إنها صرخة صادرة من قلوب رجال ونساء يئسوا من الحياة، وهي تطرح سؤالاً هاماً: ما هي الحياة؟ وهل توجد الحياة الحقيقية في الغنى، الكحول، المخدرات، أو المسرّات التي يعرضها العالم علينا؟ يبدو أن الجواب (لا) لأن عدداً من الرجال المشهورين بغناهم ومجدهم العالمي أرادوا أن يتخلصوا من هذه الحياة.لننظر إلى الوراء قليلاً ولنسأل الانبياء الذين أرسلهم الله عما أراده تعالى لكل منا. ولنسأل عما تتضمنه هذه الحياة التي تسمّيها كلمة الله "بالحياة الأبدية".يسوع المسيح أجاب عن هذا السؤال الذي طرحه عليه في يوم من الأيام شاب بقوله:"مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟ " وَلَكِنَّ يَسُوعَ قَالَ لَهُ: "لِمَاذَا تَدْعُونِي الصَّالِحَ؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ، وَهُوَ اللهُ! أَنْتَ تَعْرِفُ الْوَصَايَا: لاَ تَزْنِ؛ لاَ تَقْتُلْ؛ لاَ تَسْرِقْ؛ لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ؛ أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ!" فَقَالَ: "هَذِهِ كُلُّهَا عَمِلْتُ بِهَا مُنْذُ صِغَرِي! " فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ هَذَا، قَالَ لَهُ: "يَنْقُصُكَ شَيْءٌ وَاحِدٌ: بِعْ كُلَّ مَا عِنْدَكَ، وَوَزِّعْ عَلَى الْفُقَرَاءِ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاوَاتِ. ثُمَّ تَعَالَ اتْبَعْنِي!" وَلكِنَّهُ لَمَّا سَمِعَ ذلِكَ، حَزِنَ حُزْناً شَدِيداً، لأَنَّهُ كَانَ غَنِيّاً جِدّاً. فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ ذَلِكَ مِنْهُ، قَالَ: "مَا أَصْعَبَ دُخُولَ الأَغْنِيَاءِ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ! فَإِنَّ مُرُورَ جَمَلٍ فِي ثَقْبِ إِبْرَةٍ أَسْهَلُ مِنْ دُخُولِ غَنِيٍّ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ". فَقَالَ الَّذِينَ سَمِعُوا ذَلِكَ: "إِذَنْ، مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَخْلُصَ؟ " فَقَالَ: "إِنَّ الْمُسْتَحِيلَ عِنْدَ النَّاسِ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللهِ!"فَقَالَ بُطْرُسُ: "هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعْنَاكَ!" فَقَالَ لَهُمْ: "الحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَا مِنْ أَحَدٍ تَرَكَ بَيْتاً، أَوْ زَوْجَةً، أَوْ إِخْوَةً أَوْ وَالِدَيْنِ، أَوْ أَوْلاَداً، مِنْ أَجْلِ مَلَكُوتِ اللهِ، إِلاَّ وَيَنَالُ أَضْعَافَ ذَلِكَ فِي هَذَا الزَّمَانِ، وَيَنَالُ فِي الزَّمَانِ الآتِي الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ!" ألم تحلم مرة بمملكة جميلة يسودها العدل والكمال وتخيّم عليها السعادة؟ هذا ممكن والمسيح يدعو هذه المملكة "ملكوت الله". وهي اللحظة في تاريخ حياتك التي خلالها يصير الله مَلِكاً على حياتك." (لوقا 18:18-30)من الذي يعيش فعلاً إلى الأبد؟ هل هو المحترم أم الذي يمتنع عن القتل أو السرقة أو الكذب؟ أم هل هو اللطيف الكريم والمعاون لغيره؟ يقول سيّدنا يسوع المسيح بأن هذا لايكفي. ولكن لتكون لنا الحياة الحقيقية ولكي ندخل ملكوت الله ينبغي أن نتبع يسوع. هناك أشياء علينا أن نبتعد عنها بكل فرح لنحيا تلك الحياة الفضلى الدائمة إلى الأبد في السماء مع الله.
الجمعة، 5 سبتمبر 2008
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق