسم عبرى معناه رجل السلام.
يديديا:اسم عبرى معناه يهوه محبوب.
اخيتوفل:اسم عبرى معناه اخو الجهل.
ياكين:اسم عبرى معناه يثبت.
ملكوم:اسم كنعانى معناه ملككم وكان اله للعمونيين.
ايليا:اسم عبرى معناه الهى يهوه.
ادرملك:اسم اكادى معناه ملك مقتدر.
شيحور:اسم مصرى معناه بحيرة حورس اطلق على نهر النيل.
الترشاثا:اسم فارسى معناه مخوف او محترم.
مردخاى:اسم بابلى معناه ملك للاله مردك.
استير:اسم فارسى معناه كوكب.
هامان:اسم فارسى يشير الى الاله العيلامى هامان.
ايوب:اسم عبرى معناه المضطهد وربما يعنى التائب.
اليفاز:اسم عبرى معناه الله ذهب نقى.
اليهو:اسم عبرى معناه هو الله.
باشان:اسم عبرى معناه ارض مستوية.
مصعر:اسم عبرى معناه الصغيروهو جبل فى الجليل.
صور:اسم سامى معناه صخر وهو اسم مدينة فينيقية.
مديان:اسم سامى معناه محكمة.
سيحون:اسم ملك من ملوك الاموريين.
لموئيل:اسم سامى معناه مكرس لله.
اشعياء:اسم عبرى معناه خلاص يهوه.
أرميا:اسم عبرى معناه الرب يؤسس.
جيروت:اسم عبرى معناه مرقب وهو مكان تستريح فيه القوافل.
خفرع:اسم عبرى معناه كاهن الشمس.
يعزير:اسم عبرى معناه يعين وهى مدينة من جلعاد.
مراثايم:اسم عبرى معناه عصيان مزدوج وهو اسم مجازى لبابل.
حزقيال:اسم عبرى معناه الله يقوى.
تموز:اسم اله البابليين وكان زوجا لاخته الاله عشتر.
فلطيا:اسم عبرى معناه يهوه قد اعتق.
دانيال:اسم عبرى معناه الله قضى.
بلطشاصر:اسم كلدانى معناه ليحفظ حياته.
هوشع:اسم عبرى معناه الرب المعين.
جومر:اسم عبرى معناه الله يكمل.
يزرعيل:اسم عبرى معناه الله يزرع.
لورحامه:اسم عبرى معناه من لا رحمة له.
لوعمى:اسم عبرى معناه ليس شعبى.
شلمان:اسم ملك من ملوك اشور.
كصبوييم:اسم عبرى معناه ظباء.
عاموس:اسم عبرى معناه حمل.
عوبديا:اسم عبرى معناه عبد يهوه.
يونان:الاسم العبرى منه يونة ومعناه حمامة.
ميخا:اسم عبرى معناه كيهوه.
ناحوم:اسم عبرى معناه معز.
حبقوق:اسم عبرى معناه يعانق.
صفنيا:اسم عبرى معناه يهوه يستر.
حجى:اسم عبرى معناه المولود فى يوم العيد.
زكريا:اسم عبرى معناه يهوه قد زكر.
ملاخى:اسم عبرى معناه رسولى او ملاكى.
مريم:اسم عبرى معناه عصيان.
يسوع:اسم عبرى معناه يهوه مخلص.
يوحنا:اسم عبرى معناه يهوه حنون.
سمعان:اسم عبرى معناه مستمع.
يعقوب:اسم عبرى معناه يحل محل.
متى:اسم عبرى اصله مثتيا الذى معناه عطية يهوه.
فيلبس:اسم يونانى معناه محب للخيل.
ثاوفيلس:اسم يونانى معناه محبوب من الله.
لعازر:اسم عبرى معناه من يعينه يهوه.
نثنائيل:اسم مشتق من الاسم العبرى نثنئيل ومعناه قد اعطى الله.
توما:اسم ارامى معناه التوأم.
حنانيا: اسم عبرى معناه يهوه قد انعم.
غمالائيل:اسم عبرى معناه مكافأة الله.
استفانوس:اسم عبرى معناه تاج او اكليل من الزهور.
كرنيليوس:اسم عبرى معناه مثل القرن متين.
اغابوس:اسم يونانى معناه محبة.
رودا: اسم يونانى معناه شجرة الورد.
برنابا:اسم ارامى معناه ابن الوعظ.
بولس:اسم لاتينى معناه الصغير.
ديونيسيوس:اسم يونانى معناه من يخص الاله .
اكيلا:اسم لاتينى معناه نسر.
يوستس:اسم لاتينى معناه عادل.
كريسبس:اسم لاتينى معناه مجعد الشعر.
ارسترخس:اسم يونانى معناه خير حاكم.
سوباترس:اسم يونانى معناه صالح الابوين.
افتيخوس:اسم يونانى معناه السعيد الطالع.
تيموثاوس:اسم يونانى معناه عابد الله.
بليعال:اسم يونانى معناه عديم الفائدة.
مرقس:اسم لاتينى معناه مطرقة.
يسطس:اسم لاتينى معناه عادل.
فليمون:اسم يونانى معناه محب.
والمجد للرب يسوع الى الابدامين.

آباء الكنيسة والعهد القديم

يعبّر القديس أوغسطين بشكل نموذجي عن الموقف الآبائي العام من الشريعة القديمة بقوله الشهير " Novum Testamentum in Vetere latet. Vetus Testamentum in Novo patet" (العهد الجديد هو إتمام العهد القديم). يسوع المسيح هو الماسيّا الذي تكلّم عنه الأنبياء. فيه تحققت كل الوعود والتوقعات. الناموس والإنجيل متلائمان. ولا يستطيع أحد أن يدّعي بأنّه من أتباع موسى الحقيقيين إلاّ إذا آمن بأن يسوع هو رب. إن كل مَن لا يدرك بأن يسوع هو الماسيّا، مسيح الرب، يخون بذلك الشريعة القديمة نفسها. وحدها كنيسة المسيح تحتفظ الآن بالمفتاح الصحيح للكتاب المقدّس، المفتاح الحقيقي للنبوءات القديمة. لأن كل هذه النبوءات تحققت بالمسيح.
يرفض القديس يوستينوس الاقتراح بأن العهد القديم هو صلة ربط بين الكنيسة والهيكل اليهودي. بالنسبة له العكس صحيح تماماً. يجب رفض الادّعاءات اليهودية بشكل منهجي. لم يعد العهد القديم ينتمي لليهود بل هو يخص الكنيسة وحدها وبالتالي كنيسة المسيح هي إسرائيل الله الحقيقية الوحيدة. لم تكن إسرائيل القديمة سوى كنيسة غير نامية. بحسب استعمالها في كنيسة الفترة الأولى، كلمة "الكتب" ذاتها عنَت قبل كل شيء العهد القديم وبهذا المعنى تُستعمَل بشكل جلي في قانون الإيمان "كما جاء في الكتب"، أي بحسب نبوءات الشريعة القديمة ووعودها.
وحدة الكتاب المقدّس
يستَشهد الكتّاب الأوائل بالعهد القديم بغزارة. وحتى بالنسبة للأمم، كانت رسالة الخلاص دائماً تقدَّم بإطار العهد القديم. هذا كان حجة منذ القدَم. لم يلغِ المسيح العهدَ القديم لكنه جدّده وأتمّه. بهذا المعنى لم تكن المسيحية ديناً جديداً. ببساطة دُمجت الكتب المسيحية الجديدة بالكتاب اليهودي الموروث على أنها تتمته العضوية. ووحده الإنجيل كاملاً، أي العهدان معاً، اعتُبر السجلّ الوافي للوحي المسيحي. لم يكن هناك أي انقطاع بين العهدين بل وحدة من التدبير الإلهي. وقد كانت المهمة الأولى للاهوت المسيحي إظهار وشرح كيف أن الشريعة القديمة كانت تهيئة وتوقعاً لإعلان الله النهائي في يسوع المسيح. لم تكن الرسالة المسيحية مجرد إعلان لبعض العقائد، بل هي قبل كل شيء سجل لأعمال الله العظيمة وأفعاله عبر العصور. لقد كانت تاريخاً للإرشاد الإلهي بلغ ذروته في شخص المسيح يسوع الذي أرسله الله ليفتدي شعبه. لقد اختار الله إسرائيل لميراثه، ليكون شعبه وحافظ حقيقته، ولهذا الشعب المختار وحده أوكِلَت الكلمة الإلهيّة. والآن تسلّمت الكنيسة هذا الميراث.
لقد اعتُبر العهد القديم بأكمله نبوءة مسيحية و"تهيئة إنجيلية". منذ وقت مبكر جمّعت بعض المختارات الخاصة من نصوص العهد القديم واستعملها المبشرون المسيحيون. من أفضل عيّنات هذا النوع هي شهادات القديس كبريانوس (Testimonia) . وقد حاول القديس يوستينوس في حواره مع تريفو أن يثبت حقيقة المسيحية من العهد القديم. محاولة الماركيونيين قطع العهد الجديد عن جذوره في القديم قوبلت بمقاومة نشيطة وأدينت من الكنيسة العظمى. لقد أُكّدت وحدة العهدين بقوة وشُدّد على انسجامهما الداخلي. لقد كان هناك دائماً بعض الخطر من قراءة الكثير من العقيدة المسيحية في كتابات العهد القديم. وقد عُتِّم المنظار التاريخي أحياناً بشكل خطير. ولكن لن يزل هناك حقيقة عظيمة في كل هذه المساعي التفسيرية. لقد كان هذا شعوراً عظيماً بالتوجيه الإلهي عبر العصور.
العهد القديم كقصة رمزية
تاريخ تفسير العهد القديم في كنيسة الأزمنة المسيحية الأولى هو من أكثر الفصول اهتزازاً وإرباكاً في تاريخ العقيدة المسيحية. ورثت الكنيسة بعض التقاليد التفسيرية مع العهد القديم اليوناني. فيلو، اليهودي المتهلّن من الإسكندرية، كان من أفضل الممثلين لهذا المسعى ما قبل المسيحي لاستيداع العهد القديم للأمم. لقد اختار لهذه المهمة طريقة فريدة جداً هي المجاز. لم يكن لفيلو أي فهم للتاريخ. لقد أغفل الحوافز المسيانية أو أهملها في فلسفته للكتاب. بالنسبة له، الكتاب كان فقط نظاماً للفلسفة الإلهية أكثر مما هو تاريخ مقدّس. وعلى هذا الأساس لم يكن للأحداث التاريخية أي أهمية أو شأن بالنسبة إليه. لقد كان الكتاب المقدّس بالنسبة له كتاباً واحداً فشل في أن يتبيّن فيه أيّ منظار أو تقدّم تاريخي. لقد تعاطى معه بالواقع كمجموعة من الحكايات الرمزية المجيدة والقصص التعليمية المعدّة لحمل بعض الأفكار الفلسفية والأخلاقية وتصويرها.
لم تقبل الكنيسة هذه الطريقة الرمزية بهذا الشكل المتطرف. ومع ذلك، ينبغي الإقرار بتأثير فيلو القوي على كل المقالات التفسيرية في القرون الأولى. لقد استعمل القديس يوستينوس فيلو كثيراً. برنابا المنحول (أوائل القرن الثاني) ذهب حتى إلى إنكار الصفة التاريخية للعهد القديم. لقد تبعت مدرسة الإسكندرية المسيحية التقاليد الفيلونية. وحتى لاحقاً، القديس أمبروسيوس كان يتبع فيلو إلى حد بعيد في تعليقاته ومن الممكن تسميته بحق Philo latinus. لقد كان هذا التفسير الرمزي ملتبساً ومضللاً.
لقد مر وقت طويل قبل أن يُستعاد التوازن ويتثبّت. ومع هذا ينبغي أن لا يغفل المرء عن المساهمة الإيجابية لهذه الطريقة. أفضل ممثل للتفسير المجازي في الكنيسة كان أوريجنس وتأثيره كان هائلاً. قد يُفاجأ المرء بجرأته التفسيرية وانحرافه. لقد اعتاد بالواقع أن يقرأ الكثير من عنده في النص المقدّس. لكن وصفه بالفيلسوف يكون خطأً مريعاً. لقد كان قبل كل شيء وطوال الوقت باحثاً كتابياً، طبعاً بأسلوب زمنه. لقد قضى أياماً وليالٍٍ على الكتاب المقدّس. هدفه الرئيسي كان فقط تأسيس كل عقيدة وكل لاهوت على أساس كتابي. لقد كان مسؤولاً إلى حد كبير عن قوة الروح الإنجيلية في كل اللاهوت الآبائي. قدّم الكثير للمؤمن العادي إذ جعل الكتاب المقدّس سهل المنال بالنسبة إليه. كان دائما يُدخِل العهد القديم في تعليمه. لقد ساعد المؤمن العادي على قراءة العهد الجديد ليتقدّس به. وهو شدّد دائماً على وحدة الكتاب المقدّس واضعاً العهدين في علاقة أكثر قرباً. لقد قام بمحاولة جديدة لبناء عقيدة الله بأكملها على أساس كتابي.
إنّ قصور أوريجنس واضح لكنّ مساهمته الإيجابية أكبر بكثير. فبمثاله علَّم اللاهوتيين المسيحيين أن يعودوا دائماً إلى نصوص الكتب المقدّسة ليستلهموها. لقد تبع أغلب الآباء خطّه وفي الوقت نفسه لقي مقاومة شديدة. ليس من مجال هنا للخوض مطوّلاً في الجدل بين مدرستي التفسير في كنيسة القرون الأولى، فالمعالم الأساسية معروفة إجمالاً. المدرسة الأنطاكية توقفت عند التاريخ بينما اهتمّ الإسكندريون بالتأمّل. وبالتأكيد ينبغي جمع العنصرين بتركيبة متوازنة.
التاريخ أو الوعظ
لقد كان الافتراض الاسكندري الأساسي بأن الكتب، كونها ملهَمة من الله، تحمل في طياتها رسالة كونية لكل الأمم والعصور. هدف الكتب بالتمام هو عرض هذه الرسالة واكتشاف كل هذه الثروات، التي حفظتها الحكمة الإلهية بعناية في الكتاب، وتعليمها. تحت حرف الكتابات المقدّسة بعض الدروس التي ينبغي بالمتقدمين تعلّمها. خلف كل السجلاّت البشرية لظهورات الله المتنوّعة يمكن للمرء أن يتبيّن الوحي الإلهي وأن يفهم كلمة الله في كل بهائها الخالد.
لقد افتُرض أنّه حتى عندما تكلّم الله في ظل بعض الظروف كان في كلامه دوماً ما يتخطّى كل القيود التاريخية. على المرء أن يميّز بتأنٍ بين النبوءة المباشرة وما يمكن وصفه كتطبيق لها. يمكن للكثير من روايات العهد القديم أن تنوّر المؤمن حتى ولو لم يكن الكاتب قد قصد فيها أي تصوير مسبق لحقيقة مسيحية ما. إن الافتراض المسبَق الأساسي كان بأنّ الله أراد أن تكون الكتابات المقدّسة الدليل الأبدي لكل الجنس البشري. وبالتالي كان جائزاً استعمال العهد القديم أو إعادة تفسيره بشكل محترم.
اهتمّ التفسير الأنطاكي بالمعنى المباشر للروايات والنبوءات القديمة. الشارح الأبرز لهذا التفسير التاريخي كان ثيودور المبسويستي المعروف في الشرق بالمفسّر. ومع أن مرجعيته تعرّضت للشبهة بشكل خطير لإدانته بسبب تعاليمه الخاطئة، إلاّ إن تأثيره على التفسير المسيحي للعهد القديم ما يزال مهماً جداً. هذا التفسير التاريخي كان غالباً في خطر فقدان المعنى الكوني للوحي الإلهي عن طريق التشديد المفرط على الأوجه المحلية والقومية في العهد القديم. وأكثر من ذلك، في خطر فقدان المنظار الإلهي والتعاطي مع تاريخ العهد القديم وكأنه تاريخ شعب واحد بين أمم الأرض وليس تاريخ ميثاق الله الحقيقي الوحيد.
لقد دمج القديس يوحنا الذهبي الفم أفضل العناصر من المدرستين في مسعاه التفسيري. لقد كان عالماً أنطاكيّاً لكنه كان في كثير من الأوجه من أتباع أوريجنس أيضاً. قد تكون الرمزية مضللة ولكن على المرء ألاّ يهمل المعنى النموذجي للأحداث. مؤسسات العهد القديم وشخصياته كانوا أيضاً نماذج ورموز للأشياء القادمة. التاريخ نفسه كان نبوياً. فالأحداث نفسها تتنبأ، وهي تنبأت مشيرة إلى شيء ما يتخطاها. يصعب وصف الآباء الأوّلين بالأصوليين. لقد كانوا دائماً يسعون وراء الحقيقة الإلهية ووراء الرسالة الإلهية نفسها التي غالباً ما كانت محتجبة خلف ستار الحرف. بالكاد استطاع الإيمان بالوحي أن يعيق الميل الأصولي. لا يمكن تحويل الحقيقة الإلهية إلى حرف حتى ولو كان الكتابات المقدسة. أحد أفضل نماذج التفسير الآبائي هو الأيام الستة (Hexameron) للقديس باسيليوس الذي نجح في تقديم الحقيقة الدينية للرواية الكتابية عن الخلق بتوازن حقيقي واعتدال لا عيب فيه.
العهد القديم والعبادة المسيحية
انعكس الموقف الآبائي من العهد القديم في تاريخ العبادة المسيحية. الجذور اليهودية لليتورجيا المسيحية واضحة لكن نظام العبادة المسيحية العمومية كان مرتبطاً بشدة بممارسة المعبد اليهودي أيضاً. المزامير هي ميراث من اليهود وقد صارت نموذجاً لكتابة الترانيم في كنيسة القرون الأولى. إلى اليوم، تشكّل المزامير الهيكل العظمي لكل الخدم المسيحية وقد كانت الأساس لكل الأدب التعبدي في الأيام القديمة.
يتأثّر دارس العبادة العامة في الكنيسة الشرقية الأرثوذكسية بكثرة الإشارات والتلميحات والصور التي من العهد القديم، في كل خدم هذه الكنيسة وترانيمها، ما يؤكَّد وحدة العهدين. الحوافز الكتابية غزيرة والكثير من الترانيم ليست سوى أشكال مختلفة لنمط تراتيل العهد القديم، من ترنيمة موسى عند اجتياز البحر الأحمر إلى نشيد زخريا والد يوحنا المعمدان. وقد حُدد في الأعياد الكبيرة عدد من فصول العهد القديم التي تُقرأ للتشديد على أن الكمال المسيحي ليس سوى تحقيقاً لما سبق تصويره وأنذِر به أو حتى أعلِن مباشرة منذ القديم. ويُشدد بشكل خاص على هذا الاستعداد من العهد القديم في خدم الأسبوع العظيم. ترتكز كل العبادة على هذه القناعة بأنّ الميثاق الحقيقي كان دائماً واحداً، وبأنّه كان هناك دائماً توافق كامل بين الأنبياء والرسل. وقد تأسّس كل هذا النظام لاحقاً في العصر الآبائي.
يُقرأ القانون الكبير للقديس أندراوس الكريتي في صلاة النوم الكبرى في الصوم الكبير. بين الأمثلة المختلفة عن الكتابة العبادية، هذا القانون هو الأكثر لفتاً للنظر. إنه حضّ قوي ومناشدة على التوبة مؤلّف بإلهام شعري حقيقي ومرتكز على الإنجيل. فيه يتم تذكّر كل سلسلة خطأة العهد القديم، التائبين منهم وغير التائبين. قد يضيع المرء في هذا الدفق المستمر للأسماء والعِبَر. يتذكَر المسيحي بشكل رائع أن قصة هذا العهد القديم تخصّ المسيحيين. المسيحي مدعو إلى التفكير مرة وتكراراً في هذه القصة الرائعة عن التوجيه الإلهي والعصيان والسقطات البشرية. إنّ العهد القديم محفوظ ككنز ثمين. على المسيحي أن يشير أيضاً إلى تأثير نشيد الأنشاد على نشوء النسك المسيحي. لقد كان تعليق أوريجنس على هذا السفر، برأي القديس أيرونيموس، أفضل مؤلّفاته إذ فيه تخطّى نفسه. كما أنّ التفسير النسكي للقديس غريغوريوس النيصّي لنشيد الأنشاد هو منجم غني للوحي المسيحي الأصيل.
العهد القديم ككلمة الله
أكثر من مرة تمّ اقتراح أن الرسالة المسيحية الأصلية قد هُلّنَت (hellenized) كثيراً مع الآباء اليونان. على المرء أن يكون شديد الحذر نحو هذه الأقوال. في كل حال، إن الآباء هم مَن حفظ كل كنوز العهد القديم وجعلها إرثاً لا غنى عنه للكنيسة، في العبادة كما في اللاهوت. الشيء الوحيد الذي لم يفعلوه هو أنّهم لم يتوقفوا عند القصور اليهودي. فالكتابات المقدسة كانت بالنسبة لهم إعلاناً أزلياً وكونياً وهي موجّهة الآن إلى الجنس البشري لأنها، ببساطة، وُجِّهت إلى كل الأمم من الله نفسه حتى عندما كانت كلمة الله منقولة من الأنبياء إلى الشعب المختار وحده. هذا يعني أنّه غير ممكن قياس عمق الإعلان الإلهي بمقياس بعض الأوقات الغابرة مهما كانت هذه الأوقات مقدّسة. لا يكفي أن نكون أكيدين من أنّ اليهود القدامى فهموا الكتاب المقدس وفسّروه بطريقة ما إذ لا يمكن أن يكون هذا التفسير نهائياً. إنّ الذي أتى فقط ليتمّ الناموس والأنبياء قد سلّط ضوءً جديداً على الإعلانات. ليست الكتابات المقدسة مجرّد وثائق تاريخية. إنّها بالحقيقة كلمة الله والرسالة الإلهية لكل الأجيال. ويسوع المسيح هو ألف الكتاب المقدس وياؤه، ذروة الإنجيل وعقدته. هذه هي رسالة الآباء القائمة إلى كل الكنيسة حول التدبير القديم.

القراءة المسيحية للكتاب المقدس

الكتاب المقدس هو ذلك الكتاب الذي يختلف عن سائر الكتب البشرية، بقدر ما يقودنا إلى ما وراء الكلام البشري ليدخل بنا إلى سر الله. عند قراءة هذا الكتاب يجب أن نتجاوز أنفسنا لأنه كلام الله يرويه بشر يعلنون بلغتهم الخاصة مقاصد الله ومشيئته وتدبيره. وهو أخيراً تاريخ الخلاص إذ يعلن تاريخ البشرية عبر بدايتها وخلاصها وانتهائها، وملتقى الخالق والمخلوق لأنه يمثل تاريخ كل نفس منذ ولادتها حتى اتحادها بالله.
كما ان الله بكلمته اوجد الخليقة فإنه بكلمته أيضاً يوجه هذه الخليقة نحوه، والروح القدس هو من يضع أفكار الله ومقاصده في أناس مختارين ليترجموه إلى الناس بكلام بشري ومفاهيم بشرية تتناسب وعصرهم حسبما يعطيهم الروح ان ينطقوا. في الإيمان المسيحي فإن كلمة الله هي يسوع المسيح، ولذلك فنحن نقرأ الكتاب ونفهمه عندما نفتّش فيه عن الرب يسوع. وفي كل العهد القديم تدوّي صرختان " أرني وجهك " و " عرفني اسمك " . وكلمة الله كما هي في الكتاب مقولة فإنها في المسيح يسوع معطاة، لهذا السبب لا نفهم الكتاب خارج يسوع المسيح وخلاصه، وكل الكتاب يقودنا نحو حدث واحد هو تجسد الله الذي به بلغ الكتاب كماله. إن الكتاب مفتوح لنا دوماً في الليتورجيا نستعرضه كاملاً خلال السنة الطقسية ويتوضح من خلالها ، وتبقى القراءة المستمرة للكتاب في كل مرحلة من حياتنا تعطينا غذاء جديدا ودفعاً جديداً. قال أحد الآباء " العهد الجديد مخفيّ في العهد القديم ، والعهد القديم مُعلَن في العهد الجديد " وكانت كل حوادث العهد القديم ظلاً لما سيحدث لاحقاً. ويقال أن جبل موريا حيث كان ابراهيم مزمعاً تقديم ابنه اسحاق ذبيحة لله هو المكان الذي بني فيه الهيكل حيث حكم على يسوع، وان لوز التي نام فيها يعقوب ورأى سلّماً تمس السماء والملائكة تصعد وتهبط عليها هي بيت لحم حيث ولد الرب يسوع. وهؤلاء لم يفهموا ما حدث وما هو مزمع ان يحدث. يجب ألا توقفنا التفاصيل الغريبة نحن المبتدئين عن متابعة القراءة ولا ان تمنعنا عن التوغل في فصول الكتاب، فينبغي تجاوز الفضولية والسطحية وعدم تجريب روح الله بإشباع فضولنا وتساؤلاتنا، بل نسأله ان يغيرنا بروحه القدوس ويظهر لنا ذاته. لقد دعانا الرب من ارض الخطيئة فعلينا أن نجتاز برية النسك والجهاد في هذه الحياة قبل الدخول إلى ارض الميعاد، مؤمنين أنه خير لنا الموت في البرية على العودة إلى الخطيئة والعبودية، فهذه الضيقات هي لخلاصنا فيما لو تجاوزناها. لا وجه للمطابقة بين معطيات العلم الحديث والكتاب المقدس ومعانيه، لأن حقيقة الكتاب تسير على غير صعيد الحقائق العلمية. فبينما العلم هو لحقائق الكون المنظور، فإن الكتاب هو للحقائق الروحية والخلاصية. الكتاب صيغ بلغة بشر عصره ومفاهيمه في ذلك الزمان الذي كان فيه البشر يرون الشمس تدور حول الأرض، فهل يكون على الكتاب أن يتدخل ليثبت الحقيقة العلمية؟؟ يتكلم الكتاب لغة رمزية وأحياناً تتجاوز المعنى المباشر، فقصة الخلق لا يجب أن نفهمها حرفياً تماماً كما اننا لا نفهم أن الله تكلم بفم بشري مثلاً . بل إن الله يريدنا أن نفهم كبف تخلّت البشرية عن الله بملء حريتها لكن الله لم يتخلّ عنها واتم بالمسيح يسوع عودة البشرية إليه متحدة بشخص يسوع الإله المتجسد.
سندرس الخطوط الرئيسة للعهد القديم معاً على ضوء القراءة الكنسية لهذا العهد والتي هي قراءة اخرى غير القراءة اليهودية وغير قراءة من هم خارج الكنيسة المسيحية له.
الخلق والسقوط
يدعى سفر التكوين في العبرانية " برشيت " أو سفر البداية الذي يبدأ بكلمة " في البدء " الذي يعني أنه كان بدءٌ في لحظة معينة والعالم ليس أزلياً.وهو يُدخلنا في سرّ كلمة الله الخلاقة التي كانت موجودة قبل خلق العالم لأنها سابقة للنطق بها. وعلى عكس الكلام البشري فإن كلام الله يفعل بقوة حتى ولو لم يوجد طرف آخر ليقبله. وكلمة الله الخلاقة هي " سر محبة " حيث كانت حركة المحبة الأولى في إيجاد الخليقة، هذه المحبة لا تقبل بالآخر فقط بل هي سبب وجوده أيضاً. ولأن الله يعلم أن هذا المخلوق لن يبادله نفس الحب لذلك فإن آلامه بدات منذ بداية الخلق وهي آلام الرفض من الطرف الآخر. لكن الرب أحبّ حتى المنتهى حتى بذل نفسه عن البشر.
- في البدء خلق الله السموات والأرض في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله - قال الله ليكن نور فكان نور فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس - وفصل الله بين النور والظلام النور يضيء في الظلمة والظلمة لم تُدركه
هكذا كان سرّ المحبة مخفياً في العهد القديم وأجرى الإنجيلي يوحنا هذه المقاربة التوضيحية.
كلمة الله واجبة الطاعة " خزنت كلامك في قلبي كيلا أخطيء إليك " ( مز119: 11 ) وطالما كلمة الله فينا لا نخطئ ، ولكن لحظة شرود واحدة تكفي لسقوطنا في الخطيئة، تلك الخطيئة التي كانت " شهية للنظر " ( تك3: 6 ) وبها سقط البشر في هذا العالمتائهين وحيدين في عداء مع الطبيعة. لكن الله أمين لخليقته الجاحدة، فكان أن جاء ابراهيم ومعه الوعد...
الوعد
علمنا الكتاب أن الإنسان المخلوق على صورة الله وعاش في ألفةٍ معه سقط وصار يختبيء من وجه الله خجلاً، لكن الله لم يتركه. ويبدا تاريخ الخلاص مع ابراهيم من الإصحاح الحادي عشر من سفر التكوين، بينما يظهر الله فيما قبله محتملاً الوضع الجديد الناشيء من خطيئة الإنسان وحتى بالطوفان أنقذ الله نوحاً وعائلته ليعيد نظام الكون مجدداً، ومع نوح نجد الميثاق الأول. في مرحلة الوعد يعدّ الله رجلاً هو أبرام ويرتبط معه بوعد لتحقيق الخلاص، وأبرام يقبل كلام الله بأنه سيصير أمة كبيرة وبركة لشعوب الأرض. يأمره الله أن يترك أرضه منتزعاً إياه من بين أهله ومفرزاً إياه ومميزاً إياه عن سواه. ينطلق أبرام آتياً إلى أرض كنعان، ثم يقيم الله عهده مع أبراهيم حسب الطقوس الكنعانية إذ يشطرون بعض الحيوانات نصفين ويضعان كل نصف قبالة صاحبه يمرّ الفريقان بين القطع كدليل لقبولهما ان يُشطرا كما هذه الحيوانات إذا ما أخلا بالوعد، لكن اللافت للنظر وحسب سفر التكوين يمر الله وحده بين القطع كدليلٍ على أن العهد الإلهي هو من طرف واحد. وأعطى الله علامة جديدة هي الختان. كان أبرز سمات ابراهيم هو إيمانه وبفضل الإيمان عاد الله إلى السكنى بين الناس، وتمكن ابراهيم من رؤية مجد الله في رؤية ذهولية ، وما تغيير اسمه من ابرام إلى ابراهيم بعد إيمانه سوى رمزٌ لدخوله في حياة جديدة. لم يكن لابراهيم بعد ترك اهله ووطنه سوى هذا الوعد فقط، وبعد كل هذا كان أن امتحن الله ابراهيم في الاصحاح الثاني والعشرين، لأن الإيمان هو جهاد أيضاً، وأطاع ابراهيم أيضاً إلى المنتهى وسار بابنه الوحيد ليقدمه للرب محرقة على جبل موريا " جبل الهيكل لاحقاً " .
كما دعا الله ابرام يدعو أيضاً كل واحد منا " قم انطلق من أرضك " ، وما علينا سوى تلبية النداء وبدء رحلة مع الله أبدية.
العهد
هو العهد الذي قطعه الله لشعبه في سيناء بعد خروجهم من مصر، وهذا الخروج في قصته هو السفر الذي يطابق وضع كل نفس مسيحية، وقد تطلّب الخلاص حروباً والله إله حرب غير منظورة يسحق الأعداء ويحامي عن خائفيه عندما يؤمنون به. كانت الاضطهادات التي واجهت السعب لكي يفهم أن الاختيار ليس مبعث راحة في هذا العالم بل هو آلام وصليب. تمثل أرض مصر هنا ملكوت الشرير الذي يرهق الناس بالعمل الشاق، لكن الله يسمع صوت شعبه ويظهر في ارض العبودية رجل هو موسى مثل نوح منتشل من الماء، ومثل ابراهيم في قبوله لدعوة الله. موسى يقتل مصرياً قبل أن يأمره الله بشيء ويفرّ إلى أرض مديان حيث يتراءى له الله ويعلن له انه اختاره لتخليص شعبه. العبور من ارض العبودية نحو الحرية هو " الفصح " ، هو سر التحرر والإنعتاق والذي كان رسماً ظلياً للفصح الحقيقي والعبور الحقيقي من الأرض إلى السماء بيسوع المسيح فصحنا الأوحد الأكثر أبدية ونوراً. في ضربته الأخيرة للمصريين يضرب الرب أبكار مصر فيهلكون بينما ينجو أبكار العبرانيين، تحفظهم علامة الدم التي على أبواب بيوتهم، ويخرجون من مصر في تلك الليلة قبل اختمار العجين. هذه هي علامة الدم ، بدم الفصح الحقيقي فقط نخلص ونبدأ رحلة العبور من الزمن نحو الأبدية، وخروف الفصح الحقيقي هو حمل الله الرافع خطيئة العالم . بعد العبور كان لا بد من رحلة الصحراء وحياة المحنة لاختبار مدى تعلق الشعب بإلههم ومخلصهم. لكن العبرانيين كانوا شعباً قاسي الرقاب صاروا يفكرون بالعودة إلى مصر لدى اول امتحان. قضى إسرائيل أربعين عاماً في الصحراء لا ملجأ له سوى الله، في هذه الرحلة والصعوبات بقيت بقية امينة للرب لم تتغلب عليها الصعوبات. هكذا يكرّس الله الشعب لنفسه في الصحراء ويرشّ موسى الشعب بدم الذبيحة المقدسة المقدّمة للربّ والتي قبلها الله، فصار الله يعطي ذاته للشعب المكرّس له. كانت رسماً لذبيحة المسيح التي يتناول منها المكرّس للمسيح ويأخذ بها المسيح ذاته. الله اعطى نفسه لشعبه. وحضور الله مع شعبه هو استمرار لبركته، وهذا الحضور الذي صار في آخر الأزمنة " بيسوع المسيح " وحلّ محلّ الرموز الظلية مثل تابوت العهد والمظلة والهيكل " والكلمة صار جسداً وحل بيننا " لأن " فيه يحلّ كلّ ملء اللاهوت جسدياً " . في غربتهم هذه أعطاهم الله شريعته مكتوبة تاركاً مصيرها لإرادتهم، وكانت هذه الشريعة مؤدباً للشعب تنهاه عن الخطايا حتى يأتي المسيح، الذي إذا ما جاء أعتق الشعب من الخطيئة تماماً.
الملكية وأرض الميعادمات موسى دون أن يدخل ارض الميعاد وكذلك ابراهيم من قبله لم يقتنِ فيها غير قبرٍ، هذا يعني أنه ليس كل من يتمم مشيئة الله سينال المكافأة في حياته، وهكذا رسل المسيح زرعوا وآخرون فرحوا بالحصاد. كان الإستيلاء على أرض كنعان تكملة الفصح الذي بدأ في مصرورغم أمانة الله لشعبه وكونه معهم دافعاً من امامهم الشعوب، إلا أن هذا الشعب أخطأ وتبع الآلهة الغريبة، ويجمع يشوع الشعب في شكيم مخيراً إياهم بين الله الحي وآلهة أخرى، لأن الإيمان ليس متوارثاً عبر الأجيال بل يصير بملء حريتنا وإرادتنا. فالله الذي يختارنا من الأحشاء علينا بدورنا ان نختاره بملء حريتنا وإرادتنا. بعد سلسلة من امانة الله وعدم امانة البشريبقى الله بالنسبة لهم إله أعياد ومواسم إذا كانوا غالبين، وعندما يُهزمون يعود الله ليصير الملجأ الأخير. هكذا يتغير البشر في قبولهم لله بينما الله ثابت وامين. ولما صرخ الشعب إليه اختار لهم أناساً أمناء يتسلمون زمام الأمور هم القضاة. ما أن استقر الأمر للشعب حتى عاد إلى تمرده، فيطالبون صموئيل بملك يحكمهم كسائر الأمم من حولهم ( 1 صمو8: 5 )، وكان طلبهم هذا بمثابة رفض لله الذي كان يقودهم ( 1صمو8: 9 ). ورغم ذلك يقبل الرب مريداً أن يحوّل الملكية الأرضية إلى معانٍ إلهية حسب مقاصده. وهذا ما يظهر في اختيار الشعب لشاول حسب رغبتهم بينما يختار الرب داود الراعي البسيط ويأمر بمسحه ملكاً، والممسوح هو من استراح روح الله عليه والمسحة هي علامة حلول الروح. كان تابوت العهد يمثل حضور الله في وسط شعبه وكان متنقلاً غير ثابت في مكان، ويطلب الشعب مجدداً بيتاً لسكنى الله ومجده ويقبل الرب مريداً ان يحول ذلك البيت لخدمة مقاصده. لكن البيت الذي يبنى يتعلق به الشعب من دون الله.
السبي والأنبياء
بعد سكنى إسرائيل في أرض الميعاد بدأ ينسى مواعيد الله ومقاصده، فانحرف عن وضعه كشعب كهنوتي ملوكي مقدس لله، وبدأ يجاري الشعوب المجاورة التي سكن بينها. وفقد الشعب وحدته فانقسم إلى مملكتين شمالية وجنوبية . كانت مملكة الشمال تتوغل في الوثنية مخالطة الأمم ودخلت الآلهة الغريبة بفضل الملكات الغريبات. وكان لا بد من محنة تعيد هذا الشعب لحمل الرسالة التي اختير من أجلها، برية جديدة ، وكانت البرية هي السبي وفقدان الملك الزمني وهدم الهيكل والمدن ونهب الثروات واختبار العبودية مجدداً ( هوشع 2: 5-7 ) " لأَنَّ أُمَّهُمْ قَدْ زَنَتِ. الَّتِي حَبِلَتْ بِهِمْ صَنَعَتْ خِزْياً. لأَنَّهَا قَالَتْ: أَذْهَبُ وَرَاءَ مُحِبِّيَّ الَّذِينَ يُعْطُونَ خُبْزِي وَمَائِي صُوفِي وَكَتَّانِي زَيْتِي وَأَشْرِبَتِي. لِذَلِكَ هَئَنَذَا أُسَيِّجُ طَرِيقَكِ بِالشَّوْكِ وَأَبْنِي حَائِطَهَا حَتَّى لاَ تَجِدَ مَسَالِكَهَا فَتَتْبَعُ مُحِبِّيهَا وَلاَ تُدْرِكُهُمْ وَتُفَتِّشُ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَجِدُهُمْ. فَتَقُولُ: أَذْهَبُ وَأَرْجِعُ إِلَى رَجُلِي الأَوَّّلِ لأَنَّهُ حِينَئِذٍ كَانَ خَيْرٌ لِي مِنَ الآنَ " . ومع المحنة يبدأ عصر الأنبياء الذين بدؤوا يدخلون مفاهيم جديدة عن الإيمان وبان الله ليس دياناً فقط بل ويقترب من الفقراء والمتألمين في هذا العالم . بعد السبي يبني إسرائيل هيكلاً جديداً للرب وتظهر جماعة قمران الرهبانية والفئات المختلفة كالفريسيين والصدوقيين، وبينما اعتزل رهبان قمران العالم كبقية صغيرة امينة للرب ينتظرون المسيح المخلص برؤية أكثر عمقاً من الجماعة الثانية، كانت المجموعة الثانية من الفريسيين والصدوقيين والكتبة تناضل من اجل مملكة ارضية. من بين الفكار التي ظهرت بعد السبي فكرة " العدل " و" الرحمة "و " تسامي الله وديانة القلب " ( عا5: 21- 23 ، إر31: 31-34 ) وفكرة الخليقة الجديدة كما عند حزقيال ( 18: 31 و 36: 24-28 ). كما ظهرت فكرة مجيء ابن الإنسان مع ضبابية بين مجيئه الأول والثاني ( دا 7: 9-10 ).
كانت عبارة " ابن الله " مألوفة وتعني رجل الله، وقال اسرائيل عن نفسه انهم أبناء الله ( أش 53: 15-16و 64: 8 ) ، أما عبارة " ابن البشر " أو " ابن الإنسان " كما وردت عند دانيال فتعني ذلك الملك الذي سيسود على الأرض، لهذا ثار المحفل على يسوع لما أعلن انه هو ابن البشر وشق رئيس الكهنة ثيابه لأنهم فهموا انه قال عن نفسه انه ديان العالم أي الله.
معنى الإختيار وعبارة " شعب الله "
" إن سمعتم لصوتي وحفظتم عهدي تكونون لي خاصة من بين جميع الشعوب فإن لي كل الأرض وأنتم تكونون لي مملكة كهنة وأمة مقدسة " ( خر19: 5-6 ).
كانت العلاقة بين شعب إسرائيل والله مميزة وهي العامل الأساسي لاستمرار هذا الشعب بعد تشتته، كان يستمد من الله معنى وجوده وغايته، فهو موجود لتحقيق مقاصد الله، وهذا بالضبط هو معنى الاختيار. فالاختيار مسؤولية وخدمة على عاتق الشعب لكي يقوم بخدمة الرسالة التي أفرز لأجلها، هذا عبء وليس امتياز لكنه عبء محيي.. الاختيار لا يعني بلغة الكتاب المقدس أن إسرائيل أفضل من الشعوب ولا يعني أنه يتميز عنها، بل إن محبة الله اقتضت أن يختار لنفسه شعباً ليتمم مقاصده من خلاله نحو الإنسانية كلها: - " لأَنَّكَ أَنْتَ شَعْبٌ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ. إِيَّاكَ قَدِ اخْتَارَ الرَّبُّ إِلهُكَ لِتَكُونَ لهُ شَعْباً أَخَصَّ مِنْ جَمِيعِ الشُّعُوبِ الذِينَ عَلى وَجْهِ الأَرْضِ ليْسَ مِنْ كَوْنِكُمْ أَكْثَرَ مِنْ سَائِرِ الشُّعُوبِ التَصَقَ الرَّبُّ بِكُمْ وَاخْتَارَكُمْ لأَنَّكُمْ أَقَلُّ مِنْ سَائِرِ الشُّعُوبِ. بَل مِنْ مَحَبَّةِ الرَّبِّ إِيَّاكُمْ وَحِفْظِهِ القَسَمَ الذِي أَقْسَمَ لآِبَائِكُمْ " ( تث7: 6-8 ) - " فَاعْلمْ أَنَّهُ ليْسَ لأَجْلِ بِرِّكَ يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ هَذِهِ الأَرْضَ الجَيِّدَةَ لِتَمْتَلِكَهَا لأَنَّكَ شَعْبٌ صُلبُ الرَّقَبَةِ " ( تث 9: 6 ) وما يأخذه المرء مجاناً يكون مؤتمناً عليه ليعطيه للآخرين ( متى10: 8 ) وهكذا كان يجب ان يكون اختيار الرب لاسرائيل مصدر تواضع وخدمة تجاه الشعوب ليكون خير شاهد لله بين الشعوب وهو ما يتكلم به أشعياء ( الإصحاحات من 40-55 ) . " هوَذَا قَدْ جَعَلْتُهُ شَارِعاً لِلشُّعُوبِ رَئِيساً وَمُوصِياً لِلشُّعُوبِ هَا أُمَّةٌ لاَ تَعْرِفُهَا تَدْعُوهَا وَأُمَّةٌ لَمْ تَعْرِفْكَ تَرْكُضُ إِلَيْكَ مِنْ أَجْلِ الرَّبِّ إِلَهِكَ وَقُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ لأَنَّهُ قَدْ مَجَّدَكَ " ( 55: 4و5 ).
غاية الإختيار أن ينقل إسرائيل مقاصد الله إلى باقي الشعوب، ومقاصد الله هي حياة الله وبركته إلى الشعوب قاطبة، فهذا هو مدلول الوعد لابراهيم " بك تتبارك جميع أمم الأرض " ( تك12: 3 ). وكلمة " شعب الله " إنما تشير إلى شعب جديد صادر عن الله أي " خليقة جديدة ". هذه الخليقة تختلف عن سواها بسيرتها الفاضلة وبكونها " شعباً مقدساً " وكان على الشعب أن يتخلّق بأخلاق تختلف عن تلك التي للأمم ويكون سلوكه تقياً بعيداً عن الشرور وتسلط الأهواء . القداسة - التي هي فرز الشيء وتخصيصه - هي صفة مميزة لهذا الشعب التي بدونها يفقد هويته. إذا استطاع الشعب أن يكون مسكناً لله بين البشر يكون شاهداً لله بين الأمم وناقلاً لمقاصده التي هي نقيض تحارب الأمم وتنافسها؛ لأن الله يريد توحيد الشعوب على اختلافهم وتنوعهم لتتحقق فيهم صورته الثالوثية. لهذا أوجد له شعباً ، وبلا هذا الهدف يفقد الشعب معنى اختياره. هذا معنى " ملكوت كوهَنيم وغوي قدّوش " ( خر19: 6 ). وكما أن الكاهن يسام لا لأجل نفسه بل ليكون صلة حية بين الله والجماعة، كذلك كان على إسرائيل أن يكون وسيطاً بين الله والأمم ليعبر الله من خلالهم إلى الأمم ويخلصها. وهذا ما يفترض بهم محبة الشعوب الأخرى كما امرهم الله : " وَلا تَضْطَهِدِ الْغَرِيبَ وَلا تُضَايِقْهُ لانَّكُمْ كُنْتُمْ غُرَبَاءَ فِي ارْضِ مِصْرَ " ( خر22: 21 ) و " وَاذَا نَزَلَ عِنْدَكَ غَرِيبٌ فِي ارْضِكُمْ فَلا تَظْلِمُوهُ كَالْوَطَنِيِّ مِنْكُمْ يَكُونُ لَكُمُ الْغَرِيبُ النَّازِلُ عِنْدَكُمْ وَتُحِبُّهُ كَنَفْسِكَ لانَّكُمْ كُنْتُمْ غُرَبَاءَ فِي ارْضِ مِصْرَ " ( لا19: 33-34 ) و " لا تَظْلِمْ أَجِيراً مِسْكِيناً وَفَقِيراً مِنْ إِخْوَتِكَ أَوْ مِنَ الغُرَبَاءِ الذِينَ فِي أَرْضِكَ فِي أَبْوَابِكَ " ( تث 24: 14 ) .
انحراف إسرائيل عن الدعوة
" اِسْمَعُوا هَذَا يَا رُؤَسَاءَ بَيْتِ يَعْقُوبَ وَقُضَاةَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ يَكْرَهُونَ الْحَقَّ وَيُعَوِّجُونَ كُلَّ مُسْتَقِيمٍ الَّذِينَ يَبْنُونَ صِهْيَوْنَ بِالدِّمَاءِ وَأُورُشَلِيمَ بِالظُّلْمِ رُؤَسَاؤُهَا يَقْضُونَ بِالرَّشْوَةِ وَكَهَنَتُهَا يُعَلِّمُونَ بِالأُجْرَةِ وَأَنْبِيَاؤُهَا يَعْرِفُونَ بِالْفِضَّةِ وَهُمْ يَتَوَكَّلُونَ عَلَى الرَّبِّ قَائِلِينَ: «أَلَيْسَ الرَّبُّ فِي وَسَطِنَا؟ لاَ يَأْتِي عَلَيْنَا شَرٌّ!» " ( ميخا3: 9-11 ).
عاش إسرائيل صراعاً بين كونه شعباً لله ومحبته لمجاراة الأمم الأخرى، لأن الدعوة كانت تتطلب اهتداءاً متواصلاً وتحولاً عسيراً، فاستسلم للعنف على غرار باقي الأمم مبتعداً عن الخط الإلهي ومبرراً لنفسه أنه إنما يخدم الله، وجعلوا من الله ضمانة وتغطية لشهواتهم ومسالكهم ، وتناسوا أن البنوة الحقيقية لابراهيم هي في الخضوع اللا مشروط لله كما فعل ابراهيم " أمي وأخوتي من يسمع مشيئة الله ويعمل بها " . خان الشعب الرسالة التي كان يفترض به خدمتها، " ولكن إن فسد الملح فبماذا يملح ؟ " وهذا الانحراف عن الدعوة جاء بعد الخروج من مصر على عدة مراحل هي : - بعد خروجهم من مصر طلبوا من هرون أن يصنع لهم آلهة تسير أمامهم لما أبطأ عليهم موسى في النزول من الجبل ( خر 32 ). - - كان غزوه لأرض كنعان شأنه كشأن الغزوات وما يرافقها من عنف ومظالم وجرائم، وأضفى عليه مزيداً من القسوة بتبريره الظاهري الكاذب بكلمة الله، معطياً بها تغطية للمذابح التي ارتُكبت بحق الكنعانيين. وامتدت فترة الغزو نحواً من قرنين من الزمن اكتملت فيهما صورة إسرائيل كأمة على شاكلة الأمم الأخرى تتحكم بها الأطماع وشهوة المجد الباطل، ومع هذا التحول كان هناك محاولة أسوأ لتحويل الإله الذي دعا إسرائيل إلى التخلق بأخلاقه السامية إلى إله متجانس بأخلاقه مع أهواء البشر شبيهاً بآلهة الأمم الدموية المنتقمة . - - هاجس التشبه بالأمم قاد إسرائيل إلى المطالبة بملك يجسد لهم العظمة القومية ويحقق لهم مبتغاهم وهواهم بدل مقاصد الله التي لا تنسجم وإياها. والإله الذي لا يرتضي سوى الحرية التامة في علاقته بخليقته يأمر صموئيل بالاستجابة لمطالبهم. الملك داود الذي اختاره الرب أراد إقامة هيكل لله معتقداً بأن الله سانده في حروبه ولكنه يفاجأ بصد الله له ورفضه عقاباً لما أراقه من دماء، فكانت وصيته لسليمان ابنه " وَقَالَ دَاوُدُ لِسُلَيْمَانَ: «يَا ابْنِي, قَدْ كَانَ فِي قَلْبِي أَنْ أَبْنِيَ بَيْتاً لاِسْمِ الرَّبِّ إِلَهِي فَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ: قَدْ سَفَكْتَ دَماً كَثِيراً وَعَمِلْتَ حُرُوباً عَظِيمَةً, فَلاَ تَبْنِي بَيْتاً لاِسْمِي لأَنَّكَ سَفَكْتَ دِمَاءً كَثِيرَةً عَلَى الأَرْضِ أَمَامِي هُوَذَا يُولَدُ لَكَ ابْنٌ يَكُونُ صَاحِبَ رَاحَةٍ, وَأُرِيحُهُ مِنْ جَمِيعِ أَعْدَائِهِ حَوَالَيْهِ, لأَنَّ اسْمَهُ يَكُونُ سُلَيْمَانَ. فَأَجْعَلُ سَلاَماً وَسَكِينَةً فِي إِسْرَائِيلَ فِي أَيَّامِهِ هُوَ يَبْنِي بَيْتاً لاِسْمِي, وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْناً, وَأَنَا لَهُ أَباً وَأُثَبِّتُ كُرْسِيَّ مُلْكِهِ عَلَى إِسْرَائِيلَ إِلَى الأَبَدِ " ( 1 أخبار22: 6-8 ). وفشل سليمان بدوره في تحقيق مقاصد الله بل استحوذ عليه نهم الاقتدار واستسلم للشهوة والمجد والطمع والهيمنة والتسلط .
- صار إسرائيل أسير دوامة العنف وحل فيه الظلم والاستبداد، وتحققت نبوءة صموئيل بأنهم يجرون على أنفسهم هلاكاً. وهذا كان موضوع إنذار الأنبياء لهم الذين هبوا يذكرونهم بدعوة الله لهم ويفضحون انحرافهم وحجم خطيئتهم وكيف أنهم واهمون بأنهم لا يزالون مقدسين لله : " لاَكُكَ يَا إِسْرَائِيلُ أَنَّكَ عَلَيَّ عَلَى عَوْنِكَ فَأَيْنَ هُوَ مَلِكُكَ حَتَّى يُخَلِّصَكَ فِي جَمِيعِ مُدُنِكَ؟ وَقُضَاتُكَ حَيْثُ قُلْتَ: أَعْطِنِي مَلِكاً وَرُؤَسَاءَ؟ أَنَا أَعْطَيْتُكَ مَلِكاً بِغَضَبِي وَأَخَذْتُهُ بِسَخَطِي " ( هو 13: 9-11 ). " وَيْلٌ لِلْبَانِي مَدِينَةً بِالدِّمَاءِ وَلِلْمُؤَسِّسِ قَرْيَةً بِالْإِثْمِ " ( حب2: 12 ) " وَذَا رُؤَسَاءُ إِسْرَائِيلَ, كُلُّ وَاحِدٍ حَسَبَ اسْتِطَاعَتِهِ, كَانُوا فِيكِ لأَجْلِ سَفْكِ الدَّمِ فِيكِ أَهَانُوا أَباً وَأُمّاً. فِي وَسَطِكِ عَامَلُوا الْغَرِيبَ بِالظُّلْمِ. فِيكِ اضْطَهَدُوا الْيَتِيمَ وَالأَرْمَلَةَ .... أُبَدِّدُكِ بَيْنَ الأُمَمِ, وَأُذَرِّيكِ فِي الأَرَاضِي, وَأُزِيلُ نَجَاسَتَكِ مِنْكِ وَتَتَدَنَّسِينَ بِنَفْسِكِ أَمَامَ عُيُونِ الأُمَمِ, وَتَعْلَمِينَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ " ( حز22 ) " هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: تَأْكُلُونَ بِالدَّمِ وَتَرْفَعُونَ أَعْيُنَكُمْ إِلَى أَصْنَامِكُمْ وَتَسْفِكُونَ الدَّمَ. أَفَتَرِثُونَ الأَرْضَ؟ وَقَفْتُمْ عَلَى سَيْفِكُمْ. فَعَلْتُمُ الرِّجْسَ وَكُلٌّ مِنْكُمْ نَجَّسَ امْرَأَةَ صَاحِبِهِ. أَفَتَرِثُونَ الأَرْضَ؟" ( حز33: 25 ) - يقع إسرائيل ضحية سلوكه وتنهار المملكة القائمة على العنف والدم على يد نبوخذ نصر 587 ق.م، أربعة قرون من الملكية تهالك فيها إسرائيل على التشبه بالأمم مفسداً دعوة الله، وكان ذلك فشلاً له . ويعلن الله في( حز36: 16-28 ) عزمه على إعادة لم الشعب بعد تأديبه وإعادته وتقديسه مجدداً. - بعد انهيار بابل على يد الفرس عام 538 ق.م عاد إسرائيل، ولكنه عاد إلى تقوقعه وعنصريته، فأحيطت اورشليم بالأسوار وحٌصِّن الهيكل بعد إعادة بنائه وقام عزرا ونحميا اللذان تزعما إعادة البناء يطلبان إلى الشعب طلاق زوجاته الغريبات والتخلي عن أولاده منهنّ وإقصاء كل الغرباء من بينهم.
أمانة الله رغم الانحراف
في وسط هذا التقوقع كان هناك "بقية" للرب يتحدد ذكرها في كتب عاموص وأشعياء وهوشع وميخا وصفنيا .. ترتقب أن يقيم الله ملكاً غير ما عرفه إسرائيل في تاريخه المأساوي، خادماً للرب به تتحقق صورة " يهوه " سيفه الحق ودعوته السلام بين الأمم، يدخل مدينته على جحش متواضعاً، جامعاً كل القوة بكل الوداعة : " هُوَذَا عَبْدِي الَّذِي أَعْضُدُهُ مُخْتَارِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي. وَضَعْتُ رُوحِي عَلَيْهِ فَيُخْرِجُ الْحَقَّ لِلأُمَمِ. لاَ يَصِيحُ وَلاَ يَرْفَعُ وَلاَ يُسْمِعُ فِي الشَّارِعِ صَوْتَهُ. قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ وَفَتِيلَةً خَامِدَةً لاَ يُطْفِئُ. إِلَى الأَمَانِ يُخْرِجُ الْحَقَّ. لاَ يَكِلُّ وَلاَ يَنْكَسِرُ حَتَّى يَضَعَ الْحَقَّ فِي الأَرْضِ وَتَنْتَظِرُ الْجَزَائِرُ شَرِيعَتَهُ " و " مِنْ أَجْلِهِ يَسُدُّ مُلُوكٌ أَفْوَاهَهُمْ لأَنَّهُمْ قَدْ أَبْصَرُوا مَا لَمْ يُخْبَرُوا بِهِ وَمَا لَمْ يَسْمَعُوهُ فَهِمُوهُ. " ( أش 42: 1-3 و 52: 15 ) .وعبر الأنبياء أن العهد " الماسياني " سيشهد العودة الحقيقية لله لكل الشعوب وينبعث سلام الرب من أورشليم إلى العالم أجمع ( أش 2: 2-5 ).
خاتمة
لقد حقق الرب يسوع ما عجز عنه إسرائيل لأنه رفض تجربة الإنحراف عن مقاصد الله ورفض أن يكون ملكاً قومياً ( لو4: 5-8 ) وكان يعلم ان الأمم منقادة بمنطق الشيطان لهذا أسماه " سيد هذا العالم " ( يو14: 30 ) ، تحاشى تسمية نفسه بالمسيح إلا فيما ندر مفضلاً اسم " ابن الانسان " ، انتصر على كل التجارب بما فيها التي قادها بطرس تلميذه جاهلاً ( مر8: 38 ). وهكذا قاده رفضه مبدا العنف السائد إلى الصليب قائلاً لبيلاطس " مملكتي ليست من هذا العالم " ورافضاً أن يدافع عنه أحد من رجال هذا العالم. تصدى المسيح بآلامه وموته للعبة العنف والدمار التي قادها إبليس حتى اجتاحت الحياة الإلهية كيانه البشري في اليوم الثالث ليقوم من الموت وقد طاوعته إنسانيته حتى المنتهى فغمرتها الألوهة وأحيتها من الموت. بالقيامة توّج يسوع ملكاً على البشرية المتجددة وصار بكرها وصارت هي مملكته التي هي فعلاً رغم وجودها في العالم لكنها ليست من العالم.
مملكة يسوع هي الكنيسة التي هي شعب الله المختار الجديد المدعو إلى مواصلة إكمال الدور الذي أخفق فيه الشعب القديم إسرائيل، لكي تتبارك بها أمم الأرض ، هذه هي أمة ابراهيم التي وُعِد بها. اما أرض الميعاد الحقيقية فهي الملكوت السماوي الذي لايرثه غير " الودعاء " ( متى5: 4 ) الذين تعلموا من السيد " الوداعة وتواضع القلب " ( متى11: 29 ) . هذه هي اورشليم الجديدة التي رآها يوحنا اللاهوتي نازلة من السماء هيكلها هو الحمل المذبوح لأجل العالم ، يسوع المسيح ، في أروع وصف للملكوت :
" أنَا يُوحَنَّا رَأَيْتُ الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ أُورُشَلِيمَ الْجَدِيدَةَ نَازِلَةً مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُهَيَّأَةً كَعَرُوسٍ مُزَيَّنَةٍ لِرَجُلِهَا وَسَمِعْتُ صَوْتاً عَظِيماً مِنَ السَّمَاءِ قَائِلاً: «هُوَذَا مَسْكَنُ اللهِ مَعَ النَّاسِ، وَهُوَ سَيَسْكُنُ مَعَهُمْ، وَهُمْ يَكُونُونَ لَهُ شَعْباً. وَاللهُ نَفْسُهُ يَكُونُ مَعَهُمْ إِلَهاً لَهُمْ وَسَيَمْسَحُ اللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ، وَالْمَوْتُ لاَ يَكُونُ فِي مَا بَعْدُ، وَلاَ يَكُونُ حُزْنٌ وَلاَ صُرَاخٌ وَلاَ وَجَعٌ فِي مَا بَعْدُ، لأَنَّ الأُمُورَ الأُولَى قَدْ مَضَتْ .... لَهَا مَجْدُ اللهِ، وَلَمَعَانُهَا شِبْهُ أَكْرَمِ حَجَرٍ كَحَجَرِ يَشْبٍ بَلُّورِيٍّ وَكَانَ لَهَا سُورٌ عَظِيمٌ وَعَالٍ، وَكَانَ لَهَا اثْنَا عَشَرَ بَاباً، وَعَلَى الأَبْوَابِ اثْنَا عَشَرَ مَلاَكاً، وَأَسْمَاءٌ مَكْتُوبَةٌ هِيَ أَسْمَاءُ أَسْبَاطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ الاِثْنَيْ عَشَرَ مِنَ الشَّرْقِ ثَلاَثَةُ أَبْوَابٍ، وَمِنَ الشِّمَالِ ثَلاَثَةُ أَبْوَابٍ، وَمِنَ الْجَنُوبِ ثَلاَثَةُ أَبْوَابٍ وَمِنَ الْغَرْبِ ثَلاَثَةُ أَبْوَابٍ وَسُورُ الْمَدِينَةِ كَانَ لَهُ اثْنَا عَشَرَ أَسَاساً، وَعَلَيْهَا أَسْمَاءُ رُسُلِ الْحَمَلِ الاِثْنَيْ عَشَرَ... وَلَمْ أَرَ فِيهَا هَيْكَلاً، لأَنَّ الرَّبَّ اللهَ الْقَادِرَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ هُوَ وَالْحَمَلُ هَيْكَلُهَا وَالْمَدِينَةُ لاَ تَحْتَاجُ إِلَى الشَّمْسِ وَلاَ إِلَى الْقَمَرِ لِيُضِيئَا فِيهَا، لأَنَّ مَجْدَ اللهِ قَدْ أَنَارَهَا، وَالْحَمَلُ سِرَاجُهَا وَتَمْشِي شُعُوبُ الْمُخَلَّصِينَ بِنُورِهَا، وَمُلُوكُ الأَرْضِ يَجِيئُونَ بِمَجْدِهِمْ وَكَرَامَتِهِمْ إِلَيْهَا. وَأَبْوَابُهَا لَنْ تُغْلَقَ نَهَاراً، لأَنَّ لَيْلاً لاَ يَكُونُ هُنَاكَ وَيَجِيئُونَ بِمَجْدِ الأُمَمِ وَكَرَامَتِهِمْ إِلَيْهَا " ( يو21 ).

أعماله الإلهية

إن لفظ «الخالق» لا يطلق علي أي مخلوق على الإطلاق مهما كانت عظمته, لأن الخلق هو عمل الله فقط, سواء الخليقة الظاهرة المرئية أو الخليقة غير الظاهرة وغير المرئية, سواء كانت ما في السموات أو ما على الأرض. فلقد جاء عن الله (أعمال 24:17 - 26) «الإله الذي خلق العالم وكل ما فيه. إذ هو يعطى الجميع حياة ونفسا وكل شيء وصنع من دم واحد كل أمة من الناس يسكنون على كل وجه الأرض». وفي (رؤيا 11:4) ما يترنم به الأربعة والعشرون شيخا قائلين: «أنت مستحق أيها الرب أن تأخذ المجد والكرامة والقدرة لأنك أنت خلقت كل الأشياء وهي بإرادتك كائنة وخلقت» وجاء عنه كذلك أنه: «إله الدهر الرب خالق أطراف الأرض» (إشعياء 28:40) . «خالق الكواكب والنجوم» (إشعياء 26:40) . «أنا صنعت الأرض وخلقت الإنسان عليها» (إشعياء 12:45) . «هكذا قال الرب خالق السموات هو الله مصور الأرض وصانعها هو قررها» (إشعياء 18:45) . «هكذا يقول الرب خالق السموات وناشرها باسط الأرض ونتائجها. معطي الشعب عليها نسمة والساكنين فيها روحا» (إشعياء 5:42) . ونحن نعلم أن الله واحد لكنه أقانيم وكما أن الآب هو الخالق كذلك الابن أيضا هو الخالق. ولنلاحظ وحدة الأقانيم في القول «هكذا يقول الرب فاديك وجابلك من البطن أنا الرب صانع كل شيء ناشر السموات وحدي باسط الأرض من معي» (إشعياء 24:44) . وأيضا جاء عنه «فإنه هوذا الذي صنع الجبال وخلق الريح» (عا 13:4) . وجاء عنه أيضا في صلاة إرميا «ها إنك قد صنعت السموات والأرض بقوتك العظيمة وبذراعك الممدودة لا يعسر عليك شيء» (إرميا 17:32) وأيضا في (مزمور 16:74, 17) يقول آساف «أنت هيأت النور والشمس. أنت نصبت كل تخوم الأرض والصيف والشتاء أنت خلقتهما». وفي (مزمور 11:89, 12) يقول إيثان الأزراحي «المسكونة وملؤها أنت أسستها. الشمال والجنوب أنت خلقتهما» وأيضا في (مزمور 4:104, 5) «الصانع ملائكته رياحا وخدامه نارا ملتهبة. المؤسس الأرض على قواعدها فلا تتزعزع إلى الدهر والأبد». والروح القدس أيضا هو الخالق فلقد جاء عنه في (مزمور 30:104) «ترسل روحك فتخلق. وتجدد وجه الأرض». والمسيح ابن الله, هو الله الخالق. فلقد جاء في الوحي الإلهي ما يأتي: 1 - في (يوحنا3:1) «كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان» وفي عدد 10 «كان في العالم وكون العالم به ولم يعرفه العالم». ولكون العالم قد ك و ن به فهذا برهان على أنه هو الإله الخالق. 2 - في (كولوسي 16:1) «فإنه فيه خلق الكل ما في السموات وما على الأرض. ما يرى وما لا يرى سواء كان عروشا أم سيادات أم رياسات أم سلاطين. الكل به وله قد خلق». لاحظ كلمة فيه, وبه, وله قد خ لق الكل. 3 - في (عبرانيين 2:1) «ابنه الذي به أيضا عمل العالمين» وفي (عبرانيين 10:1) «وأنت يا رب في البدء أسست الأرض والسموات هي عمل يديك». وفي (عدد 8) قال الرسول إن المسيح ابن الله هو الله الذي كرسيه إلى دهر الدهور وقال عنه إنه هو الرب الخالق الذي خلق الأرض والسموات. 4 - وفي (أم 27:8 - 30) يقول الابن الذي هو الحكمة «لما ثبت السموات كنت هناك أنا, لما رسم دائرة على وجه الغمر. لما ثبت السحب من فوق لما تشددت ينابيع الغمر, لما وضع للبحر حده فلا تتعدى المياه تخمه لما رسم أسس الأرض, كنت عنده صانعا وكنت كل يوم لذته فرحه دائما قدامه». 5 - وفي (رؤيا 16:22) يقول «أنا يسوع, أنا أصل وذرية داود كوكب الصبح المنير» وأصل داود تعني جابله وخالقه. وأيضا ربه كما قال في (مزمور 1:110) «قال الرب لربي» وإن كان بالناسوت أي بالتجسد ذرية داود. فهو بالحقيقة الخالق. فلو لم يكن كذلك ما كان قد قال إنه أصل داود. نعم إن كل المخلوقات المنظورة وغير المنظورة السماوية والأرضية جميعها قد خلقها المسيح, وقد خلقها لأجل مجده «الكل به وله قد خلق» (كولوسي 16:1) وأيضا «لأن منه وبه وله كل الأشياء له المجد إلى الأبد» (رومية 36:11) . وهو أيضا «فيه يقوم الكل» (كولوسي 17:1) «الذي هو البداءة» (كولوسي 18:1)أي الأصل والأساس لوجود كل الأشياء. «كل شيء به كان» (يوحنا3:1) . ولقد برهن الرب يسوع في أيام جسده بأنه الخالق في معجزاته الكثيرة التي نذكر منها معجزتين: الأولى: لقد خلق عينين للمولود من بطن أمه أعمى, مع أن هذا الأعمى لم يكن هو أول أعمى يفتح الرب عينيه بل قد فتح أعين عميان كثيرين لكن جميعهم كان يقول لكل واحد منهم أبصر (لوقا42:18) وفي الحال كان يبصر ويتبعه وهو يمجد الله (لوقا43:18) أما هذا الأعمى فلم يقل له أبصر. لكن يقول الكتاب إنه «تفل على الأرض وصنع من التفل طينا وطلى بالطين عيني الأعمى وقال له اذهب واغتسل في بركة سلوام. فمضى واغتسل وأتى بصيرا» (يوحنا6:9, 7). ومن هنا يأتي سؤال لماذا في هذه المعجزة بالذات فعل يسوع هكذا? وللإجابة على هذا السؤال نقول: 1 - من سؤال التلاميذ في ع 2 وجواب الرب لهم في ع 3 يتضح لنا الأمر فقد قالوا له عندما رأوا الأعمى «يا معلم من أخطأ هذا أم أبواه حتى و لد أعمى? أجاب يسوع لا هذا أخطأ ولا أبواه ولكن لتظهر أعمال الله فيه». والعبارة الأخيرة تؤكد لنا لاهوت المسيح أي إن المسيح ابن الله هو الله ذاته. إذ إنه أظهر أعمال الله في ذلك الأعمى بإعادة البصر إليه. 2 - إن هذا الأعمى مولود بدون عينين من بطن أمه, فالذي يمنحه البصر لابد أن يخلق له عينين. ومن المعروف أن الإنسان خلق من التراب ولذلك الذي يكمل ما نقص في تكوين هذا الإنسان وهو في بطن أمه يكمله من التراب. وهذا ليس في سلطان أحد سوى الخالق, لذلك تفل يسوع على الأرض وصنع من التفل طينا وطلى بالطين عيني الأعمى وهكذا خلق له من الطين عينين جديدتين. ألا ترى معي أن هذا الأمر ضد المنطق الإنساني والطب, فلو كان هناك إنسان بصير طليت عيناه بالطين لكان معرضا أن يصاب بالعمى. لكن المسيح طلى عيني الأعمى ومن ذلك عمل للأعمى عينين. أليس هو الذي خلق آدم من تراب ونفخ في أنفه نسمة حياة فصار نفسا حية? ولقد أعلن الرب حقيقة شخصه لهذا الرجل الذي صنعت معه المعجزة إذ قال له: «أتؤمن بابن الله? أجاب ذاك وقال من هو يا سيد لأؤمن به? فقال له يسوع قد رأيته والذي يتكلم معك هو هو. فقال أؤمن يا سيد وسجد له» (يوحنا35:9 - 37). المعجزة الثانية - إقامة لعازر الميت بعد أن أنتن: مع تقدم الإنسان في العلم وما وصل إليه من اكتشافات حديثة ولا سيما في هذا القرن لكنه مازال وسيظل عاجزا عن أن يقيم ميتا ولو كان له أربع ساعات فقط من موته. فكم بالحري بعد أربعة أيام وبعد أن قيل عنه «قد أنتن» (يوحنا39:11) لكن المسيح قد أقام لعازر بعد موته وبعد أن أنتن إذ كان له أربعة أيام. هذا الذي لما أصيب بالمرض أرسلت الأختان إلى يسوع قائلتين «يا سيد هوذا الذي تحبه مريض» (يوحنا3:11) , فلما سمع يسوع هذا قال: «هذا المرض ليس للموت بل لأجل مجد الله ليتمجد ابن الله به» (يوحنا4:11) ولقد مكث الرب بعد ذلك في الموضع الذي كان فيه يومين وبعد ذلك قال لهم «لعازر حبيبنا قد نام لكني أذهب لأوقظه فقال لهم علانية لعازر مات وأنا أفرح لأجلكم أني لم أكن هناك لتؤمنوا. ولكن لنذهب إليه» (يوحنا6:11 - 15). كيف يفرح الرب لموت حبيب مثل لعازر? السبب هو أن هذا الموت سيعطى التلاميذ فرصة ليعرفوا من هو يسوع? ولكي يتأكدوا أنه هو الله المستطاع لديه كل شيء. عندما جاء يسوع إلى القبر وكان مغارة وقد و ضع عليه حجر. قال يسوع «ارفعوا الحجر قالت له مرثا أخت الميت يا سيد قد أنتن لأن له أربعة أيام» نعم قد تعفنت الجثة. فقال لها يسوع «ألم أقل لك إن آمنت ترين مجد الله» (يوحنا40:11) ولما رفعوا الحجر «صرخ يسوع بصوت عظيم لعازر هلم خارجا فخرج الميت» (يوحنا43:11, 44). لقد أقام موتى كثيرين غير هذا لكن ما فعله يسوع سابقا هو إرجاع الروح إلى الجسد حيث إن الجسد لم يكن قد تعفن بعد, مثل إقامة ابنة يايرس, والشاب ابن أرملة نايين. ولكن في هذه الحادثة كان الأمر يتطلب لا إرجاع الروح إلى الجسد فقط, بل إعادة تكوين جسده من جديد. بعد أن تعف ن وتحل ل. وهذا ليس في سلطان أحد إلا الله وحده. إذن ما فعله الرب يسوع يعلن عن أنه هو الله الخالق. نعم بكل يقين نستطيع أن نقول ما قاله الرسول بولس «لأنه وإن وجد ما يسمى آلهة سواء كان في السماء أو على الأرض كما يوجد آلهة كثيرون وأرباب كثيرون لكن لنا إله واحد الآب الذي منه جميع الأشياء ونحن له ورب واحد يسوع المسيح الذي به جميع الأشياء ونحن به» (1كورنثوس5:8,6) وأيضا «الله خالق الجميع بيسوع المسيح» (أفسس9:3) . رغم وضوح ما سبق يقول المد عون أنهم شهود يهوه إن الله خلق ملاكا ودعاه إلها أي رئيسا وكلفه بخلقتنا فخلقنا وهو المعروف باسم ميخائيل رئيس الملائكة الذي و لد من العذراء وسمي يسوع, يا لها من ضلالة كبرى وعناد مرير. إن الله لم يتركنا لنرد عليهم, لكنه يرد عليهم من المكتوب «في البدء خلق الله (إيلوهيم) السموات والأرض» (تكوين 1:1) بدون أن يستخدم أي كائن كواسطة للخلق بل هو الخالق بنفسه كقول الكتاب في (تكوين 3:1) «وقال الله ليكن نور فكان نور» فالذي قال هو بذاته الذي بأمره كانت الأشياء «بكلمة الرب صنعت السموات وبنسمة فيه كل جنودها, لأنه قال فكان. هو أمر فصار» (مزمور 6:33,9) ويقول في (إشعياء 34:44) «أنا الرب صانع كل شيء ناشر السموات وحدي باسط الأرض من معي؟». وفي (إشعياء 12:48, 13) «أنا هو. أنا الأول وأنا الآخر ويدي أسست الأرض ويمين نشرت السموات» وفي (ملا خي10:2) «أليس إله واحد خلقنا»أي إن الذي خلقنا هو الإله الواحد الحي الحقيقي الذي لا إله غيره ولا شريك له. ومادام الابن الذي في ملء الزمان تجسد من العذراء هو الذي قبل تجسده خلقنا فيكون هو بعينه ذلك الإله الواحد الحقيقي الذي لا إله آخر غيره في الوجود كالآب وكالروح القدس. ولذلك جاء عنه في العهد الجديد في (يوحنا3:1) «كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان». ُينسب الخلق لله في (رومية 36:11) منه وبه وله كل الأشياء كذلك الابن باعتباره الله ينسب إليه الخلق المباشر للخليقة و صدورها منه فيقول في (كولوسي 1: 16) « فانه فيه خلق الكل ما في السموات وما على الأرض ما يرى وما لا يرى سواء كان عروشا أم سيادات أم رياسات أم سلاطين.الكل به وله قد خلق. الذي هو قبل كل شيء وفيه يقوم الكل» ويقول في (عبرانيين 8:1 - 11) «وأما عن الابن كرسيك يا الله إلى دهر الدهور وأنت يا رب في البدء أسست الأرض والسموات هي عمل يديك». «فهو الخالق» وكما جاء عنه كلمة «به» جاءت أيضا عن الله في القول السابق منه وبه وله كل الأشياء (رومية 39:11) . كما أننا نلاحظ اشتراك الأقانيم في خلق الإنسان لذلك استخدم ما يدل على وحدانيته الجامعة فقال: «وقال الله نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا» ثم يجب أن نلاحظ أن الرب يسوع عندما يأتي لاختطاف المؤمنين لا يختطف الأحياء فقط, ولكنه وإن كان يغير أجساد الأحياء, فإنه قبل ذلك يقيم الراقدين جميعهم دفعة واحدة وفي لحظة وفي طرفة عين بأجساد ممجدة. ثم بعد ذلك يقيم جميع الأشرار من الهاوية لإدانتهم فكيف يقام الأشرار جميعهم ويلبسون أجسادهم دفعة واحدة وبسرعة لو كان المسيح ليس هو الله? (1كورنثوس51:15 - 58 ,1تسالونيكي 13:4 - 18 , رؤيا 20). نعم إنه الله الخالق لذلك يستطيع أن يفعل كل هذا. وكما ثبت أنه الخالق للخليقة الأولى فهو أيضا الخالق للخليقة الجديدة لذلك جاء في (أفسس10:2) لأننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة وأيضا في (2كورنثوس17:5) . «إذا إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة» لذلك هو القادر على حفظ خليقته سواء القديمة أو الجديدة فقد جاء عن الله في (إشعياء 25:40, 26) «فبمن تشبهونني فأساويه يقول القدوس. ارفعوا إلى العلاء عيونكم وانظروا من خلق هذه. من الذي يخرج بعدد جندها يدعو كلها بأسماء. لكثرة القوة وكونه شديد القوة لا يفقد أحد». وأيضا جاء عن المسيح «ابن الله» في (عبرانيين 3:1) «حامل كل الأشياء بكلمة قدرته» وفي (كولوسي 17:1) يقول «وفيه يقوم الكل» وأيضا قيل في (2بط 5:3 - 7) «والأرض بكلمة الله قائمة». وليس أنه حافظ للأرض وما عليها والسموات وما فيها فقط, لكنه هو أيضا المهتم والحافظ لمن هم فيه خليقة جديدة, الذين قال عنهم في (مزمور 3:16) «القديسون الذين في الأرض والأفاضل كل مشرطي بهم» لذلك قال عن التلاميذ الذين اختارهم في أيام جسده للآب: «حين كنت معهم في العالم كنت أحفظهم في اسمك الذين أعطيتني حفظتهم ولم يهلك منهم أحد إلا ابن الهلاك ليتم الكتاب». وقال عن المؤمنين جميعهم بصفتهم خرافه في (يوحنا27:10 - 30) «خرافي تسمع صوتي وأنا أعرفها فتتبعني وأنا أعطيها حياة أبدية, ولن تهلك إلى الأبد ولا يخطفها أحد من يدي». وقد قال الرب يسوع في (يوحنا39:6) «وهذه مشيئة الذي أرسلني أن كل ما أعطاني لا أتلف منه شيئا , بل أقيمه في اليوم الأخير» وفي (2تسالونيكي 3:3) «أمين هو الرب الذي سيثبتكم ويحفظكم من الشرير». وقال بولس الرسول «لكني لست أخجل لأنني عالم بمن آمنت وموقن أنه قادر أن يحفظ وديعتي إلى ذلك اليوم» (2تيموثاوس 12:1) وعن الكنيسة جميعها قال: «على هذه الصخرة ابني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها» (متى 18:16

2 - غافر الخطايا جاء عن الله في العهد القديم أنه غافر الذنوب والخطايا. ففي (عدد 18:14) «الرب طويل الروح كثير الإحسان يغفر الذنب والسيئة». وفي (مزمور 38:78) «أما هو فرؤوف يغفر الإثم ولا يهلك. وكثيرا ما رد غضبه ولم يشعل سخطه». وفي (مزمور 3:103) «الذي يغفر جميع ذنوبك». وفي (مزمور 4:130) «لأن عندك المغفرة لكي يخاف منك». وفي (مزمور 5:86) «لذلك أنت يا رب صالح وغفور وكثير الرحمة لكل الداعين إليك» وقال نحميا (7:9) «وأنت إله غفور وحنان طويل الروح وكثير الرحمة فلم تتركهم». في (ميخا 18:7) «من هو إله مثلك غافر الإثم وصافح عن الذنب». وفي سفر الخروج مكتوب عنه «غافر الإثم والمعصية والخطية» (خر 7:34) وقال دانيال «للرب إلهنا المراحم والمغفرة» (دانيال 9:9) وفي (إشعياء 7:55) «ليترك الشرير طريقه ورجل الإثم أفكاره وليتب إلى الرب إلهنا فيرحمه وإلى إلهنا لأنه يكثر الغفران». أما عن الابن فقد جاء عنه ما يدل على أنه يهوه مانح الغفران كالآب تماما ففي (أعمال 31:5) عن طريق بطرس والرسل «إله آبائنا أقام يسوع الذي أنتم قتلتموهم عل قين إياه على خشبة. هذا رفعه الله بيمينه رئيسا ومخلصا . ليعطى إسرائيل التوبة وغفران الخطايا». وقال يسوع عن نفسه «لأن لابن الإنسان سلطانا على الأرض أن يغفر الخطايا» (مرقس10:2) لذلك. قال للمفلوج «مغفورة لك خطاياك» (مرقس5:2) . وقال للخاطئة التائبة «مغفورة لك خطاياك» (لوقا48:7) وفي (كولوسي 13:3) «كما غفر لكم المسيح هكذا أنتم أيضا». وفي (أعمال 43:10) يقول بطرس الرسول في بيت كرنيليوس عن المسيح «له يشهد جميع الأنبياء أن كل من يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا». وفي (أفسس7:1) «الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا» وقال لتلاميذه بعد قيامته «هكذا هو مكتوب. وهكذا كان ينبغي أن المسيح يتألم ويقوم من الأموات في اليوم الثالث. وأن يكرز باسمه للتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الأمم مبتدئا من أورشليم» (لوقا46:24, 47). وقال بطرس في يوم الخمسين للرجال الذين تعامل معهم روح الله القدوس «توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا. فتقبلوا عطية الروح القدس» (أعمال 38:2) وقال الرسول يوحنا للمؤمنين: «أكتب إليكم أيها الأولاد لأنه قد غ فرت لكم الخطايا من أجل اسمه» (1يوحنا12:2) وقد قال الرب يسوع بنفسه لشاول الطرسوسي عندما ظهر له في الطريق إلى دمشق «أنا الآن أرسلك إليهم. لتفتح عيونهم كي يرجعوا من ظلماك إلى نور. ومن سلطان الشيطان إلى الله. حتى ينالوا بالإيمان بي غفران الخطايا ونصيبا مع المقدسين» (أعمال 17:26, 18) هذا هو يسوع المسيح ابن الله الذي أحبنا وجاء من السماء إلى أرضنا متجسدا وحمل خطايانا في جسده على الخشبة ومات لأجلنا ليهبنا الغفران بدمه الكريم إذا آمنا باسمه واحتمينا في دمه.

3 - المحيي قيل عن الله في العهد القديم «جابل روح الإنسان في داخله» (زكريا 1:12) ويقول الحكيم (جامعة 7:12) «فيرجع التراب إلى الأرض كما كان وترجع الروح إلى الله الذي أعطاها» وقال داود الملك للرب «في يديك أستودع روحي» (مزمور 5:31) وقال أليهو «لأنه عن قليل يأخذني صانعي» (أيوب 22:32) . وفي العهد الجديد جاء عن المسيح ابن الله ما يدل على أنه الله, كالآب تماما الذي بيده آجال البشر لأنه هو خالقهم وله مطلق التصرف فيهم. فقال لبطرس عن يوحنا الحبيب «إن كنت أشاء أنه يبقى حتى أجئ فماذا لك» (يوحنا22:21) . وقال له إستفانوس «أيها الرب يسوع اقبل روحي» (أعمال 59:7) . ولقد قال في إنجيل يوحنا «كما أن الآب يقيم الأموات ويحيى, كذلك الابن أيضا يحيى من يشاء» (يوحنا21:5) . قال المسيح لمرثا «أنا هو القيامة والحياة من آمن بي ولو مات فسيحيا. وكل من كان حيا وآمن بي فلن يموت إلى الأبد» (يوحنا25:11) . وهو المحيى للأموات بالذنوب والخطايا, فلقد قال له كل المجد «الحق الحق أقول لكم إنه تأتي ساعة وهي الآن, حين يسمع الأموات صوت ابن الله والسامعون يحيون» (يوحنا25:5) . نعم لا يقدر أن يميت الحي أو يحيي الميت بأمره إلا الله الذي هو رب الموت والحياة «الرب يميت ويحيي» (1صم 6:2) . وبما أن المسيح كما سبق هو رب الحياة والموت وله القدرة عليهما معا فهو الله وهو الذي يمنحنا الحياة بل هو مصدر الحياة وبه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس (يوحنا4:1) .

4 - مانح الخلاص جاء عن الرب يهوه في الكتاب المقدس أنه المخلص, هكذا قد جاء عن المسيح أنه هو المخلص. وهذا ما يثبت أن المسيح هو الرب يهوه إله العهد القديم والجديد. فلقد جاء عن الله في العهد القديم ما يثبت أنه المخلص ففي (تكوين 18:49) قال يعقوب أبو الأسباط «لخلاصك انتظرت يا رب» وفي (مزمور 20:68) قال داود «الله لنا إله خلاص» وفي (مزمور 14:118) «قوتي وترنمي الرب وقد صار لي خلاصا». وفي (إشعياء 2:12, 3) «هوذا الله خلاصي فأطمئن ولا أرتعب. لأن ياه يهوه قوتي وترنيمتي وقد صار لي خلاصا . فتستقون مياها بفرح من ينابيع الخلاص». وقال المرنم في (مزمور 1:27) «الرب نوري وخلاصي ممن أخاف». وقال في (مزمور 22:38) «أسرع إلى معونتي يا رب يا خلاصي» وفي (مزمور 1:62, 2) «إنما لله انتظرت نفسي. من قبله خلاصي. إنما هو صخرتي وخلاصي وملجأي». وفي سفر هوشع يقول «وأما بيت يهوذا فأرحمهم وأخلصهم بالرب إلههم» (هو 2:1, 7). ولقد جاء في العهد الجديد: في (تيطس 4:3) «ولكن حين ظهر لطف مخلصنا الله وإحسانه. لا بأعمال في بر عملناها نحن بل بمقتضى رحمته خلصنا» وفي (2تيموثاوس 8:1, 9) «بحسب قوة الله الذي خلصنا ودعانا دعوة مقدسة. لا بمقتضى أعمالنا بل بمقتضى القصد والنعمة» وفي (1تيموثاوس3:2, 4) «لأن هذا حسن ومقبول لدى مخلصنا الله الذي يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون». وكما قيل عن الله أنه المخلص, هكذا قيل عن المسيح لأنه بذاته هو الله فجاء في (تيطس 6:3) «يسوع المسيح مخلصنا» وفي (2تيموثاوس 9:1, 10) «الله الذي خلصنا... وإنما أظهرت الآن بظهور مخلصنا يسوع المسيح الذي أبطل الموت وأنار الحياة والخلود». وقال الرسول بولس في اختباره «صادقة هي الكلمة ومستحقة كل قبول أن المسيح يسوع جاء إلى العالم ليخلص الخطاة الذين أولهم أنا» (1تيموثاوس15:1) . لذلك قيل في (أعمال 23:13) «أقام الله لإسرائيل مخلصا يسوع», ولذلك قبل أن حبل به في البطن سمي «يسوع» (لوقا21:2) . ولماذا سمى بيسوع? الجواب: في (متى 21:1) «فستلد ابنا وتدعو اسمه يسوع. لأنه يخلص شعبه من خطاياهم» ونفس الاسم «يسوع» يعني يهوه المخلص ولذلك ترنمت مريم أمه وهي حبلى به قائلة: «تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي» (لوقا46:1, 47) وعند مولده قال الملاك للرعاة «إنه و لد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب» (لوقا11:2) وفي الهيكل عندما حمله سمعان البار على ذراعيه «بارك الله وقال الآن تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام. لأن عيني قد أبصرتا خلاصك الذي أعددته قدام وجه جميع الشعوب» (لوقا28:2 - 31). وفي مدة خدمته على أرضنا أسكت تذمر يوحنا ويعقوب بسبب رفض إحدى قرى السامريين قبوله بالقول «لستما تعلمان من أي روح أنتما. لأن ابن الإنسان لم يأت ليهلك أنفس الناس بل لي خلص» (لوقا55:9 - 56). وفي بيت زكا قال الرب يسوع عن نفسه «لأن ابن الإنسان قد جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك» (لوقا10:19) وقال له كل المجد في إرساليته: «لأنه لم يرسل الله ابنه إلى العالم ليدين العالم بل ليخلص به العالم (يوحنا17:3) . وقال أيضا «لأني لم آت لأدين العالم بل لأخلص العالم» (يوحنا47:12) . وقال عنه بطرس الرسول أمام رؤساء الشعب وشيوخ إسرائيل «وليس بأحد غيره الخلاص لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أعطى بين الناس به ينبغي أن نخلص» (أعمال 12:4) . وعندما قال سجان فيلبى لبولس وسيلا «يا سيدي ماذا ينبغي أن أفعل لكي أخلص. فقالا آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص» (أعمال 30:16, 31). ومن الواضح من المكتوب أنه بموته خلصنا من الدينونة والهلاك الأبدي, وعبودية إبليس والخطية (رومية 1:5,8) وهو بذاته يخلصنا الآن بحياته (رومية 10:5) وقريبا سيخلصنا من الغضب بمجيئه (رومية 9:5) «وإذ كمل صار لجميع الذين يطيعونه سبب خلاص أبدي» وفي (عبرانيين 25:7) «فمن ثم يقدر أن يخلص أيضا إلى التمام الذين يتقدمون به إلى الله. إذ هو حي في كل حين ليشفع فيهم». إذا إن كان عمل الخلاص ينسب إلى الله وحده. فمن الآيات السابقة يتضح لنا أن المخلص الوحيد هو المسيح. إذا هو الله بذاته(إشعياء 10:43, 11) «أنا هو. قبلي لم يصور إله وبعدى لا يكون أنا الرب يهوه وليس غيري مخلص». وقال عنه بطرس «الرب والمخلص يسوع المسيح» (2بط 20:2) ويقول الرسول يوحنا «ونحن قد نظرنا ونشهد أن الآب قد أرسل الابن مخلصا للعالم» (1يوحنا14:4) .

5 - معطى الحياة الأبدية ومصدرها وحافظها إن «الله الذي هو غني في الرحمة من أجل محبته الكثيرة التي أحبنا بها ونحن أموات بالخطايا أحيانا مع المسيح» (أفسس4:2) وفي (كولوسي 12:2, 13) «الله الذي أقامه من الأموات أحياكم معه». لقد جاء شاب غني, سائلا الرب يسوع قائلا : «أيها الرب المعلم الصالح ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية» (مزمور 17:10) . وعندما تحدث إليه الرب بما يعلن أن الأعمال الصالحة لا تهب الإنسان الحياة الأبدية, وأنه لم يستطع أحد من البشر أن ينفذ الناموس لذلك ثبت حكم الموت على الإنسان فجلب الموت واللعنة. وفي نهاية الحادثة مضى هذا الشاب في طريقه حزينا (لوقا18:18 - 26 مع متى 16:19 - 22 , مرقس17:10 - 22). ولقد شهد الله عن ابنه «وهذه هي الشهادة أن الله أعطانا حياة أبدية وهذه الحياة هي في ابنه. من له الابن فله الحياة. ومن ليس له ابن الله فليست له الحياة» (1يوحنا10:5 - 12) وأيضا يقول «بهذا أظهرت محبة الله فينا أن الله قد أرسل ابنه الوحيد إلى العالم لكي نحيا به» (1يوحنا9:4) . لذلك يقول الرسول يوحنا «فإن الحياة أظهرت. وقد رأينا ونشهد ونخبركم بالحياة الأبدية التي كانت عند الآب وأظهرت لنا» (1يوحنا2:1) وأيضا «وهذا هو الوعد الذي وعدنا هو به الحياة الأبدية» (1يوحنا25:2) وقال الرسول بولس في (رومية 23:6) «لأن أجرة الخطية هي موت. وأما هبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا» وقال الرب يسوع في صلاته للآب في (يوحنا92:17) عن ذاته «إذ أعطيته سلطانا على كل جسد ليعطى حياة أبدية لكل من أعطيته» وقال في (يوحنا27:10, 28) «خرافي... أنا أعطيها حياة أبدية». وقال لسامعيه «لأن هذه هي مشيئة الذي أرسلني أن كل من يرى الابن ويؤمن به تكون له حياة أبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير» (يوحنا40:6) . وقال أيضا «الحق الحق أقول لكم من يؤمن بي فله حياة أبدية» (يوحنا47:6) .

6 - مانح التوبة .. والإيمان أولا : يصر ح لنا الإنجيل أن المسيح هو الذي يمنح البصيرة بصفته الله فقيل «فتح ذهنهم ليفهموا الكتب» (لوقا45:24) . وفي (أعمال 14:16, 15) «وكانت تسمع امرأة اسمها ليدية متعبدة لله ففتح الرب قلبها فلما اعتمدت... طلبت قائلة: إن كنتم قد حكمتم أني مؤمنة بالرب فادخلوا بيني» وفي (1يوحنا20:5) «ونعلم أن ابن الله قد جاء وأعطانا بصيرة لنعرف الحق». ثانيا : قيل في العهد القديم لله «توبني فأتوب لأنك الرب» (إرميا 18:31) وقيل عنه في العهد الجديد «أعطى الله الأمم التوبة للحياة» (أعمال 18:11) وهو نفس ما قيل عن المسيح ابن الله. مما يدل على أنه هو الله معطى التوبة كالآب تماما في (أعمال 31:5) لقد رفعه الله بيمينه رئيسا ومخلصا ليعطى إسرائيل التوبة فهو الله العامل في المبشرين للتبشير وفي الخطاة للتوبة إليه والإيمان به.

7 - فادي ومقتني شعبه والمكفر عنهم جاء في العهد القديم عن الله (2أخ 18:30, 19) «الرب صالح يكفر عن كل من هيأ قلبه لطلب الله الرب إله آبائه وليس كطهارة القدس». وجاء عن المسيح في العهد الجديد ما يدل على أنه هو الله ذاته في (عبرانيين 17:2) «من ثم كان ينبغي أن يشبه إخوته في كل شيء. لكي يكون رحيما ورئيس كهنة أمينا في ما لله حتى يكف ر خطايا الشعب» وفي (1يوحنا2:2) قيل عنه «وهو كفارة لخطايانا ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم أيضا». وقد كفر بموته على الصليب كما كف ر الله ببذله لابنه لذلك في (رومية 25:3) «الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه لإظهار بره». وجاء عن الله في العهد القديم في (تثنية 6:32) «الرب تكافئون بهذا?... أليس هو أباك ومقتنيك (أي الذي اشتراك) هو عملك وأنشأك». وقيل في (مزمور 2:74) «اذكر جماعتك التي اقتنيتها منذ القدم» هكذا جاء عن المسيح ابن الله في العهد الجديد ما يثبت أنه هو الله المقتني فيقول في (أعمال 28:20) «كنيسة الله التي اقتناها بدمه». وفي (1كورنثوس20:6) «لأنكم أشتريتم بثمن فمجدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله». وفي (1بطرس 18:1) «عالمين أنكم أفتديتم لا بأشياء تفنى بفضة أو ذهب بل بدم كريم دم المسيح». وعن الأشرار قيل «وإذ هم ينكرون الرب الذي اشتراهم يجلبون على أنفسهم هلاكا سريعا» (2بط 1:2) .

8 - معطى الروح القدس جاء في كلمة الله في (رومية 5:5) عن الروح القدس هذا القول «الروح القدس المعطى لنا» ومن هنا يأتي سؤال من هو معطى الروح القدس لنا في كلمة الله في (يوئيل 27:2 - 32) «إني أنا الرب إلهكم وليس غيري ويكون بعد ذلك أني أسكب روحي على كل بشر». وقال الرب يسوع في (يوحنا16:14, 17) «وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزيا آخر ليمكث معكم إلى الأبد, روح الحق» وفي (يوحنا26:14) «وأما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي فهو يعلمكم كل شيء». كذلك قيل عن المسيح ابن الله إنه «مانح الروح القدس» ففي سفر الأمثال قال بصفته الحكمة «هأنذا أفيض لكم روحي» (أم 23:1) . وفي (يوحنا26:15) يقول هو بنفسه «متى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي» «إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي ولكن إن ذهبت أرسله إليكم» (يوحنا7:16) . وفي خطاب بطرس الوارد في (أعمال 32:2, 33) قال: «فيسوع هذا أقامه الله ونحن جميعا شهود لذلك. وإذ ارتفع بيمين الله وأخذ موعد الروح القدس من الآب. سكب هذا الذي أنتم الآن تبصرونه وتسمعونه». يقول المعمدان في (يوحنا33:1, 34) «لكن الذي أرسلني لأعمد بالماء ذاك قال لي الذي ترى الروح نازلا ومستقرا عليه فهذا هو الذي يعم د بالروح القدس وأنا قد رأيت وشهدت أن هذا هو ابن الله». لذلك يقال عن الروح القدس في (متى 20:10) «روح الآب» وأيضا في (غلاطية 6:4) «روح الابن» ويقال عنه أيضا «روح المسيح» (رومية 9:8) . فلو لم يكن الابن هو الله كالآب تماما . لما سمي الروح القدس بالمرة «روح الابن» كما سمي «روح الآب», وكما سمي أيضا «روح الله» (رومية 14:8) فالابن إذا هو الله.

9 - الديان لجميع البشر جاء في كلمة الله أن «الله ديان الجميع» (عبرانيين 23:12) . وفي (مزمور 6:50) يقول داود «وتخبر السموات بعدله لأن الله هو الديان» وإذ نحن نقل بصفحات الكتاب المقدس نجد أن المسيح هو ديان الجميع فقد جاء عنه: «الآب لا يدين أحدا بل قد أعطى كل الدينونة للابن» (يوحنا22:5) . ومن هنا يواجهنا سؤال يفرض نفسه إن كان الابن ليس هو الله فكيف يتنازل الله عن ملكه وقضائه ويشرك معه أحدا من مخلوقاته رغم أن الدينونة من القضايا المختصة بالله وحده?. وحاشا له أن يشرك معه أحدا آخر. ولكن الحقيقة هي أن الابن والآب واحد (يوحنا30:10) . أقنوم الابن الذي تجسد وفدانا هو الذي يدين في يوم الدينونة. لأنه هو الله الفادي وهو الله الديان العادل. والآب أعطاه «سلطانا أن يدين أيضا لأنه ابن الإنسان» (يوحنا27:5) . وقال بطرس في بيت كرنيليوس «وأوصانا أن نكرز للشعب ونشهد بأن هذا هو المعين من الله ديانا للأحياء والأموات. له يشهد جميع الأنبياء أن كل من يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا» (أعمال 42:10, 43). ولذلك يقول الروح القدس في (أعمال 30:17, 31) «فالله الآن يأمر جميع الناس في كل مكان أن يتوبوا متغاضيا عن أزمنة الجهل. لأنه أقام يوما هو فيه مزمع أن يدين المسكونة بالعدل, برجل قد عينه مقدما للجميع إيمانا إذ أقامه من الأموات» وجاء عنه في (رومية 16:2) «في اليوم الذي يدين الله سرائر الناس حسب إنجيلي بيسوع المسيح» وقيل عنه في (1كورنثوس5:4) «سينير خفايا الظلام ويظهر آراء القلوب» وفي (2تيموثاوس 1:4) «يقول الرسول بولس لتيموثاوس «أنا أناشدك إذا أمام الله والرب يسوع المسيح العتيد أن يدين الأحياء والأموات عند ظهوره وملكوته». وأيضا في (1بطرس 5:4) «هو على استعداد أن يدين الأحياء والأموات». من الواضح في كلمة الله أن المسيح هو الذي سيحاسب المفديين أمام كرسيه كما هو مكتوب في (2كورنثوس10:5) «لأنه لابد أننا جميعا ن ظهر أمام كرسي المسيح, لينال كل واحد ما كان بالجسد بحسب ما صنع خيرا كان أم شرا». وفي (رومية 10:14) «لأننا جميعا سوف نقف أمام كرسي المسيح». وأنه أيضا سيحاسب جميع الشعوب الأحياء عند ظهوره وتأسيس ملكه العتيد فيقول: «ومتى جاء ابن الإنسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسي مجده, ويجتمع أمامه جميع الشعوب فيميز بعضهم من بعض كما يميز الراعي الخراف من الجداء» (متى 31:25 - 32). وهو الذي سيدين الأموات أمام العرش العظيم الأبيض: «ثم رأيت عرشا عظيما أبيض والجالس عليه الذي من وجهه هربت الأرض والسماء ولم يوجد لهما موضع, ورأيت الأموات كبارا وصغارا واقفين أمام الله وانفتحت أسفار, وانفتح سفر آخر هو سفر الحياة, ودين الأموات مما هو مكتوب في الأسفار بحسب أعمالهم» (رؤيا 11:20, 12). لنلاحظ القول «الآب لا يدين أحدا بل قد أعطى كل الدينونة للابن. والقول, ورأيت الأموات صغارا وكبارا واقفين أمام الله ودين الأموات بحسب أعمالهم» يؤكد لنا أن المسيح هو الله الديان الذي قال عنه إبراهيم «ديان كل الأرض» (تكوين 25:18) , وقال بولس الرسول في (2تيموثاوس 8:4) «وأخيرا قد و ضع لي إكليل البر الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرب الديان العادل وليس لي فقط بل لجميع الذين يحبون ظهوره أيضا». ولذلك كما قيل عن الله في العهد القديم «من ذا الآتي... بثياب حمر...? أنا المتكلم بالبر العظيم للخلاص. ما بال لباسك محمر وثيابك كدائس المعصرة قد دست المعصرة وحدي ومن الشعوب لم يكن معي أحد, فدستهم بغضبى ووطئتهم بغيظي. فر ش عصيرهم على ثيابي, فلطخت كل ملابسي... فدست شعوبا بغضبى وأسكرتهم بغيظي وأجريت على الأرض عصيرهم» (إشعياء 1:63 - 6) هكذا أيضا جاء عن المسيح في العهد الجديد «وهو يدوس معصرة خمر سخط وغضب الله القادر على كل شيء وله على ثوبه وعلى فخذه اسم مكتوب ملك الملوك ورب الأرباب» (رؤيا 15:19 - 16). «هؤلاء سيحاربون الخروف والخروف يغلبهم لأنه رب الأرباب» رؤ14:17
 

Hit Counter
Dating Site