الثلاثاء، 23 سبتمبر 2008

سلسلة إعلان الله لذاته فى العهد القديم 2

سفر اللاويين
سفر اللاويين بطبيعة الحال يُعلن الطريقة التى يتقرب بها الانسان إلى الله فتكون له شركة معه . هذا السفر يمثل قداسة الله ويُظهر لنا أن لا أحد يمكن الدنو من الله إلا على أساس الكفارة . ويظهر لنا ذلك بطرق مختلفة منها مسألة تقديم الذبيحة عن الخطية . إن السفر يقدم للناس فى كل زمان ومكان درساً جوهرياً أساسياً عن قداسة الله وعدم امكانية وصول الخاطئ اليه ما لم يكفر عن خطاياه .
كل ما هو مُعلن لنا فى سفر اللاويين على سبيل الرمز والايحاء ، مُعلن فى صليب المسيح على سبيل الحقيقة عينها . لم يكن الصليب مظهراً لمحبة الله فقط بل هو المقياس الصحيح الذى يُعلم به مقدار ستر الخطية ، كما أنه الوسيلة الوحيدة التى تكفر عنها . حيث لا وسيلة لغفران الخطايا سوى صليب المسيح " عاملاً الصلح بدم صليبه " ( كو 1 : 20 )
تقديم الذبائح : خمسة انواع من الذبائح ، فى كل تقدمة 3 أركان : الذبيحة والكاهن والمقدم . فالمسيح هو الذبيحة " فبهذه المشيئة نحن مقدسون بتقديم جسد يسوع المسيح مرة واحدة " ( عب 10 : 10 ) والمسيح هو الكاهن " إذ لنا رئيس كهنة عظيم قد اجتاز السموات يسوع ابن الله " ( عب 4 : 14 ) وهو ايضاً المقدم " الذى بذل نفسه لأجلنا لكى يفدينا من كل إثم " ( تيطس 2 : 14 ) .
وتقسم الذبائح إلى قسمين رئيسيين :+ ذبائح لإصعاد رائحة طيبة لله واشهرها المحرقات .+ وذبائح التكفير أو الترضية واشهرها ذبيحة الخطية . فالمحرقة هى تقدمة ذات رائحة طيبة عند الله وهى ذبيحة تُحرق تماماً على مذبح النحاس فى الدار الخارجية لخيمة الاجتماع ، تُحرق كلها بحيث تصير رماداً وتبقى لها بقية . نرى هنا مثالاً لحياة الطاعة الكاملة التى عاشها المسيح بحسب مشيئة الآب . من اجل هذا لا يظهر المسيح أمام الله كحامل الخطايا فقط ، بل كمقدم شيئاً لله أثمن من كل الاشياء ، حياة كلها طاعة وتكريس كامل شامل . "أسلم نفسه لأجلنا قرباناً وذبيحة إله رائحة طيبة " ( أف 5 : 2 ) " أن أفعل مشيئتك يا إلهى سررُت " أم تقدمة اللحوم والدقيق والزيوت ، تلك التقدمة التى كانت مُلحقة بالمحرقات ، فتشير إلى واجبات الانسان نحو قريبه ، فيسوع المسيح قام بالواجب الذى عليه نحو الله وكذلك نحو الانسان ، لأنه قد انسحق قلبه كانسحاق الحنطة تحت الرحى إلى دقيق ، واعصر كالزيت من شدة ما لاقى من مقاومة الاشرار . " فتفكروا فى الذى احتمل من الخطاة مقاومة مثل هذه لئلا تكلوا وتخوروا فى نفوسكم " ( عب 12 : 30 ) وحيث أن ذبيحة الخطية تقدم للتكفير عن الخطية ، كا يُحرق شحمها على مذبح النحاس وتُحرق بقيتها فى خارج المحلة ، إشعاراً بأن الخطية مكروهة جداً . وكذلك المسيح صار ذبيحة خطية من أجلنا . " ولكنه الآن قد أُظهر مرة عند انقضاء الدهور ليبطل الخطية بذبيحة نفسه . " ( عب 9 : 26 ) وحيث أن التقرب إلى الله لا يمكن إلا بالذبائح ، وذلك نجده واضح من قصة ناداب وأبيهو اللذين القيا فى المجمرة " ناراً غريبة " فاحرقتهما نار الله وكان الواجب عليهما أن يأخذا النار من مذبح المحرقات " ( لا 16 : 12 ، 16 ) . ونحن صلواتنا التى هى بمثابة بخور ، لا تُقبل عند الله إلا إذا تقدمت باستحقاق ذبيحة المسيح . ناموس الحياة القديم : " كونوا قديسين لأنى أنا الرب الهك قدوس " تكررت هذه الوصية 3 مرات فى هذا السفر ، وهذه الكلمات : طهارة – نقاوة – قداسة – نجدها فى مواضع شتى فى السفر ، ولا مسألة وردت بخصوص شئون الحياة الابدية إلا مقرونة بوصية الهية ، سواء أكان فى قلب أو مطعم أو مشرب أو مصلحة . " فإذا كنتم تأكلون أو تشربون أو تفعلون شيئاً فافعلوا كل شئ لمجد الله " ( 1 كو 10 : 31 ) ، كذلك " فإذ لنا هذه المواعيد أيها الاحباء لنطر ذواتنا من كل دنس الجسد والروح مكملين القداسة فى خوف الله " ( 2 كو 7 : 1 )
شريعة تطهير الأبرص : ( لا 13 ، 14 ) : شريعة الابرص ترمز إلى الخطية باعتبار كونها تفصل الانسـان من الشركة مع الله . من الشرروط المرعية فى تطهير الابرص :أن يخرج اليه الكاهن خارج المحلة حيث هو منفى ويقوم بجميع تعليمات الشريعة . وما لم تتم هذه الاجراءات فلا يجوز للابرص الرجوع إلى قومه والدخول إلى خيمة الاجتماع . كذلك المسيح يسوع إذ قصد أن يخلصنا من خطايانا ترك السماء واقترب منا فى منفانا ز كان الكاهن فى يوم تطهير الأبرص يأتى بعصفورين حيين وخشب أرز وقرمز وزوفا ، ويأمر الكاهن أن يُذبح العصفور الواحد فى إناء خزف على ماء حى ، أما العصفور الحى فيأخذه على خشب الأرز والقرمز والزوفا ويغمس الكل فى دم العصفور المذبوح على الماء الحى ، وينضح على المتطهر من البرص 7 مرات فيطهره . ثم يطلق العصفور الحى على وجه الصحراء . فالعصفوران يرمزان إلى هاتين الحقيقتين أن يسوع المسيح " اسلم من أجل خطايانا واقيم لأجل تبريرنا " ، وفرار العصفور فى الصحراء علامة أن الأبرص طُهر وبالتالى رمز إلى غفران خطايانا . ويسبق دخول الابرص إلى خيمة الاجتماع أن يغتسل بالماء الحى ثم بعد ذلك يقدم الأبرص كل التقدمات المأمور بها فى الشريعة حسب ظروف حاله ، ويرش من دم ذبيحة الخطية على رأسه ويده ورجله ويُدهن بالزيت . كذلك نحن بحاجة إلى الولادة الجديدة ( المعمودية ) ثم سكن الرب المقدس ( مسحة الزيت) لنتقدس بدم المسيح الثمين .
يوم الكفارة : كان يُحتفل به مرة فى السنة ، " المسي أيضاً قُدم مرة لكى يحمل خطايا كثيرين " ( عب 9 : 28 ) ، يوم واحد للكفارة فى مدار السنة كلها يحمل فيه رئيس الكهنة مجمرته الذهبية ، ويأخذ من دم الثور و يدخل إلى قدس الاقداس ويصنع كفارة عن نفسه وأهل بيته ، كانت الكفارة بواسطة تيسين من الماعز ، التيس المذبوح رمز إلى أنه قد اُنجزت الكفارة وغفر لهم خطاياهم ، تلك الذبيحة أمرهم الرب أن يقدموها ، فهى مؤقتة تنبيهاً لهم الذبيحة المسيح الدائمة . " لأنه لا يمكن أن دم ثيران و تيوس يرفع خطايا " ( عب 10 : 4 ) ، من أجل ذلك " ظهر فى الجسد " كانسان حتى يموت عوضاً عن الانسان تكفيراً عن آثامه " أى أن الله كان فى المسيح مصالحاً العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم " ( عب 1 : 2 – 3 ، 2 : 14 ) وبعد أن يأخذ رئيس الكهنة من دم التيس المذبوح ويدخل إلى قدس الاقداس ، يحرقه خارج محلة اسرائيل ، " كذلك يسوع أيضاً لكى يقدس الشعب بدم نفسه تألم خارج الباب . فلنخرج اذاً اليه خارج المحلة حاملين عاره " ( عب 13 : 12 – 13 ) . فالصليب الذى ادخلنا إلى داخل الحجاب ، وبه تيسر لنا التقرب إلى الله ، هو نفسه قد اخرجنا إلى خارج المحلة، وبه انفصلنا عن العالم .
الد م : سفر اللاويين يؤكد حقيقة أن الدم هو ذات النفس. " لأن نفس الجسد هى فى الدم ، فأنا اعطيتكم إياه على المذبح للتكفير عن نفوسكم . لأن الدم يكفر عن النفس ... لأن نفس كل جسد دمه نفسه " ( لا 17 : 11 ، 14 ) . لذلك يجب أن ندرك أهمية دم المسيح الكريم ( 1 بط 1 : 18 – 19 ) ، معنى الدم ( لا 17 : 11 ، 14) ، الفداء بالدم ( 1 بط 1 : 18 – 19 ) ، الغفران بالدم ( أف 1 : 7 ) الصلح بالدم ( كو 1 : 20 ) ، التطهير بالدم ( 1 يو 1 : 7 ) ، الاغتسال من الخطية بالدم ( رؤ 1 : 5 ) ، التقديس بالدم ( عب 13 : 12 ) ، الدالة أو ثقة الدخول بالدم ( عب 10 : 19 ) ، الغلبة بالدم ( رؤ 13 : 11 ) ، المجد الابدى بالدم ( رؤ 7 : 14 ، 15 ).

ليست هناك تعليقات:

 

Hit Counter
Dating Site