1ثُمَّ دَخَلَ كَفْرَنَاحُومَ أَيْضاً بَعْدَ أَيَّامٍ فَسُمِعَ أَنَّهُ فِي بَيْتٍ. 2وَلِلْوَقْتِ اجْتَمَعَ كَثِيرُونَ حَتَّى لَمْ يَعُدْ يَسَعُ وَلاَ مَا حَوْلَ الْبَابِ. فَكَانَ يُخَاطِبُهُمْ بِالْكَلِمَةِ. 3وَجَاءُوا إِلَيْهِ مُقَدِّمِينَ مَفْلُوجاً يَحْمِلُهُ أَرْبَعَةٌ. 4وَإِذْ لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَقْتَرِبُوا إِلَيْهِ مِنْ أَجْلِ الْجَمْعِ كَشَفُوا السَّقْفَ حَيْثُ كَانَ. وَبَعْدَ مَا نَقَبُوهُ دَلَّوُا السَّرِيرَ الَّذِي كَانَ الْمَفْلُوجُ مُضْطَجِعاً عَلَيْهِ. 5فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُمْ قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: «يَا بُنَيَّ مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ». 6وَكَانَ قَوْمٌ مِنَ الْكَتَبَةِ هُنَاكَ جَالِسِينَ يُفَكِّرُونَ فِي قُلُوبِهِمْ: 7«لِمَاذَا يَتَكَلَّمُ هَذَا هَكَذَا بِتَجَادِيفَ؟ مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ خَطَايَا إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ؟» 8فَلِلْوَقْتِ شَعَرَ يَسُوعُ بِرُوحِهِ أَنَّهُمْ يُفَكِّرُونَ هَكَذَا فِي أَنْفُسِهِمْ فَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا تُفَكِّرُونَ بِهَذَا فِي قُلُوبِكُمْ؟ 9أَيُّمَا أَيْسَرُ: أَنْ يُقَالَ لِلْمَفْلُوجِ مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ أَمْ أَنْ يُقَالَ: قُمْ وَاحْمِلْ سَرِيرَكَ وَامْشِ؟ 10وَلَكِنْ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لاِبْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَاناً عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ الْخَطَايَا» - قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: 11«لَكَ أَقُولُ قُمْ وَاحْمِلْ سَرِيرَكَ وَاذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ». 12فَقَامَ لِلْوَقْتِ وَحَمَلَ السَّرِيرَ وَخَرَجَ قُدَّامَ الْكُلِّ حَتَّى بُهِتَ الْجَمِيعُ وَمَجَّدُوا اللَّهَ قَائِلِينَ: «مَا رَأَيْنَا مِثْلَ هَذَا قَطُّ!». (مرقس 2: 1- 12)
تقول الآية الأولى من المقطع أعلاه "ثم دخل يسوع كفرناحوم فسمع أنه في بيت". ويعتقد الكثيرون أن البيت كان بيت بطرس بالذات. ولكن المهم في الأمر ليس في كون البيت بيت بطرس أو سواه بل في كون المسيح موجوداً هناك!
السؤال الآن هو: "هل المسيح في بيتك؟ هل المسيح هو رب البيت أم أنه مجرد ضيف وقتي؟ هل هو الآمر والناهي وله حق التصرف كيف يشاء؟ قبل أن تجيب بنعم أو لا، دعني أقدم لك بعض صفات البيت الذي يحل فيه يسوع".
الصفة الأولى هي الإيمان. وأسارع القول بأن الإيمان المقصود هنا ليس الإيمان العقلي بكائن أسمى وفلسفة أو عقيدة حتى ولا مجرد الإيمان بوحدانية الله. يتحدث الرسول بولس عمن كان لهم مثل هذا الإيمان – أي الوثنين الذين آمنوا بوجود الله من خلال الطبيعة – ولكنه يستأنف قائلاً أنهم "لما عرفوا الله (أي لما توصلوا إلى معرفة الله والإيمان بوجوده ووحدانيته)- لم يمجدوه أو يشكروه كإله بل حمقوا في أفكارهم وأظلم قلبهم الغبي وبينما هم يزعمون أنهم حكماء صاروا جهلاء".
من جهة أخرى نجد يعقوب في العهد الجديد يخاطب أناساً من نوعية مماثلة اكتفوا بالاعتقاد بوحدانية الله وظنوا أن ذلك هو كل المطلوب. قال يعقوب بالحرف الواحد: "أنت تؤمن أن الله واحد, حسناً تفعل" – ثم استأنف يقول: "والشياطين يؤمنون ويقشعرون" ومعنى ذلك أن الاعتقاد في وحدانية الله, رغم أهمته, لا يكفي للخلاص. فالشيطان نفسه يعتقد بوجود الله وبوحدانيته. فلو كان الإيمان المطلوب هو فقط الإيمان بوجود الخالق ووحدانية لكان الشيطان هو أول المؤمنين المخلصين – وهذا طبعاً أمر مستحيل.
إذاً المقصود بالإيمان هنا هو الثقة التامة في الرب. المقصود هو التصميم المقرون بالتسليم للرب. المقصود هو ائتمان الله على الحياة في الدنيا والآخر. المقصود هو الاتكال على ذبيحة المسيح وكفارة المسيح وداء المسيح الذي تممه بموته على الصليب. المقصود هو الالتجاء إلى يسوع بصفته الوسيط الوحيد بين الله والناس. قال يسوع من فمه المبارك: "أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الرب إلا بي".
أحد الأمثلة الجميلة على هذا الإيمان الحي الحقيقي نجده في رسالة لرسول بولس إلى تلميذه في الإيمان فيلمون- حيث يقول له: "أشكر إلهي كل حين ذاكراً إياك في صلواتي سامعاً بمحبتك والإيمان الذي لك نحو الرب يسوع المسيح...لكي تكون شركة إيمان فعالة..."
مثال آخر على هذا الإيمان الحي هو إيمان المرأة الفينيقية التي كانت قد وضعت كل ثقتها في المسيح. قال لها الرب: "عظيم إيمانك يا امرأة ليكن لك كما تريدين". يقول الكتاب المقدس: "بدون إيمان لا يمكن إرضاء الله". فهل لك مثل هذا الإيمان؟
الصفة الثانية للبيت الذي يحل فيه يسوع هي الأمان. والأمان هو إحدى حاجات الإنسان الأساسية والنفسية. فالزوجة تحتاج غليه والأولاد يحتاجون إليه. ولا شيء يوفر لهم هذه الطمأنينة إلا محبة الزوج لزوجته ومحبة الوالدين لأولادهما. والمحبة الصحيحة هي المحبة المقرونة باللطف والمراعاة لمشاعر الآخرين.
فإذا ساد البيت جو من الغضب والخوف ساد التوتر والخصام وتحول البيت إلى جحيم أرضي. هل سمعت بالأطفال والأولاد المحطمين؟ كثيرون هم الصغار الذين يحرمون عمداً من احتياجاتهم الأساسية- جسداً ونفساً وروحاً. كثيرون هم الذين يعاملون بقساوة ويعتدى عليهم بوحشية. فبعضهم يفقد بصره, وبعضهم يصاب بأضرار جسيمة بالغة يستمر أثرها مع السنين, وبعضهم يفقد بصره,
تقول الآية الأولى من المقطع أعلاه "ثم دخل يسوع كفرناحوم فسمع أنه في بيت". ويعتقد الكثيرون أن البيت كان بيت بطرس بالذات. ولكن المهم في الأمر ليس في كون البيت بيت بطرس أو سواه بل في كون المسيح موجوداً هناك!
السؤال الآن هو: "هل المسيح في بيتك؟ هل المسيح هو رب البيت أم أنه مجرد ضيف وقتي؟ هل هو الآمر والناهي وله حق التصرف كيف يشاء؟ قبل أن تجيب بنعم أو لا، دعني أقدم لك بعض صفات البيت الذي يحل فيه يسوع".
الصفة الأولى هي الإيمان. وأسارع القول بأن الإيمان المقصود هنا ليس الإيمان العقلي بكائن أسمى وفلسفة أو عقيدة حتى ولا مجرد الإيمان بوحدانية الله. يتحدث الرسول بولس عمن كان لهم مثل هذا الإيمان – أي الوثنين الذين آمنوا بوجود الله من خلال الطبيعة – ولكنه يستأنف قائلاً أنهم "لما عرفوا الله (أي لما توصلوا إلى معرفة الله والإيمان بوجوده ووحدانيته)- لم يمجدوه أو يشكروه كإله بل حمقوا في أفكارهم وأظلم قلبهم الغبي وبينما هم يزعمون أنهم حكماء صاروا جهلاء".
من جهة أخرى نجد يعقوب في العهد الجديد يخاطب أناساً من نوعية مماثلة اكتفوا بالاعتقاد بوحدانية الله وظنوا أن ذلك هو كل المطلوب. قال يعقوب بالحرف الواحد: "أنت تؤمن أن الله واحد, حسناً تفعل" – ثم استأنف يقول: "والشياطين يؤمنون ويقشعرون" ومعنى ذلك أن الاعتقاد في وحدانية الله, رغم أهمته, لا يكفي للخلاص. فالشيطان نفسه يعتقد بوجود الله وبوحدانيته. فلو كان الإيمان المطلوب هو فقط الإيمان بوجود الخالق ووحدانية لكان الشيطان هو أول المؤمنين المخلصين – وهذا طبعاً أمر مستحيل.
إذاً المقصود بالإيمان هنا هو الثقة التامة في الرب. المقصود هو التصميم المقرون بالتسليم للرب. المقصود هو ائتمان الله على الحياة في الدنيا والآخر. المقصود هو الاتكال على ذبيحة المسيح وكفارة المسيح وداء المسيح الذي تممه بموته على الصليب. المقصود هو الالتجاء إلى يسوع بصفته الوسيط الوحيد بين الله والناس. قال يسوع من فمه المبارك: "أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الرب إلا بي".
أحد الأمثلة الجميلة على هذا الإيمان الحي الحقيقي نجده في رسالة لرسول بولس إلى تلميذه في الإيمان فيلمون- حيث يقول له: "أشكر إلهي كل حين ذاكراً إياك في صلواتي سامعاً بمحبتك والإيمان الذي لك نحو الرب يسوع المسيح...لكي تكون شركة إيمان فعالة..."
مثال آخر على هذا الإيمان الحي هو إيمان المرأة الفينيقية التي كانت قد وضعت كل ثقتها في المسيح. قال لها الرب: "عظيم إيمانك يا امرأة ليكن لك كما تريدين". يقول الكتاب المقدس: "بدون إيمان لا يمكن إرضاء الله". فهل لك مثل هذا الإيمان؟
الصفة الثانية للبيت الذي يحل فيه يسوع هي الأمان. والأمان هو إحدى حاجات الإنسان الأساسية والنفسية. فالزوجة تحتاج غليه والأولاد يحتاجون إليه. ولا شيء يوفر لهم هذه الطمأنينة إلا محبة الزوج لزوجته ومحبة الوالدين لأولادهما. والمحبة الصحيحة هي المحبة المقرونة باللطف والمراعاة لمشاعر الآخرين.
فإذا ساد البيت جو من الغضب والخوف ساد التوتر والخصام وتحول البيت إلى جحيم أرضي. هل سمعت بالأطفال والأولاد المحطمين؟ كثيرون هم الصغار الذين يحرمون عمداً من احتياجاتهم الأساسية- جسداً ونفساً وروحاً. كثيرون هم الذين يعاملون بقساوة ويعتدى عليهم بوحشية. فبعضهم يفقد بصره, وبعضهم يصاب بأضرار جسيمة بالغة يستمر أثرها مع السنين, وبعضهم يفقد بصره,
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق