هذا حوار روحي جميل جدا مع إحدى النسوة الثلاث التي جاء ذكرهن في الكتاب المقدس أنهن قد سكبن الطيب على قدمي ورأس مخلصنا الصالح وهي مريم أخت لعازر التي سكبت طيب التأمل يوحنا 12 :1-8 وقد كتبها نيافة الأنبا يوأنس الأسقف العام
كان لنا لقاء روحي جميل للغاية مع هذه القديسة ، حيث بدأت تقص قصة طيب تأملها، وكيف سكبته على قدمي المخلص قبيل رحلة آلامه ... فقالت كنا نقطن أنا ولعازر أخي ومرثا أختي بقرية بيت عنيا الواقعة شرق أورشليم بنحو عشر غلوة عند منحدر جبل الزيتون. وكان الرب يحبنا ( يو5:11) ، وبين الحين والآخر كان يزور منزلنا المتواضع كنت دائما أجلس عند قدميه، وأتمتع بحديثه الإلهي .. وكم كان حديثه يعزيني ويفرحني ويسمو بي إلى أفاق روحانية سامية ....كانت جلستي المفضلة عند قدميه ، أستقي من ينبوعه الخالد الذي لا يفرغ ... فأجمل ما كان في حياتي، هي هذه الجلسات الهادئة... جلسات التأمل المشبعة، التي أشبعت نفسي بالرب، فصار هو نصيبي الصالح وذات يوم سمعت من السيد أنه ينبغي أن يذهب إلى أورشليم، ويتألم كثيرا ، ويُقتل وفي اليوم الثالث يقوم .... فاحتارت مشاعري فيَ وقلت ماذا أفعل ؟ ... ماذا أفعل لأجل مخلصي الصالح الذي اتي من سماء مجده ليُذبح عني ؟ ... قلت في نفسي : سأبدأ من اليوم أن أدخر كل ما أملك ، لشتري زجاجة طيب ناردين خالص كثير الثمن، وأحفظها عندي حتى يوم تكفينه لأكفنه بها ( يو7:12 ولكن أيتها القديسة : أنا أعرف أنك كنت فقيرة. أهكذا في فترة وجيزة ادخرت ثلاثمائة دينار لتشتري زجاجة طيب ناردين كثير الثمن
نعم كنت فقيرة ، والرب يعلم كيف ادخرت هذه النقود... ولكنه ربي الحبيب -ملك الملوك ورب الأرباب - كيف لا أشتري أغلى طيب في هذا الوجود لأكفنه به؟ حفظت طيبي ، وقد أسميت هذا الطيب : " طيب التأمل " ... لأنه ثمرة الجلسات الهادئة الطويلة الحلوة عند قدمي إلهي ومخلصي ... فهذه الجلسات كم كانت تعمل فيَ بعمل روحاني خفي متواتر، حتى ملأ الرب قلبي ، كم عجبت لك ايتها القديسة ؟ ! فهذه المحبة العجيبة، وهذا الوفاء الصادق ، وهذا الفكر الثاقب ، لم نجده في تلاميذه القديسين الذين كانوا يعرفون جيدا أن رب المجد سيتألم ويذبح ، وفي اليوم الثالث يقوم ومرت الأيام ، ومات أخي لعازر ، واتى السيد ليقيمه ... وكم أحدثت هذه المعجزة ضجة وكان سبتا ، وتم الاتفاق على إقامة عشاء في المساء احتفالا ً بالسيد وبقيامة أخي من الموت .. وكان الفصح بعد ستة أيام ... وأثناء اعدادنا للعشاء، جاءتنا الأخبار بأن السيد سيدخل أورشليم غدا كملك في بداية رحلة آلامه ، فتركت الإعداد للعشاء، وجلست وحدي وقد تحركت فيَ مشاعري للغاية ... ماذا افعل؟ قلت اخذ زجاجة طيب تأملي - التي قد حفظتها ليوم تكفين ملكي ومخلصي- وأسبق وأطيب جسده الطاهر قبل رحلة آلامه ... أسبق وأسكب عليه طيب محبتي ، ليطيب قلبه الحبيب قبل رحلة آلامه لأجلي ولأجل كل العالم طوبى لك أيتها القديسة... فإن كنا نطوب من يرطبون آلام وجروح الآخرين عندما يتألمون ... فكم نطوبك يا من رطبت قلب القدوس الحبيب بطيب محبتك قبل ان يجوز الآلام عن العالم كله ؟؟وتستطرد قائلة : وجاء المخلص في المساء إلى العشاء واتكأ ، فأخذت طيب تأملي ودهنت به قدميه الطاهرتين... كان منا ً ( رطلا ً ) من طيب ناردين خالص كثير الثمن. ثم مسحت قدميه بشعر رأسي، فامتلأ البيت من رائحة الطيب كم عجبت لك أيتها القديسة أن تسكبي رطلا من هذا الطيب على قدمي السيد ! فعادة، الطيب يُمسح به الرأس ، بينما الماء يُسكب على القدمين لغسلهما لم يكن الموضوع طيبا مسكوبا على قدمين ، ولكنه حبا ً مسكوبا على قدمي الطيب الذي سيُسكب من أجلي ومن أجل العالم كله ... كنت كاما أجلس عند قدمي إلهي الطاهرتين أستقي حُبا ... وجاء اليوم الذي أسكب فيه حبا من الحب الذي استقيته سكبت ناردين وطيب محبتي على قدمي ذاك الطيب المسكوب حبا عن حياتي، وحياة العالم كله وقلبي يرنم ويقول إقبل مني يا ملكي وإلهي هذه القطرات القليلة من طيب محبتي ... إقبلها إليك لتطيب قدميك الطاهرتين قبل ان يخترقهما المسمار على عود الصليب من أجلي... اقبلها إليك في بحر حبك الفياض ... في بحر طيبك المسكوب حبا عن حياة العالم كله وبعد أن سكبت طيبي ، مسحت قدميه الطاهرتين بشعر رأسي ولسان حالي يترنم ويقول : هاهي كرامتي عند قدميك يا مخلصي الصالح ... هاهي ذاتي طوع مشيئتك المقدسة ... فهذا هو قمة كرامتي ، أن لأحيا لا أنا با انت تحيا فيَ ( غل20:2 أيتها القديسة المباركة : كم جاشت في قلبك مشاعر ومشاعر من الحب المتأجج ... وإذ عبُقت رائحة طيبك المكان كله ، تقمقم عليك البعض ... فلم يخرج لسانك عن صمته ، ولكن الرب لم يصمت ... الرب يدافع عن أولاده وهم صامتون وإذ برب المجد يكشف لنا عن سر حياتك ... عن محبتك العجيبة، ووفائك الصادق، وطيب تأملك الغالي القيمة جدا كان مكان القديسة مريم المفضل عند قدمي الرب . تجلس هناك لتستقي من ينابيع الحب الخالدة... فياترى أين مكاننا نحن ؟ أدائما نجلس عند قدمي الرب في جلسات تأمل طويلة هادئة ... أم أننا دائما مشغولون في طاحونة هذا العالم التي لا تهدأ ؟ كانت القديسة مريم تجمع كل يوم في طيب تأملها، وتحفظه، لتفرح به قلب إلهها ... فهل نجمع نحن كل يوم في طيب تأملنا ؟ أم أننا لا زلنا نعيش مستوى الكسل والغيرة والتحزّب ومحبة المتكآت الأولى .... ياليتنا أن نسكب كل يوم طيب توبتنا ، فنقتني لنا عمرا نقيا بالتوبة ... تلك التي تؤهلنا لجلسات التأمل الهادئة عند قدمي الرب ، فيفيض قلبنا بطيب التأمل ... نسكبه بين الحين والآخر ، طيبا فائقا يفرح قلب إلهنا الحبيب ، مترنمين مع عروس النشيد مادام الملك في مجلسه، أفاح نارديني رائحته
كان لنا لقاء روحي جميل للغاية مع هذه القديسة ، حيث بدأت تقص قصة طيب تأملها، وكيف سكبته على قدمي المخلص قبيل رحلة آلامه ... فقالت كنا نقطن أنا ولعازر أخي ومرثا أختي بقرية بيت عنيا الواقعة شرق أورشليم بنحو عشر غلوة عند منحدر جبل الزيتون. وكان الرب يحبنا ( يو5:11) ، وبين الحين والآخر كان يزور منزلنا المتواضع كنت دائما أجلس عند قدميه، وأتمتع بحديثه الإلهي .. وكم كان حديثه يعزيني ويفرحني ويسمو بي إلى أفاق روحانية سامية ....كانت جلستي المفضلة عند قدميه ، أستقي من ينبوعه الخالد الذي لا يفرغ ... فأجمل ما كان في حياتي، هي هذه الجلسات الهادئة... جلسات التأمل المشبعة، التي أشبعت نفسي بالرب، فصار هو نصيبي الصالح وذات يوم سمعت من السيد أنه ينبغي أن يذهب إلى أورشليم، ويتألم كثيرا ، ويُقتل وفي اليوم الثالث يقوم .... فاحتارت مشاعري فيَ وقلت ماذا أفعل ؟ ... ماذا أفعل لأجل مخلصي الصالح الذي اتي من سماء مجده ليُذبح عني ؟ ... قلت في نفسي : سأبدأ من اليوم أن أدخر كل ما أملك ، لشتري زجاجة طيب ناردين خالص كثير الثمن، وأحفظها عندي حتى يوم تكفينه لأكفنه بها ( يو7:12 ولكن أيتها القديسة : أنا أعرف أنك كنت فقيرة. أهكذا في فترة وجيزة ادخرت ثلاثمائة دينار لتشتري زجاجة طيب ناردين كثير الثمن
نعم كنت فقيرة ، والرب يعلم كيف ادخرت هذه النقود... ولكنه ربي الحبيب -ملك الملوك ورب الأرباب - كيف لا أشتري أغلى طيب في هذا الوجود لأكفنه به؟ حفظت طيبي ، وقد أسميت هذا الطيب : " طيب التأمل " ... لأنه ثمرة الجلسات الهادئة الطويلة الحلوة عند قدمي إلهي ومخلصي ... فهذه الجلسات كم كانت تعمل فيَ بعمل روحاني خفي متواتر، حتى ملأ الرب قلبي ، كم عجبت لك ايتها القديسة ؟ ! فهذه المحبة العجيبة، وهذا الوفاء الصادق ، وهذا الفكر الثاقب ، لم نجده في تلاميذه القديسين الذين كانوا يعرفون جيدا أن رب المجد سيتألم ويذبح ، وفي اليوم الثالث يقوم ومرت الأيام ، ومات أخي لعازر ، واتى السيد ليقيمه ... وكم أحدثت هذه المعجزة ضجة وكان سبتا ، وتم الاتفاق على إقامة عشاء في المساء احتفالا ً بالسيد وبقيامة أخي من الموت .. وكان الفصح بعد ستة أيام ... وأثناء اعدادنا للعشاء، جاءتنا الأخبار بأن السيد سيدخل أورشليم غدا كملك في بداية رحلة آلامه ، فتركت الإعداد للعشاء، وجلست وحدي وقد تحركت فيَ مشاعري للغاية ... ماذا افعل؟ قلت اخذ زجاجة طيب تأملي - التي قد حفظتها ليوم تكفين ملكي ومخلصي- وأسبق وأطيب جسده الطاهر قبل رحلة آلامه ... أسبق وأسكب عليه طيب محبتي ، ليطيب قلبه الحبيب قبل رحلة آلامه لأجلي ولأجل كل العالم طوبى لك أيتها القديسة... فإن كنا نطوب من يرطبون آلام وجروح الآخرين عندما يتألمون ... فكم نطوبك يا من رطبت قلب القدوس الحبيب بطيب محبتك قبل ان يجوز الآلام عن العالم كله ؟؟وتستطرد قائلة : وجاء المخلص في المساء إلى العشاء واتكأ ، فأخذت طيب تأملي ودهنت به قدميه الطاهرتين... كان منا ً ( رطلا ً ) من طيب ناردين خالص كثير الثمن. ثم مسحت قدميه بشعر رأسي، فامتلأ البيت من رائحة الطيب كم عجبت لك أيتها القديسة أن تسكبي رطلا من هذا الطيب على قدمي السيد ! فعادة، الطيب يُمسح به الرأس ، بينما الماء يُسكب على القدمين لغسلهما لم يكن الموضوع طيبا مسكوبا على قدمين ، ولكنه حبا ً مسكوبا على قدمي الطيب الذي سيُسكب من أجلي ومن أجل العالم كله ... كنت كاما أجلس عند قدمي إلهي الطاهرتين أستقي حُبا ... وجاء اليوم الذي أسكب فيه حبا من الحب الذي استقيته سكبت ناردين وطيب محبتي على قدمي ذاك الطيب المسكوب حبا عن حياتي، وحياة العالم كله وقلبي يرنم ويقول إقبل مني يا ملكي وإلهي هذه القطرات القليلة من طيب محبتي ... إقبلها إليك لتطيب قدميك الطاهرتين قبل ان يخترقهما المسمار على عود الصليب من أجلي... اقبلها إليك في بحر حبك الفياض ... في بحر طيبك المسكوب حبا عن حياة العالم كله وبعد أن سكبت طيبي ، مسحت قدميه الطاهرتين بشعر رأسي ولسان حالي يترنم ويقول : هاهي كرامتي عند قدميك يا مخلصي الصالح ... هاهي ذاتي طوع مشيئتك المقدسة ... فهذا هو قمة كرامتي ، أن لأحيا لا أنا با انت تحيا فيَ ( غل20:2 أيتها القديسة المباركة : كم جاشت في قلبك مشاعر ومشاعر من الحب المتأجج ... وإذ عبُقت رائحة طيبك المكان كله ، تقمقم عليك البعض ... فلم يخرج لسانك عن صمته ، ولكن الرب لم يصمت ... الرب يدافع عن أولاده وهم صامتون وإذ برب المجد يكشف لنا عن سر حياتك ... عن محبتك العجيبة، ووفائك الصادق، وطيب تأملك الغالي القيمة جدا كان مكان القديسة مريم المفضل عند قدمي الرب . تجلس هناك لتستقي من ينابيع الحب الخالدة... فياترى أين مكاننا نحن ؟ أدائما نجلس عند قدمي الرب في جلسات تأمل طويلة هادئة ... أم أننا دائما مشغولون في طاحونة هذا العالم التي لا تهدأ ؟ كانت القديسة مريم تجمع كل يوم في طيب تأملها، وتحفظه، لتفرح به قلب إلهها ... فهل نجمع نحن كل يوم في طيب تأملنا ؟ أم أننا لا زلنا نعيش مستوى الكسل والغيرة والتحزّب ومحبة المتكآت الأولى .... ياليتنا أن نسكب كل يوم طيب توبتنا ، فنقتني لنا عمرا نقيا بالتوبة ... تلك التي تؤهلنا لجلسات التأمل الهادئة عند قدمي الرب ، فيفيض قلبنا بطيب التأمل ... نسكبه بين الحين والآخر ، طيبا فائقا يفرح قلب إلهنا الحبيب ، مترنمين مع عروس النشيد مادام الملك في مجلسه، أفاح نارديني رائحته
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق