إخوتي الأحباء، إنني أحمل إليك اليوم رسالة صغيرة ولكنها هامة وثمينة جداً. لقد تحدث إليّ الرب بهذه الكلمات وشعرت أنها رسالة من الرب لي ولنا جميعاً. لهذا دعني أشاركك بها وأنا أصلي من كل قلبي أن تكون نقطة تحول حقيقية في حياتنا فتُحدث قفزة داخلنا ونختبر الله بصورة أقوى وأعظم من كل الماضي.
في ملوك الثاني والأصحاح السادس والسابع يذكر لنا الكتاب هذه الحادثة عن حصار ملك أرام لشعب الله في السامرة.. ورغم أن القصة بالتأكيد تحمل دروساً كثيرة ومتعددة، إلا أن الرسالة التي في قلبي ستكتفي بعمل مقارنة بين إثنين من شعب الله في ذلك الوقت وهما الملك والنبي. كانا كلاهما من القادة، وكان من المفروض أن يكون كلاهما ممسوحاً ومملوءاً بالروح القدس ومستخدماً لعمل الله ولكن شتان الفارق بين الإثنين.
انصت للقيادة وتمتع بالحماية:
دعني أيها الصديق أشاركك أولاً بدرساً ثميناً يعتبر مدخلاً هاماً لما يريد الرب أن يعلمه لنا اليوم. تآمر ملك آرام عدة مرات ليصنع فخاخاً لشعب الله، فكان يتفق مع قادته وعبيده أن يختبئوا لشعب الله في مكان ما. ولكن وشكراً للرب، انظر ماذا يقول الكتاب. "فأرسل ملك إسرائيل إلى الموضع الذي قال عنه رجل الله وحذره وتحفّظ هناك لا مرة ولا مرتين....." 2مل9:6-10.
ياله من إمتياز أيها الأحباء ان نتمتع ونختبر قيادة الله فنتمتع بالحماية والإنقاذ! ليس من المهم الطريقة التي سيتحدث بها الرب إلينا، ولكن المهم هو الاستماع والإنصات للقيادة ثم التصرف بحسب هذه القيادة.
في كل مرة كان العدو يخطط ويتآمر، كان رجل الله يسمع من الرب الذي يكشف له خطط العدو فيُحذر شعب الله لكي ينقذ من الفخاخ.
أحبائي، إن القيادة بالروح إمتياز هام أعطاه الآب لنا كأبناء له لنتمتع بقيادته لنا التي تحمينا من فخاخ العدو وتحفظنا في مشيئته من الطرق الخادعة. لهذا اعلن إيمانك في محبة الرب أنه سيتحدث إليك ويقودك.. اعطه فرصة ليتحدث إليك وثق أنه سيتكلم معك.. انصت واسمع لأنك حينئذٍ ستعرف الطريق الصحيح وتصنع مشيئته وتنجو من فخاخ العدو.
حصار جديد وجوع شديد:
يعود الكتاب بعد القصة السابقة ويحكي لنا بدءاً من 2مل24:6عن حصار جديد لملك آرام وكل جيشه لمدينة السامرة. كان الحصار شديداً حتي صار جوع عظيم يصفه الكتاب أن رأس الحمار التي لم تكن تؤكل صارت بثمانين من الفضة وهو رقم كبير جداً.
وهنا يظهر الفارق الكبير بين الملك وأليشع النبي في مواجهة التحديات. إن التحديات تمتحن جوهر علاقتنا بالرب وحقيقة إيماننا. كما أن إتجاهاتنا السليمة أمام هذه التحديات ستحدد بشكل كبير إلى أين ستذهب حياتنا بعد ذلك، في الإرتفاع أم الفشل؟!
وهنا أضع أمامك السؤال، ما هو موقفك أمام الضغوط والتحديات؟!
ملك ضعيف وعاجز:
خرج الملك يسير على الأسوار يراقب الموقف المتأزم فصرخت إليه إمرأة من شدة المجاعة وتحكي له قصة مؤلمة جداً بل وشنيعة بسبب المجاعة. ودون الدخول في التفاصيل، ماذا فعل الملك أمام صرخة هذه السيدة؟
كان متحمساً وجاداً:
عندما سمع الملك مزق ثيابه!! لم يكن سلبياً...كان جاداً ومخلصاً وكان متأثراً بحالة الشعب. كان غاضباً من الموقف ولكنه لم يعرف كيف يتصرف فوضع غضبه على رجل الله النبي أليشع وقرر أن يقتله.
كان متضعاً ومتذللاً:
عندما مزق الملك ثيابه، رأى الشعب أن الملك يلبس مسوحاً علامة الاتضاع والتذلل أمام الله. إنها علامة التوبة للرب. ويرى بعض الدارسين إنه كان إتضاعاً شكلياً غير حقيقياً...وتوبة ظاهرية ليست من القلب فهو يريد أن يكتسب رضاء الله بعبادة شكلية. وسواء كان صادقاً أم مزيفاً، فلم يكن هذا التذلل كافياً. إن إتضاعنا وتوبتنا وصلواتنا هامة جداً ولكنها ليست كافية إن لم يتحقق معها شروطاً أخرى.
خضع وتأثر بالعيان:
من الهام أن نرى الواقع لنعرف كيف نصلي ونسأل الرب ماذا نفعل، ولكن احترس من أن تجعل العيان والمنظور يتحكم فيك وفي مشاعرك وإنفعالاتك. لقد وقع الملك تحت عبودية العيان.. هزمه الواقع المؤلم فمنعه من رؤية الله وقدرته.. كما منعه من رؤية فكر الله ومشيئته.
كان بلا إيمان!!:
عندما صرخت إليه المرأة "خلص يا سيدي الملك" أجابها "لا يخلصك الرب. من أين أخلصك". صديقي ليس كافياً أن تعلن ضعفك ولكن ان تثق أن الله سيعمل رغم ضعفك. لقد كان الملك متحمساً وجاداً وقد يكون متذللاً (أو على الأقل يحاول) ولكن لم يكن له الإيمان أن الرب سيعمل شيئاً.
لهذا وقف عاجزاً عن فعل أي شيء. لم تكن لديه القدرة على عمل شيء فعال وقت الأزمة. كل ما استطاع عمله هو غضبه على من حوله وإلقاء اللوم والمسئولية على الآخرين.
لم يدخل الملك يجلس مع الرب أو يسمع ما يقوله!! لم يعط لنفسه الفرصة أن يتكلم إليه الرب ليعلن مشيئته أو كيف سيعالج الله الموقف. لهذا كان عاجزاً أمام المجاعة واحتياجات الشعب كما يقف الكثيرين منا عاجزين أمام التحديات المختلفة أمامهم سواء في حياتهم، أم بيوتهم أم حتى خدماتهم.
رجل الله... رجل الإيمان:
لم تنته القصة هنا. فعلى الطرف الآخر كان هناك رجلاً آخراً عظيماً. دعونا نرى كيف كان موقفه:
كان في شركة مع الله:
"وقال أليشع اسمعوا كلام الرب...". في وقت الاحتياج يجب أن يكون لك شركة مع الرب. لم يكن أليشع قادراً أن يقول "اسمعوا كلام الرب " إلا إذا كان فعلياً في شركة حقيقية مع الله ومنصتاً لصوته....منتظراً معرفة فكر الله ومشيئته تجاه الموقف الذي يمر به.
لم ينهزم من العيان:
كان أليشع أيضاً يعرف الواقع المؤلم للمجاعة والشعب. وربما بسبب موهبة النبوة والإعلان كان يعرف أكثر مما يعرف الملك. ولكنه لم يسمح لهذا العيان أن يؤثر فيه أو يخنق إيمانه وثقته في الرب. لم يتصرف كرد فعل للعيان ولم يندفع وراء حماس أو مشاعر غاضبة. وعندما تكلم، كانت كلماته خالية تماماً من تأثير العيان...لم يسمح للعيان أن يكون مصدرتفكيره أو مؤثراً على قراراته أو كلماته. صديقي...احترس من ردود فعلك الطبيعية. احترس أن تفكر أو تقرر أو تتكلم من منطلق ما تراه بعينيك في الواقع.
عرف فكر الله وكلمته:
عندما نعبد الله ونكون في شركة معه حتى في وسط المجاعة والتحديات، عندما نرفع أعيننا عن العيان وننظر إلى الرب مدركين أنه القادر على صنع المعجزات، حينئذٍ ستكون لنا القدرة أن نسمع ما يقوله الرب، وحينئذٍ لن نتكلم من منطلق مشاعرنا الطبيعية وردرود أفعالنا.
لقد سمع أليشع من الرب وعرف مشيئته تجاه هذه المجاعة.. تحدث الرب إلى قلبه بكلمة الحياة وأعطاه وعداً لتغيير الأوضاع، وعندها لم يردد أليشع أفكاره بل أعلن كلمة الله.
تكلم بالإيمان:
قال أليشع "اسمعوا كلمة الرب. في مثل هذا الوقت غداً تكون كيلة الدقيق بشاقل وكيلتا الشعير بشاقل.." 2مل1:7. كان ما سمعه أليشع من الرب يبدو مستحيلاً بالعيان. كانت المجاعة شديدة.. فكيف سيتغير كل شيء في صباح اليوم التالي حتى يكون وفرة في الغذاء؟ وأعتقد أن أليشع نفسه لم يكن يفهم أو يتخيل كيف سيحدث هذا، لكنه كان لديه الإيمان أن ما يقوله الله هو قادر ومسئول أن يتممه ويفعله أيضاً.
لهذا أعلن أليشع وتكلم إلى الأحداث بكلمة الرب. لقد تكلم بالإيمان كلمات الرب لكي ينتقل الجبل وتنتهي المجاعة. لقد تكلم بالكلمات التي تبدو مستحيلة في نظر الناس ولكنه كان يثق في الرب. ولأنه كان يبدو مستحيلاً، فإن أحد الجنود الذين سمعوا أليشع يتكلم لم يتخيل أن هذا يمكن أن يحدث، فقال كلمات سلبية مشهورة "هوذا الرب يصنع كوى في السماء هل يكون هذا الأمر..." 2مل2:7. وفي الغد عندما تحقق الوعد رآه الجندي بعينيه ولكنه لم يأكل منه لأن عدم الإيمان يعطل التمتع بالبركات.
صديقي.. عندما تسمع كلمات من الرب لا تتأثر بالعيان ليكون لك القدرة أن تعلن بإيمان كلمات الله كما هي أمام الجبال والتحديات لتراها تتحقق.
صديقي.. أي نوع من المؤمنين أنت؟ هل أنت مثل الملك الخائف الضعيف بسبب عدم الإيمان؟ يغضب ويثور..يتذلل ويتضع ولكن بلا إيمان عاجزاً عن معالجة المواقف أو التأثير في الآخرين؟ أم أنت مثل رجل الله تسمع ما يقوله الرب وتتكلم به بالإيمان؟ لا تنهزم أو تتأثر بالعيان.. تعلن كلمة الله على الجبال العالية وأمام التحديات فترى الجبال تنتقل بالإيمان؟
صديقي.. في الختام أريد أن أسألك أيضاً أي نوع من المؤمنين تريد أن تكون؟ هل ستخضع لله لكي يغيرك ويعلمك الإيمان أم ستظل تحيا بالعيان متأثراً بالواقع، ودائم الشكوى من الجبال العالية؟
تذكر أنه لا يكفي أن تكون متذللاً، أو حتى تائباً ومصلياً إذا لم يكن لديك إيمان حقيقي أن إلهك يسمع ويستجيب وإنه سيتدخل.
ليس كافياً أن تكون متحمساً وجاداً، إذا لم يكن لديك معرفة لفكر الله وكلمته ووعوده الخاصة لك تجاه التحديات التي تعبر بها.
ليس كافياً محاولاتك لتغيير العيان ومقاومته، بل بالإيمان تسمع ما يقوله الله وتتكلم بكلمات الله على حياتك.
في ملوك الثاني والأصحاح السادس والسابع يذكر لنا الكتاب هذه الحادثة عن حصار ملك أرام لشعب الله في السامرة.. ورغم أن القصة بالتأكيد تحمل دروساً كثيرة ومتعددة، إلا أن الرسالة التي في قلبي ستكتفي بعمل مقارنة بين إثنين من شعب الله في ذلك الوقت وهما الملك والنبي. كانا كلاهما من القادة، وكان من المفروض أن يكون كلاهما ممسوحاً ومملوءاً بالروح القدس ومستخدماً لعمل الله ولكن شتان الفارق بين الإثنين.
انصت للقيادة وتمتع بالحماية:
دعني أيها الصديق أشاركك أولاً بدرساً ثميناً يعتبر مدخلاً هاماً لما يريد الرب أن يعلمه لنا اليوم. تآمر ملك آرام عدة مرات ليصنع فخاخاً لشعب الله، فكان يتفق مع قادته وعبيده أن يختبئوا لشعب الله في مكان ما. ولكن وشكراً للرب، انظر ماذا يقول الكتاب. "فأرسل ملك إسرائيل إلى الموضع الذي قال عنه رجل الله وحذره وتحفّظ هناك لا مرة ولا مرتين....." 2مل9:6-10.
ياله من إمتياز أيها الأحباء ان نتمتع ونختبر قيادة الله فنتمتع بالحماية والإنقاذ! ليس من المهم الطريقة التي سيتحدث بها الرب إلينا، ولكن المهم هو الاستماع والإنصات للقيادة ثم التصرف بحسب هذه القيادة.
في كل مرة كان العدو يخطط ويتآمر، كان رجل الله يسمع من الرب الذي يكشف له خطط العدو فيُحذر شعب الله لكي ينقذ من الفخاخ.
أحبائي، إن القيادة بالروح إمتياز هام أعطاه الآب لنا كأبناء له لنتمتع بقيادته لنا التي تحمينا من فخاخ العدو وتحفظنا في مشيئته من الطرق الخادعة. لهذا اعلن إيمانك في محبة الرب أنه سيتحدث إليك ويقودك.. اعطه فرصة ليتحدث إليك وثق أنه سيتكلم معك.. انصت واسمع لأنك حينئذٍ ستعرف الطريق الصحيح وتصنع مشيئته وتنجو من فخاخ العدو.
حصار جديد وجوع شديد:
يعود الكتاب بعد القصة السابقة ويحكي لنا بدءاً من 2مل24:6عن حصار جديد لملك آرام وكل جيشه لمدينة السامرة. كان الحصار شديداً حتي صار جوع عظيم يصفه الكتاب أن رأس الحمار التي لم تكن تؤكل صارت بثمانين من الفضة وهو رقم كبير جداً.
وهنا يظهر الفارق الكبير بين الملك وأليشع النبي في مواجهة التحديات. إن التحديات تمتحن جوهر علاقتنا بالرب وحقيقة إيماننا. كما أن إتجاهاتنا السليمة أمام هذه التحديات ستحدد بشكل كبير إلى أين ستذهب حياتنا بعد ذلك، في الإرتفاع أم الفشل؟!
وهنا أضع أمامك السؤال، ما هو موقفك أمام الضغوط والتحديات؟!
ملك ضعيف وعاجز:
خرج الملك يسير على الأسوار يراقب الموقف المتأزم فصرخت إليه إمرأة من شدة المجاعة وتحكي له قصة مؤلمة جداً بل وشنيعة بسبب المجاعة. ودون الدخول في التفاصيل، ماذا فعل الملك أمام صرخة هذه السيدة؟
كان متحمساً وجاداً:
عندما سمع الملك مزق ثيابه!! لم يكن سلبياً...كان جاداً ومخلصاً وكان متأثراً بحالة الشعب. كان غاضباً من الموقف ولكنه لم يعرف كيف يتصرف فوضع غضبه على رجل الله النبي أليشع وقرر أن يقتله.
كان متضعاً ومتذللاً:
عندما مزق الملك ثيابه، رأى الشعب أن الملك يلبس مسوحاً علامة الاتضاع والتذلل أمام الله. إنها علامة التوبة للرب. ويرى بعض الدارسين إنه كان إتضاعاً شكلياً غير حقيقياً...وتوبة ظاهرية ليست من القلب فهو يريد أن يكتسب رضاء الله بعبادة شكلية. وسواء كان صادقاً أم مزيفاً، فلم يكن هذا التذلل كافياً. إن إتضاعنا وتوبتنا وصلواتنا هامة جداً ولكنها ليست كافية إن لم يتحقق معها شروطاً أخرى.
خضع وتأثر بالعيان:
من الهام أن نرى الواقع لنعرف كيف نصلي ونسأل الرب ماذا نفعل، ولكن احترس من أن تجعل العيان والمنظور يتحكم فيك وفي مشاعرك وإنفعالاتك. لقد وقع الملك تحت عبودية العيان.. هزمه الواقع المؤلم فمنعه من رؤية الله وقدرته.. كما منعه من رؤية فكر الله ومشيئته.
كان بلا إيمان!!:
عندما صرخت إليه المرأة "خلص يا سيدي الملك" أجابها "لا يخلصك الرب. من أين أخلصك". صديقي ليس كافياً أن تعلن ضعفك ولكن ان تثق أن الله سيعمل رغم ضعفك. لقد كان الملك متحمساً وجاداً وقد يكون متذللاً (أو على الأقل يحاول) ولكن لم يكن له الإيمان أن الرب سيعمل شيئاً.
لهذا وقف عاجزاً عن فعل أي شيء. لم تكن لديه القدرة على عمل شيء فعال وقت الأزمة. كل ما استطاع عمله هو غضبه على من حوله وإلقاء اللوم والمسئولية على الآخرين.
لم يدخل الملك يجلس مع الرب أو يسمع ما يقوله!! لم يعط لنفسه الفرصة أن يتكلم إليه الرب ليعلن مشيئته أو كيف سيعالج الله الموقف. لهذا كان عاجزاً أمام المجاعة واحتياجات الشعب كما يقف الكثيرين منا عاجزين أمام التحديات المختلفة أمامهم سواء في حياتهم، أم بيوتهم أم حتى خدماتهم.
رجل الله... رجل الإيمان:
لم تنته القصة هنا. فعلى الطرف الآخر كان هناك رجلاً آخراً عظيماً. دعونا نرى كيف كان موقفه:
كان في شركة مع الله:
"وقال أليشع اسمعوا كلام الرب...". في وقت الاحتياج يجب أن يكون لك شركة مع الرب. لم يكن أليشع قادراً أن يقول "اسمعوا كلام الرب " إلا إذا كان فعلياً في شركة حقيقية مع الله ومنصتاً لصوته....منتظراً معرفة فكر الله ومشيئته تجاه الموقف الذي يمر به.
لم ينهزم من العيان:
كان أليشع أيضاً يعرف الواقع المؤلم للمجاعة والشعب. وربما بسبب موهبة النبوة والإعلان كان يعرف أكثر مما يعرف الملك. ولكنه لم يسمح لهذا العيان أن يؤثر فيه أو يخنق إيمانه وثقته في الرب. لم يتصرف كرد فعل للعيان ولم يندفع وراء حماس أو مشاعر غاضبة. وعندما تكلم، كانت كلماته خالية تماماً من تأثير العيان...لم يسمح للعيان أن يكون مصدرتفكيره أو مؤثراً على قراراته أو كلماته. صديقي...احترس من ردود فعلك الطبيعية. احترس أن تفكر أو تقرر أو تتكلم من منطلق ما تراه بعينيك في الواقع.
عرف فكر الله وكلمته:
عندما نعبد الله ونكون في شركة معه حتى في وسط المجاعة والتحديات، عندما نرفع أعيننا عن العيان وننظر إلى الرب مدركين أنه القادر على صنع المعجزات، حينئذٍ ستكون لنا القدرة أن نسمع ما يقوله الرب، وحينئذٍ لن نتكلم من منطلق مشاعرنا الطبيعية وردرود أفعالنا.
لقد سمع أليشع من الرب وعرف مشيئته تجاه هذه المجاعة.. تحدث الرب إلى قلبه بكلمة الحياة وأعطاه وعداً لتغيير الأوضاع، وعندها لم يردد أليشع أفكاره بل أعلن كلمة الله.
تكلم بالإيمان:
قال أليشع "اسمعوا كلمة الرب. في مثل هذا الوقت غداً تكون كيلة الدقيق بشاقل وكيلتا الشعير بشاقل.." 2مل1:7. كان ما سمعه أليشع من الرب يبدو مستحيلاً بالعيان. كانت المجاعة شديدة.. فكيف سيتغير كل شيء في صباح اليوم التالي حتى يكون وفرة في الغذاء؟ وأعتقد أن أليشع نفسه لم يكن يفهم أو يتخيل كيف سيحدث هذا، لكنه كان لديه الإيمان أن ما يقوله الله هو قادر ومسئول أن يتممه ويفعله أيضاً.
لهذا أعلن أليشع وتكلم إلى الأحداث بكلمة الرب. لقد تكلم بالإيمان كلمات الرب لكي ينتقل الجبل وتنتهي المجاعة. لقد تكلم بالكلمات التي تبدو مستحيلة في نظر الناس ولكنه كان يثق في الرب. ولأنه كان يبدو مستحيلاً، فإن أحد الجنود الذين سمعوا أليشع يتكلم لم يتخيل أن هذا يمكن أن يحدث، فقال كلمات سلبية مشهورة "هوذا الرب يصنع كوى في السماء هل يكون هذا الأمر..." 2مل2:7. وفي الغد عندما تحقق الوعد رآه الجندي بعينيه ولكنه لم يأكل منه لأن عدم الإيمان يعطل التمتع بالبركات.
صديقي.. عندما تسمع كلمات من الرب لا تتأثر بالعيان ليكون لك القدرة أن تعلن بإيمان كلمات الله كما هي أمام الجبال والتحديات لتراها تتحقق.
صديقي.. أي نوع من المؤمنين أنت؟ هل أنت مثل الملك الخائف الضعيف بسبب عدم الإيمان؟ يغضب ويثور..يتذلل ويتضع ولكن بلا إيمان عاجزاً عن معالجة المواقف أو التأثير في الآخرين؟ أم أنت مثل رجل الله تسمع ما يقوله الرب وتتكلم به بالإيمان؟ لا تنهزم أو تتأثر بالعيان.. تعلن كلمة الله على الجبال العالية وأمام التحديات فترى الجبال تنتقل بالإيمان؟
صديقي.. في الختام أريد أن أسألك أيضاً أي نوع من المؤمنين تريد أن تكون؟ هل ستخضع لله لكي يغيرك ويعلمك الإيمان أم ستظل تحيا بالعيان متأثراً بالواقع، ودائم الشكوى من الجبال العالية؟
تذكر أنه لا يكفي أن تكون متذللاً، أو حتى تائباً ومصلياً إذا لم يكن لديك إيمان حقيقي أن إلهك يسمع ويستجيب وإنه سيتدخل.
ليس كافياً أن تكون متحمساً وجاداً، إذا لم يكن لديك معرفة لفكر الله وكلمته ووعوده الخاصة لك تجاه التحديات التي تعبر بها.
ليس كافياً محاولاتك لتغيير العيان ومقاومته، بل بالإيمان تسمع ما يقوله الله وتتكلم بكلمات الله على حياتك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق