الجمعة، 27 نوفمبر 2009

الشركة في الصلاة مع القديسين


الكنيسة تصلِّي من أجل كل المؤمنين الذين ماتوا في الإيمان، وتطلب لهم غفران الخطايا. لأنه ليس إنسان بلا خطية، «ولو كانت حياته يوماً واحداً على الأرض» (سفر أيوب 14: 5 –الترجمة السبعينية)، «إن قلنا إنه ليس لنا خطية نضلُّ أنفسنا وليس الحق فينا» (1يو 1: 8). لذلك، فمهما كان الإنسان بارّاً، فإنه حينما ينتقل من هذا العالم، فإن الكنيسة تُشيِّعه بالصلاة من أجله إلى الرب، على نسق صلاة القديس بولس من أجل تلميذه ”أُنيسيفوروس“: «ليُعْطِهِ الرب أن يجد رحمة من الرب في ذلك اليوم (يوم الدينونة)» (2تي 1: 18).وفي الوقت نفسه، فإن صوت الكنيسة المشترك يشهد لبرِّ الإنسان المنتقل، إن كان باراً، فإن المؤمنين المسيحيين يتعلَّمون من قدوته الحسنة في حياته، ويضعونه كنموذج للاقتداء به.وحينما يتوفر الإجماع على الاعتراف بقداسة أحد المنتقلين، ويتثبَّت هذا الإجماع بالشهادات الخاصة، مثل استشهاده، أو اعترافه بالإيمان بلا خوف، أو بذل ذاته من أجل خدمة الكنيسة، أو نواله موهبة الشفاء، وعلى الأخص إذا تأكَّدت هذه المواهب بحدوث معجزات بعد موته، نتيجة الصلوات بالتشفُّع به؛ حينئذ تُعلن الكنيسة قداسته بإجراءات خاصة. وكيف لا تُطوِّب الكنيسة مثل هؤلاء، الذين دعاهم الرب نفسه «أحبَّاء» له: «أنتم أحبائي... قد سمَّيتُكم أحبَّاء» (يو 15: 15،14)؟ هؤلاء الذين يقبلهم الرب في مساكنه السماوية الأبدية، إيفاءً لوعده الإلهي: «حيث أكون أنا، تكونون أنتم أيضاً» (يو 14: 3).فإذا حدث هذا (تطويب أحد القديسين وإعلان قداسته)، فإن الشركة معه لن تكون بطلب غفران خطاياه، بل تتحوَّل إلى مظاهر أخرى من الشركة معه، مثل: 1. مدح جهاداته التي أكملها في المسيح، لأنه «لا يوقِدون سراجاً ويضعونه تحت المكيال، بل على المنارة، فيُضيء لجميع الذين في البيت» (مت 5: 15)؛ 2. رفع التوسُّلات إليه أن يُصلِّي من أجلنا من أجل مغفرة خطايانا، ومن أجل تكميل جهادنا وسعينا نحو السماء، وحتى يُعيننا في احتياجاتنا الروحية وأوقات أحزاننا.لقد صار صوت من السماء للقديس يوحنا الرائي: «اُكتُب: طوبى للأموات الذين يموتون في الرب منذ الآن، نعم يقول الروح، لكي يستريحوا من أتعابهم، وأعمالهم تتبعهم» (رؤ 14: 13).كما صلَّى المسيح لأبيه السماوي: «وأنا قد أعطيتُهم المجد الذي أعطيتني» (يو 17: 22). كما قال المخلِّص أيضاً: «مَن يقبل نبيّاً... فأجر نبي يأخذ. ومَن يقبل بارّاً... فأجر بار يأخذ» (مت 10: 41)، «لأن مَن يصنع مشيئة أبي الذي في السموات، هو أخي وأُختي وأُمي» (مت 12: 45). لذلك، فيجب أن نقبل الإنسان البار، لأنه بارٌّ. فإن كان هذا الإنسان البار أخاً للرب، فهو يصير لنا أيضاً أخاً. فالقديسون هم آباؤنا وأُمهاتنا، وإخوتنا وأخواتنا، ومحبتنا لهم نُعبِّر عنها بالشركة معهم في الصلاة.يكتب القديس يوحنا الرسول إلى المسيحيين: «الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به، لكي يكون لكم أيضاً شركة معنا. وأما شركتنا نحن فهي مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح» (1يو 1: 3).وشركتنا مع الرسل في الكنيسة لا تتوقف، فهي تصعد إليهم في المجال السماوي الذي يحيون فيه. إنَّ قُرب القديسين من عرش الحَمَل، وصلواتهم المرفوعة من أجل الكنيسة على الأرض، سجَّلها القديس يوحنا الرائي اللاهوتي في رؤياه: «والأربعة والعشرون شيخاً... لهم كل واحد قيثارات وجامات من ذهب مملوَّة بخوراً هي صلوات القديسين... ونظرتُ وسمعتُ صوت ملائكة كثيرين حول العرش والحيوانات والشيوخ، وكان عددهم ربوات ربوات وألوف ألوف» يُسبِّحون الرب (رؤ 5: 11،8).إن الشركة في الصلاة مع القديسين هي تحقيق لحقيقة الرباط بين المسيحيين على الأرض والكنيسة السماوية التي يتكلَّم عنها الرسول بولس قائلاً: «بـل قد أتيتم إلى جبل صهيون، وإلى مدينة الله الحي أورشليم السماوية، وإلى ربوات هم محفل ملائكة، وكنيسة أبكار مكتوبين في السموات، وإلى الله ديَّان الجميع، وإلى أرواح أبرار مُكمَّلين، وإلى وسيط العهد الجديد: يسوع، وإلى دم رشٍّ يتكلَّم أفضل من (دم) هابيل» (عب 12: 22-24).أمثلة من الكتاب المقدس،عن رؤى القديسين:تذكر الأسفار المقدسة أمثلة عديدة لحقيقة هامة، وهي أن الأبرار حتى وهم ما زالوا عائشين على الأرض، يمكنهم أن يروا ويسمعوا الكثير مما لا يمكن لعامة المؤمنين أن يروه ويسمعوه. ولا شك أن كل هذه المواهب ستكون حاضرة معهم حينما يخلعون هذا الجسد وينتقلون إلى السماء. فقد رأى القديس بطرس الرسول ما في قلب حنانيا الذي اختلس من ثمن الحقل وكذب على القديس بطرس (أع 5: 3). واستُعلِن لأليشع النبي عن العمل البشع الذي أتاه خادمه جيحزي (الملوك الثاني 1: 4).والقديسون، حتى وهم ما زالوا على الأرض، يملأ الروح قلوبهم فيطَّلعوا على خفايا العالم العلوي، وبعضهم يرى جوقات الملائكة، وآخرون أُعطوا النعمة لأن يروا صوراً لله (مثل إشعياء النبي وحزقيال النبي)، وآخر صعد إلى السماء الثالثة وسمع كلمات لا يُنطق بها (وهو القديس بولس الرسول). فهؤلاء وأمثالهم حينما ينتقلون إلى السماء يصيرون قادرين على معرفة ما يحدث على الأرض، ويسمعون الذين يتشفَّعون بهم، ذلك لأن القديسين في السماء يصيرون «مثل الملائكة» (لو 20: 36).ومن المَثَل الذي سرده الرب عن الغني ولعازر (لو 16: 19-31)، نعرف أن إبراهيم وهو في السماء، استطاع أن يسمع صراخ الرجل الغني الذي كان يتألم في الجحيم، بالرغم من ”الهُوَّة العظيمة“ التي تفصل بينهما. وكلمات إبراهيم عن إخوة الرجل الغني «عندهم موسى والأنبياء ليسمعوا منهم»، تشير بوضوح إلى أن إبراهيم يعرف كيف يعيش اليهود في ذلك الوقت حتى بعد مماته. إن الرؤيا الروحية لنفوس الأبرار وهم في السماء، لا شكَّ هي أقوى وأوضح مما كانت عليه وهم على الأرض. ويقول القديس بولس الرسول عن هذا: «فإننا ننظر الآن في مرآة، في لُغز، لكن حينئذ وجهاً لوجه. الآن أعرف بعض المعرفة، لكن حينئذ سأعرف كما عُرفتُ» (1كو 13: 12).استدعاء القديسين:والكنيسة المقدسة دائماً ما كانت تُقدِّم التعليم باستدعاء القديسين، وهي مقتنعة تماماً بأنهم يتوسَّلون من أجلنا أمام الله في السماء. وهذا ما نراه ونسمعه في صلوات القداس الإلهي (مجمع القديسين): ”لأن هذا، يا رب، هو أمر ابنك الوحيد أن نشترك في تذكار قديسيك... وبالأكثر القديسة المملوءة مجداً العذراء كل حين، والدة الإله القديسة الطاهرة مريم، التي ولدت الله الكلمة بالحقيقة... هؤلاء الذين بسؤالاتهم وطلباتهم ارحمنا كلنا معاً، وانقذنا من أجل اسمك القدوس الذي دُعِيَ علينا“. كما يذكر أيضاً القديس كيرلس الأورشليمي: ”ثم نذكر (في تقدمة الذبيحة غير الدموية) أولئك الذين سبقوا وانتقلوا، وأولاً البطاركة والأنبياء والرسل والشهداء، لكي بصلواتهم وتشفُّعاتهم يقبل الله توسُّلاتنا“ (وهي تُقابل الترحيم الذي يُقال في قدَّاسات الكنيسة القبطية).شهادات من آباء الكنيسة:وما أكثر شهادات آباء ومُعلِّمي الكنيسة الأبرار، وعلى الأخص أولئك الذين من القرن الرابع وما بعده، عن تكريم الكنيسة للقديسين؛ بل وحتى من بداية القرن الثاني، هناك إشارات في الكتابات المسيحية بخصوص الإيمان في صلوات القديسين في السماء من أجل إخوتهم على الأرض. وكمَثَل لذلك: فإن شهود استشهاد القديس إغناطيوس الثيئوفوروس (الحامل الله)، وهو من قدِّيسي بداية القرن الثاني الميلادي، يقولون: ”وإذ رجعنا إلى بيوتنا والدموع في أعيننا، سهرنا الليلة كلها. ثم بعد نومٍ لمدة قصيرة، شاهد البعض منا فجأة المطوَّب إغناطيوس واقفاً وهو يحتضننا، وآخرون أيضاً رأوه يُصلِّي من أجلنا“. وهناك تقارير تشير إلى الصلوات والتشفُّعات من أجلنا التي يرفعها الشهداء القديسون، وهذه نجدها في سِيَر الشهداء في عصر الاضطهاد الروماني ضد المسيحيين.+ هكذا نرى شركة الصلاة بين كنيسة المنتصرين في السماء وكنيسة المجاهدين على الأرض، شركة حيَّة متبادلة بين الكنيستين، وحتى مشتركة معاً أثناء الليتورجية المقدسة لرفع القرابين. فالكنيسة شركة بين العالمَيْن العلوي والأرضي في الصلوات من أجل المجاهدين، والتشفُّعات التي يرفعها أمام العرش الإلهي المنتصرون الغالبون.

تدريبات في الصوم


لكي يكون هذا الصوم ذا أثر فعال فى حياتك الروحية، نضع أمامك بعض التداريب لممارستها، حتى إذا ما حولتها إلى حياة، تكون قد انتفعت فى صومك:
1- تدريب لترك خطية معينة من الخطايا التى تسيطر عليك، والتى تتكرر فى كثير من اعترافاتك. أو التركيز على نقطة الضعف أو الخطية المحبوبة.. وكل إنسان يعرف تماماً ما هى الخطية التى يضعف أمامها، ويتكرر سقوطه فيها، وتتكرر فى غالبية اعترافاته. فليتخذ هذه الخطايا مجالاً للتدرب على تركها أثناء الصوم. وهكذا يكون صوماً مقدساً حقاً.
وقد يتدرب الصائم على ترك عادة ما :
مثل مدمن التدخين الذى يتدرب فى الصوم على ترك التدخين، أو المدمن مشروباً معيناً، أصبح عادة مسيطرة لا يستطيع تركها، كمن يدمن شرب الشاى والقهوة مثلاً. أو الذى يصبح التفرج على التليفزيون عادة عنده تضيع وقته وتؤثر على قيامه بمسئولياته. كل ذلك وأمثاله تكون فترة الصوم تدريباً على تركه
.
اسكب نفسك أمام الله، وقل له: نجنى يارب من هذه الخطية. أنا معترف بأننى ضعيف فى هذه النقطة بالذات، ولن أنتصر عليها بدون معونة منك أنت، لتكن فترة الصوم هذه هى صراع لك مع الله، لتنال منه قوة تنتصر بها على خطاياك. درب نفسك خلال الصوم على هذا الصراع.
فمثلاً يذكر نفسه كلما وقع فى خطية النرفزة بقول الكتاب : "لأن غضب الإنسان لا يصنع بر الله" (يع 2:1). ويكرر هذه الآية بكثرة كل يوم، وبخاصة فى المواقف التى يحاربه الغضب فيها. ويبكت نفسه قائلاً: ماذا أستفيد من صومى، إن كنت فيه أغضب ولا أصنع بر الله؟!
2- التدريب على حفظ بعض المزامير من صلوات الأجبية، ويمكن إختيار مزمور أو إثنين من كل صلاة من الصلوات السبع، وبخاصة من المزامير التى تترك فى نفسك أثراً.
3- التدريب على حفظ أناجيل الساعات، وقطعها، وتحاليلها. علماً بأنه لكل صلاة 3 أو 6 قطع.
4- التدريب على الصلاة السرية بكل ما تحفظه، سواء الصلاة أثناء العمل، أو فى الطريق، أو اثناء الوجود مع الناس، أو فى أى وقت.
5- اتخاذ هذه الصلوات والمزامير والأناجيل مجالاً للتأمل حتى يمكنك أن تصليها بفهم وعمق.
6- تداريب القراءات الروحية: سواء قراءة الكتاب المقدس بطريقة منتظمة، بكميات أوفر، وبفهم وتأمل.. أو قراءة سير القديسين، أو بعض الكتب الروحية، بحيث تخرج من الصوم بحصيلة نافعة من القراءة العميقة.
7- يمكن فى فترة الصوم ، أن تدرب نفسك على استلام الألحان الخاصة بالصوم مع حفظها، وتكرارها، والتشبع بروحها...
8- يمكن أن تدرب نفسك على درجة معينة من الصوم، على أن يكون ذلك تحت إشراف أبيك الروحى.
9- هناك تدريبات روحية كثيرة فى مجالات المعاملات... مثل اللطف، وطول الأناة، واحتمال ضعفات الآخرين، وعدم الغضب، واستخدام كلمات المديح والتشجيع، وخدمة الآخرين ومساعدتهم، والطيبة والوداعة فى معاملة الناس.
10- تدريبات أخرى فى (نقاوة القلب): مثل التواضع، والسلام الداخلى، ومحبة الله، والرضى وعدم التذمر، والهدوء وعدم القلق، والفرح الداخلى بالروح، والإيمان، والرجاء.

الثلاثاء، 15 سبتمبر 2009

كيف أمارس سر الإعتراف

أولاً: أعترف بيني وبين نفسي:-
1- جلسة صادقة مع النفس أحاسبها على كافة أخطائها وذلك بروح الصلاة لكي يكشف الله لنا عن ضعفاتنا وأخطائنا.
2- نقدم لله ندم على خطايانا.
3- لا مانع من كتابة الخطايا في ورقة صغيرة حتى لا ننسى ثم نمزقها بعد الإعتراف فوراً.
+ النواحي التي يجب أن تكون مجال لمحاسبة النفس والإعتراف بها:-
(أ)- من جهة الخطايا:
خطايا اللسان: كذب شتيمة – حلفان – نميمة – كلام غير لائق – مزاح رديء .... إلخ.
خطايا الفكر: شهوة – غضب – حقد – سوء ظن – أحلام يقظة – كبرياء .... إلخ.
خطايا الحس: بالنظر أو بالسمع أو باللمس .... إلخ
خطايا القلب: حسد – غيرة – كراهية – تعظم معيشة – محبة العالم وأمجاده ... إلخ.
خطايا العقل: سرقة – زنا- قتل وشجار – سكر – إدمان – عصيان .... إلخ.
(ب) من جهة العادة:
الصلاة: مواظب عليها أم لا- من الأجبية أم لا – شرود الفكر أثناء الصلاة – الصلوات الخاصة – وضع الجسد .... إلخ.
الصوم: مواظب على أصوام الكنيسة أم بعضها أم لا أصوم مطلقاً – فترة الإنقطاع .
العطاء: هل أخرج عشوري بصفة منتظمة – هل أقدمها بفرح أم لا – هل أقدمها بسخاء أم لا ..... إلخ.
التناول والإعتراف: مواظب أم لا.
القراءات: مواظب على قراءة الكتاب المقدس أم لا – هل لي قراءات روحية أم لا – التأملات ..... إلخ.
الميطانيات: أمارسها أم لا – عددها – مصحوب بصلوات أم لا.
التداريب الروحية: ما هي وما عددها .... إلخ.
(ج) من جهة علاقتك مع الناس:
مع الكبار والصغار – مع الزملاء والأصدقاء – مع أفراد الأسرة والأقارب .... إلخ.
ثانياً: أمام الأب الكاهن:
1- تأكد بإيمان ويقين أنك تجلس أمام الله في وجود أب إعترافك ... وأن الله وحده هو الذي يقود الجلسة.
2- لاتخجل ... فأنت لم تخجل من الله عند ارتكاب الخطية .. هل ستخجل من الكاهن.
3- احذر من محاولة الشيطان ليوقعك في الخجل حيث أنه يضخم الخطية حتى لا تعترف بها.
4- اعترف بكل أنواع الخطايا (الفعل – القول – الفكر – الحس).
5- اهتم بتفاصيل الخطية (المكان- الزمان – مكانة الشخص الذي أخطأت معه ودون ذكر اسمه ...... إلخ).
6- إهتم بمدة الخطية (مستمرة أم كانت وقتية).
7- اهتم بمشاعرك أثناء فعل الخطية (متلذذ أم متضايق).
8- لا تلتمس لنفسك الأعذار.
9- اعترف بالخطايا حتى لو كنت تعرف علاجها.
10- استمع لنصائح أب اعترافك واقبلها .. وإذا تعبك شيء صارحه بذلك.
11- اعترف بتقصيرك في الفضائل المسيحية (المحبة – العطاء – التواضع – الشكر- الصبر- .... إلخ.
12- على قدر ما تفتح قلبك وتكون صريحاً في اعترافك على قدر ما تستفيد روحياً.
13- إذا وبخك أب الإعتراف على خطأ فلا تتضايق من توبيخه.
14- لا تسأل أب إعترافك عن أمور ليس من صالحك أن تعرفها مثل سياسة الكنيسة وأخبارها... إلخ.
15- لا تحول الإعتراف إلى شكوى من غيرك ولا يكون مجالاً للتحدث عن أخطاء الأخرين، تكلم عن أخطائك وحدك.
16- لا تذكر أنصاف الحقائق بل الحقيقة كاملة.
ثالثاً: بعد الإعتراف:
1- ثق أن كل خطية إعترفت بها، قد غفرها لك الله.
2- انتهز فرصة إنك في حالة روحية جيدة بالإعتراف وتمتع بجدية الممارسات الروحية.
3- نفذ كل وصايا أب اعترافك بأمانة تامة.
4- لا تيأس إن سقطت ثانية بعد الإعتراف بل انهض واعترف وجدد العهد مع الله ثانية.
5- لو سهى عليك أن تعترف بخطية معينة لأب اعترافك ... اعترف بها في المرة القادمة.
رابعاً: ارشادات عامة:
1- أن يكون أب اعترافك واحد لايتغير إلاَ في الضرورة.
2- احتفظ بسرية إرشادات أب اعترافك ولا تحكي بها أمام أصدقائك.
3- لا تطلب من أب اعترافك أن يكون مجرد جهاز لتنفيذ رغباتك.
4- ثق في أب اعترافك.
5- لا تعامل أب اعترافك الند بالند ولا تعاتبه.
6- لا تتملكك الغيرة من معاملة أب اعترافك لغيرك ممن لهم حالة خاصة....
7- لا تكن كثير التردد على أب الإعتراف لتسأله عن التفاهات أو في كل صغيرة وكبيرة.
8- راعي وقت أب اعترافك ومشغولياته وصحته ووقت باقي المعترفين.

الاثنين، 14 سبتمبر 2009

إمكانية القيامة ولزومها

إمكانية القيامة
إن إقامة الاجساد بعد الموت، معجزة تدخل في قدرة الله علي كل شيء. ولاشك إن إقامة الأجساد أسهل من خلقها فالله الذي أعطاها نعمة الوجود، هو قادر بلاشك علي إعادتها إلي الوجود. هو خلقها من تراب الأرض، وهو قادر أنه يعيدها من تراب الأرض مرة أخري. بل أعمق من هذا أنه خلق الكل من العدم. خلق الأرض وترابها من العدم، ثم من تراب الأرض خلق الانسان.أيهما أصعب اذن: الخلق من العدم، أم إقامة الجسد من التراب؟!إنها القدرة غير المحدودة لالهنا الخالق، الذي يكفي أن يريد، فيكون كل ما يريد، حتي بدون أن يلفظ كلمة واحدة أو يصدر أمرا.
القيامة هي إذن عقيدة للمؤمنين: الذي يؤمن بالله وقدرته، يستطيع أن يؤمن بالقيامة.. فهي في جوهرها تعتمد علي إرادة الله، ومعرفته وقدرته.
فمن جهة الإرادة، هو يريد للإنسان أن يقوم من الموت، وأن يعود إلي الحياة. وقد وعد الإنسان بالقيامة والخلود. ومادام الله قد وعد، إذن لابد أنه سينفذ ما قد وعد به.
ومن جهة المعرفة والقدرة: فالله يعرف أين توجد عناصر هذه الأجساد التي تحللته، وأين توجد عظامها. ويعرف كيفية إعادة تشكيلها وتركيبها. كما يعرف أيضا أين توجد أرواح تلك الأجساد. ويسهل عليه أن يأمرها بالعودة إلي أجسادها، ويسهل عليها ذلك. وهو يقدر علي هذا كله. جّلٌ اسمه العظيم، وتعالت قدرته الالهية.
* * *
ان الذي ينكر امكانية القيامة، هو بالضرورة ينكر المعجزات جملة!! بالتالي ينكر الخلق من العدم، وينكر قدرة الله، وقد ينكر وجوده ايضا!!يدخل في هذا الجهل، الملحدون، وأنصاف العلماء، وغير المؤمنين. أما المؤمنون الذين يؤمنون بالله، وبقدرته غير المحدودة، فإنهم يؤمنون بالمعجزات، ومنها القيامة.
* * *
ضرورة القيامة
كما أن القيامة ممكنة بالنسبة إلي قدرة الله، كذلك هي أيضا ضرورية بالنسبة إلي عدل الله وصلاحه ووجوده.
1 إنها لازمة من أجل العدل:لازمة من أجل محاسبة كل انسان علي أفعاله التي عملها خلال حياته علي الأرض خيرا كانت أو شرا فيثاب علي الخير، ويعاقب علي الشر. ولو لم تكن قيامة، لتهافت الناس علي الحياة الدنيا، وعاشوا في ملاذها وفسادها، غير عائبين بما يحدث فيما بعد! وأيضا إن لم تكن قيامة، لساد الظلم واستبد القوي بالضعيف، دون خوف من عقوبة أبدية، أما الايمان بالقيامة وما يعقبها من دينونة وجزاء، فإنه رادع للناس. إذ يشعرون أن العدل لابد سيأخذ مجراه، وان لم يكن في هذا العالم، ففي العالم الآخر.
* * *
2 والقيامة لازمة أيضا لأجل التوازن:ففي الأرض لا يوجد توازن بين البشر. ففيها الغني والفقير، السعيد والبائس، المنٌعم والمعذب.. فإن لم يكن هناك مساواة علي الأرض. فمن اللائق أن يوجد توازن في السماء. ومن لم ينل حقه علي الأرض، يمكنه أن يناله بعد ذلك في السماء. ويعوٌضه الرب عما فاته في هذه الدنيا، إن كانت أعماله مرضية للٌه.
* * *
3 إن الله وعد الانسان بالحياة الأبدية. ووعده هو للإنسان كله، وليس للروح فقط التي هي جزء من الانسان..فلو أن الروح فقط أجتيح لها الخلود، والنعيم الأبدي، اذن لا يمكن ان نقول إن الانسان كله قد تنعم بالحياة الدائمة، بينما قد حجرم الجسد من ذلك! فبالضرورة إذن ينبغي أن يقوم الجسد من الموت، وتتحد به الروح. ويكون الجزاء الأبدي للإنسان كله.
* * *
4 والقيامة ضرورة لأنه لولاها لكان مصيرالجسد البشري كمصير أجساد الحيوانات!ما هي اذن الميزة التي لهذا الكائن البشري العاقل الناطق، الذي وهبه الله موهبة التفكير والاختراع والعلم، والقدرة علي صنع مركبات الفضاء التي توصله إلي القمر، وتدور به حول الأرض وترجعه اليها سالما..! هذا الانسان الذي قام بمخترعات أخري مذهلة كالكومبيوتر والفاكس وال mobile phone هل يجعقل ان هذا الانسان العجيب الذي سلٌطه الله علي نواح عديدة من الطبيعة، يؤول جسده إلي مصير كمصير بهيمة أو حشرة أو بعض الهوام؟! ان العقل لا يمكن أن يصدق هذا اذن لابد من القيامة.
* * *
5 إن قيامة الجسد تتمشي عقليا مع كرامة الانسان.الانسان الذي يتميز علي جميع المخلوقات الأخري ذوات الأجساد، والذي يستطيع بما وهبه الله ان يسيطر عليها جميعا، وأن يقوم لها بواجب الرعاية والاهتمام إذا أراد، أو أن يقوم عليها بحق السيطرة والاستخدام.. أليست كرامة جسد هذا المخلوق العاقل لابد أن تتميز عن مصير باقي أجساد الكائنات غير العاقلة وغير الناطقة التي هي تحت سلطانه..؟!
* * *
6 والقيامة ايضا لازمة لتقدم لنا الحياة المثالية التي فقدناها هنا:تقدم لنا صورة الحياة الجميلة الرائعة في العالم الآخر، حيث لا حزن ولا بكاء، ولا فساد ولا ظلم، ولا عيب ولا نقص. بل هي حياة النعيم الأبدي والانسان المثالي الذي بلا خطية.. بالاضافة إلي العشرة الطيبة مع الله وملائكته وقديسيه..ما أجمل هذه الحياة التي في العالم الآخر، التي لم ترها عين، ولم تسمع بها اذن، ولم تخطر علي قلب بشر.القيامة هي عيد.. فتهانئي للجميع بعيد القيامة. "

الأحد، 13 سبتمبر 2009

كلمات من دفتر الحياة

ليس المهم أن تكون ملكـاً .. ولكن المهم أن تتصـرف وكأنك ملك
أنـك تستطيع أن تجـُر الحصان إلى النهر .. ولكنك لا تستطيع أجباره على الشرب
عنـدما تـُغلق أبواب السعادة أمامنـا قد تفتح أبواب أخرى للسعادة ولكننا لا نشعـُر بها لأننا نمضي وقتنـا في الحسرة على الأبواب المغلقـة !!
صحيح أنـك لا تعرف قيمـة ما تملك حتى تفقده ولكن الصحيح أيضـاً أنـك لا تعرف ماذا ستفقد حتى تفقدُه !!
قد تحتاج لساعـة كي تـُفضل أحدهم .. ويومـاً لتـُحب أحدهم ولكنك قد تحتاج إلى العمر كلـه كي تنسى أحدهم
يجب أن تضع نفسك مكان الناس الآخريـن .. وإذا شعرت بالضيق في وضعك الجديـد فأعلم أن الناس في هذا الوضـع سيشعرون بالضيق أيضـاً
هنالك فرق كبيـر بيـن من يمسح دموعك وبيـن من يبعدك عن البكاء
عنـدما نعيش لذاتنـا تبدو الحياة قصيـرة وضئيلـة أما عنـدما نعيش لغيـرنـا .. فتـُصبح الحيـاة طويلـة وعميقـة
لا تركض خلف المظاهر فقد تخدعـك .. ولا تركض وراء الثـروة فقد تتلاشى بسرعـة ولكن أركض خلف من يعطيـك الأبتسامـة .. فإنـه سيقلب حزنـك إلى سعادة دون مقابـل
ما عرفت مثيـلاً كالصابونـة نكرانـاً للذات .. فهي تـُذيب نفسها لتـُزيـل أوساخ الغيــر
لا تستطيع أن تضحك وتكون قاسيـاً في نفس الوقت
النهايـة دائمـاً مؤلمـة حتى ولو كانت سعيـدة .. وذلك فقط لأن أسمها نهايـة

شخصيه جذابه

ألا تحب أن تكون شخصية محبوبة من قبل الآخرين ؟ في كل شخص رغبة في الاستئثار بإعجاب الآخرين ، و لا استحواذ على ثنائهم سمتهم من سمات الحياة الشخصية المحبوبة قد تحظى بإعجاب الناس ، ولكن مثل هذا الإعجاب يتبدد كالدخان في الهواء ، إذا لم يسانده جمال الروح ، واهم عنصر في جمال الروح هو الجاذبية ، وإليك عشر قواعد تشكل اهم مقومات الشخصية الجذابة :
1/ عدم البوح بالمتاعب الخاصة : فالحزن والألم والضيق ، عناصر موجودة أصلا في الإنسان و لا يمكن له التخلص منها ، ولكن لابد مإخفائها أو تقليلها قدر الإمكان حتى لا يسأم الآخرون لانهم غير مجبرين على المشاركة في أحزاننا .
2/ فهم الآخرين : ومن المستحسن محاولة فهم مشاكل الآخرين ، وان تكون شخص مجامل ليس فقط في المناسبات الكبيرة ، بل في الصغيرة ايضاً كما يجب احترام أحزان الآخرين وإبداء السرور في أفراحهم .
3/ علم الاستماع : فالاستماع للآخرين يكسبك جاذبية ، لان الشخص الذي يتقن فن الاستماع الأحاديث الآخرين يكون محبوباً منهم كما يجب أن تترك للآخرين حرية الحديث ثم تشارك فيه بعد ذلك .
4/ عدم التعالي على الآخرين : ويعتقد الكثيرون في قرار أنفسهم أنهم لا يقلون عن الآخرين في أي شي لذ لك فالتعالى عليهم قد يؤثر على علاقتهم بك ، ويتمثل ذ لك في طريق الحديث والتصرف غير اللائق ، بينما التواضع يكسب صاحبة دائماً محبة الآخرين .
5/ إظهار الإعجاب في الوقت المناسب : أن كل إنسان يحب أن يتلقى المديح ولكن ليس إلى درجة النفاق ، فالإنسان يحتاج إلى المجاملة وإظهار الإعجاب الذي يجدد الثقة في النفس ، ولكن يفضل أن تظهر هذا الإعجاب في محلة بكلمة مخلصة في الوقت المناسب والطريقة المناسبة .
6/ التفاؤل المعقول : والمتفائل محبوب دائماً ، فهو يجعل الآخرين يرون العالم بمنظار الواقع ، ولكن هذا التفاؤل يجب أن يكون في حدود المعقول وأن لا يتطرق إلى الخيال ، والمتفائل لا يعترف باليأس ، ولكنه يجدد دائماً الأمل في حل مشاكله وفي حدود الإمكانيات الموجودة .
7/ تقبل ملاحظات غيرك : من الجيد استقبال ملاحظات ونقد الآخرين برحابة صدر ، إذا صدرت عن أناس مخلصين لا يبغون سوى المساعدة ألحقه وقد تصدر هذا الملاحظات من أناس حاقدين ، ولكن في الحالتين من المستحسن أن تتقبل ما يوجه إليك من ملاحظة أو نقد بابتسامة ومهما كان الثمن .. مع ما يفرضه ذلك من التحكم بالعقل والسيطرة على المشاعر .
8/ التفكير بنفسية مرحة : وعند التفكير في موضوع ماء من الأفضل أن تكون نفسيتك مرحة وهادئة ، ليتسنى لك البت في الأمور بطريقة سلسة وغير معقدة ، أما عندما تكون نفسيتك كئيبة فلا تحاول أن تحسم في أمر ما ، حتى لا يشوب النتيجة الخوف والقلق .
9/ التفكير والتصرف بنفسية الخير : فحتى تكون جذاب لابد أن تتصرف دائماً بنفسية الخير وإذا كنت تتحلى بجميع الصفات السابقة ، فانك بدون صفة الخير ستفقد عنصر هاماً من عناصر الجاذبية .
10/ وأخيراً .. الصراحة : إن الصراحة صفة أساسية من صفات الجاذبية ، فهي واجبة التفكير مع النفس ، وفي التفاؤل مع الغير .. أما الشخص ذو الوجهين أو المحب لذاته والمشاكس لغيره فهل ستكون برأيك .. جذاب .....؟!

الإستشهاد فى المسيحية

الرب المتألم ، وأرتفع إلي مستوي الهبة الروحية ، والموت أصبح كأسا لذيذا يرتشفها المؤمن سعيدا راضيا بل يسعى إليها عن حب ويتعجلها ، وليس في هذا عجب فقد تحول الموت من شئ مرعب إلي جسر ذهبي ومعبر يعبر بنا من حياة قصيرة وغربة مؤقتة وثوبا باليا إلي سعادة أبدية دائمة وثوبا لا يفني ولا يتدنس ولا يضمحل .
وأرتبط الاضطهاد بالمسيحية وهو يسير معها جنبا إلي جنب ، وأحيانا يصل إلي النهاية وهو ما نقول عنه الاستشهاد ، وأول اضطهاد تعرضت له المسيحية كان من اليهودية إذ ولدت المسيحية في وسط المجتمع اليهودي ، ورفض اليهود السيد المسيح وصلبوه ، واضطهدوا أتباعه بالقتل والتعذيب أو بالوشاية وإثارة الجماهير أو بالمقاومة الفكرية ..
بعدها دخلت المسيحية الناشئة في صراع طويل مع الوثنية متمثلة في الإمبراطورية الرومانية بما لها من سلطة الدولة وقوة السلاح وقد وصل هذا الصراع إلي حد الإبادة أي الاستشهاد ، وكان الصراع غير متكافئا إذ لم يكن للإيمان الجديد ما يسنده من قوة زمنية أو سلاح اللهم إلا ترس الإيمان ودرع البر وخوذة الخلاص وسيف الروح ( أفسس 6 ) ، وأستمر الصراع حتى أوائل القرن الرابع حين قبلت الإمبراطورية الرومانية الإيمان بالمسيح وسقطت الوثنية .
لقد بدأ اضطهاد المسيحية في روما علي يد نيرون في القرن الأول المسيحي وانتهي علي بعد ميل واحد من روما علي يد قسطنطين في القرن الرابع وكان القصد منه إبادة المسيحية ولكن علي العكس كان سببا في تنقيتها وإظهار فضائلها وبطولات شهدائها الأمر الذي أدي انتشارها ودخول الوثنيين في الإيمان المسيحي ، وكما عبر عن ذلك العلامة ترتليانوس " دماء الشهداء بذار الكنيسة "
لماذا اضطهدت الدولة الرومانية المسيحية ؟
جاء الإيمان بالمسيح يحمل مفاهيم جديدة غير التي كان يألفها الناس في القديم :
في الوثنية كانت العبادة عبارة عن ترديد لصيغة عزيمة سحرية وبعض التعاويذ وتقديم المأكل والمشرب للآلهة والتعاليم غامضة والشعائر والصلوات سرا ، عكس ما وجد الناس في المسيحية تعليما مفهوما وموضوع عظيم للإيمان وديانة تستقر في داخل الإنسان وفكره وروحه والعبادة فيها ترجمة عملية للإيمان وحل الحب محل الخوف .
ولم يعد هناك غرباء أو أجانب بالنسبة لإله المسيحيين ، ولم يعد الأجنبي يدنس الهيكل أو القربان لمجرد حضوره ، ولم يعد الكهنوت وراثيا لأن الديانة ليست ملكا موروثا بل علي العكس أصبح هناك تعليم ديني مفتوح يعرض علي الجميع وكانت المسيحية تبحث عن أقل الناس اعتبارا لتضمهم .
ولم تعلم المسيحية أتباعها بغض الأعداء أو الأجنبي بل علي العكس التعاطف والمودة .
· جاءت المسيحية كديانة عالمية :
كل العبادات الوثنية كانت محلية ، ولكل إقليم معبود خاص به وحتى اليهودية كانت ديانة مغلقة تخص شعب واحد ولكن المسيحية ظهرت للعالم أجمع حسب قول السيد المسيح " اذهبوا إلى العالم اجمع و اكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها (مر 16 : 15) .
· ونادت المسيحية أنها الديانة الوحيدة الحق :
وانجذب إلي الإيمان بها من كل جنس وشعب وطبقة وسن من اليونان والرومان أكثر من الذين جذبتهم اليهودية ، ورفضت أن تتحالف مع الوثنية .
· وعلمت بفصل الدين عن الدولة :
في القديم كان الدين والدولة شيئا واحدا ، وكل الشعب يعبد إلهه وكان كل إله يحكم شعبه ، وكانت الدولة تتدخل في نطاق الضمير وتعاقب من يخرج الشعائر والعبادة وأما المسيحية فقد جاءت تفصل الدين عن الدولة حسب قول السيد المسبح " أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله " (مت 22 : 21).
· الحماس الشديد للروحانية بدلا من النشاط الاجتماعي :
رفض المسيحيون الاشتراك في الاحتفالات الوثنية والعبادة العامة وكان هذا يعبر عن عدم تحمسهم للسياسة والعزوف عن الشئون المدنية والزمنية بالمقارنة بالأمور الروحية والأبدية والتصاقهم الشديد ببعض في اجتماعات مغلقة كل هذا أثار حولهم الشبهات وعداوة الحاكم والشعب .
وفي الواقع أنه في ظل المسيحية تغيرت احساسات الناس وأخلاقياتهم ولم يعد الواجب الاسمي أن يعطي الإنسان وقته وحياته وقواه للدولة في السياسة والحرب فلقد شعر الإنسان أن عليه التزامات أخري من نحو خلاص نفسه ومن نحو الله .
حلقات الاضطهاد العشر:
منذ القرن الخامس الميلادي تعود المؤرخون علي تقدير الاضطهادات التي خاضتها الدولة الرومانية ضد الكنيسة المسيحية بعشرة اضطهادات كبيرة تحت حكم عشرة أباطرة هم علي الترتيب :
نيرون - دومتيانوس - تراجان - مرقس أوريليوس - سبتيموس ساويرس - مكسيمينوس - ديسيوس - فالريان - أوريليان - دقلديانوس .
ولكن هذا التقسيم عرفي اصطلح عليه ولا يعني أن الاضطهادات حدثت عشر مرات فقط ، لأن أكثر الفترات هدوءا كانت فيها شهداء.
ولقد حاول البعض أن يربط بين الضربات العشر في مصر وهذه الاضطهادات باعتبارها رمزا لها ، كذلك يربطون بين العشرة قرون التي للوحش الوارد ذكرها في سفر الرؤيا الذي صنع حربا مع الخروف علي أهنا هذه الحلقات العشر من الاضطهاد.
نيرون وحريق روما:
كان الاضطهاد الذي أثاره نيرون هو أول الاضطهادات التي كرستها الإمبراطورية الرومانية ، وأرتبط باستشهاد عمودين عظيمين في الكنيسة هما الرسولان بطرس وبولس ، وقد ابتدأ في السنة العاشرة من حكم هذا الطاغية بأمره وتحريضه عام 64م حين أتهم نيرون المسيحيون الأبرياء بحرق روما وكانت كارثة مدمرة لم ينجو من هذا الحريق سوي أربعة أقسام من الأربعة عشر قسما التي كانت تنقسم إليها المدينة العظيمة والتهمت السنة النار أعرق الآثار والمباني ولم ينجو منها الناس والبهائم .
وتحولت المدينة العظيمة إلي جبانة تضم مليون من النائحين علي خسارات لا تعوض ، وحتى يبعد الشبهة عن نفسه الصق نيرون التهمة بالمسيحيين المنبوذين ، وسرعان ما بدء في سفك الدماء وأستخدم أبشع الوسائل في سبيل ذلك ، صلب البعض إمعانا في السخرية بالعقوبة التي تحملها السيد المسيح ، وألقي البعض للحيوانات المفترسة في مسارح الألعاب الرياضية ، وبلغت المأساة قمتها عندما أشعل النار في المسيحيين بعد دهنهم بالقار وسمرهم في أعمدة الصنوبر يضيئون كالمشاعل لتسلية الجماهير في الحدائق الإمبراطورية بينما نيرون في عربته الخاصة يلهو.
اضطهاد دقلديانوس وأعوانه:
كل الاضطهادات التي شنتها الدولة الرومانية علي المسيحيين ابتداء من نيرون تتضاءل أمام شد وعنف ووحشية الاضطهادات التي بدأها دقلديانوس وأكملها أعوانه ، ولهذا السبب اتخذت الكنيسة القبطية بداية حكمه وهي سنة 284م بداية لتقويمها المعروف بأسم تاريخ الشهداء .
في عام 303م أصدر منشورا بهدم الكنائس وحرق الكتب المقدسة وطرد كل أصحاب المناصب العالية وحرمانهم من حقوقهم المدنية وحرمان العبيد إذا أصروا علي الاعتراف بالمسيحية ، وإذ علق المنشور علي حائط القصر لم يخل المجال من شاب مسيحي شجاع غيور مزق المنشور مظهرا استياءه وسرعان ما سرت موجة الاضطهاد في ربوع الإمبراطورية .
وإزداد الاضطهاد عنفا ووحشية بسبب اندلاع الحريق مرتين في قصر الامبراطور في خلال أسبوع ربما أفتعل الحريق أحد معاونيه لكي يثيره ضد المسيحيين .
أصدر في مارس عام 303م منشورين متلاحقين بسجن رؤساء الكنائس وتعذيبهم بقصد إجبارهم علي ترك الإيمان .
وفي 30 ابريل من نفس العام أصدر مكسيميانوس هرموليوس منشورا وهو أسوأها ويقضي بإرغام جميع المسيحيين في المدن و القري في أنحاء الإمبراطورية بالتبخير والتضحية للآلهة
وأخيرا وفي محاولة يائسة لمحو المسيحية وبعث الوثنية أصدر مكسيميانوس دازا منشورا في خريف عام 308 يقضي بسرعة إعادة بناء مذابح الأوثان وأن يقدم الجميع الرجال والنساء والأطفال الذبائح مع الالتزام بتذوق التقدمات وأن يقف الحراس أمام الحمامات ليدنسوا بالذبائح كل من يدخل للاغتسال ، وقد استمر العمل بهذا لمدة سنتين حتى أنه لم يكن أمام المسيحيين في ذلك الوقت إلا أن يموتوا شهداء أو يموتوا جوعا أو يجحدوا الإيمان
وفي سنة 311م أمر مكسيميانوس دازا بإقامة الهياكل في كل مدينة وعين كهنة للأصنام ومنحهم الامتيازات
قسطنطين ومراسم التسامح الديني:
تعتبر اضطهادات دقلديانوس وأعوانه آخر مقاومة يائسة للوثنية الرومانية ضد المسيحية ، وعلي الجانب الآخر تجلت بطولات المسيحيين وثباتهم أمام وحشية الوثنية وشراستها حتى بدت الوثنية في حالة إعياء .
أعتزل دقلديانوس الحكم في عام 305م بعد أن انتهي إلي نهاية سيئة .
تربي قسطنطين في بلاط دقلديانوس وهرب إلي بريطانيا وهناك نودي به إمبراطورا علي غاليا وأسبانيا وبريطانيا في عام 306م خلفا لوالده .عبر جبال الألب وانتصر علي منافسه مكسنتيوس بن مكسيميانوس شريك دقلديانوس في حكم الغرب عند قنطرة ملفيا علي بعد ميل واحد من روما ، وباد هذا الطاغية هو وجيشه في مياه نهر التيبر في أكتوبر عام 312م .
وفي مارس 313م التقي قسطنطين مع ليكينيوس إمبراطور الشرق في ميلان ومن هناك أصدرا مرسوم للتسامح مع المسيحيين يعرف بأسم مرسوم ميلان بموجبه أعطيت الحرية الدينية للمسيحيين ولغيرهم أن يتبعوا الدين الذي يرغبونه
وإذ خرج ليكينوس علي قسطنطين وجدد اضطهاد المسيحيين لفترة قصيرة في الشرق هزمه قسطنطين عام 323م وأصبح إمبراطور الشرق والغرب وهكذا يعتبر قسطنطين آخر الأباطرة الوثنيين وأول المسيحيين ، وبعدها بدأت فترة جديدة في حياة الكنيسة والمسيحيين .
دوافع الاستشهاد في المسيحية:
لا يوجد في كل تاريخ البشرية شهداء مثل شهداء المسيحية ، في حماسهم وشجاعتهم وإيمانهم ووداعتهم وصبرهم واحتمالهم فرحهم بالاستشهاد ، فقد كانوا يقبلون الموت في فرح وهدوء ووداعة تذهل مضطهديهم .، ولقد قبل المؤمنون بالمسيح مبادئ روحية أساسية غيرت حياتهم الشخصية ومفاهيمهم ونظرتهم للحياة كلها وجعلتهم يقبلون الاستشهاد فما هي ؟
1. أن هذا العالم وقتي بالقياس إلي الحياة الأبدية " لأن ( الأشياء )التي تري وقتية وأما التي لا تري فأبدية ".
2. وأننا غرباء فيه .. "أطلب إليكم كغرباء ونزلاء .. ".
3. وأن العالم قد وضع في الشرير والحياة في حزن وألم وضيق " ستبكون وتنوحون والعالم يفرح "
4. وأن ضيقات وأحزان هذه الحياة تتحول إلي مجد عظيم في السماء " آلام هذا الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد أن يعلن فينا "
من أجل هذا زهدوا في العالم واشتهوا الانطلاق من الجسد لكي يكونوا مع المسيح ، وقد فعلوا هذا عن محبة كاملة للرب مفضلين الرب عما سواه ، وكانت حياتهم في الجسد حياة في العالم وليست للعالم .
ونستطيع أن نميز ثلاث فئات من شهداء المسيحية من حيث دافع الاستشهاد :
1. شهداء من أجل ثباتهم علي الإيمان: وغالبية الشهداء تنتمي إلي هذه الفئة.
2. شهداء من أجل المحافظة علي العفة والطهارة
3. شهداء تمسكوا بالعقيدة حتى الموت .
أنواع العذابات :
في أيام الاضطهاد كان الوثني يوجه عبارة إلي المسيحي هي " لا حق لك في أن توجد " وهي تعبير عن مشاعر البغض والعداوة التي في نفوس الوثنيين من نحو المسيحيين والتي أفضت إلي أنواع من العذاب والأهوال لا نقدر أن نحصي عددها أو نصف أنواعها ، وقد يكون مجرد ذكرها يسبب رعبا للإنسان .
نفسية الشهيد وقت التعذيب:
كان غرض الحكام والولاة من تعذيب المسيحيين هو تحطيم شجاعتهم وإضعاف روحهم المعنوية ، ولكن كان دائما يحدث العكس إذ كان التعذيب أداة لتحريكها وتقويتها وهذا أمر خارج حدود المنطق ويفوق الطبيعة ولكنه عمل النعمة داخل قلب الإنسان المؤمن التي تحول الحزن إلي فرح والضيق إلي تعزية ، أما السبب في ذلك هو :
المعونة الإلهية التي وعد بها الرب كل الذين يتألمون من اجله .
تعاطف الكنيسة كلها مع المتقدمين للشهادة وتدعيمهم معنويا وروحيا .
الإحساس بشرف التألم من أجل الإيمان .
التطلع إلي المجد العظيم الذي ينتظر كل من يتألم من أجل الله .
تشجيع الله لهم عن طريق الرؤى والظهورات.
بطولة الشهداء أثناء محاكماتهم:
تتعجب إذ تري في المحاكم الرومانية منظر المسيحيين الأبرياء الضعفاء المسالمين وهم يقفون أمام أباطرة وحكام وقضاة وثنيين بما لهم من الجبروت والغطرسة والظلم وحولهم خصوما من الدهماء يصيحون بعنف وكيف أن هؤلاء المسيحيون أقوياء معاندين أذلوا قضاتهم بعد أن فشلوا في إخضاعهم ، كل هذا وهم في صبر مذهل واحتمال عجيب وإيمان لا يلين ... صورة إنجيلية فيها الكلمات وقد تحولت إلي أعمال حية وشهادة ناطقة .
وكان أول سؤال في المحاكمة هو " هل أنت مسيحي ؟ " وكان مجرد اسم
" مسيحي " - في نظر الدولة الرومانية - في حد ذاته يحمل أبشع جريمة تلصق بصاحبها الشبهة بالعصيان و تدنيس المقدسات ، وأما المسيحيون كان لهم ردا واحدا لا يتغير " أنا مسيحي " فيصيح الدهماء " الموت للمسيحي ".
فئات الشهداء:
عندما بدأت الاضطهادات تقدم المؤمنون من كل الفئات للشهادة ، الأمراء والنبلاء والولاة والضباط والجنود في الجيش الروماني وأساقفة وقسوس وشمامسة ورهبان وراهبات وأطفال وصبيان وفتيات وأمهات وشباب وأراخنة وفلاحين وعبيد و إماء وفلاسفة وعلماء وسحرة وكهنة أوثان أفراد وجماعات .
حقيقة الاستشهاد في المسيحية:
ما هي حقيقة الاستشهاد في المسيحية ؟ هل كان نوعا من الجنون والجهل والحماقة ؟ أم كان نوعا من الهروب من الحياة أو الانتحار تحت ظروف قاسية ؟
بالطبع لم يكن هذا كله بل كان ثقل مجد لأولئك الشهداء وللمسيحية .
فماذا كان الاستشهاد في المسيحية ؟
كان شهوة : حتى أن البعض عندما أتيحت لهم فرصة الهروب من الموت رفضوا وثبتوا.
كان شجاعة : شجاعة الفضيلة ، لم يكن رعونة بل شجاعة لم يألفها العالم القديم بدكتاتورية حكامه وإجاباتهم نغمة جديدة علي سمع العالم وقتذاك .
كان كرازة : فقد انتشر الإيمان بالاستشهاد أكثر من التعليم ، ودماء الشهداء روت بذار الإيمان
كان دليلا علي صدق الايمان بالمسيح : فقد أنتصر الإيمان بالمسيح علي أعدائه بالقوة الأدبية الروحية وحدها وليس بقوة مادية .
كان برهانا علي الفضائل المسيحية : في أشخاص شهداء المسيحية تجلت الفضائل المسيحية ولم تنجح الشدائد أن تجعلهم يتخلون عنها ومنها : الثبات والاحتمال والوداعة ومحبة الأعداء والعفة والطهارة والزهد في العالم والحنين إلي السماويات .
مكانة الشهداء في الكنيسة:الكنيسة تتشفع بالشهداء وهذه عقيدة إيمانية إنجيلية تمارسها الكنيسة الجامعة من البداية ، وفي طقس الكنيسة تذكرهم الكنيسة في التسبحة والسنكسار والدفنار وفي تحليل الكهنة في صلاة نصف الليل وفي صلاة رفع بخور عشية وباكر وفي القداس ، وتحتفظ الكنيسة برفات الشهداء وتضع أيقوناتهم وتحتفل بتذكار استشهادهم سنويا

انظر بتمعن


انظر بتمعن في هذه الصورة ، ودقق النظر بعد ذلك اقرأ ما كتب
بعد النظر والتدقيق ستجد أن
ليس هناك مكان كاف للنوم ومع ذلك فقد استطاعوا أن يجدوا مكاناً لنوم القط والكلب !
الماء يتساقط من السقف ومع ذلك فقد ارتسمت على وجه الأب ابتسامة مسالمة وهو ممسك بالمظلّة .. فالمشكلة ليست معقّدة ...
قدم السرير مكسورة ومع ذلك قطعتان من الخشب أو الأحجار كفيلة بالقيام بالمهمة كأفضل ما يكون
*******

ليس السعيد في هذا العالم من ليس لديه مشاكل ولكن السعداء حقيقة هم أولئك الذين تعلّموا كيف يحلون مشاكلهم ويقتنعون بتلك الأشياء البسيطة التي لديهم.
احتفظ بابتسامتك دائماً مهما كانت الظروف

الكآبة أنواعها وعلاجها

الكآبة المؤقتة قد تكون طبيعية تماماً. أمَّا الكآبة الدائمة فغالباً ما تكون مرضاً يحتاج إلى علاج.
فالكآبة المؤقتة: مثالها إنسان يكتئب بسبب خطاياه نادماً عليها. وهذا شيء مقدس ونافع أو يكتئب بسبب حالة محزنة فى المجتمع، وهذا أيضا شيء طبيعى. والكآبة بسبب الخطيئة والسقوط قد تقود إلى توبة وإلى طلب المغفرة. وهذا النوع من الكآبة مقدس. فالشخص الذى لا يحزن بسبب خطاياه، هو إنسان مستهتر لا يشعر بما هو فيه من سقوط ومن مخالفة لوصايا اللَّه. كما أن الشخص الذى لا تحزنه مآس إجتماعية هو إنسان لا يُشارك المجتمع، ولا يتأثر بأحواله.
وهناك كآبة أخرى طبيعية ومن أمثلتها حزن إنسان على وفاة شخص عزيز عليه، أو حزن شخص على فشل مشروع قام به، أو على عدم نجاحه فى الامتحان، أو عدم وصوله إلى غرض كان يريده أو وظيفة كان يتقدَّم إليها. على أن هذا النوع الطبيعي من الكآبة ينبغى أن يكون له حد زمنى فلا يستمر.
وهناك من الكآبة الخاطئة، أي التي تحوي خطيئة داخلها: مثالها كآبة شخص فى قلبه شهوة خاطئة لم يستطع أن يحققها. أو كآبة أخرى سببها الغيرة والحسد. كأن يحزن شخص يشعر أن غيره قد حصل على شيء نافع كان يتمناه هو، أو يرى أنه أحق منه بذلك الخير.
ومن أمثلة هذا النوع حزن تلميذ لفشله فى القدرة على الغش أثناء الامتحان. أو كآبة شخص فى أنه لم يستطع الانتقام من غريم له. إن الفشل فى ارتكاب خطية، يكون الحزن عليه خطيئة أخرى.
وهناك كآبة سببها اليأس. واليأس فى حد ذاته خطأ نفسى. فالمفروض فى شخص إذا فاتته فرصة، أن يلتمس غيرها، لا أن ييأس.
وهناك كآبة إنسان ينحصر بالضيقات، ويبقى فيها حزيناً بلا رجاء. كشخص يُجمع المشاكل ويكوّمها أمامه، ويقف حزيناً بلا حل وبلا رجاء وبلا اتكال على اللَّه. لذلك إن أحاطت بك المشاكل، ضع رحمة اللَّه بينك وبينها، فتختفى ولا يظهر أمامك إلاَّ عمل اللَّه الشفوق من أجلك.
وهناك كآبة سببها الحساسية الزائدة: إذ قد يوجد إنسان حساس جداً نحو كرامته، أو حساس جداً نحو حقوقه. يتضايق بشدة لأى سبب، أو لأقل سبب، أو بلا سبب! يريد معاملة خاصة فى منتهى الرقة، في منتهى الدقة، في منتهى الحرص. فإن لم يجدها، وطبعاً نادراً ما يجدها، حينئذ يكتئب.
وقد تأتي الكآبة أيضاً للذين لا يعيشون في الواقع بل يرفضونه. ولا يكون لهم بديل عنه سوى خيال لا يتحقق. فهُم حزانى على وضعهم. ولا يحاولون تغييره بطريقة عملية توصلهم إلى ما يريدون. إنما يكتفون بالحزن والثورة على ما هم فيه. ويبقون حيث هم فى كآبة وفى سخط على كل شيء. وإن أتتهم لحظات سعادة، نتيجة لبعض أحلام اليقظة التي يسببها الخيال. يستيقظون من أحلامهم وخيالهم، ليجدوا واقعهم كما هو، فيزدادون سخطاً وكآبة. ونصيحتنا لهؤلاء أن يكونوا واقعين. فإمَّا أن يعيشوا قانعين بما هم فيه. وإمَّا أن يعملوا على تغييره بطريقة عملية ترضيهم.
وقد يأتي الإكتئاب بسبب ضيق الصدر وعدم الاحتمال. فالإنسان الواسع الصدر والقلب، يستطيع أن يبرر أشياء كثيرة، تذوب في قلبه الواسع فلا يضيق بها. كذلك سعة الفكر تعالج الكآبة، فالإنسان الذكي إذا أحاطت به مشكلة أو ضيقة، فإنه بدلاً من إرهاق أعصابه ونفسيته بالمشكلة ومتاعبها، يُشغل ذهنه لإيجاد حل للخروج منها. وإن لم يجد الحل، يصبر، ويعطي المشكلة مدى زمنياً تزول فيه. أمَّا كآبة الإنسان بسبب المشاكل، فقد يكون سببها قلة الحيلة.
وقد تحدث الكآبة بسبب حرب خارجية من عدو الخير دون ما سبب ظاهر. فهو يغرس في النفس أسباباً للضيق ولو يخترعها اختراعاً، أو يكبِّر ويُضخِّم في أسباب تافهة لا تدعو إلى الكآبة ... أو يوجد الشخص في جو من التردد وعدم الثبات يكون سبباً للكآبة.
ومن أسباب الكآبة والقلق، الشكّ إذا استمر في حالة تحطم فيها النفس. سواء كان شكَّاً في إخلاص صديق، أو في أمانة زوجة وعفَّتها، أو كان شكَّاً في حفظ اللَّه ومعونته، أو شكَّاً في الإيمان. أو قد يكون الشكّ في الطريق الذي يسلكه الإنسان هل هو نافع له أم ضار؟ أو قد يكون شكَّاً في تدابير تُدبَّر له من عدو وهو لا يدري. إن أفكار الشكَّ تخرج من العقل لكي تسبب عذاباً للنفس وتقود إلى الكآبة.
ننتقل من كل هذا إلى الكآبة المرضية. حيث تتحوَّل الكآبة إلى مرض، إذ تضغط فيها الأفكار على الشخص حتى تُحطِّم كل معنوياته، وتزيل منه كل بشاشة.
??فكر الكآبة يلصق بالمريض ولا يفارقه. يكون معه في جلوسه وفي مشيه وفي نومه وفي صحوه، بتخيلات سوداء كلها حزن وقلق وخوف، وصور كئيبة أمامه بلا حل ولا رجاء. إنها كآبة تُضيِّع حياته وروحياته ونفسيته وعقله، لإقتناع داخله أنه قد ضاع وإنتهى.
?? وقد تصور له كآبته المرضية أن أصدقاءه ما عادوا يحبونه كما كانوا في القديم، أو أن اللَّه نفسه قد تخلَّى عنه، أو أن توبته لم تعُد مقبولة. وكل ذلك يوقعه في اليأس والكآبة.
?? وقد يكون سبب الكآبة المرضية هو عقدة الذنب: كأن يموت له أب أو ابن، فيشعر أنه السبب في موته. أو أنه قصَّر في علاجه والإهتمام به حتى مات. ويظل هذا الأمر يتعبه ويجلب له حزناً لا ينقطع.
??ورُبّما يكون سبب الكآبة أنه وقع في مرض يظن أنه بلا شفاء. أو يتوقع له نتائج خطيرة يصورها له الوهم بأسلوب يُتعب نفسيته.

السبت، 5 سبتمبر 2009

شماله تحت رأسي

عندما يأتي إلهنا الحبيب القدوس، ويسندرأسنا المثقلة علي شماله. ويمد يمينه المُباركة ويُعانق نفوسنا بملء حبه وحنانه...لست أدري يا أحبائي ماذا ستكون مشاعرنا آنذاك؟ ! أخال أننا سننسي العالم كله بأنينه, وأوجاعه وأفراحه. وندخل في حالة سبى روحاني فائق للغاية.. يا ترى كم ستتهلل أرواحنا, وكم ستبتهج نفوسنا بعظيم صنيع الرب معنا.. ونحن في أحضان إلهنا الحبيب القدوس؟؟ لست أدرى يا أحبائي.. كل ما أدريه أننا سنتهلل وننشد مع عروس النشيد بنشدنا الجميل: شماله تحت رأسي, يمينه تعانقني هيا بنا الآن يا إخوتي الأحباء إلى جولة مقدسة عبر ذلك البحر الروحاني الذي لسفر نشيد الأناشيد.. ليحدثنا روح الرب القدوس عن : + شماله التي تسند بالحب رؤوسنا.. + ويمينه التي تعانق بالحب نفوسنا.. + شماله تحت رأسي... رأسي هذه التي قد تكون:
1- رأسا مثقلة بالهموم والمشاكل: فمن كثرة الهموم والمشاكل, تصبح الرأس مثقلة.. وكلما تفكر في همومها ومشاكلها, قد تجد الطريق مسدودا أمامها, فتزداد ثقلاً.. وفى قمة هذه الهموم والمشاكل, قد ترتمي هذه الرأس إلى الوراء في يأس شديد.. ولكن عندما تطلب أن يسندها إلهها القدوس.. يأتي الحبيب القدوس ويمسك بهذه الرأس المثقلة, ويسندها بحنانه الفائق على شماله, وهو يقول لها: "لماذا أنتِ حزينة, ولماذا تئنين هكذا" (مز5:43).. "ألقِ عليَّ (على شمالي) همَّك, وأنا أعولك" (مز22:55).. وكم تستريح هذه الرأس المثقلة حينما تستند على شمال الحبيب..
2. رأساً قلقة وخائفة من المستقبل القريب والبعيد: تفكر دائماً في الغد. وكثيراً ما تفترض السوء والفشل. وتحسب كل أمورها بحسابات المنطق فقط. وقد تفكّر بالساعات الطويلة في الخوف والقلق من المستقبل، دون أن يجول بخاطرها إلهها القدوس الضابط الكل.. وكم تتعب هذه الرأس من كثرة التفكير والخوف والقلق من المستقبل.. ولكن عندما تطلب أن يسندها إلهها القدوس.. يأتي الحبيب القدوس ويمسك برأسها هذه القلقة والخائفة، ويسندها بحنانه الفائق علي شماله، وهو يقول لها: انظري إلي الأجيال القديمة وتأمَّلي: من اتّكل فخزي، ومن دعاني فأُهِمل قط (سيراخ 11:2).. انظري إلي أبيكِ داود النبي الذي كان يترنم لي كل يوم ويقول: "نفسي في يديك كل حين" (مز 109:119).. وكم تطمئن هذه الرأس القلقة حينما تستند علي شمال الحبيب..
3. رأساً متذبذبة بين تيارات الخير والشر: تارة تسلك بصدق وأمانة، وتارة تسلك بغش ورياء.. تارة تسلك بمفاهيم الكتاب المقدس، وتارة تسلك بمفاهيم هذا العالم.. تارة تنظر إلي رئيس الإيمان ومُكمّله الرب يسوع (عب 2:12)، وتارة تنظر إلي رئيس هذا العالم.. وفي وسط هذا التذبذب، كم تتعب هذه الرأس وتدوخ.. ولكن عندما تطلب أن يسندها إلهها القدوس.. يأتي الحبيب القدوس ويمسك برأسها هذه المتذبذبة، ويسندها بحنانه الفائق علي شماله، وهو يقول لها: تعالي واستقري ههنا، فهذا هو موضع راحتك، واثبتي هكذا في محبَّتي (يو 9:15).. وكم تستقر هذه الرأس المتذبذبة حينما تستند علي شمال الحبيب..
4. رأساً متحيرة في اتخاذ القرار: هل أسافر أم لا؟.. هل أتزوج أم أترهب؟.. هل أتزوج بهذه الفتاة أم بتلك؟.. هل هذا المشروع من الله أم لا؟.. هل أتكلّم أم أصمت.. هل أتكلّم الآن أم بعد حين؟.. ماذا أفعل؟.. وتتحير هذه الرأس جداً.. ولكن عندما تطلب أن يسندها إلهها القدوس.. يأتي الحبيب القدوس ويمسك بهذه الرأس المُتحيّرة ويسندها بحنانه الفائق علي شماله، ويهمس في أذنيها بماذا تفعل. ثم يقول لها: كُلّما تحيّرتِ هكذا، تعالي واسندي رأسك المُتحيّرة علي شمالي، فسأريكِ ماذا ينبغي أن تفعلي.. وكم تستريح هذه الرأس المُتحيّرة حينما تستند علي شمال الحبيب..
5. رأساً ثائرة من حوادث يومها المتنوعة: فكثيراً ما نتعرض لمواقف وأحداث يومية تجعل أفكارنا تثور ونفوسنا تغتاظ قائلة: لماذا حدث هكذا؟.. وكيف يتفوه (فلان) بهذه الكلمات؟.. وكيف يتصرّف بهذه التصرفات؟.. ولابد أن آخذ موقفاً.. ولابد أن لا أصمت علي هذا التصرف.. و.. وكم تتعب هذه الرأس جداً. ولكن عندما تطلب أن يسندها إلهها القدوس.. يأتي الحبيب القدوس ويمسك بهذه الرأس الثائرة، ويسندها بحنانه الفائق علي شماله، وهو يقول لها: رويداً، رويداً.. فمكتوب "لي النقمة أنا أُجازي يقول الرب" (رو 19:12).. ومكتوب أيضاً: "أما حق الإنسان فمن الرب" (أم 26:29). وأنتِ تُصلّين كل يوم وتقولين: "واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضاً للمُذنبين إلينا" (مت 12:6).. فتهدأ هذه الرأس تماماً، وتستقر بهدوء علي شمال الحبيب.
6. رأساً مشغولة وتائهة بين دوامات هذا العالم: دائماً مشغولة ومرتبكة في أمور كثيرة جداً.. تائهة بين دوامات ولُجج بحر هذا العالم الزائل.. وقد لا تهدأ ولو للحظات لتفكر في إلهها.. وكم تتعب هذه الرأس من كثرة المشغوليات ودوامة هذه الحياة الفانية.. ولكن عندما تطلب أن يسندها إلهها القدوس.. يأتي الحبيب القدوس ويمسك برأسها هذه المشغولة والتائهة، ويسندها بحنانه الفائق علي شماله، وهو يقول لها: "ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟" (مت 26:16).. فباطل الأباطيل، "الكل باطل وقبض الريح ولا منفعة تحت الشمس" (جا 11:2).. وهنا تستيقظ هذه الرأس، وتستقر بفرح علي شمال الحبيب..
7. رأساً مستريحة مستقرة علي شمال الحبيب: + تأملوا يا أحبائي هذه الرأس المباركة المستندة بالحب كل أيامها علي شمال حبيبها القدوس.. + تأملوا مدي هدوئها الروحاني.. مدي راحتها الحقيقية الكاملة.. مدي انسجامها بالحب مع دقات قلب الحبيب.. المفعمة حُبّاً.. تترنم هذه النفس كل الأيام بملء الفرح، والابتهاج، وتنشد مع عروس النشيد قائلة: شماله تحت رأسي صدقوني يا أحبائي أن إلهنا القدوس يقف بالحب فاتحاً أحضانه لكل أحد.. ونفوس حكيمة كثيرة تستند علي شماله في راحة حقيقية كاملة. بينما نفوس جاهلة كثيرة جداً تقف بعيداً عنه تشكو من آلام رأسها، ولا تريد أن تذهب إليه لتلقي برأسها المريضة علي شماله الشافية الأمينة.. أمّا أولئك الحكماء الذين سندوا بالحب رؤوسهم علي شماله المباركة، فليس فقط نعموا بالراحة والاستقرار الحقيقي الكامل. بل تأهلوا لعناق يمينه القدوس.. تأهلوا لأحضانه الإلهية الحانية التي لا يُعبّر عنها. مترنمين مع عروس النشيد: شماله تحت رأسي ويمينه تعانقني ويمينه تعانقني... + ويمينه تعانقني، فأستقر تماماً في أحضانه الحانية. وأنسي هذا العالم بكل ما فيه، لأني في أحضان إلهي المُتعجّب منه بالمجد... + ويمينه تعانقني، فيحتويني بمحبته المملوءة جمالاً، ويسبيني بنظراته المملوءة حناناً... + ويمينه تعانقني، فيملأ كياني من حبه وحنانه... وأتفرَّس في جماله ومجده وبهائه.. وكم تسري في أعماقي مشاعر وأحاسيس جميلة، وعميقة، وعجيبة للغاية... إنها مذاقة يا إخوتي الأحباء.. مذاقة أحضان إلهنا العجيبة والحانية للغاية، تلك التي تذوقَّها آباؤنا القديسون واختبروها، فكانت أنشودة حياتهم هي نشيد العروس: ويمينه تعانقني وهذا هو طريقنا يا أحبائي إلي تلك الأحضان الإلهية الحانية. 1. أن نكون من أحباء الرب: يقول الوحي الإلهي: "حبيب الرب يَسكُنُ لديْهِ آمناً. يَسترُه طول النهار. وبين منكبيه (في أحضانه) يَسكن" (تث 12:33). فحبيب الرب تجده دائماً ساكناً في أحضانه.. هكذا كان القديس العظيم يوحنا الرسول -التلميذ الذي كان يسوع يحبه- كان دائماً مُتّكئاً في أحضانه، ولا يخجل من هذا أمام باقي التلاميذ... وما حدث علي العشاء يوم خميس العهد يصف كيف أن هذا القديس كان مكانه في أحضان الرب.. يقول الوحي الإلهي: "قال يسوع: الحق الحق أقول لكم: إن واحداً منكم سيسلمني!.. وكان مُتَّكِئاً في حضن يسوع واحد من تلاميذه، وكان يسوع يحبه. فأومأ إليه سمعان بطرس أن يسأل مَن عَسى أن يكون الذي قال عنه. فاتَّكأ ذاك علي صدر يسوع وقال له: يا سيد، مَن هو؟" (يو 21:13 -25).. فمكانه كان في أحضان الرب.
حتى حينما أومأ إليه بطرس أن يسأل الرب سؤالاً، رجع إلي أحضان إلهه ثم سأل السؤال. فكلما كُنّا من أحباء الرب يا إخوتي، كلما نعمنا بأحضانه الإلهية.. تماماً كالعلاقات بين البشر، فليس كل مَن تُسلّم عليه تأخذه في حضنك، إنما الحبيب جداً
فقط.

لا تكتسب فضيلة بتحطيم فضيلة أخرى

إن الشيطان يتضايق من فضائلك الثابتة التى صارت وكأنها من طبيعتك، لذلك يحاول أن يحطمها بكافة الحيل. ومن بين هذه الحيل أن يقدم لك فضيلة اخرى جديدة عليك ليست لك بها خبرة، لكى تحل محل الفضيلة الأولى الثابتة. ومن أمثلة ذلك:- 1إن كنت تحيا فى وداعة وهدوء ودماثة خلق وسلام قلبى. ويريد الشيطان أن يفقدك كل هذا. فماذا يفعل؟ أنه لا يستطيع أن يذم الرقة والوداعة، أو أن يقول لك "أترك طبعك هذا المحبوب من الكل"... ولكنه يصل الى غرضه عن طريق الإحلال، ويقدم لك فضيلة بديله، دون أن يشعرك أنها بديلة.. وكيف ذلك؟* يدعوك باسم الحماس فى نشر البر، أن تساهم فى إصلاح المجتمع، وأن توبخ وتنهر، وتكشف أخطاء الآخرين لكى يخجلوا منها ويتركوها! وتظل تفعل هذا بغير حكمة. وأنت لا تعرف قدر من تتناوله بالنقد، ولا الأسلوب المناسب، ولا ما هى ردود الفعل، ولا بأى سلطان تفعل ذلك. وهكذا تسلك فى طريق القسوة والتشهير بالآخرين، وفى اسلوب السب والقذف. وتسودّ صورة الغير فى نظرك، وتتحول الى قنبلة متفجرة تقذف شظاياها فى كل اتجاه...* وهكذا تفقد وداعتك ورقتك. وتكره الناس ويكرهونك. ثم ما تلبث أن تتعب من هذا الأسلوب الذى لا يتفق مع طباعك، وتحاول أن تعود الى حالتك الأولى، ولكنك لا تجد قلبك نفس القلب، ولا فكرك نفس الفكر. بل ترى أنك قد فقدت بساطتك ونقاوة فكرك، كما فقدت حسن علاقتك بالآخرين وفقدت أمثولتك الصالحة التى كان ينتفع بها غيرك.. وإذا بالشيطان قد أطمعك فى فضيلة لا تعرف كيفية السلوك فيها، وافقدك فضيلتك الأولى! فما احتفظت بالأولى، ولا ربحت الثانية. وصرت فى بلبلة...* ينبغى أن تدرك تماماً أن أعمال الخير لا يهدم بعضها بعضاً، وأن كل انسان له شخصيته التى قد تختلف عن غيره، وقد لا يناسبه ما يناسب غيره. وليس كل أحد له سلطان أن يوبخ وينتقد. كما أنه ليس للكل معرفة كيف يستخدم حسناً فضيلة جديدة عليه.- 2مثال آخر للفضيلة التى يحاول بها الشيطان أن يضيع فضيلة اخرى:انسان يعيش فى نقاوة القلب، بعيداً عن العثرات الجسدية. فهو محترس تماماً، لا يقرأ قراءات ولا ينظر الى أية مناظر تعثره. ولا يختلط بأية خلطة خاطئة، ولا يستمع الى أية أحاديث طائشة. بل يحتفظ بأفكاره نقية لا تُدخل الى قلبه شيئاً غير طاهر.. هذا الإنسان يريد الشيطان أن يحاربه، ولا يستطيع أن يقدم له شهوة مكشوفة، لأنه لابد أن يرفضها. فماذا يفعل؟.* يفتح أمامه الباب ليكون مرشداً روحياً يقود الشباب الى الطهارة. إذ كيف يعيش فى حياة الطهارة وحده، ويترك اولئك المساكين يسقطون كل يوم دون أن يقدم لهم مشورة صالحة تنقذهم مما هم فيه! ويقنعه بأن من يرد خاطئاً عن ضلال طريقه، إنما يخلص نفساً من الموت، ويستر كثرة من الخطايا. ويظل يثير الحماس فى نفسه لكى يقبل هذه الخدمة الروحية الحيوية، وأن يرشد الذين يأتون اليه...* ثم تأتى الخطوة التالية وهى أنه لكى يكون إرشاده عملياً، لابد أن يستمع الى مشاكلهم وأخطائهم. ويظل اولئك يصبّون فى أذنيه أخبارهم وقصص سقوطهم. وقد يقولون كل شئ بالتفاصيل. وربما يكون فى ما يحكونه ما يعثر.. ويستمع (المرشد) الطاهر إلى كل ما كان يبعد قبلاً عن سماعه، ويعرف ما كان يجب مطلقاً أن يعرفه. وكل واحد من اولئك يقدم صورة جديدة أو صوراً عديدة من الخطأ...* وعن طريق الإرشاد يجد صاحبنا عقله وقد امتلأ بصور دنسة. وأصبح يعرف أشياء صارت تشوّه طهارة تفكيره، وتدنسه بأخبار وقصص مجرد ذكرها قبيح. وإن لم تعثره وتغرس فيه إنفعالات خاطئة، فعلى الأقل تنجس فكره، وكأنه قد قطف أثماراً غريبة من شجرة معرفة الخير والشر..!* فإن حاول أن يبتعد، يقال له: وما ذنب هؤلاء الشبان؟!وقد يكونون قد تعلقوا به واستراحوا الى ارشاده. وربما يتعبون ضميره بأنهم – إن تخلى عنهم – قد يرجعون الى خطاياهم! ويلحّون عليه أن يظل يسندهم حتى يقفوا على أرجلهم.. ربما هو يكون قد رسبت فى ذهنه – ولو بالسمع – صور لم ينظرها من قبل، وربما يسقط بالفكر، ويكون الشيطان قد نجح فى اسقاطه وافقده نقاوته الأولى.- 3وقد تأتى حيلة الشيطان فى عرض الإرشاد بصورة اخرى، يقدّم فيها – لا أخباراً تدنس القلب – بل شكوكاً تتعب العقل...إذ يكون القلب فى بساطة الإيمان، وتكون قراءاته كلها روحية تعمّق صلته بالله. ثم يأتى من يطلبون معونته وارشاده فى شكوك عقيدية أو إيمانية تتعبهم. وتتوالى الشكوك من هنا وهناك لكى تجد لها حلاً، ويبدأ ايمان هذا (المرشد) أن يتحول شيئاً فشيئاً من القلب الى الفكر والبحث العلمى. وقليلون من يتقنون الأمرين معاً...ويجد أن الشكوك تتكاثر عليه، وليست له موهبة الرد عليها..* وينبغى أن نعرف أنه ليس كل أحد له القدرة على الإرشاد. فالذين لهم هذه الموهبة، لا يصيبهم ضرر سواء من المشاكل الروحية وسماع الخطايا الجسدية، أو من المشاكل العقائدية وسماع الشكوك.ولكن حيلة الشيطان الماكرة هى أنه يقدم الإرشاد للذين ليست لهم الموهبة، فيصيبهم منه ضرر. كما انه يقدم لهم ذلك باسلوب ضاغط، يشعرهم به أنه ضرورة ملحة وأنه واجب مقدس..وما أسهل على القلب المتضع أن يرد قائلاً "ولكننى لا أعرف. أنا الذى لم أستطع أن ارشد نفسى، كيف يمكننى ارشاد آخرين؟!.

مال الظلم


سؤال: ما معنى قول السيد المسيح "إصنعوا لكم أصدقاء من مال الظلم" (لو9:16) ؟ هل المال الذى نقتنيه من الظلم، أو من الخطية عموماً، يمكن أن يقبله الله، أو نصنع به خيراً، أو نكسب به أصدقاء ؟
الجواب: ليس المقصود بمال الظلم هنا، المال الحرام الذى يقتنيه الإنسان من الظلم أو من أية خطية أخرى. فهذا لا يقبله الله. إن الله لا يقبل مثل هذا المال، ولا تقبله الكنيسة أيضا. وقد قيل فى المزمور "زيت الخاطىء لا يدهن رأسى" (مز5:41). وورد فى سفر التثنيه "لا تُدخل أجرة زانية .. إلى بيت الرب الهك" (تث 18:23). فالله لا يقبل عمل الخير، الذى يأتى عن طريق الشر ... العطايا التى تقدم إلى الكنيسة، تأخذ بركة، وتذكر فى "أولوجية الثمار" أو فى "أوشية القرابين" أمام الله. لذلك فإن هناك عطايا مرفوضة،لا تقبلها الكنيسة، ولا تدخلها إلى بيت الله، إذا عرفت أنها أتت من مصدر خاطىء. وقد شرحت قوانين الرسل هذا الموضوع. إذن ما هو مال الظلم الذى نصنع منه أصدقاء؟ مال الظلم ليس المال الذى تقتنيه من الظلم. إنما هو المال الذى تقع فى خطية الظلم، إن استبقيته معك ...فما معنى هذا؟ ومتى يسمى المال "مال ظلم"؟ لنضرب مثلا: لقد أعطاك الله مالاً، وأعطاك معه وصية أن تدفع العشور. فالعشور ليست ملكك. إنها ملك للرب، ملك للكنيسة وللفقراء. فإذا لم تدفعها تكون قد ظلمت مستحقيها، وسلبتهم إياها باستبقائها معك. هذه العشور التى لم تدفعها لأصحابها، هى مال ظلم تحتفظ به. وكذلك المال الخاص بالبكور والنذور وكل التقدمات المحتجزة لديك. يقول الرب فى سفر ملاخى النبى "أيسلب الإنسان الله؟ فإنكم سلبتمونى. فقلتم بم سلبناك؟ فى العشور والتقدمة" (ملا 8:3). إن استبقيت العشور والنذور والبكور معك، تكون قد ظلمت الفقير واليتيم والأرملة أصحابها. وهم يصرخون إلى الرب من ظلمك لهم. وصرفك هذا المال فى ما يخصك، يحوى ظلماً لبيت الله، الذى كان يجب أن تدفع له هذا المال، الذى هو ملك لله وأولاده، وليس لك. ويمكن أن نقول هذا عن كل مال مكنوز عندك بلا منفعه، بينما يحتاج إليه الفقراء، ويقعون فى مشاكل بسبب احتياجهم. إذن إصنع لك أصدقاء من مال الظلم هذا. إعطه للمحتاجين إليه، وسد به أعوازهم، يصيروا بهذا أصدقاء لك، ويصلوامن أجلك. ويسمع الله دعاءهم، ويبارك مالك (ملا 10:3). فتعطى أكثر وأكثر.

ســـلام النفــس

عشـــرة مبـــادىء أساسيـة لســـلام النفــس
اولا:لا تتدخـل فى شئـون غيـرك إلا إذا طلب منك
أغلبنـا بيخلـق مشـاكل لنفسـة بتـدخـلة فى شئون غيرة ، نحن نفعل ذلك لأنة بطريقة ما نحن مقتنعيـن بأن طريقتنـا هى أفضل طـريقة ، تحليلنـا للأمور هو الأفضل أيضاً ، والذى لا يتفق مع تفكيـرنـا يجب أن ينتقـد ويوجهـة إلى الطريقة الصحيح وهو طريقنـا هـذا التفكيـر يلغـى وجود الشخصية وبناء علية وجـود الله الله خلق كل فـرد فينـا لة طـريقة متفـردة لا يوجد شخصان خلقـا يفكـرون ويتصرفون تماماً بنفس الطريقة كل الرجال والنساء كل يسيرون فى طريق خاص به والله يوجهم فى هذة الطرق فكـر فى أمورك الخاصة وستحتفظ بسلامك
ثانيا: أغفــــر وأنســـى
هذا من الوسائل القـوية للمسـاعـدة على سلام الذهن دائما بنختـزن الألم داخل قلـوبنـا تجـاة شخص أهـاننـا أو جـرحنـا وتـزيـد شكـوانـا وهـذا يـؤدى إلى فقـدان السـلام ، يتطور الى قـرحة فى المعـدة، الى ارتفـاع فى ضغط الـدم هـذة الإهـانة أو الـجرح يحـدث مـرة واحـدة واستمـرار الشعور بالظلم يظـل إلى الأبـد كلمــا أستمرينـا فى تـذكـرة تخـلص من هـذة العـادة السيئـة ، الحيـاة قصيـرة جـداً لتضيعهــا فى تفــاهــات ســـامـح وأنســى وتقــدم للأمــام أستمتـع بجمـال العطــاء والغفـــران
ثالثاً:لا تسعـى وراء المـدح و التقــديــر
هـذا العـالم ممتلـىء بالآشخـاص الانانييـن ، نادراً ما يمـدحـون أى شخص بـدون دافــع شخصى لديهـم، ربمـا يمـدحـوك اليــوم لأنـك فى وضــع قــوة ، ولكـن قـريبـاً عنـدما تكـون بـدون القـوة ، سينســوا كل إنجــازاتــك وسيبـدأوا فى البحــث عن أخطــائــك لمــاذا تقتــل فى الكفــاح من أجـــل الحصــول على مــدحهـــم؟؟ مـدحهـم لا يستحـق كل هـذة المشقــة قــم بعملــك بإخــلاص وبــأمـانة
رابعا:لا تكـــن غيــــور
لقـد أختبـرنـا جميعـا كيـف أن الغيـرة تستطيـع أن تفسـد سلام النفس أنت تعلـم أنك تعمـل أكثـر من زملائـك فى العمـل ولكن أحياناً هم يحصلون على ترقيـة أن لا تحصل عليها تبــدأ عمـل خـاص لسنـوات طـويلـة ولكن لا يحـالفـك النجـاح مثل زميلـك فى نفس المجـال وبـدأة من عـام واحـد فقـط ، هنـاك امثلـة كثيـرة فى الحيـاة يوميــاً نقـابلهـا ، هـل يجـب علينـا أن نغيـر ؟ لا . تـذكـر أن حيـاة كل واحـد تشكلـت بقـدرة أو قــدرها والتـى أصبحـت واقعة أو واقعهـا الآن إذا كـان مكتــوب لـك أن تكــون غنــى ، لن يوجد شىء فى العالم يستطيع أن يمنع ذلك وإذا كـان غيـر مقـدر لك ذلـك ، لا أحـد سيستطيـع أن يسـاعـدك أيضاً لــن تحصـل على شىء بلــومــك للأخــرين علــى فقــرك الغيــرة لــن تــصل بك إلــى شـىء ولكنهـا فقـط ستفقــدك سلام نفســك
خـامسا:غيــر نفسـك طبقــا للجـو المحيـط بك
إذا إردت أن تغيـر الجـو المحيط بـك بمفـردك ، هـــذة المحاولات ستفشــل بـدلاً من ذلـك غيــر نفســك لتتــلائــم مع البيـئة المحيطـة وبمجـرد ما تقـوم بـذلك البيئـة التـى كانت غيـر صـديقـة لك ، ستجـدها تتغيـر وتصبـح متجـانسـة ومتـلائمــة
سادساً:تقبـــل الــذى لا تستطيــع أن تغيــــرة
هـــذة أحســن الطــرق لتحـويــل الضرر إلى نفـــع يوميــاً نتقــابــل مـع أشيــاء كثيــرة غيــر منــاسبـــة ، من أمـراض مزمنـة ، غضــب ، أحـداث خـارجـة عن إرادتنـا وتحكمنـا إذا لـم نستطيــع أن نغيــرهـا أو نتحكــم فيهــا ، يجــب أن نتعـايش معهـا يجـب أن نتعــلم أن نتقبلهــا بســرور ثــق فى نفســك وستحصـد وقـت صبــرك، القــوة الداخليـة وقوة الإرادة
سابعاً:لا تــأكـل أكثــر من إمكــانيتـــك على المضـــغ
هـــذة يجــب دائمــاً أن نتـذكـرهـا كثيـراً مــا نحــرص على الحصــو على مسئــوليــات أكثــر من إمكــانيتنــا ثــم لا نستطيــع أن نتحملهـــا وهـذا بيحـدث لإرضـــاء ذاتـــك إعـــرف حــدودك ، لمــاذا تــأخــذ أعبــاء إضــافيـة من الممكــن أن تـزيـد من قلقــك أنت لــن تحصـل على سـلامك النفسـى بـزيـادة نشـاطـك الخـارجى قلــل من إرتباطك بالاشـياء وفــر بعــض الوقـت فى الصــلاة، مراجعـة أفكــأرك ، والتــأمــل هــذا سيقــلل من حجــم الأفكــار فى ذهنــك وتســاعــدك على الإستــرخــاء الــذهــن الغيـر لمـزدحم ينتــج سـلام نفس رائــع
ثامنــاً : تــــأمـــل بــإنتظـــام
التـــأمل بيهـــدىء النفــس ويطــرد كل تشــويــش للأفكــار هــذا هـو أعلــى مستــوى لســلام الـنفـس حــاول وأختبــر نفســك إذا خصصــت نصـف سـاعة من يــومـك فى التـأمل ، ستقضـى باقى الثـلاثة وعشـرون ساعة ونصـف فى هــدوء النفــس ولــن ينــزعــج ذهنــك بسهــول مثــل ســابقــاً وستحصــل فى فــوائـد من محــاولـة زيــادة فتــرة التــأمـل اليــوميــة ربمــا ستعتقــد أن هــذا سيتعــارض مع أعمــالك اليــوميــة علــى العكــس ، هــذا ســوف يــزيــد من كفــائتــك وامكــانيتــك فى الحصـول على نتـائج أفضـل فى وقــت أقـــل
تاسعــاً: لا تتـــرك ذهنـــك فــارغ أبــداً
الــذهـــن الفــارغ هــو معمــل للشيطــان كــل الأفكــار الشيطــانيـة تبــدأ من الـذهــن الفــارغ أحــرص دائمـــا على شغـــل ذهنـــك بإفكـــار إيجــابيـــة شــــىء جــديــر بالإهتمـــام ، قــم بمتــابعـة هــوايـة مــا أعمـــل شــىء يشغــل إهتمـــامــك يجــب أن تقـــرر مـــا هـــو الثميـــن لـــك المـــال أم راحـــة النفــــس؟؟؟؟؟ ربمـا لــن تحصـل على المـال من خـلال هــوايتــك مثــل العمــل الأجتمــاعــى أو النشــاط الدينــى ولكنــك ستشعــر بأنــك قــد حققـت أو أنجــزت شـــىء حتــى وأنت مــرتــاح جسـديــاً أشغــل نفســك فى قـــراءات مفيــدة أو فى تســابيــح روحيــة للرب الألهه
عاشــراً:لا تمـــاطــل و لا تنــدم
لا تضيــع الــوقــت فى أفكــار مـطولــة " هـل كـان يجــب أم لا " والأيــام تمــر ثم الأشهـر ثــم السنــوات وتضيـع فى أفكــار عـديمـة الفـائـدة لــن تستطيــع أبــداً أن تخــطط أكثــر لأنـك لــن تعــلم كــل أحــداث المستقبـل قيـــم وقتــك و قـــم بــأعمــالك التى تحتاج ان تقـوم بهـا لايهــم إذا كنــت قــد فشــلت هــذة المــرة ، تستطيــع أن تتعلــم من أخطــائــك وتنجــح فى المــرة القـادمــة الرجــوع إلــى الــوراء والقــلق لــن يقــودك إلـى شىء تعــلم من أخطــائــك ولــكــن لا تطيــل التفكيـر فـى مــاضيــك لا تنـــــدم مهمــا حــدث هــو كــان قــدرك أن يحــدث بهــذة الطــريقــة لا تبكــى على اللبـــن المسكـــوب

الجمعة، 4 سبتمبر 2009

الذبيحة

طلب الرب من إبراهيم أن يقدم أبنه ذبيحة على جبل المرايا (وهو الجبل الذى بنى عليه سليمان الملك الهيكل فيما بعد – 2 أخبار 3 : 1 ) ولم تكن فكرة تقديم ذبائح بشرية . فكرة غريبة عن إبراهيم ، فقد اكتشف علماء أن أعدادا من البشر كانوا يقدمون كذبائح عند وفاة شخصية هامة لترافق أرواحهم روحه إلى الدار أخرة حسب أعتقاد ذلك العصر .
كما أن فكرة تقديم البكر كذبيحة لآلهة كانت معروفة لدى شعوب الهلال الخصيب (العراق – سوريا – فلسطين ) ، وهو أمر نراه واضحاً فى تصرف "يفتاح" عندما نذر أن يقدم أول من يقابله متى عاد منتصراً (قض12 : 13) ، وفى سلوك يشع ملك موآب حين ذبح أبنه البكر للأصنام حين أحدقت به الهزيمة (2 مل3 : 4-27) وهو مبدأ تعرضت له الشريعة مؤكدة ضرورة افتدأ الأبن البكر الذى هو نصيب الرب (خر 13 : 13) . ولكننا نرى الرب يمتدح ايمان إبراهيم ويحتسب له طاعته وتقديمه لأبنه براً عظيماً ... لماذا ؟ مادام هذا الأمر لم يكن جديداً بالنسبة للتقاليد السائدة وقتها "إن عظمة إيمان إبراهيم أنه أطاع الرب فى تقديم أبن الموعد، الأبن الذى وعده الرب أن يأتيه منه النسل (21 : 12) وما أيسر أن كانت تراوده الشكوك فى أن الرب يناقض نفسه، حين يطلب منه أن يذبح الأبن الذى وعده الرب أن يعيش وأن يؤسس نسلاً ، إلا أن إبراهيم أستطاع أن يجتاز امتحان الإيمان بنجاح باهر ، فاستحق ان يتحدث عنه الرب بكل هذا الأعتزاز (بذاتى أقسمت يقول الرب ، أنى من أجل أنك فعلت هذا الأمر ولم تمسك أبنك وحيدك ، أباركك مباركة وأكثر نسلك .. من أجل أنك سمعت لقولى (22: 16– 18) .
كان العصر ، عصر كهنوت أبوى ، فقد كان الأب يذبح عن أبنائه (أى 1 : 5) ويباركهم ويورثهم مواعيد الله وأن تقاليد كثيرة كانت راسخة فى تراث الآباء العظام فقد عرفوا المذبح ، وأقاموا مذابح وقدموا محرقات فى كل مكان حلوا به (12 : 7 ، 26 : 25 ، 28 : 18، 35 : 7) كما ميزوا الحيوانات التى يجوز تقديم الذبائح منها (8 :20)، بل وأعطوا العشور فى أكثر من مناسبة .
لقد عرف الآباء الكبار دون شك ذبيحة المحرقة التى تقدم اعلاناً للطاعة وأستجابة لرضى الرب (8 : 21) وأيضاً عرفوا ذبائح السلام (Peace) والتى تسمى أيضاً ذبائح السلامة (Saving) فحين تصالح يعقوب مع خاله لابان قدم ذبيحة ثم جلسوا معاً للأكل من الذبيحة (31 : 54) ، وقبل نزول يعقوب إلى أرض مصر بدعوة من أبنه يوسف قدم ذبيحة سلامة (46 : 1 –4) كما نفهم من أستجابة الرب له بأن يترك دون خوف إلى مصر ، وأنه سيرعاه هناك كما رعاه فى كنعان .
لذا يلاحظ القارئ لسفر اللاويين أن الشريعة الطقسية تبدأ بتنظيم الذبائح التى كانت معروفة للشعب من قبل (المحرقة والسلامة وتقدمة القربان ) ثم ، فى فقرة جديدة ، تضيف ذبيحتى الأثم والخطية اللتان لم يسبق إعلانهما للآباء الكبار .
هكذا سار التدبير الإلهى ، يستعلن فقرة بعد فقرة ، وجيلا بعد جيل ، حتى جاء ملء الزمان ، وقدم الأبن الوحيد – يسوع المسيح – ذبيحته المقبولة ، فأشتمه أبوه الصالح وقت المساء على الجلجثة (دورة البخور ).

المحرومين من السما

+ الذين ليس لهم بر المسيح لايدخلون السما "فإني أقول لكن أنكم إن لم يزد بركم على الكتبة والفريسيين لن تدخلوا ملكوت السموات (يقصد بر المسيح)" (مت5: 20).
+ المتكبرون "الحق أقول من لا يقبل ملكوت الله مثل ولد فلن يدخله" (مر10: 15).
+ العائشون في الظلمة (الخطية) بلا توبة. "لا تضلوا.. لا زناة ولا عبدة أوثان ولا فاسقون ولا مأبونون ولا مضاجعوا ذكور ولا سارقون ولا طماعون ولا سكيرون ولا شتامون ولا خاطفون يرثون ملكوت السموات" (1كو15: 50).
+ الذين ليست أسماؤهم في سفر الحياة. "ولن يدخلها شيء دنس ولا ما يصنع رجساً وكذباً. إلاَ المكتوبين في سفر حياة الخروف" (رؤ21: 27).
+ المرتدون عن الإيمان "لأن خارجاً الكلاب (الكلب يعود لقيئه إشارة إلى المرتد) والقتلة وعبدة الأوثان وكل من يحب ويصنع كذباً" (رؤ22: 15).
+ الذين لهم صورة التقوى دون قوتها. "من بعد ما يكون رب البيت قد قام وأغلق الباب وابتدأ ثم تقفون خارجاً وتقرعون الباب قائلين يارب يارب أفتح لنا ... أكلنا قدامك وشربنا.... فيقول: أقول لكم لا أعرفكم من أين أنتم. تباعدوا عني يا جميع فاعلي الظلم ... وأنتم مطروحون خارجاً" (لو13: 28).
+ الجهلة غير المستعدين. "وفيما هن ذاهبات ليبتعن جاء العريس والمستعدات دخلن معه إلى العرس وأغلق الباب" (مت 25: 10). "فنرى أنهم لم يقدروا أن يدخلوا لعدم الإيمان" (عب3: 19).

الخميس، 3 سبتمبر 2009

الجسد

الجسد : هل هو مصدر كل خطية ؟! كثير من النسّاك يرون أن الجسد هو مصدر الخطايا جملةََ! ويرون أن كل الخطايا ترجع إلى ثلاثة: الجسد والعالم والشيطان! وأن الشيطان يستخدم الجسد بالذات! بل يبالغ البعض ويقولون إن الجسد هو خطية فى ذاته!! ونحن نقول لهم: لو كان الجسد خطية فى ذاته، ما كان الله قد خلق جسداً على الإطلاق، وما كان قد أبدع فى تكوين هذا الجسد... فلقد خلق الله أجساداً للبشر والحيوانات والأسماك والطيور... ولكن أبدعها جميعاً فى كثرة أجهزته وأدقها هو الجسد البشرى. فهل يُعقل أن يكون هذا الجسد مجرد وعاءِِ للخطيئة ؟! وهو أكمل جسد فى الخليقة... يقولون إن جسد المرأة هو سبب سقوط الرجل!! ونقول لهم أن سبب سقوط الرجل هو شهوته. كما أنه قادر على ممارسة شهوته بدون المرأة، على الأقل بفساد قلبه وبتصورات ذهنه التى تسبح فى مجال أوسع من نطاق الواقع! إن الخطيئة تبدأ فى العقل والقلب أولاً. وبعد ذلك تبحث لها عن سبب خارجى عملى لكى تتعلق به. وهنا تبدو المرأة باعتبارها الشماعة التى يعلّق الرجل عليها أخطاءه!! لا ننسى أيضاً أن الروح لها أخطاؤها، والعقل أيضاً له أخطاؤه. وقد تكون أخطاء الروح والعقل أكثر. فلماذا التركيز إذن على الجسد وأخطائه ؟! ربما لأن غالبية أخطاء الجسد واضحة ومكشوفة، بينما أخطاء العقل – على الرغم من كثرتها وبشاعتها – غير مكشوفة،! لذلك فهى تختفى وراء الجسد، وتصدّره للمسئولية!! بينما – فى الكثير من الحالات – العقل هو الذى يتسبب فى خطايا الجسد.. هو الذى يفكر فى الخطية وفى طريقها وفى توقيتها، ثم يدفع الجسد إلى ارتكابها... فعلى من تقع مسئولية الخطية اذن؟ على العقل أم على الجسد؟ على كليهما طبعاً. على العقل أولاً كمحرضِِ ومدبرّ. ثم على الجسد أخيراً كمنفذ... إن غالبية ما يقال ضد الجسد، هو نتيجة المبالغة فى إكرام الروح! ولكن لا يجوز فى إكرام الروح، أننا نهبط بمستوى الجسد حتى أننا نسلبه كل حقوقه! فالجسد له ما له، وعليه ما عليه، وكذلك الروح. كما أن الأخطاء المنسوبة إلى الجسد، هى منسوبة فقط إلى غرائزه إذا أسئ استخدامها... وما أسهل استخدام كل هذه الغرائز فى طريق الخير... كما لا يصح فى الحكم على الجسد، أننا نركز على السلبيات فقط، بينما نتجاهل الايجابيات وهى ذات تفاصيل عديدة... والمعروف أن غالبية النساك الحقيقيين، ما كانوا فى كل تداريبهم الروحية، يهدفون إلى تعذيب الجسد، بل إلى توجيهه روحياً.. والى تهذيب غرائزه وليس قتلها... vإننا بالجسد يمكننا أن نخدم الله، وأن نخدم الناس، ونفعل الخير بالجسد نركع ونسجد، ونعبد الله، ونرفع أيدينا فى الصلاة، ونحنى هاماتنا أمام الله. ونعبّر عن خشوع الروح بواسطة خشوع الجسد. وبالجسد نصوم، ونقدم أجسادنا ذبيحة لله. وبالجسد ندخل إلى أماكن العبادة، ونستمع فيها إلى كلمة الله ووصاياه على أفواه الواعظين... وكل مشاعر العبادة التى هى داخل القلب، نعبّر عنها بالجسد... وبالجسد أيضاً نفعل الخير، ونخدم الناس. به نمشي ونذهب إلى أماكن المرضى ونزورهم. وبه نمد أيدينا ونعطي للمحتاجين والفقراء. وبه نعقد كل الاجتماعات التي تبحث كل ما يؤول إلى خير المجتمع. وبه نجلس مع الفقراء ونبحث مشاكلهم. وبه نربت بأيدينا على الأطفال، ونقدم لهم عطفاً وحناناً. وكل عواطف القلب نؤيدها بواسطة الجسد. ومن إهتمام البشر بالجسد، كل ما يبذلونه من جهد في علاجه من مرضه والعمل على إراحته من تعبه، والعمل على العناية بصحته، وعلى تقديم ألوان من الأنشطة له في النوادي وغيرها. ومن اهتمام الله بالجسد، قيامة الجسد بعد موته، وحفظه سالماً إلى الأبد، وتهيئة مكان له في الأبدية السعيدة...ولو كان الجسد مصدراً لكل خطية، ما كان الله يقيمه في اليوم الأخير، ليحيا في الأبدية حياة لا خطية فيها... ومن إهتمامنا بالأجساد، إحتفاظنا برفات الأبرار والقديسين كذكرى باقية بعد موتهم، وللتبرك بها أيضاً. وكذلك ما نقيمه لهذه الأجساد من تماثيل تعمر بها الميادين، وكلها تخليد ذكرى أصحابها، ولاحتفاظ التاريخ بها، فلا تُنسى.. وأيضاً ما يحتفظ به غالبية الناس من صور لأحبائهم، سواء منهم الأحياء أو الذين انتقلوا من هذا العالم. وكلها صور للأجساد وليس للأرواح..لكي بصورة الجسد يتذكرون حياتهم وسيرتهم. وكذلك الاحتفاظ بصور الشخصيات الشهيرة... أيضاً التحنيط.. أليس هو دليلاً آخر على الاهتمام بالأجساد، ولو لحفظها لرجوع الروح والاتحاد بها، حسب عقيدة قدماء المصريين أما بدعة حرق الأجساد (التي لا نؤمن) فقد بدأت ببدعة أخرى هى (عودة التجسد) Reincarnation وبها يولد الإنسان مرة أخرى في جسد جديد، ويظل ينتقل في ولادات متتابعة، وفي تجسدات متعددة، إلى أن ينحل من الجسد بإتحاد روحه في الملأ الأعلى، بما يعرف عند الهنود بحالة النرفانا. والذين يعتقدون بهذا الأمر لا يهمه الجسد الحالي في شئ، مادام بعد موته ستحل روحه في جسد آخر. ولذلك كانوا يحرقون أجسادهم، ثم يحتفظون بجزء من رمادها في قارورة صغيرة، كتذكار.. وقد رأيت هذا بنفسي في إحدى مدن الشرق الأوسط. زعيم الهند المهاتما غاندي الذي كانوا يقدسونه للغاية، حرقوا جسده أيضاً وألقوا رماده في النهر ليباركه بقيت نقطة أخيرة يلزم أن أقولها في أهمية الجسد وهى أهمية الجسد في التناسل، وتتابع الأجيال فلولاه ما بقى أحد من البشر من أبناء آدم وحواء!!

كن كالماء

كن كالمــــــــــــــاء لا تبكي على شي حدث بالأمس بل ابتسم لانه حدث وانتهى
كن كـالمــــــــــاءواسع الصدر والأفق ألا ترى أنه لا يميّز حين يتساقط بين قصور الأغنياء وأكواخ الفقراء بين حدائق الأغنياء وحقول الفقراء
كن كـالمــــــــــاء ليناً يسكب في أوعية مختلفة الأشكال والأحجام والألوان فيغيّر شكله.. لكن .. دون أن يبدّل تركيبه
كن كـالمــــــــــاء نقيّاً ألا ترى أن البحر طاهر مطهر لا يكدّره شيء لو رميت حجرا..سيتكدر سطحه لكن سرعان ما سيعود إلى ما كان عليه
كن كـالمــــــــــاء حكيماً ألا ترى أنه إذا اشتد الحر تبخّر وانطلق نحو السماء وحين يبرد الجو ويلطف يتكاثف ويعود إلى الأرض في قطرات المطر
كن كـالمــــــــــاء صبوراً ألا ترى كيف تندفع الأمواج نحو الصخور تارة تلو الأخرى يوما تلو اليوم ...اسبوعا تلو اسبوع وقرناً بعد قرن حتى تترك آثارها في الصخر الأصم
كن كـالمــــــــــاء ودوداً ألا ترى كم هو لطيف ذلك الندى الذي يظهر كل صباح يداعب أوراق النبات الخضراء ويجري بين نسيم الصباح بخفه
كن كـالمــــــــــاء متواضعاً ألا ترى أنه ينزل من أعالي السماء فوق السحاب ويختبئ في أعماق الأرض

الجمعة، 28 أغسطس 2009

لا أهملك ولا أتركك

" ها أنا معك وأحفظك حيثما تذهب وأردك إلي هذه الأرض لأني لا أتركك حتي أفعل ما كلمتك " تك 28: 15
v يعقوب هارب من أخيه عيسو بعد ما استغل ضعف أخيه وأخذ بكوريته وخدع أبيه وسرق البركة التي كان أبوه يريد أن يعطيها لأخيه ، فقد تعامل معه الله بالنعمة الغنية وقدم له الوعود والبركة بالرغم من ضعفه وحالته المخزية لكنه طمأنه أنه معه ولن يتركه بل سيقيمه ويرده ويملّكه الأرض التي وعد بها لأبيه وجده لأن عدم أمانتك يا يعقوب لا تبطل أمانة الله.
v الرب لن يتركني في سيري في الطريق " الرب سائر أمامك .. هو يكون معك .. لا يهملك ولا يتركك ، لا تخف ولا ترتعب " تث31: 3 ، هللويا الرب يتقدمني في طريقي يسير أمامي وأنا خلفه ، فالهضاب هو يمهدها ويكسر كل مصراعي النحاس وكل مغاليق الحديد يقصفها ، فهو نور لي في الظلام ومظلة في النهار.
v مهما كان الأعداء يملكون قوة وجبروت ويزأرون من حولي فالرب يقول لي " لا يقف انسان في وجهك كل أيام حياتك ، لا أهملك ولا أتركك " يش1: 5 فعيني تنظر الي الرب وليس علي الإنسان فالرب هو أماني وسلامي وليس إمكانياتي المنظورة والظروف المحيطة بي والأشخاص الذين أعرفهم فالرب وعدني أنه معي ولن يتركني.
v لن أقول بعد الآن أنا صغير ومحدود الإمكانيات فالرب قال لجدعون " اذهب بقوتك هذه وأكون معك وستضرب المديانيين كرجل واحد " قض6: 16 ، واستخدم الرب أرميا وهو ولد وقال له : لا تقل اني ولد ولا تخف من وجوههم لأني أنا معك فيحاربونك ولا يقدرون عليك لأني أنا معك يقول الرب لأنقذك، فالرب حين يرسلك يزودك بإمكانياته هو وبقوته .
v تعال تخيّل معي كيف يكون الرب معي وأخاف ماذا يصنع بي الإنسان، فالرسول بولس يقول : إن الرب معنا فمن علينا ، فإن كنت صغير لكن بجانب الرب أصبح لي قيمة كبيرة وكلما زادت الأصفار زادت قيمتك لأن الواحد بجانبك وهو الرب هو الذي يعطيك القيمة والقوة.
v لا تقلك من المستقبل فالرب قد وعدنا أنه سيكون معنا كل الأيام وإلي انقضاء الدهر "مت28: 20" فالرب ليس إنسان ليكذب فما وعد به لن يتراجع عنه مهما حدث فلن يخطفك أحد من يده ، اطمئن فأنت في يد ملك الملوك ورب الأرباب.

كيف اكسب قلوب الناس

الانسان الحكيم هو الذى يعمل باستمرار على زيادة عدد محبيه, وتقليل عدد من يعاديه. يبذل جهده على قدر طاقته فى أن تحيط باستمرار قلوب تحبه. ولا يفسح مجالاً لتكوين عداوة مع أحد واضعاً أمامه قول سليمان الحكيم "رابح النفوس حكيم" وفى علاقاته مع الآخرين, يتذكر تلك النصيحة الغالية: " من لا توافقك صداقته, لا تتخذه لك عدوّاً " ذلك لأن العداوة نار ربما تحرق الطرفين, أو على الأقل طرفاً واحداً منهما فهى إذن خسارة ينبغى أن يتفاداها كل حريص... والذى يعمل على ربح النفوس فليس يعمل ذلك لمجرد صالحه وإنما لصالحهم أيضاً ولأجل تنفيذ وصية الله فى أن يسود السلام بين الجميع, وأن تتنقى القلوب من كل ضغينة وحقد ويتفرغ الناس للعمل الإيجابى البنّاء بدلاً من إضاعة الوقت وتبديد الطاقات فى السلبيات وفى الصراع وكذلك لفائدة المجتمع كله حتى يكون بناءً راسخاً يشد بعضه بعضاً ويتعاون فيه الكل على عمل الخير وإعطاء صورة جميلة للقيم و للأخلاقيات المعاشة إن ربح النفوس هو مبدأ رعوى واجتماعى. وهو مبدأ روحى وإدارى فى نفس الوقت... فهو لازم جداً لحفظ كيان الجماعة سواء على مستوى الأسرة أو الدراسة أو الإدارة والنظام أو العلاقة مع الله ومع سلام الإنسان داخل نفسه.... ففى الأسرة, على الزوجين أن يربح كل منهما الآخر, فيعيشان فى سلام, لا يختلفان ولا ينفصلان, بل يراعى كل منهما نفسية الآخر, ويعمل على حفظ المودة مهما اختلفت وجهات النظر إلى الأمور أحياناً. ويجتهد الاثنان فى كسب محبة أبنائهما باستمرار, لا عن طريق التدليل الخاطئ, ولا بأسلوب الحزم القاسى, وإنما بالرعاية والعناية. وهكذا تكون الأسرة مترابطة. ولذلك فالأم التى تشكو من متاعب أبنائها, ومن عصيانهم لها أو تمردهم عليها, إنما تعترف ضمناً أنها لم تكسب محبتهم منذ طفولتهم, ولم تكوّن صداقة معهم تحفظهم تحت إرشادها... كذلك ربح النفوس لازم فى محيط المدارس والمعاهد العلمية. والمدرس الناجح يتميز بمحبة تلاميذه له, والتفافهم حوله ناظرين إليه كأب ومرشد وصديق, يحترمونه ويثقون برأيه ونصائحه كما يثقون بعلمه وثقافته. وهذا المدرس الناجح- فى ربحه لقلوب تلاميذه – لا يقتصر عمله على التدريس, وإنما يشمل أيضاً التربية والتهذيب, وإعداد جيل نافع لخدمة الوطن ومنتج فى محيط المجتمع. ربح النفوس يلزم أيضاً فى مجال العمل والإدارة فكل من يريد عملاً, عليه أن يجمع العاملين معه, فى رابطة قوية من الإخلاص له والأمانة فى العمل. وذلك بما يظهره لهم فى كل مناسبة من الاهتمام بهم, وحسن معاملتهم, ورعايتهم مادياً وصحياً. فلا يكون مجرد رئيس يأمر وينهى, ويحاسب ويعاقب, وفى حزم يحرص على سلامة العمل إنما يكون أيضاً قلباً شفوقاً على العمال, تربطهم به محبة وولاء إلى جوار الطاعة والأحترام إن ربح نفوس العاملين والموظفين، هو الضمان الأساسى لسير العمل ونجاحه، وهو ضمان لاستمرار العمل وحفظه من التظاهر والاعتصام والاحتجاج والمطالبة بحقوق يرون أنها غير متوفرة !! ورابح النفوس، يتصف بأنه يهتم بالكل ويكسب الكل يفهم نفسية الآخرين ويعاملهم بما يناسبهم يهتم بالتعابى ويعمل على إراحتهم. ويربح الضعفاء وصغار النفوس ويشجعهم ويتأنى عليهم ولا يطالبهم بما هو أكثر من قدراتهم. يحاول أن يكسب المقاومين، فلا يكون سريع الغضب أو ميالاً الى المجازة والانتقام. بل يتصف بالتسامح والصبر والإحتمال . أيضاً يحاول أن يحتفظ بكسب الأصدقاء. ولا يخسرهم بكثرة العتاب وشدته. إنما يذكر باستمرار مودتهم، ويغمض العين عن ضعفاتهم أحياناً, ولا يركزّ عليها. وبالنسبة إلى عموم الناس, يربحهم بالقدوة الحسنة و بالمعاملة الطيبة وبالجواب اللين الذى يصرف الغضب. ورابح النفوس يحترم الكل, ولا يستهزئ بأحد أو يتهكم عليه. ولا يكون نقّاداً ينظر باستمرار إلى النقط السوداء متجاهلاً فضائل الأخرين. ورابح النفوس لا يراهم الناس فى طريق الحياة, إنما يحب الكل, ويرجو الخير للكل, ويفرح بنجاح غيره, دون أن يعتبر أحداً منافساً له أو معطلاً. ويكون مجاملاً فى شتى المناسبات. يشارك الناس فى مشاعرهم ويكون خدوماً, يساعد من يحتاج إلى مساعدة, ويأخذ بيد الساقط حتى يقوم, ويتعاون فى كل عمل خيرّ... ورابح النفوس ينبغى أن يكون دمث الخلق, عفّ اللسان, وبشوشاً, ورقيقاً فى معاملته. ويكون سمح الملامح. بهذا يكسب الناس. يكسب محبتهم وثقتهم, ويعيش مع الكل فى سلام بقدر إمكانه.

لا تيأس

لاتيأس مهما كانت حالتك الروحية ضعيفة ,فلا تيأس ,لان اليأس حرب من حروب الشيطان, يريد بها ان يضعف معنوياتك . ويبطل جهادك , فتقع فى يديه .واذا كنت تيأس من نفسك .فلا تيأس ابدا من نعمة الله . ان كان عملك لا يوصلك الى التوبة. فان عمل الله من اجلك. يمكن ان يوصلك.وقد تيأس بسبب انك لا تستطيع ان تقف امام الله. الا اذا اصلحت حالك اولا.الافضل ان تقول له :لست استطيع ان اصلح نفسى وانما انت يارب تصلحنى.+ لا تيأس ان كنت تشعر انك لا تحب الله ولا تقل :ما الفائدة من كل اعمالى ان كنت لا احبه!قل : ان كنت لا احب الله. فانه يحبنى .وبمحبته يمكنه ان يجعلنى ان احبه + ان كنت تستخدم الوسائط الروحية. ولا تشعر بصلة حقيقيه مع الله. فلا تيأس اثبت فى القراءة الروحية حتى ان كانت بلا فهم .واثبت فى الصلاة وان كانت بلا حرارة. وفى الاعتراف وان كان بلا انسحاق. ربما من اجل ثباتك تفتقدك النعمة. وتعطيك الفهم والحرارة والانسحاق.+ مجرد ثباتك فى الوسائط الروحية. يجعل الله فى فكرك ولو بلا توبة . اما ان يئست وابطلت هذه الوصايا فقد تنحدر الى اسفل وتنسى الله كلية.حتى لو كنت فى حالة ضعيفة . لا تياس خير لك ان تبقى حيث انت من ان يدفعك الياس الى اسوا+ بالصلاة تشعر انك لست وحدك انما انت محاط بمعونة الهية وقوات سمائية وقديسون يشفعون فيك .لذلك تهدا نفسك وتطمئن.+ لا بد ان تعلم انك فى يد الله وحده ولست فى ايدى الناس ولا فى ايدى التجارب والاحداث ولا فى ايدى الشياطين.+ الله ضابط للكل لا ينعس ولا ينام لا تظنه بعيدا فى مشاكلك انه يرقب كل شىء ويعمل لاجلك

حياة التوبة

ما دامت الخطية هي انفصال عن الله ، فالتوبة إذن هي رجوع إلي الله ومادامت الخطية خصومه مع الله ، تكون التوبة هي الصلح مع الله التوبة هي قلب جديد طاهر ، يمنحه الرب للخطاه ، يحبونه بهو التوبة هي القناة التي توصل إستحقاقات الدم من الصليب إنها يد الله الممدوه ، يطلب أن يصالحك التوبة هي بداية رحلة طويله إلي حياة النقاوة فالذي لم يبدأ التوبة حتي الآن ، أي لم يبدأ أول الطريق ، كيف تراه سيصل إذن إلي نهايته .دم المسيح ”يطهرنا من كل خطية“ ولكنه لا يطهرنا إلا من كل خطية نتوب عنها .لولا الكنيسة ، لكن كل شعور روحي ينبت في الإنسان تختنقه اشواك العالم فيذبل ويجف . لو عرفت أنك إبن الله ، فلن تخطئ كذلك ، لأن الإبن يجب أن يشبه أباه ... ما أسهل أن نفتخر افتخاراً باطلاً ونقول إننا أولاد الله ، وأعمالنا لا تدل علي ذلك ...هل نحن نحيا كأولاد لله ، حتي ندعي أولادة ؟ إن كان من تواضعك يارب من محبتك ، قد دعوتني إبناً لك ... إلا أنني بأعمالي برهنت علي أنني لا أستحق أن أدعي لك إبناً ... إجعلني كأحد اجرائك ... إن أبوتك لي – وإن كانت تشرفني جداً – إلا أنها تسحقني سحقاً ، وتشعرني بالفارق الكبير بين ما انا كائن فيه وما ينبغي أن أكونه إن سمكة صغيرة يمكن أن تقاوم التيار وتسير عكسه ، لأن فيها حياة ، بينما كتلة ضخمة من الخشب ، يمكن أن يجرفها التيار ، لأنه لا إرادة لها . فكن قوى الشخصية ليمكنك أن تتوب .

ربـنـــا مـــــــوجــود

أنت يارب موجود ، يحس الضعفاء وجودك فيتعزون ، وإن تذكر الأقوياء وجودك يرتعشون .لذلك فعبارة { ربنا موجود } تبهج وترعب ، تعزي وتكدر . ولكن علي الرغم من وجودك ، بوجد كثيرين لا يحسونه ، وهكذا صاح سليمان الحكيم قائلاً : { ثم رجعت ورايت كل المظالم التي تجري تحت الشمس . فهوذا دموع المظلومين ولا معزى لهم }{جا1:4}. فلماذا يارب تنظر وتصمت ؟ أرنا يارب رحمتك . اثبت وجودك .؟ لماذا يعيروننا قائلين : أين الرب ألهم ؟} لماذا تنتظر حتي الهزيع الخير من الليل ، والتلاميذ مضطربون في السفينة ، والأمواج شديدة ؟نعم ، لماذا تنتظر ، بينما يقول الكتاب أنك تأتي ولا تبطئ ؟ ! أسرع يارب أرسرع . لقد شكا داود من هذا الإبطاء ، قفال : { اللهم التفت إلي معونتي ، يارب أسرع وأعني . أنت معيني ومخلصي يارب فلا تبطئ }{مز69} نحن نعلم أن رحمتك ستأتي ، وأنه ليس لنا ان نعرف الأزمنة والأوقات التي جعلتها في سلطانك وحدك . لذلك سننتظر كل الوقت ، كما قال المرتل { أنتظرت نفسي الرب من محرس الصبح حتي الليل }.... ها نحن يارب ننتظر ، مؤمنين انك موجود ، وأنك لابد ستعمل . وستعمل بقوة ، وبحكمة ، وفي الوقت المناسب الذي تحدده رأفاتك غير المحدودة .. ما اجمل قول ربنا يسوع : { أبي يعمل حتي الآن ، وأنا أيضاً أعمل }... فأعمل يارب إذن أعمل من أجل محبتك للعدل وللصلاح . وأعمل من اجل أن يطمئن الناس ، فيسلموا حياتهم في يدك ، ويتأملوا عملك وهم صامتون ، او يتأملوا عملك وهم ينشدون تلك الأغنية الجميلة { الرب يقاتل عنكم وأنتم تصمتون }. بل هم يتأملون عملك ، فيتغنون وهم مطمئنون { ربنا موجود ، نعم حقا : { ربنا موجود }...

صدقنى بحبك

مكسوف اتكلم واعبر عن كل ما بداخلى لان كل ما باعماقى يحبك لكن هناك اشياء كثيرة تؤلمنى انى كل تصرفاتى تدل على انى لا احبك على الاطلاق ولا حتى اريدك فى حياتى كل من يحب احدا يشتهى ان يرى حبيبه كل يوم وانا من خيبتى يقول لسان صدقنى بحبك لكن لا اريد انى اراك اهرب من لقائك اعطى لفسى اعزار اراك تنتظرنى كل يوم وانا ادير وجهى عنك يا لا قساوتى كل من يحب يشتهى ان يحدث حبيبه بالساعات دون انقطاع وانا من خيبتى لا احدثك على الاطلاق حتى لا القى عليك تحيه الصباح ولا المساء وانت كل يوم تصبح على حقارتى كل يوم وانا اغلق اذانى عن سماع صوتك يا لا قساوتى كل من يحب يرضى حبيبه فى كل تصرفاته وانا من خيبتى افعل وكل ما هو يبكيك ويحزنك ويؤلمك اطعنك بقساوتى وجهلى وضعفى ادمى قلبك حزنا على على حبك انت لى يا لا قساوتى كل من يحب ياتى الى حبيبه نادم على اخطائه لكن من ضعفى ارجع الى اخطائى مرة بعد مرة لدرجه اننى لم اعد اصدق نفسى بل كرهتها لانى اكتشفت انى احبك فقط بلسانى لكن صدقنى يارب بحبك ساعدنى انى افعل كل ما يبين لك حبى سامحنى على بعدى عنك اعرف ان هذا المرة هى المرة المليون التى اوعدك فيها انى ارجع احبك بصدق لكن نفسى ارضيك لانى صدقنى بحبك

الخميس، 27 أغسطس 2009

من كان يظن

من كان يظن !! ان بطرس الصياد الجاهل الذى انكر المسيح يستطيع ان يحول فى عظه واحده 3000 يهودىالى الايمان المسيحى
من كان يظن !! ان شاول الطرسوسى اكبر مضطهد للمسيحيه يصبح بولس الرسول اكبر رسول مبشر لها ويكون اكبر المبشرين
من كان يظن!! ان مريم ذات السبع شياطين تتحول الى كارزه وتبشر الرسل بالقيامه
من كان يظن !! ان السامرية التى كانت كانت تخشي الناس من كثرة زانها تتحول الى مبشرة لهم وبكلمة واحدة اعطينى لاشرب
من كان يظن !! ان المراة الزانية تتحول الى التوبة وتغسل قدمى المسيح بدموعها وتمسحهما بشعر راسها ويمتدحها المسيح امام الجميع
من كان يظن!! ان التلاميذ الذين انكروا وشكوا وخافوا وجبنوا يتحولون الى اقوياء ويجلدون ويصلبون ويستشهدون فى سبيل انشار المسيحيه
من كان يظن!! ان قائد المائه رئيس الجند الذين صلبوا المسيح يومن بالمسيحيه ويستشهد
من كان يظن!! ان اللص اليمين الذى قتل ونهب وسرق يدخل الفردوس وهو على الصليب
من كان يظن!! ان امراه بيلاطس الولى تومن و تطلب وتتوسل زوجها لاجل المسيح
من كان يظن!! ان اوغسطينوس الفاجر يتحول الى قديس يقص تاملاته
من كان يظن !! ان موسي العبد الاسود الشرير يتحول الى قديس عظيم واب لكثيرين من الرهبان
كم انت كريم معنا يا الهى!! كم انت تحتملنا حتى نجى اليك نادمين!! كم انت تسامحنا وتغفر لنا كلما اخطانا فى حقنا وعدنا اليك يا ليتنا نتعلم كيف نغفر لبعض كما انك تغفر لنا

ربي هل تعلم

لم أكن أدرك مقدار حبك لى ..إلا عندما لم يحبني غيرك لم أكن اعرف كم أنت حنون..إلا عندما ذقت كل قسوة من أحب الناس لم أكن أرى كم أنت إله غافر الإثم ..إلا عندما لم يغفر لي الآخرين لم أكن أتذكر كم أنت تتذكرني ..إلا عندما نسيت من الجميع لم أكن أتمتع بصحبتك ..إلا عندما تركت من اعز الأصدقاء وحيدا توقفت عند ذاك المشهد !! مشهد المرأة التي أمسكت في ذات الفعل متحيرة فئ قلبي من هذا ومن هذه ؟؟ أنه ملك الملوك ورب الأرباب ...القدوس وليس فية خطيئة واحدة يغفر ..ولا أنا أدينك ومن هذه التراب الخاطئ الذي يقف يسوع له كل المجد أمام الجميع ويبراها ويعطيها حياة جديدة ...حياة أبدية عجيب أنت يارب ...عجيب أنت في محبتك ..عجيب في حنانك ..عجيب في عطفك من أنت ؟؟ ومن أنا ؟؟؟ صديقي حتى لا تغفر الكلمة للآخرين الذين أساءوا إليك ولعلنا بعض الأوقات ننسى قصة المديونان كيف وسيدك سامحك بالأكثر لا تقدر أنت تسامح وان تنازلت وسامحت تتعامل مع من أخطا في حقك على أنه نفاية تذكر أن سيدك سامحك بالأكثر واحبك فلا تكون الجلاد لأخيك وأختك تذكر قد يكون ذاك الشخص عمل حسنا يوما لك لتنقذ نفسك من بركان الحقد والكراهية والكبرياء ..انه بركان يبتلعك لتعيش بداخلة فيكون لك اسم انك حي وأنت ميت في حقيقة قلبك الله عندما طلب مننا أن نحب ...لم يطلب أن نحب الأحباء لأنه أي فضل لنا ولكنة طلب أن نحب الأعداء فابحث عن فضائلك لتكنز لك أعمال صالحة ..ابحث عن من لا تقبلهم وأحبهم واصنع معهم رحمة أريد رحمة لا ذبيحة ...هذا ما قاله يسوع بنهاية قصة السامري الصالح الذي أحسن إلى اليهودي وهو عدوة رحمة .... هل تستطيع ؟؟؟ هل تستطيع ؟؟؟ أن تكون رحيم فطوبى للرحماء لأنهم يرحمون قف الآن وقفة مع نفسك لا رجوع فيها وقل لنفسك سأحب من كل قلبي ...سأرحم بكل طاقة يداي ...سأجول اصنع خيرا على مثال سيدي..ساحب حتى البذل إلى الصليب لان الله خلقنا على صورته كشبهة فهل تستطيع أن تتغير إلى تلك الصورة عينها ؟؟؟؟

الأربعاء، 26 أغسطس 2009

ابانا الذي في السموات

قل أبانا : حتى ولو كنت لا تحيا كابن , علك تتذكر أن الله أبوك
قل الذي في السماوات : حتى ولو كنت لا تفكر إلا في الأرضيات , عل ذهنك يرتفع إلى السماوات
قل ليتقدس اسمك : حتى ولو كنت تمجد اسمك أنت , علك تنتبه إلى أن اسمك من دون الله لا مكان له
قل ليأتي ملكوتك : حتى ولو كنت لا تفكر إلا في التملك , علك تشتهي ملكوت الله
قل لتكن مشيئتك : حتى ولو كنت لا تعمل إلا مشيئتك , علك تعي أن مشيئة الله هي قداستك
قل أعطنا خبزنا كفاف يومنا : حتى ولو كنت لا تعطي خبزك , عل جسدك يتحرر من الترابيات
قل اغفر لنا خطايانا : حتى ولو كنت لا تغفر لمن يسيء إليك , علك تدرك أن المغفرة هي باب إلى السماوات
قل لا تدخلنا في التجارب : حتى ولو كنت تعرض نفسك للتجربة , علك تسير في طريق البر والحق
قل نجنا من الشرير : حتى ولو كنت لا تنوي إلا فعل الشر , علك تعرف أن الله و مخلصك الوحيد
قل آمين : حتى ولو كنت غير أمين , عل ضميرك يستيقظ لتكون دائما العبد الأمين
وأخيرا اعمل بهذه الكلمات أيضا وأرسلها لكل صديق يحب كلام الله ويعمل به

الكرامة

"قبل الكرامة التواضع" (أم15: 33)
+ تدل هذه الآية على أن الإتضاع هو الذي يقود للكرامة، بينما الكبرياء تحط من قدر المرء لدى الناس. والله لايرضى أيضاً عنهم.
"يجعل العظماء لاشيئاً" (إش40: 23)، "يبيد الله العظماء (المتعظمين = المستكبرين)" (دا9: 34)، "أبطل تعظم المستكبرين" (إش13: 11).
+ الكرامة هي في ستر عيوب الناس، وليس في التشهير بهم.
+ في محبة الخطاة وارشادهم ليلصلح الله حالهم، ويستردوا كرامتهم وليس بجرحهم أو فضحهم.
+ والكرامة في خدمة الناس والسعي على خلاص نفوسهم (مت5: 19).
+ وتكون الكرامة الصالحة بالتوقير والإحترام الجزيل والمهابة الواجبة لله ولرجال الله وللوالدين "أكرم أباك وأمك".
واكرام الشيوخ من الجنسين (1تي5: 3) والرؤساء (رو13: 7).
واكرام القديسين وذخائرهم المقدسة (إش58: 3).
واكرام واحترام الشريك (عب13: 4) "المرأة فلتهب رجلها".
+قال القديس يوحنا القصير "ليكن كل واحد كبيراً في عينيك، ولاتهن (تحتقر) الذين أقل منك سناً أو معرفة".
+ وقال القديس مار اسحق السرياني "الذي يكرم كل انسان (يحترمه) من أجل الله، يجد معونة من كل انسان"
+ الكرامة ليست بالمناصب الرفيعة، ولكن بالنمو في النعمة والحكمة والقدوة الصالحة، فيكون المؤمن أهلاً لكرامة مضاعفة من الله والناس.
+ ولحفظ الكرامة وكرامة الغير علينا أن نتدرب على: السلوك بالتقوى الحقيقية والصلاح وخدمة الله والناس، ليس لأجل مدح أو غرض مادي، بل من أجل الله وحباً في الخير، وراحة للغير.

أكرم أباك وأمك

"أكرم أباك وأمك لكى تطول أيامك على الأرض " (خر 20 :12 )
+ هذا أمر إلهي موجه إلى كل إبن وإبنة، لإكرام الوالدين بكافة الطرق سواء بالطاعة والكلمة الحلوة، أو بالرعاية الصحية، أو بالإفتقاد الدائم، أو بكافة وسائل الإتصال في حالة الغربة عن الوالدين والأهل .
+ويدخل تحت إسم الوالدين الحماه والحما لكلا من الزوج والزوجة ، ومداومة زيارتهما لاسيما في المناسبات الدينية الدورية أوالمناسبات الإجتماعية، وطلب دعائهما دائما.
+ومن المؤكد أن دعوات (صلوات) الوالدين التي يرفعونها إلى الله، بدون غرض (منفعة شخصية) تقبلها السماء بناء على وعد الله بأن يطيل الله عمر الإبن البار أو الإبنة البارة بالوالدين والأهل للزوج والزوجة.
+ والمقصود هنا بالوعد الإلهي "بطول الحياة" هو كثرة البركة في كل الحياة وليس المدى الزمني البعيد (العمر الزمني الطويل)، لأنه كلما طال عمر المرء، زادت معاناته مع أمراض الشيخوخة بالطبع.
+ والوعد الإلهي كما جاء بالكتاب: "أكرم أباك وأمك لكي تطول أيامك على الأرض" (خر20: 12).
"أكرم أباك وأمك كما أوصاك الرب إلهك (ضمن الوصايا العشر) لكي تطول أيامك، ولكي يكون لك خير على الأرض" (تث5: 6).
+ وقال الرب يسوع لليهود :" إن الله أوحى قائلا :أكرم أباك وأمك، ومن يشتم أباً أوأماً فليمت موتاً " ( مت 15 : 16 )، حيث أمر الله في التوراه بقتل الإبن الذي يضرب أو يشتم والديه ( خر 21 :15 -17 ) . تأكيداً على أهمية إحترام الوالدين يشدة .
+ وقال الله لبني إسرائيل " تهابون كل إنسان أباه وأمه" ( لا 19 : 3 ) . " ملعون من يستخف بأبيه وأمه " ( تث 27 : 16 ) .وهو تأكيد على خطورة عدم توقير الأهل، حتى أنه يتعرض الابن (الابنة) غير المطيع لوالديه للعنة الله، وفقدان البركة الإلهية للمخالف والمحتقر لأهله .
+ وقد نصح القديس بولس الرسول شباب كنيسة أفسس وقال : " أيها الأولاد أطيعوا والديكم في الرب ( بما يرضي الله ) لأن هذا حق . أكرم أباك وأمك التي هي أول وصية بوعد، لكي يكون لكم خير ، وتكونوا طوال أعمار " (أف 6 : 1-4 ) .
+ وفي كل عام نحتفل "بعيد الأسرة " نتذكردور الأم في حمل وولادة الأبناء وتعبها سنوات في حب وتضحية مثالية وبلا غرض مادي. وعلينا كذلك أن لا ننسى دور الأب المحب الذي يرعى أولاده بحب وحكمة وتشجيع حتى يجدهم وقد نجحوا روحياً ومادياً وإجتماعياً هم وأبنائهم أيضاً .
+ ليتنا في هذا اليوم لاننسى تقديم لمسة وفاء للأباء الأوفياء ، ولنقبل كل يد علمتنا درساً روحياً أو علمياً, أو أمدتنا بخبرتها التي أفادتنا في حياتنا ........فهل نفعل ؟
+وليعلم الجميع أن نكران الجميل يغضب الرب والناس ولاسيما أولئك الذين تم إحسانهم إليهم فأنكروا أفعالهم ومساعدتهم ، أو رفضوا إكرامهم أو مساندتهم في وقت حاجتهم .
+ ومهما كانت ضعفات الوالدين خاصة عندما يكبرون في السن وتزداد عصبيتهم وزهقهم ( من الأمراض لاسيما تصلب الشرايين ) . فيلزم أن نحتملهم بحب ونصلي لأجلهم دائماً . ونسعى لكي ننال بركة دعواتهم المقبولة لدى الرب .
+ ولا ننسى أن نقيم قداسات خاصة للأباء الراحلين في ذكرى رحيلهم للمجد السماوي.

الثلاثاء، 25 أغسطس 2009

أجمل معاني الحزن

.ღ. الحزن .ღ. هو أن ألتقيك في زحمة العمر,,,, وأنسج معك أجمل حكاية حب ,,,, نعيش تفاصيلها وطقوسها ,,,, ونحلم بغد أفضل ,,,, ثم تنتهي الحكاية بمأساة.
ღ. الحزن .ღ. هو أن أفتح لك مدن أحلامي ,,, وأسكن معك في قصر من الخيال ,,,, ثم ينهار القصر على رأسي ,,,,.
. الحزن .ღ. هو أن أخبئ عمري في قلبك ,,,, وأملأ حقائبك بأيامي ,,,, وأضع سعادتي في عينيك ,,,, ثم ألوح لك مودع لاحول لي ولا قوة ,,,,.
ღ. الحزن .ღ. هو أن تصبح مع الأيام عيني التي أرى بهما ,,,, وهوائي الذي أتنفسه ,,,, ودمي الذي أعيش به ,,,, ثم أنزفك عند الرحيل دفعة واحدة ,,,,
.ღ. الحزن .ღ. أن أدمن حبك ,,,, وأدمن صوتك ,,,, وأدمن عطرك ,,,, وأدمن وجودي معك ,,,, ثم أفتح عيني على غيابك ,,,,
.ღ. الحزن .ღ.. أن تتحق بعد حلم ,,,, وألتقيك بعد أمنيه ,,,, وأن تأتي بعد إنتظار,,,, وأن أجدك بعد بحث ,,,, وأن أستيقظ على زلزال رحيلك ,,,,
.ღ. الحزن .ღ. أن تفارق ولا تفارق,,,, فتصمت ويبقى صوتك في أذني ,,,, وتغيب وتبقى صورتك في عيني ,,,, وترحل وتبقى أنفاسك في قلبي ,,,, وتختفي ويبقى طيفك خلفي يمزقني ,,,,
.ღ. الحزن .ღ. أن اغمض عيني فأراك ,,,, وأن أخلو بنفسي فأراك ,,,, وأن اقف أمام المرأه فأراك ,,,, وأن ألمح هداياك فأراك ,,,, وان أقرأ رسائلك فأراك ,,, وعندما أعود لواقعي ,,, لا أراك ,,,.
ღ. الحزن .ღ. أن أجمع البقايا خلفك ,,,, وأن أرسم وجهك في سقف غرفتي ,,,, وأن أحاورك كل ليله كالمجانين ,,,, وأن أشد الرحال إليك عند الحنين ,,,, وأن أعود إلى سريري آخر الليل فأبكيك وأبكيك ,,,,.
ღ. الحزن .ღ. أن ياتي العيد وأنا وحدي ,,,, وأن يأتي الربيع وأنا وحدي ,,,, وأن تهطل الأمطار وأنا وحدي ,,,, وأن يطرق الحنين بابي وأنا وحدي ,,,, وأن يمضي بي أجل العمر وانا وحدي ,,,,.
ღ. الحزن .ღ. أن أراك صدفه,,,, وأن يجمعني بك الطريق ذات يوم ,,,, فأراك بصحبه غيري ,,,, يدك في يده تنظري إلي فلا تعرفيني ,,,, وعمري خلفك يناديك فلا تسمعيه ,,,,.
ღ. الحزن .ღ. أن أكتب فلا يصلك صوتي ,,,, وأن أصرخ فلا يصلك صوتي ,,,, وأن ألفظ أنفاسي فلا أراك ,,,, وأن أموت فيصلك النبأ،،،

كيف تسعد من تحب

بالرغم من السعادة والهناء والشعور بالتفاؤل في الفترة التي تحيط بالإعداد للفرح والزواج، إلا أنه بعد ذلك كثيراً ما تظهر بعض المشكلات التي قد تبدأ في زعزعة هذه السعادة.
وقد تبدو هذه المشكلات للوهلة الأولى، وكأنها بلاحل، إلا أنه بالجهد المبذول من كل طرف، وبنفس الدرجة، وبنفس الإهتمام، تصبح هناك اكثر من فرصة لتنمية هذا الزواج، وتحقيق سعادته.
أنواع الخلافات:
- خيبة الأمل:
وهي تنتج- عادة – من التناقض الذي يواجهه الزوجان بين ما كانا يتوقعانه ويحلمان به قبل الزواج، وما يحدث الآن. فكل شاب وكل فتاه يتخيلان أنه لن توجد مشكلات بالمعنى المعروف، وبأنهما سيستطيعان حل كل مشكلة حتى دون تفكير.
ونحن لانحب أن نُدخل الخوف إلى أي خطيبين مقبلين على الزواج، ولكن أهم شيء يجب على كل طرف أن يعرفه هو: "ما هي الشخصية الحقيقية، والطباع التي اعتاد عليها الطرف الآخر؟!" فمثلاً إذا كان أحدهما عصبياً في فترة الخطوبة، يحتد من أي اختلاف معه في الرأي، فكيف سيتعامل معه الطرف الآخر بعد الزواج. وهل سيكف عن عصبيته؟!
- الإمتلاك:
يعتقد أحد الطرفين – خطأ- أن الإرتباط يعني، الإمتلاك، لدرجة تنقلب فيا إلى حالة مرضية، فيشعر أن شريك الحياة هو شيء يمتلكه، ليس له مشاعر أو شخصية بدونه، وإنما هو تابع لشريك حياته في كل شيء، حتى في المشاعر سواء بالسعادة أو الإحباط، ليس له رأي أو صفة. وفي كثير من الحالات تنهار الحياة الزوجية بسبب عدم قدرة أحدهما على تحمل وجود رأي آخر سواه.
- الكبت والضغط:
ويحدث نتيجة لتدخل شريك الحياة في كل شئون شريكه، حتى لو كانت لا تخصة، فيتدخل الزوج في كل كبيرة وصغيرة بالبيت حتى في طريقة تنسيق زوجته للأشياء وترتيبها، يفرض على الجميع أنواع الطعام التي يفضلها هو فقط، والألوان التي يجب على زوجته أن ترتديها، وبالرغم من أن الزوج قدي يعتقد بأنه يساعد زوجته عندما يهتم بكل شيء في البيت، وفي حياتها، إلا أن الإهتمام الزائد يؤدى إلى سلبية الطرف الآخر، أو انفجاره نتيجة للكبت الذي يعانيه.
- التهديد:
بعض الناس لاتستطيع طلب شيء من أحد، ما لم يعقبه بالتهديد! فيصبحون مثل الأطفال الذين يرفضون تناول الطعام ما لم يحصلوا على الحلوى أو اللعبة التي طلبوها، فإذا أرادت الزوجة تنفيذ طلب من زوجها ولم يستطيع، فإنها تهدده بترك البيت له! والزوج الذي يظل يهدد زوجته بالطلاق كلما اختلفت معه في مناقشة!
ولكي ندرك أسباب الخلافات، علينا أن نعرف البداية
المراحل التي يمر بها الزواج:
هناك 3 مراحل حياتيه يمر بها كل زواج:
- المرحلة الأولى
وهي مرحلة الحب القوي، أو العاطفة الجياشة بين الزوجين وفي هذه المرحلة فإن كل طرف ينعم بأطول فترة من الحب والغزل، ودوام شهر العسل.
- المرحلة الثانية:
وهي هدوء الحب، وخفوت اشتعاله، قد يطلق البعض عليه خطأ فتور الحب، وهو ليس فتوراً بل هدوءاً واستقراراً واطمئناناً إلى المشاعر، فبعد أن كان كل طرف يراه بالنسبة للآخر حلماً وأملاً بعيداً، أصبح هذا الحلم واقعاً أمامه، يراه على حقيقته دون مواربة أو مبالغة، وهنا تبدأ المشكلات- التي تم التغاضي عنها سابقاً – وهنا عليهما حل هذه المشكلات حتى يصلا إلى المرحلة الثالثة بنجاح.
- المرحلة الثالثة:
وهي مرحلة الإستقرار بدون مشكلات كبيرة، أو خصام، أو ضيق بين الطرفين، ولكن إذا استمر الخلاف والشجار لشهور، بل ولسنوات بلا حل، فيجب على كل من الزوجين أن يعلم أن هناك خطأ ما في شخصيته، أو قد تكون في كليهما.
ومن الأفضل عرض حالتهما على أحد المتخصصين في مجال العلاقات الزوجية والإجتماعية، أو اختيار أحد أفراد الأسرتين، الذي يطمئن إليه الطرفان معاً على أن يكون ذا حكمة وبصيرة، لمساعدتهما على اكتشاف جذور المشكلة حتى يسهل عليهما حلها. وبالطبع ستحتاج هذه المرحلة إلى صبر، ورغبة حقيقية من الطرفين في النجاح، واستبدال كلمات اليأس والإنفصال، بكلمات الإصلاح، ومحاولة الوصول للتفاهم.
بعض النصائح للسعادة الزوجية:
- حاول/ حاولي، في المناسبات المختلفة أن تتجنبا هذا القول:
"إليك المال، فإذهب واشتر ماتريد". إن هذه الجملة هي جملة محبطة، ولاتدل على الإهتمام بشريك الحياة، وكأن شراء الهدية هو أداء واجب وليس تعبيراً عن الحب والإهتمام.
- البعد عن الروتين،
يمكنكما كل فترة إن أمكن أن تخططا معاً لأجازة وليس بالضرورة أن تكون طويلة، ولكن قد تكون يوماً أو يومين فقط لتجديد حياتكما، فالأهم أن تفكرا معاً في اختيار المكان الذي يسعدكما.
- اصنعا ذكرياتكما الجميلة،
الزيجات الناجحة هي التي لديها مخزون من الذكريات الجميلة، ومع قدوم الصيف، يمكنكما الخروج إلى الأماكن المحببة إلى قلبيكما والإحتفال مع الأصدقاء بمناسباتهم المختلفة، فهذه كلها تختزن في ذاكرتكما وتستعيدانها إذا واجهتكما مشكلة، فتتذكران أوقاتكما الجميلة معاً، وتحاولا التغلب على ما يواجهكما من صعاب.
- عامل الطرف الآخر بكل الحب،
فشريك الحياة يستحق منك أن تعامله بأفضل صورة فتعاملا معاً كأفضل الأصدقاء، ولايبخل أحدكما على الأخر بأرق الكلمات.

النظرة البيضاء والنظرة السوداء

الحياة هي نفس الحياة بالنسبة إلي الكل : بحلوها ومرّها.. وقد تتشابه الظروف الخارجية بالنسبة إلي كثيرين. ولكن انفعال البعض بها يختلف عن انفعال البعض الآخر.ونظرة كل من الفريقين تختلف عن الآخر. البعض له نظرة بيضاء. والبعض له نظرة سوداء. وسنضرب أمثلة لذلك في أمور متعددة: النظرة إلي المشكلة: لا يوجد أحد لا تصادفه مشاكل في حياته. كل انسان له مشاكله. ولكن البعض ينظر إلي المشكلة بنظرة سوداء معقدة كئيبة. كما لو كانت المشكلة بلا حل. ولا مخرج ولا منفذ.. كما لو كانت ألما صرفا وضياعا.. وكأنها مأساة.. وهناك أناس تسبب لهم بعض المشاكل بأمراض صعبة: مثل ضغط الدم. أو مرض السكر. أو قد يصاب البعض بانهيار نفسي. أو بتعب في أعصابه. أو بقرحة في المعدة. وإن كنت المشكلة خطيرة - أو هي هكذا في نظره - قد يقع علي الأرض مشلولا. أو يصاب بذبحة أو بجلطة.. كل ذلك حسب درجة انفعاله بالمشكلة. وحسب مقدار ضغطها عليه.. وشعوره أنه قد أنتهي. ولا خلاص. +++أما صاحب النظرة البيضاء. فيري أن كل مشكلة لها حل ويري أن الأمر ليس خطيرا ولا مستحيلا.. وأن الله لابد أن يتدخل في المشكلة ويحلها.. والله عنده حلول كثيرة. وهكذا تمتزج المشكلة عنده بالإيمان والرجاء.. فبالإيمان يثق تماما بوجود الله أثناء المشكلة. وبيد الله العاملة سواء رأها أو لم يرها.. فلا يأبه بالمشكلة. ولا يدعها تعصره أو تحصره. ولا يسمح للمشكلة أن تضغط علي أعصابه وعلي نفسيته.. بالنظرة البيضاء يقابل المشكلة: ليس فقط بأعصاب هادئة. إنما بشعور أكثر عمقا. يري فيه أن المشكلة سوف تعطيه خبرة بالحياة. وخبرة برعاية الله. وتدريبا علي هدوء الأعصاب والفكر. كما ستكون المشكلة فرصة له. يلمس فيها يد الله العاملة في حياته. وعناية الله به. وطريقة الله في حل المشاكل.. إن المشكلة واحدة. ولكن تختلف النظرة إليها والانفعال بها. ويختلف وقعها ومقابلتها. اعني يختلف الـ Response. ***صاحب النظرة البيضاء. كان أكبر من المشكلة أما صاحب النظرة السوداء. فكانت المشكلة أكبر منه صاحب النظرة السوداء. لا يبصر الا ما في المشكلة من ألم ومن ضيق وتعب. ولذا يقابلها بخوف وانزعاج. وقد تضغط علي تفكيره فيتوقف. ويترك الأمر إلي أعصابه المنهارة. وقد يصل به الأمر إلي اليأس. وقد يصل به اليأس إلي الانتحار.. أما صاحب النظرة البيضاء. فيضع رعاية الله بينه وبين المشكلة. فتختفي المشكلة. وتبقي رعاية الله هي الظاهرة.. ***صاحب النظرة السوداء. يري أن كل نهار يعقبه ليل مظلم أما صاحب النظرة البيضاء. فيري أن كل ليل مظلم يأتي بعده نهار مضئ النظرة السوداء تتعب من كل خطأ موجود والنظرة البيضاء تقول إن كل خطأ يمكن تصحيحه. ***النظرة إلي المادة وهي تتناول نظرة الإنسان إلي المادة عموما. وإلي المال. وإلي الجسد. انسان ينظر إلي المادة. كأداة يُخدم بها الله. وآخر ينظر إلي المادة. كوسيلة لإشباع الشهوات! المادة هي نفس المادة. ولكن نوعية النظرة إليها. تحدد نوعية العلاقة بها والتصرف معها. هل المادة تملكك. أم أنت تملكها؟! والمال هو نفس المال. ولكنه في يد البعض يستخدمه للخير. وهو في يد الغير يهلكه! لأن نظرة الواحد إليه غير نظرة الآخر. نفس الوضع بالنسبة إلي الجسد. يستخدمه البعض في الركوع والسجود وخدمة الله. وخدمة المجتمع. بينما ينظر إليه البعض كأداة لإشباع شهواته. وكأنه شر في ذاته. وعنه تصدر خطايا عديدة. ***كذلك تختلف النظرة إلي الشئ من حيث الاعتقاد فيه: هل هو محلل أم محرم أم نجس.. * نفس الوضع تقريبا بالنسبة إلي التدخين وشرب الخمر. إنسان يكره رائحة السيجارة ولا يطيقها. ويكاد يختنق من رائحتها ولو بعيدا. هذا غير شخص آخر مدمن للتدخين. وما يقال عن التدخين يقال عن الخمر بشتي أنواعها.. * أيضا نظرة الرجل إلي النساء. سواء إلي المحرمات منهن. أو إلي المرأة العادية. نظرة رجل إلي امرأة انها محرمة عليه من جهة نوع القرابة أو النسب. غير نظرته إلي امرأة ليست من المحرمات. إن يوسف الصديق لم يستطع أن يقترب من امرأة سيده - علي الرغم من طلبها ذلك منه - ذلك لأن عقيدته لا تسمح له بالاقتراب من امرأة رجل آخر. يمكن أن نطبق مثل هذه النظرة علي كل المحرمات من الخطايا. ***بين الشكر والتذمر إنسان ينظر إلي الذي معه. فيرضي ويشكر وآخر ينظر إلي الذي ينقصه. فيشكو ويتذمر وقد يكون الاثنان في نفس الظروف ونفس الأوضاع. فما هي نظرتك أنت؟ هل تنظر إلي الذي معك؟ أم إلي الذي ينقصك؟ والذي ينظر إلي ما ينقصه. لا يهدأ من الطلب. كذلك الذي ينظر إلي ما في أيدي غيره. ويقارن.. كثير من الذين يتذمرون ويتعبون: لو أنهم نظروا الي الذي معهم. لوجدوا أنهم في خير. وقد أعطاهم الرب الكثير والكثير. ولكنهم لم ينظروا إلي ما عندهم.. ***نفس الوضع نقوله بالنسبة إلي المناصب والألقاب قد يكون انسان في وظيفة مرموقة يحسده عليها الكثيرون. وقد يكون معه من المال ما يجعله من كبار الأثرياء. ومع ذلك كله فإنه يشقي! لماذا؟ لأنه ينظر إلي عضوية مجلس تشريعي أو عضوية مجلس المدينة. أو عضوية هيئة كبيرة أو ناد مشهور..! أو أنه يشتهي وساما أو لقبا. أو ينظر إلي أصحاب الدرجات العلمية والشهادات الجامعية. مما ليس له. فيشكو حظه وتتعب نفسيته! ما أكثر النعم والخيرات التي تحيط ببعض الناس. ولكنهم لا ينظرون إليها. بل ينظرون إلي شئ غيرها ينقصهم! وإن حصلوا علي ذلك الشئ. لا يكتفون. بل ينظرون إلي مستوي آخر أعلي وأبعد ينقصهم..! وقد يتذمرون وهم في وضع يشتهيه غيرهم ولا يجده! هنا الاختلاف بين نظرة القناعة البيضاء ونظرة الطمع السوداء. إذن بنوع نظرة الانسان يسعد نفسه. وبنوع نظرته يشقيها وهكذا. فإنه ليست الظروف الخارجية هي التي تتعبه. وإنما يتعبه أسلوبه في التفكير. ونوع نظرته إلي الحياة. ***النظرة إلي أعمال الآخرين: انسان ينظر إلي الخير الذي في الناس. فيمتدحهم وانسان آخر لا ينظر إلا إلي النقائص والعيوب. فيذم ويعيّر هذا النوع الثاني له نظرة نقّادة. لا تري إلا الشئ الأسود! وتتخصص في رؤية العيوب. حتي بالنسبة إلي شخص يمدحه الكل وهو موضع رضي الكل. ومع ذلك ما أسهل أن يوجد فيه شئ يُنتقد. هذا النوع يتعود أن ينتقد ويعارض. ويتكلم بالسوء علي كل أحد. ولا يعجبه أي تصرف. علي الأقل بالنسبة إلي شخص معين أو مجموعة معينة أما أصحاب النظرة البيضاء. فهم عكس ذلك. ***لو كانت لك النظرة البيضاء ستري في كثيرين شيئا يُحبّ ويُمتدح درّب نفسك علي هذه النظرة: أن تنظر إلي محاسن الناس وليس إلي عيوبهم. هناك نظرة واقعية: أن تري ما فيهم من محاسن ومن عيوب. ولكن أي النوعين له التأثير الأكبر عليك؟ الذي لا ينظر إلا إلي العيوب. قد تجده ساخطا علي الكل.. لا يعجبه شئ.. كل ما يراه هو موضع انتقاد.. وبعض الذين ينادون بالإصلاح. لا ينظرون إلا إلي السواد فقط.. ويحتار البعض معهم كيف يرضونهم! هم باستمرار عدوانيون Aggressive لابد أن يجدوا شيئا يهاجمونه. فإن لم يجدوا فيخترعونه..! ***وبعض أصحاب النظرة السوداء: بدلا من الهجوم. يتحولون إلي الانعزال! بسبب نظرتهم السوداء. ينفرون من المجتمع. وينطوون علي أنفسهم. إذ لا يجدون شيئا يعجبهم أو يرضيهم.. بل هم ساخطون علي كل شئ. وأحيانا يصاب هؤلاء بأمراض نفسية أهمها مرض الكآبة Despression فتجد الواحد منهم حزينا كئيبا. ينتظر أن يري الشر أمامه.. وأحيانا يخاف المجتمع. ويظن أن الغالبية تدبر له ما يضايقه. وهكذا يقع في عقدة الاضطهاد Perseuction Complex ويخيل إليه أن كثيرين يريدون الإضرار به! أو قد يصاب بالعصبية. فتجده دائما "غضوبا" حاد الطبع عالي الصوت. يحتد وربما بلا سبب يدعو إلي ذلك. وفي غضبه يثور ويتكلم بما لا يليق. إنه لا يري سوي سواد يثيره! وربما يُحارَب بالشكوك في كل شئ: في كل ما يحيط به. يفترض أسبابا سوداء تدعوه إلي الشك! وإن بدأ الشك يحاربه. يلتقطه الشيطان لكي يضيف إليه مخترعات وأسبابا تزيد من شكه. حتي يصبح في جحيم من الشك. وكل هذا بسبب نظرته السوداء التي تفترض الشك. بعكس غيره من أصحاب النظرة البيضاء الذين يؤولون نفس الأمور تأويلا طيبا لا يحزن النفس. إن كثيرا من الشكوك ليس الدافع إليها أسبابا خارجية. بل هناك مصدر آخر وهو حالة القلب والفكر من الداخل. قد تكون النظرة السوداء إذن مرضا نفسيا نتجت عنه هذه النظرة وربما تؤدي هذه النظرة السوداء إلي مرض نفسي. فتكون سببا أو نتيجة. أي أنه إذا بدأ بالنظرة السوداء. قد يصل إلي المرض النفسي. أو إذا بدأ بالمرض النفسي. تكون من نتائجه النظرة السوداء. وبالنظرة السوداء يفقد الإنسان سلامة القلب. بعكس صاحب النظرة البيضاء الذي يحيا باستمرار في بشاشة وفرح. والعجيب أن النظرة السوداء قد تأتي في العلاقة مع الله! ***في العلاقة مع الله: الشيطان قد يحارب صاحب النظرة السوداء حتي في علاقته مع الله. فيصور له أن الله لا يهتم به. وأن الله قد أهمله. وأنه لا يستجيب صلواته. أو أنه يضطهده ويعاقبه! وهكذا بالنظرة السوداء يوصله الي التجديف! وبإيعاز من الشيطان. فإن صاحب النظرة السوداء لا يشعر فقط بأن الناس ضده. وإنما الله أيضا ضده. والسماء مغلقة في وجهه! إذ يهمس الشيطان في أذنه - أثناء ضيقاته - "لماذا يعاملك الله هكذا؟! لماذا يتركك في تعبك. ولا يهتم بك!"
 

Hit Counter
Dating Site