حديث مع النفس عن العريس..الحبيب..الراعى الصالح والأمين ياله من مخلص رحيم..أب حنون..مات من اجلى..ليمحو خطيتى..سفك دمه ليحيينى..صعد عريانا على خشبة..ليكسونى بثوب نعمته آه..فأى محبة هذه ! ألاجلى يارب فعلت كل هذا ! يا لك من شخص حنون طيب القلب..فأنا الشخص الحقير الذى لا يبالى الذى يسير فى الظلمة ولا يعرف أنها ظلمة..لقد ترك النور بإرادته..ما هذا !! يا لك من غبية لا تستحقى كل هذا الحب.. ويا لك من فادى حنون ومخلص رائع..أنت الملك الجبار..خالق الكون..ملك الملوك..فكيف لك هذا !! كيف تضع نفسك هكذا..كيف تحقرها على هذا النحو!! من أجلى..؟! آه..فأحزنى يا نفسى على خطاياك التى سببت لفاديك الحنون هذه الآلام..يا لغباوتك وشقائك وتعاستك..لماذا فعلتى ومازلت تفعلين هذا؟! ألا تكتفى بما سببتيه من آلام ومتاعب لابوك الحنون وفاديك الصالح وراعى نفسك الأمين..! ألا تكتفى بالمسامير التى وضعتيها فى يديه وقدميه الطاهرتين..! ألا تكتفى بالأشواك التى غرستيها فى رأسه المباركة..! ألاتكتفى بالحربة التى وضعتيها فى جنبه ليسيل دمه الطاهر لاحيائك..! ألا تكتفى بالاهانات والتفل واللطم الذى توجهيه اليه..! يا لك من حقيرة ذليلة..تستمتعى بالرقاد فى المزبلة مع انه نقلك بجانبه رفعك الى مكانة عالية وضعك عن يمينه..ولكنك لا تستحقى..يا لك من قاسية متحجرة القلب..لا تعبئى بما قدمه لك تزيدى آلامه وجراحاته دونما تشعرى, ومع هذا كله يصبر عليك..مازال ينتظرك يمد لك يديه الطاهرتين مازال يدعوكى للعشاء معه..فهل ترفضى ؟! هل تخذليه مرة اخرى؟! لا يا عزيزتى لن أدعك تضيعى الفرصة على مرة اخرى..فقد اضعتها على كثيرا ولكن الآن لا لا لا..لن ادعك تنتصرى على..فمعى الملك انه ابى أتخاف ابنة الملك من اى شئ ؟! الآن أقتنصى الفرصة وتقدمى اليه اركعى تحت قدميه الطاهرتين بلليهم بدموعك امسحيهم بشعرك..فهو مع انه الملك ولكنه ابوك لن يخذلك كما خذلتيه فهو أحن وأرق منك بكثير..لن يتركك فى المزبلة..كيف وهو ابوك؟!أيترك الاب ابنته تههلك..! لا ثقى لن يفعلها..ثقى انه يحبك رغم سوادك وقبحك رغم عنادك وقساوة قلبك.. أغتنمى الفرصة يا عزيزتى قبل ان يحول وجهه الطاهر عنك..قبل ان يقول اذهبى لا أعرفك. أذهبى اليه لا تخجلى منه فهو جاء من أجلك..جاء خصيصا لك جاء ليمسح دمعك ليخفف آلامك ليزيل حزنك لينير ظلمتك ليمحو سوادك الذى غطى على جمالك الأصلى. هذا هو ابوك أبعد هذا تخذليه..! تتركى يده ممدودة دون ان تمدى يدك..تتركيه ينظر اليك دون حتى ان تهتمى بالنظر اليه.. يا لك من بائسة ..قصيرة النظر ..ألا ترى المجد الذى يعده لك اذا أتبعتيه..ألا ترى القصر الجميل المعد خصيصا لك.. ألا ترى حضنه المفتوح لك..لماذا لا تجلسى وتضعى رأسك على صدره الحنون..ثقى انه يحبك..لن يتخلى عنك..لكن فقط اطلبيه أدعيه للعشاء معك وأنا أثق انه لن يرفض دعوتك..فكيف يرفضها وهو ينتظرها منذ زمن..افتحى قلبك وادخليه ولكن احترسى قبل ان تدخليه..عليك اولا بتنظيف بيتك لاستقبال العريس..اطردى اولا الاشياء الغريبة التى دخلت عن طريق الخطأ ثم استقبليه وأنا اثق انه سيلبى الدعوة فورا..عليك ايضا ألا تتوانى ألا تصبرى فهذه فرصة عليكى باغتنامها لا تتركييها تعبر لئلا تذهب لغيرك وتظلى انت فى المزبلة.. هل ترضى ان تظلى ذليلة طوال عمرك..لا يا عزيزتى لن تنتصرى على هذه المرة لان الملك معى فهل تجرؤى على لاقتراب منى...************
والآن بعدما ذهبت اليه ودعيتيه الى بيتك..تراه ماذا فعل..؟ وافق على الدعوة..؟! نعم بالطبع فقد وافق..وهل يردنى فارغة !!! شعرت انه كان ينتظرنى منذ زمن بعيد ..شعرت انه مشتاق لى ..لرؤيتى للحديث معى للجلوس معى..فقد جلسنا سويا دون ان يرانا احد..أدخلته بيتى وأغلقت الباب..تحدثنا طويلا... ترى ماذا حدث فى هذا اللقاء العجيب..؟ ترى كيف كان يعاملنى...؟ آه..ياله من شخص بارع الجمال..لم أتذوق جماله هذا من قبل..لم أشعر به..أما عن حديثه فام ولن أجد أعذب منه ولا أرق منه . شعرت من جانبه بالاشتياق لرؤيتى..ياله من شعور رائع ان تجد من يحبك و يشتاق لرؤيتك...أرتميت فى حضنه فما وجدت أدفء منه..مسكت يده وتحسست آثار المسامير فتذكرت قساوة قلبى فانهمرت من عينى الدموع دون ان ادرى ولكنه جففها لى بحنان فائق وعلى شفتيه ابتسامه هادئه تبعث فى النفس الهدوء والطمأنينة...جلست تحت اقدامه الطاهرة التى سمرت من اجل حقارتى..جلست استمع لحديثه العذب الرائع المريح المطمئن المعزى المفرح..شعرت بيده تمتد الى جراحاتى لتبرئها فى الحال. سمعته يقول: تعالوا الى يا جميع المتعبين والثقيلى الاحمال وانا اريحكم. قال لى : أنا هنا من اجلك انت وحدك..لأطمئنك..لأهديك..لأسعدك..لأضمد جراحك..لاؤنس وحدتك..لأشاركك حياتك كلها.. يالك من رائع أبعض كل ما فعلت بك تقبلنى هكذا ببساطة..بهذه المحبة وهذا الاشتياق..تتكئنى على صدرك تجلسنى بجوارك تمسح دموعى تزيل حزنى تنتشلنى من المزبلة ترفعنى عن يمينك تدعونى ابنة لك ابنة الملك..آه..أى حب هذا..؟! أيقدر احد ان يفعل هذا..؟ لا ..انه الاله..الملك..المخلص..الفادى..الراعى الامين..فكيف للراعى ان ينسى خروف من خرافه !!أيتركه يهيم و يضيع فى الصحراء المظلمة..! حقا انه لقاء عجيب ان تلتقى النفس الجائعة بحبيبها الذى يشبعها واى شبع انه بلا جوع مرة اخرى. شعرت انى أرنم مع داود قائلة: اليك أبكر عطشت اليك نفسى.. يشتاق جسدى فى ارض ناشفة ويابسة بلا ماء. آه..لقد جرى حديثى معه بسرعة شديدة..لقد كان حديث عذب ولقاء رائع..لن انساه طوال حياتى..بل سأكرر الدعوة كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة و كلى ثقه انه سيلبيها فورا..ولما لا فهو الذى قال: " ويكون انى قبلما يدعون انا اجيب وفيما هم يتكلمون بعد انا اسمع " (اش 65). لذلك افرحى يا نفسى فهو لن يخذلك ابدا..أنه فى انتظارك كل يوم.....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق