الإنسان الذي يعيش في الخطية بعيداً عن اللَّه، يُشبَّه بإنسان مائت، أو هو في نوم الغفلة يلزمه أن يستيقظ، بلا تأجيل ولا تأخير. إنه كإنسان مخدَّر لا يدري ما هو فيه. إحساسه الروحي معطل. فهو لا يشعر بحالته، أو ماذا يفعل، ولا خطورة وجسامة ما يفعله. على رأي المَثل العامي " سرقاه السكين " فهو في غفلة كأنه خارج نفسه. يحتاج أن يرجع إلى نفسه... إنه في دوامة ينسى فيها روحه، وينسى اللَّه، وينسى القيم والمثل. فهو في غفوة لا يشعر بكل هذا. ورُبَّما يظن أنه في ملء اليقظة، وإنه يملأ الدنيا نشاطاً وحركة! بينما بعض الملائكة يسألون: إلى متى يستمر هذا الإنسان نائماً؟! إنه محتاج إلى مَن يوقظه، يوقظ ضميره وروحه.
حقاً إن الشيطان حينما يريد أن يوقع شخصاً، يخدر ضميره أولاً، أو يقوده إلى حالة الغفوة والغفلة، التي تُعطِّل الحس الروحي، فلا يدري ما هو فيه.
?? أريد أن أُقدِّم لكم صورة لحالة الخاطئ في غفلته: تصوروا كرة تتدحرج من فوق جبل عالٍ: إنها ألقيت من فوق الجبل فأخذت تتدحرج تباعاً، في إندفاع مستمر من فوق إلى أسفل. وهى لا تملك ذاتها لتقف، إنما هى تتدحرج باستمرار بلا فكر، بلا وعي، بلا حس، بلا إرادة... قوة الدفع تجذبها باستمرار إلى أسفل، خطوة تسلمها إلى خطوة، ودحرجة تسلمها إلى دحرجة، بلا هوادة. وهى لا تعرف إلى أين يقودها كل هذا؟ ولا تشاء أن تقف، أو لا تستطيع أن تقف ... ولكن إلى متى؟ إلى أن يصدمها حجر كبير في إنحدارها. يعترض طريقها ويوقفها. ويقول لها: إلى أين أنتِ ذاهبة؟ إلى أين تدحرجين؟ أفيقي إلى نفسك. استيقظي. هذا الإنحدار المتتابع يقود إلى الضياع. فتقف وقد تنظر فتجد إنها هبطت كثيراً عن مستواها السابق.
?? هكذا الخاطئ يحتاج إلى أن يستيقظ. وإن لم يستيقظ، لابد من أن يوقظه غيره. وسعيد هو الخاطئ الذي لا يكون في نوم، وهنا نود أن نسأل ما هى الأسباب التي تؤدي إلى الغفلة الروحية؟ وما هى الدوافع التي تدفع إلى اليقظة؟ هناك أسباب خارجية تتعلَّق بالمحاربات والعثرات والبيئة المحيطة والظروف. وأسباب داخلية تتعلَّق بطبيعة الشخص نفسه، ونوعية قلبه وتفكيره. وبعض هذه الأسباب يزحف إلى الإنسان بطيئاً بطيئاً، بطريقة لا تكاد تحس. بينما البعض قد يهجم في عنف ويحتوى بسرعة، فينسى كل شيء إلاه.
ولعلَّ في مقدمة هذه الأسباب المشغوليات. فالمشغوليات طريقة ماكرة من طرق عدو الخير في تحطيم الحياة الروحية. وأهم ما في مكرها. أنها لا تحارب الروحيات، إنما لا تعطيها مجالاً، فنساه. مثال ذلك بشخص تجده دوماً مشغولاً. لا يجد وقتاً يجلس فيه إلى اللَّه ولا إلى الصلاة والقراءة والتأمل والتسبيح أو لأي عمل روحي. كما لا يجد وقتاً يجلس فيه إلى نفسه ليفحص حالته، أين هو؟ وكيف هو؟ وبالتالي لا يجد وقتاً لتغيير حالته. فهو لا يدري ما هى حالته!
?? إن الشيطان حيكم في الشر، ويُدبِّر خططه بتعقُّل. فبالنسبة إلى بعض الناس، قد يكون الإغراء الواضح بالخطية سلاحاً مكشوفاً لا تقبله ضمائرهم المتيقظة. إذن لا مانع من إرضائه حالياً ريثما يتم تخدير هذه الضمائر. وإذ يرى الشيطان أن الناس إذا خلوا إلى أنفسهم فمن الجائز أن يُفكِّروا في روحياتهم. لذلك لابد من مشغولية تعطلهم، حتى لو كانت صالحة فى ذاتها، على الأقل فأن المشغولية تأخذ كل الوقت. فلا يبقى وقت لمراجعة النفس ومحاسبتها وتنقية الضمير من الشوائب. كما أن المشغوليات تتلاحق، وتتابع بحيث يبدو أنها لا تنتهى، وبخاصة فى هذا العصر الذى تسوده التكنولوجيا. وحتى إن تفرغ البعض من مشغوليات العمل، هناك الترفيهات والمسليات لتشغله أو مجرد الأحاديث. وحتى إن جلس الإنسان إلى نفسه، فقد يقول له الشيطان "وأنا أيضاً سأجلس معك. وحتى إن وقفت تصلى سأقف معك لاساعدك" وهكذا يذكره بعشرات الموضوعات التى يسرح فيها عقله. لأن المشغوليات قد استقرت فى عقله الباطن تعمل فيه.
?? حقاً إنها مأساة، فإن العالم كله منشغل عن الله... حتى بعض الذين كرسوا أنفسهم له! فهؤلاء بالكاد يجاهدون لكى يحصلوا على وقت يقضونه معه! وأى وقت؟! إنه وقت تتنازعه أفكار العالم واهتماماته. وللأسف يكون الله فى آخر قائمة الاهتمامات. لا شك أن الموضوع يحتاج إلى تنظيم وتوفير الوقت.
?? وإن كانت المشغوليات تملك الوقت ولا تعطى فرصة للروحيات... فالعاطفة المسيطرة تملك القلب والفكر أيضاً بعيداً عن الله، فتستحوذ كل اهتمامات الإنسان. ومع هذه العاطفة تظل الكرة تتدحرج وهى لا تدرى ماهى فيه... تماماً كما يكون معنا طفل، نخشى أن يعطلنا بصراخة وضجيجه وكلامه، فتقدم له لعبة يلهو بها، فينشغل بها عنا ويهدأ... كذلك يقدم الشيطان مثل هذه العاطفة أو المشاعر لكى يلهو من القلب بعيداً عن العمل الروحى... ويبحث الله عنك فلا يجدك، ويناديك فلا تسمعه، لأنك مشغول أو مخدر فى هذه العاطفة. وربما تكون رواية معينة تسيطر على الإنسان وتملك كل وقته وتحصل على اهتمامه كهواية لتتبع أخبار الرياضة مثلاً أو الفن أو التمثيل. أو تسلية من التسليات أو قراءة خاصة فى الفلسفة أو علم النفس... أو تتبع السياسات وأخبار معينة... قد تتحول هذه العاطفة التى تشغله إلى ثورة لتغيير الأوضاع، أو ما يسميه البعض رغبة فى الإصلاح حسب مفهومهم الخاص. أو قد تكون هذه العاطفة انتماء إلى جمعية أو هيئة معينة أو فكر ما. وهذه العاطفة قد تطرد كل العواطف الأخرى، من القلب، حتى محبة الله. ونقف أمام هذه الحقيقة المرة: "لقد تم اخلاء صاحب البيت من بيته. واسكنَّا مكانه الغرباء. أقصد الله الذى هو المالك الحقيقى لقلبه، وقد أصبح أنه لا يجد له مكانه فيه".
?? ومن العوامل الأخرى التي تخدر الضمير: البيئة المنحرفة ... مسكين الإنسان الذي كلما يسير في طريق اللَّه، أو كُلَّما يستيقظ لنفسه، تحاول البيئة بكل جهدها أن ترجعه، فينام مثلهم. أو كُلَّما يحاول أن يستيقظ من غفلته الروحية، يمر عليه صديق يضيع كل ما عنده من روحيات. وينقله بأحاديثه المنحرفة إلى جو آخر. أو يحاول أن يقنعه بكافة السُّبل أن يترك ما هو فيه. ولكن الشخص القوي لا تجرفه البيئة المنحرفة بل يصمد ويقاومها. وأحياناً ما يكون عقل الإنسان جهازاً تنفيذياً لرغبات النفس.
حقاً إن الشيطان حينما يريد أن يوقع شخصاً، يخدر ضميره أولاً، أو يقوده إلى حالة الغفوة والغفلة، التي تُعطِّل الحس الروحي، فلا يدري ما هو فيه.
?? أريد أن أُقدِّم لكم صورة لحالة الخاطئ في غفلته: تصوروا كرة تتدحرج من فوق جبل عالٍ: إنها ألقيت من فوق الجبل فأخذت تتدحرج تباعاً، في إندفاع مستمر من فوق إلى أسفل. وهى لا تملك ذاتها لتقف، إنما هى تتدحرج باستمرار بلا فكر، بلا وعي، بلا حس، بلا إرادة... قوة الدفع تجذبها باستمرار إلى أسفل، خطوة تسلمها إلى خطوة، ودحرجة تسلمها إلى دحرجة، بلا هوادة. وهى لا تعرف إلى أين يقودها كل هذا؟ ولا تشاء أن تقف، أو لا تستطيع أن تقف ... ولكن إلى متى؟ إلى أن يصدمها حجر كبير في إنحدارها. يعترض طريقها ويوقفها. ويقول لها: إلى أين أنتِ ذاهبة؟ إلى أين تدحرجين؟ أفيقي إلى نفسك. استيقظي. هذا الإنحدار المتتابع يقود إلى الضياع. فتقف وقد تنظر فتجد إنها هبطت كثيراً عن مستواها السابق.
?? هكذا الخاطئ يحتاج إلى أن يستيقظ. وإن لم يستيقظ، لابد من أن يوقظه غيره. وسعيد هو الخاطئ الذي لا يكون في نوم، وهنا نود أن نسأل ما هى الأسباب التي تؤدي إلى الغفلة الروحية؟ وما هى الدوافع التي تدفع إلى اليقظة؟ هناك أسباب خارجية تتعلَّق بالمحاربات والعثرات والبيئة المحيطة والظروف. وأسباب داخلية تتعلَّق بطبيعة الشخص نفسه، ونوعية قلبه وتفكيره. وبعض هذه الأسباب يزحف إلى الإنسان بطيئاً بطيئاً، بطريقة لا تكاد تحس. بينما البعض قد يهجم في عنف ويحتوى بسرعة، فينسى كل شيء إلاه.
ولعلَّ في مقدمة هذه الأسباب المشغوليات. فالمشغوليات طريقة ماكرة من طرق عدو الخير في تحطيم الحياة الروحية. وأهم ما في مكرها. أنها لا تحارب الروحيات، إنما لا تعطيها مجالاً، فنساه. مثال ذلك بشخص تجده دوماً مشغولاً. لا يجد وقتاً يجلس فيه إلى اللَّه ولا إلى الصلاة والقراءة والتأمل والتسبيح أو لأي عمل روحي. كما لا يجد وقتاً يجلس فيه إلى نفسه ليفحص حالته، أين هو؟ وكيف هو؟ وبالتالي لا يجد وقتاً لتغيير حالته. فهو لا يدري ما هى حالته!
?? إن الشيطان حيكم في الشر، ويُدبِّر خططه بتعقُّل. فبالنسبة إلى بعض الناس، قد يكون الإغراء الواضح بالخطية سلاحاً مكشوفاً لا تقبله ضمائرهم المتيقظة. إذن لا مانع من إرضائه حالياً ريثما يتم تخدير هذه الضمائر. وإذ يرى الشيطان أن الناس إذا خلوا إلى أنفسهم فمن الجائز أن يُفكِّروا في روحياتهم. لذلك لابد من مشغولية تعطلهم، حتى لو كانت صالحة فى ذاتها، على الأقل فأن المشغولية تأخذ كل الوقت. فلا يبقى وقت لمراجعة النفس ومحاسبتها وتنقية الضمير من الشوائب. كما أن المشغوليات تتلاحق، وتتابع بحيث يبدو أنها لا تنتهى، وبخاصة فى هذا العصر الذى تسوده التكنولوجيا. وحتى إن تفرغ البعض من مشغوليات العمل، هناك الترفيهات والمسليات لتشغله أو مجرد الأحاديث. وحتى إن جلس الإنسان إلى نفسه، فقد يقول له الشيطان "وأنا أيضاً سأجلس معك. وحتى إن وقفت تصلى سأقف معك لاساعدك" وهكذا يذكره بعشرات الموضوعات التى يسرح فيها عقله. لأن المشغوليات قد استقرت فى عقله الباطن تعمل فيه.
?? حقاً إنها مأساة، فإن العالم كله منشغل عن الله... حتى بعض الذين كرسوا أنفسهم له! فهؤلاء بالكاد يجاهدون لكى يحصلوا على وقت يقضونه معه! وأى وقت؟! إنه وقت تتنازعه أفكار العالم واهتماماته. وللأسف يكون الله فى آخر قائمة الاهتمامات. لا شك أن الموضوع يحتاج إلى تنظيم وتوفير الوقت.
?? وإن كانت المشغوليات تملك الوقت ولا تعطى فرصة للروحيات... فالعاطفة المسيطرة تملك القلب والفكر أيضاً بعيداً عن الله، فتستحوذ كل اهتمامات الإنسان. ومع هذه العاطفة تظل الكرة تتدحرج وهى لا تدرى ماهى فيه... تماماً كما يكون معنا طفل، نخشى أن يعطلنا بصراخة وضجيجه وكلامه، فتقدم له لعبة يلهو بها، فينشغل بها عنا ويهدأ... كذلك يقدم الشيطان مثل هذه العاطفة أو المشاعر لكى يلهو من القلب بعيداً عن العمل الروحى... ويبحث الله عنك فلا يجدك، ويناديك فلا تسمعه، لأنك مشغول أو مخدر فى هذه العاطفة. وربما تكون رواية معينة تسيطر على الإنسان وتملك كل وقته وتحصل على اهتمامه كهواية لتتبع أخبار الرياضة مثلاً أو الفن أو التمثيل. أو تسلية من التسليات أو قراءة خاصة فى الفلسفة أو علم النفس... أو تتبع السياسات وأخبار معينة... قد تتحول هذه العاطفة التى تشغله إلى ثورة لتغيير الأوضاع، أو ما يسميه البعض رغبة فى الإصلاح حسب مفهومهم الخاص. أو قد تكون هذه العاطفة انتماء إلى جمعية أو هيئة معينة أو فكر ما. وهذه العاطفة قد تطرد كل العواطف الأخرى، من القلب، حتى محبة الله. ونقف أمام هذه الحقيقة المرة: "لقد تم اخلاء صاحب البيت من بيته. واسكنَّا مكانه الغرباء. أقصد الله الذى هو المالك الحقيقى لقلبه، وقد أصبح أنه لا يجد له مكانه فيه".
?? ومن العوامل الأخرى التي تخدر الضمير: البيئة المنحرفة ... مسكين الإنسان الذي كلما يسير في طريق اللَّه، أو كُلَّما يستيقظ لنفسه، تحاول البيئة بكل جهدها أن ترجعه، فينام مثلهم. أو كُلَّما يحاول أن يستيقظ من غفلته الروحية، يمر عليه صديق يضيع كل ما عنده من روحيات. وينقله بأحاديثه المنحرفة إلى جو آخر. أو يحاول أن يقنعه بكافة السُّبل أن يترك ما هو فيه. ولكن الشخص القوي لا تجرفه البيئة المنحرفة بل يصمد ويقاومها. وأحياناً ما يكون عقل الإنسان جهازاً تنفيذياً لرغبات النفس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق