الآخرون ليسوا جماداً :
إن مشاعر الإنسان واحاسيسه تمثل الجانب الإنسانى فى حياة كل فرد لذلك لكى ينمو الإنسان أو لكى ينمو الجانب الإنسانى فى الإنسان يجب أن نهتم بمشاعر الفرد واحاسيسه.. وتجاهلنا لهذه المشاعر يؤدى إلى قتل الإنسانية، ولكن الخطير فى الموضوع، أن هناك أشخاص يعتقدون أنهم وحدهم لهم مشاعر وأحاسيس، يجب على الآخرين مراعاتهم، بينما هم أنفسهم يتجاهلون هذه المشاعر، وكأنهم يعتبرون الآخرون جماداً لا يشعر، فأنت يا من تطالب الآخرين باحترام الآخرين، وفى التعامل مع أحاسيسك، عليك أيضاً أن تفعل ذلك لهم... والحقيقة هى إن كنت حريصاً على مشاعر الناس فسيحرص الناس أيضاً على مشاعرك.
وستظل عبر الأجيال كلمات الرب يسوع، هى النور الذى يقود خطوات الإنسان، إلى قلوب من حوله، حيث قال له المجد: "كل ما تريدون أن يفعل الناس بكم، افعلوا هكذا أنتم أيضاً بهم، لأن هذا هو الناموس والأنبياء" (مت 12:7).
? وإليك الآن يا عزيزى اختبار صغير، لمدى قدراتك على حب الآخرين، وتنمية مشاعرهم والاهتمام بأحاسيسهم.
? أجب عن الأسئلة بإحدى الإجابات الثلاثة:
1- هل كنت تبدى الحب فى طفولتك نحو أبيك وأمك تلقائياً، دون إنتظار مقابل؟ (نعم - كلا - أحياناً).
2- هل ترى أن الحب هو أعظم قوة فى الوجود؟
3- هل من الميسور عليك تعفو عمن يسيئون إليك عن غير قصد؟
4- هل يحبك الأطفال؟
5- هل من طبيعتك ابداء التلطف مع الآخرين؟
6- هل تجد نفسك منساقاً فى عمل الخير؟
7- هل تمنعك مصافحة الآخرين؟
8- هل تسعى إلى تلطيف النزاع العائلى إذا نشب؟
9- هل يسعى إليك الأصدقاء إذا وقعوا فى مأزق؟
10- هل إذا خيب الناس أملك، فهل تقاوم إحساسك بالمرارة، وتستمر فى محبتهم؟
عزيزى أعط لنفسك 15 درجة عن كل كلمة نعم وخمسة درجات عن كل كلمة محتمل بينما لا تأخذ شيئاً عن كل كلمة لا.
? أخى العزيز إن العلاقة بالآخرين فن، يحتاج منك لمجهود وصدق، لكى تحصل على قلوب الناس، وإليك الآن بعض النقاط، التى نحاول بها أن نحب الآخرين أكثر، وأن نكون محبوبون لديهم أكثر.
1- لا تلقى بالحجارة على الآخرين :
ليس فى نوازع الطبيعة البشرية، ما هو أكثر ضرراً بالناس، وانتشاراً بينهم، من عادة التجنى على الآخرين.. وهى قسوة نقترفها جميعاً بين الحين والحين، ويذهب ضحاياها الكثيرون. وقد عبر عن ذلك معلمنا بولس الرسول إذ قال: "فإذا كنتم تنهشون وتأكلون بعضكم بعضاً فانظروا لئلا تفتوا بعضكم بعضاً" (غل 15:5).
إن نقد الآخرين شئ وإلقاء كلمات كالحجارة عليهم لقتلهم شئ آخر.. فإن كنت من هؤلاء الذين يحطمون الآخرين نقد أو إدانة، كيف يمكن أن تكون محبوباً أو محباً؟!
عزيزى إن توجيه اللوم إلى الآخرين هو نزوع للدفاع عن النفس، ولكن النفس الضعيفة فراقب الأخطاء التى يسارع إلى ملاحظتها فى غيرة هؤلاء ينطبق عليهم المثل العامى "تغذى بالناس قبل أن يتعشوا بك"، بل إن هناك من يعتبروا أن الشخصية القوية هى إظهار الضعف فى الآخرين ليبدوا هو قوياً بينهم، فهو يكتسب قوته من ضعف الآخرين فما أضعف هذا الإنسان.
- إن هذا الأسلوب فى معاملة الناس ينفر الآخرون منك ويبعدهم عنك، ويزيد الفجوة بينك وبينهم فلن يأمن إليك أحد، ولن يصادقك أحد، لأنك دائماً تذكرهم بصفاتهم، مما يقتل مشاعرهم واحاسيسهم.
- عزيزى إن رب المجد نفسه قد حذرنا من إدانة الآخرين، فأنت حقيقة بلا عذر حينما تدين الآخر، إذ أردت أن يقبل إليك الجميع لوجودك، ويتمنوا لقاءك فاحترس من النقد والإدانة وقدم للآخرين كلمة طيبة.
2- سحر الكلمة الطيبة :
إن الكلمة الطيبة لها سحر قلوب الناس.. فكلمات المديح.. والشكر والعرفان بالجميل والتقدير، كلها كلمات تتفتح لك الأبواب لدخول القلوب، إن الكلمة هى همزة الوصل بين أفكارنا واحساساتنا، فالناجحين فى العلاقة الإنسانية يؤمنون بقوة الكلمة، ويعلمون أن الناس مجلوبون على الشكر والتقدير والمجاملة.
ونحن كثيراً ما ننسى أن نشكر صديق لنا على خدماته، أو حتى أقربائنا على ما يقدمون باستمرار لنا، ولعل السبب هو أننا نتوقع منهم هذه الخدمات، يقول عالم النفس (بروك) قد يحطم قلب صديق قبل أن تأتيه كلمات الشكر والتقدير، السامرية حينما اعلن لها صفة طيبة ومدحها.
د. وجدى فكرى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق