الجمعة، 5 سبتمبر 2008

لماذا يسمح الله بنجاح الأشرار

لماذا يسمح الله بنجاح الأشرار
قد يسمح الله بنجاح الأشرار كما يسمح بنجاح الأبرار أو المؤمنين، "فانه يشرق شمسه على الاشرار و الصالحين و يمطر على الابرار و الظالمين" (متى 5 : 45). إنه يشرق شمسه على الأشرار والأبرار معاً، فهو لا يحرم شريراً من النور أو الدفء أو البركات المادية أو المطر الذي يروي الأرض، انه لا يحرم الأشرار من الخيرات الموجودة هنا وهناك، ولو فعل ذلك لوصفناه بأنه اله غير عادل وانه لا ينصف الجميع، أو انه يجبر البشر على أن يتبعوه خوفاً من بطشه، أو حرمانهم من الخيرات والبركات التي يتمتع بها الأبرار فقط، لكنه في نعمته الغنية، يمنح الأشرار كما يمنح الأبرار ذات الفرصة. لكن نجاح الأشرار لا يمكن أن يُعتبر بركة من الله، فقد يسمح بأن ينجح الشرير أو أن يكون غنياً ولكن النجاح أو الغنى لهذا الإنسان قد يكون شراً عظيماً. لعدم وجود الإيمان لدى هذا الإنسان، الإيمان الذي يعرف معنى بركة الله، وكثيرون في هذا العالم هم الذين أصبحت أموالهم عثرة في طريقهم وأصبح غناهم بئراً وهوة سحيقة يسقطون فيها، ولا يخرجون منها بينما في الجهة المقابلة فقر المؤمنين وعوزهم نجد ذلك بركة خاصة، و بسببها استطاع كثير من المؤمنين أن يتجاوزا الصعاب وأن يحلّقوا في سماء الحياة الروحية، وأن يصلوا إلى علاقة ممتازة مع الله، علاقة وشركة وراحة وسلام وتعزية في القلب. ولو كانوا أغنياء ربما منعهم غناهم من كل ذلك، على الرغم من كونهم مؤمنين، لأن سلطان المال قوى جداً ولا يمكن أن يقاومه إلا المؤمن المتمسك بحياة القداسة الفعالة لهذا يجب علينا أن نشكر الله لأجل الخطة التي رسمها لنا. فإذاً كان يسمح بأن يكون مؤمن ما فقيراً، فلنشكر الرب لأنه يريد لنا الخير، ولا يريد لنا الشر، ومع كل ذلك لا أريد أن يفهم الإنسان بأن المال في حد ذاته خطية ويكرهه الرب. المال والغنى لا يمكن أن يكونا خطية، ولكن سوء استعمال هذا المال وسوء إدارة هذا الغنى هو الخطية وهو الذي يقود إلى الحفرة. وهناك كثيرون من الأغنياء وضعوا أموالهم في الدرجة الثانية لأنهم ينظرون دوماً إلى المسيح، لأنهم يعطونه المكان الأول في حياتهم فالمال والغنى والثروة كل ذلك يأتي بالدرجة الثانية لا بالدرجة الأولى. الله لا يمنع على المؤمن أن يكون غنياً ولكن إن كان الغنى سيفصل المؤمن عن خالقه فإن الله في محبته قد لا يسمح به. مرة أخرى أقول علينا أن نشكر الله من أجل الغنى ومن أجل الفقر، ومن أجل العوز ومن أجل كل شئ يسمح به، بشرط أن تكون مجتهدين بحياتنا لا متواكلين.

ليست هناك تعليقات:

 

Hit Counter
Dating Site