منذ عشرين قرن مضت , وُلد على الأرض إنسان بعكس كل نواميس الولادة الطبيعية . ومات ايضاً بعكس نواميس الموت الطبيعى .
فى طفولته أفزع ملك إسمه هيرودس , وفى حياته حيّر علماء اليهود , وفى رجولته استطاع ان يسيطر على الطبيعة , يمشى على الأمواج ويجعل البحر المضطرب يهدأ وينام .
لم يكن يمتلك حقول قمح ومصايد أسماك , ومع ذلك استطاع ان يقيم مأدبة طعام من الخبز والسمك لخمسة آلاف رجل مرة واحدة بخلاف النساء والاولاد.
هذا الإنسان استطاع ان يشفى عدداً لا يحصى من المرضى , دون ان يستخدم علبة دواء واحدة , ودون ان يتقاضى أجراً نظير أتعابه .
لم يكتب فى حياته كتاباً واحداً , ومع ذلك فإن كل المكتبات لا يمكنها ان تسع الكتب التى كُتبت عنه . لم يؤلف ترنيمة واحدة طول حياته ومع ذلك فمعظم الترانيم التى كتبها البشر لا تتحدث إلا عنه.
لم يؤسس فى حياته معهداً دراسياً واحداً , وبالرغم من ذلك فإن عدد الذين تتلمذوا على يديه أكثر بكثير من خريجى كل المعاهد الدراسية .
لم يدرب فى حياته جيشاً واحداً على القتال , ولم يستعمل سلاحاً أبداً , ومع ذلك فإن ملايين العصاة والمتمردين قد خضعوا له ولسلطان محبته.
لم يَدرس أى شئ عن الامراض النفسية , ومع ذلك كان عدد الذين شفاهم من منكسرى القلوب يفوق بكثير عدد الذين استطاع الأطباء النفسيون علاجهم على مر العصور .
عند موته لم يبك عليه سوى أناس قليلون , فإرتدت عليه الشمس ملابس الحداد السوداء . فى صلبه لم يبك البشر على خطيتهم فإرتعدت الأرض التى تحت أرجلهم , وتزلزلت وهى تتألم تحت ثقل خطاياهم . لم يستطع التراب الذى إصطبغ باللون الأحمر عندما إختلط بدماه ان يحول جسده الى تراب .
والآن وبعد قرون كثيرة , فى يوم الأحد من كل اسبوع , فى كل أنحاء العالم تتجه جموع لا حصر لها الى أماكن العبادة , لكى تقدم له السجود والإحترام اللائق به.
أسماء عظيمة ذكرها التاريخ ظهرت ثم إختفت . علماء عظام وفلاسفة مشهورين جاءوا ثم ذهبوا , ولكن إسم هذا الشخص العجيب ما زال حتى الآن يتعظم أكثر وأكثر. وبالرغم من مرور حوالى ألفى عام على صلبه وموته وقيامته , إلا انه مازال حياً , فلا هيرودس الملك استطاع ان يهلكه ولا القبر استطاع ان يمسكه . ولكنه قام من الموت فى فجر الأحد , وظهر للكثيرين ثم صعد الى السماء امام أنظار تابعيه . إنه يجلس الآن على أعلى قمم المجد السماوى مشهوداً له من الله , ومعترفاً به من الملائكة ومعبوداً من القديسين , وترتعد منه كل الشياطين . إنه المسيح الحى مخلصى وربى .
هل ترى كان ذلك الإنسان الذى عبر عالمنا منذ ألفى عام هو إبن عادى لمريم ويوسف ؟
هل كانت الدماء التى نزفت على الصليب لفداء الخطاة هى مجرد دماء بشرية عادية ؟
هل يستطيع أى إنسان عندما يعرف عظمة شخصه أن يمتنع عن الهتاف وأن يقول هذا ربى وإلهى ؟
من هو المسيح بالنسبة لك ؟؟
الاثنين، 29 سبتمبر 2008
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق